في السودان، في منتصف القرن العشرين، حُكِمَ على القس متى بالسجن ثلاثين سنة بسبب تبشيره بالمسيح، بدون أية زيارات من زوجته وأولاده. لكنه يقول وهو مملوء سلاماً: [ أنا أؤمن أن الله وضعني هنا لحكمة، وهي أن أخبر السجناء الآخرين بالإنجيل. ما لم أكن هنا، فمن كان سيصل إليهم؟ وكان نتيجة هذه الكرازة أن كثيرين آمنوا بالرب يسوع ومن ضمنهم حراس السجن. أما بالنسبة لي، فأنا على ما يرام، لأنني أختبر أن "لا شيء يستطيع أن يفصلني عن محبة المسيح"]. وكان من ثمار خدمة هذا الراعي المبشر أن إنضم إلى فصل التلمذة في سجنه ما بين ثلاثين وأربعين شخصًا. ويقول القس متى في ذلك: (لأن الله يحبني وأنا أحبه، فقد أعطاني الحرية للتحدث والكرازة في السجن للمسجونين، ونظرًا لعدم وجود أي شخص آخر فقد استخدمني الله لكي أقوم بهذا العمل).
إن كلمات هذا الكارز المبارك ذات قيمة ثمينة تحمل بين ثناياها شهادة صادقة لقوة فاعلية الإنجيل وتغييره للنفوس القابعة وراء قضبان السجن. لم يكن السجن بالنسبة له محنة عصيبة، بل فترة مباركة مثمرة لمجد الله، مما جعله يشعر بالفخر تجاه هذه الإرسالية أن يخبر السجناء بالإنجيل