|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما كان هدفُ الله من خلق الخليقة والبشر بالرغمِ من معرفتهِ المسبقةِ بما سيفعَلَهُ آدم وحواء, وبأنَّ رئيسَ ملائكتهِ سيفورس النوراني بالرغمِ من كُلِّ بهائهِ ونورِهِ سيسقط في المعصية, ويصبح بأَمرهِ تعالى رئيسا للشياطين ويُرمى مع ملائكتةِ في بحيرة النار والكبريت الابدية والتي سبقَ وأعدها أللهُ لهم ولمن سيقع في غوايتهم من البشر الساقطين؟ فهل فعلا ارادَ الله خلقَ البشر الارضيين كما نراهم؟ وهو سابق العلم بما سيُلاقوهُ من أهوال ومصائب طبيعة الارض التي لُعِنَت بسببِ معاصيهم ووقوعهم تحت تأثير غواياتِ رئيسِ ألملائكةِ الساقط وأجنادهِ, فهم يُعانون من شِحةِ إِنتاج الارض وأهوالِ براكينها وزلازِلها وعواصِفها, وكذلك من ما يُلحِقَهُ ألبشر بعضَهم بِبعض بسببِ كِبريائِهم وغيضِهم وحِقدهم وحبِ ذواتِهم, وحروبهم وجشعِهِم وإِنغِماسهم في ألملذات الجسدية والحسية, وجمعِ الاموالِ والاطيان الارضية وتكديسها والتي لم تُعَدْ لهم من الاساس, ويُعانونَ من ما راح البشر يبتكِرون ويتفننون بتصنيعِهِ من أبشعِ أنواعِ أسلحةِ القتلِ والدمار, وتفننهم بتقطيعِ روؤسِ وأوصالِ بعضهم البعض والتمثيل بها, فقد رأى أللهُ كُلَّ هذهِ الامور بحذافيرها الدقيقة ومعَ ذلك, خلقَ آدم وحواء والبشرية, فما كانَ هدفَهُ الفعلي؟ وهل يستحق كُلَّ هذهِ المعانات والاهوال؟ فدعنا نرى ما الذي جرى ويجري: 1- كخطوة اولى خلق أللهٌ آدم وحواء, كنواة للبشر الارضيين: ألتكوين(1-27): فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. (28) وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: " أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ". فقد قال الله للبشر: "إِنموا وأكثروا وإِملئوا الارض", لكِنَّهُ لم يضعهم أمام عرشِهِ السماوي, بل وضعهم في الفردوس الارضي, حيثُ الانهار دجلة والفرات والنيل, ثُمَّ طردهم من هذا الفردوس الارضي بعد إِرتكابهم لمعصيتهم والتي كان الله سابق ألعِلم بها. وتكاثر البشر وفسدوا, وجاءَ الطوفان ومحى الخطاة من وجه الارض, ثُمَّ تكاثر أبناء نوح وإنتشروا على وجهِ الارض كلها, لكِنَّ خطاياهم ومعاصيهم أيضا كثُرت وإنتشرت. ولما كان اللحم والدم لا يستطيعان أن يرثا ملكوت الله: 1كورنتس(15-50): فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ. فنفهم بأنَّ المرحلة الاولى لخلق البشر الارضيين ذوي اللحم والدم, لم تكن هي المقصودة كمرحلة نهائية لخلق البشر, بل كانت الخطوة والمرحلة الاولى للخلق, لذا وضَع أللهُ آدم وحواء في الفردوس الارضي, فبالرغم من إِمتلاكهم الحياة الابدية من الاساس, وبالرغم مِنْ أَنَّ الله أودعَ في كُلِّ منهما روحا هي نفخةِ منهُ بالاصل, إلا أنَّ ذلك لم يؤهلهم أنْ يرثوا ملكوت السماء, ولا أن يقفوا أمام عرشِ الله القدوس, فكان لابُدَّ من إِتمامِ الخطوات اللاحقة في خلقِهم لايصالهم إلى درجة الكمال والقداسة, ليتأهلوا ويستحقوا دخولَ ملكوت الله والمثول أمام عرش النعمة, كأبناء وشَعبِ روحاني لله, فكانَ لابُدَّ من الخطوة الثانية, لإِكمال خلقِهم. 2- كخطوة ثانية لخلقِ ألبشر كانَ لابُدَ من إِختيار نواة بشرية جديدة, تُسَلِم ذاتها إيمانيا لله, فإختارَ الله إبراهيم, وقال له: التكوين(26-4): وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، فبينما كان آدم هو ابو البشر المؤمنين والهالكين الارضيين, وقد خسِرَ حياته الابدية بمعصيته, إِختارَ ألله إبراهيم ليكون "أبا لكُلِّ ألمؤمنين, الذين يسلمون ذواتهم لله" ليكونوا نسلا سماويا ويُشبههم الله بنجومِ السماء, ولأَنَّ البشر خطاة بالطبيعة التي ورثوها من أباهم الاول آدم الارضي, كان لا بُدّ من إيجاد حلِّ لمعادلة خطاياهم وسترها, ودفعِ حساب ِ مستحقاتها, ومنحهم الحياة الابدية من جديد, فكانَ لابُدَّ من إيجاد آدمِ جديد يستطيع تبني المؤمنين وجعلهم أبناءِ له لكي يمنحهم الحياة الابدية من جديد, ولما كان هكذا آدم غير موجود لا في البشر, ولا في ملائكة الله, فكان لابُدَّ من تجسد الاقنوم الثاني فهو الوحيد الذي يتوفر فيهِ كَمَّاَ من الحياة الابدية اللانهائية فيستطيع دفع حياةِ أبدية عن كُلِّ خطيئة من خطايا المؤمنين بهِ ويمنحهم الحياة الابدية من جديد. ففدى البشر على الصليب, وقال لتلاميذهِ: مرقس(16-15): "اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا (16) مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ" ولما كانَ البشر قد ورثوا الموت, من أباهم الارضي آدم, كان لابُدَّ من أعطائهم إمكانية الخروج من حالة الموت التي هم فيها, فكان لابُدَّ للرب يسوع المسيح (عمانوئيل) أن يمنح المؤمنين بفدائهِ, بذرة الحياة لكي تُنْبُتَ وتَبُثَ فيهم الحياة الابدية من جديد, فكان لابُدَّ لهُ أن يَتبنى المؤمنين بهِ, بمشاركتهم بحياتِهِ الابدية اللانهائية ذاتها, فأعطاهم جسدهُ ليأكلوه, ودمه ليشربوه, ليتغذوا بهما ولتمنحهم الحياة الابدية من جديد, وقال في هذا الصدد: يوحنا(6-53): فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِي ذاتكُمْ. (54) مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، (55) لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَق وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ.(56) مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. (57) كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي. وهكذا شاركَ الاقنوم الثاني المؤمنين بفدائهِ بحياتهِ الابدية, وأصبح هو فيهم, وهم فيهِ, فقد تناولوا جسد الرب ودمهِ, فَتَنْبَعَ فيهم لحياةِ أبدية, وكما قامَ هو منتصرا على الموت, هكذا ايضا يُقيمَهُم الرب من الموتِ يوم القيامة, منتصرين على الموت الروحي والجسدي حيثُ يشاركون ويستمدون الحياة الابدية من جسدِ الرب ودمائه. ومن لم يتناول جسد الرب ودمهِ, لا يكون في ذاتهِ أيةِ حياةِ أبدية فيهِ, فيهلك ويموتُ بخطاياه وبالموتِ الذي ورثهُ من أبيه الارضي آدم ومعصيتهِ. 3- الخطوة الثالثة في ألخلق هي: إقامة المؤمنين من الموت كبشر بأجساد ارضية, ثُم تحويلهم إلى أجساد روحانية سماوية ممجدة, لكي يرثوا الامجاد السماوية, فنرى في: 1كورنثوس(15-44): يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيًّا وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيًّا. يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَانِيٌّ وَيُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَانِيٌّ. (45) هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا:"صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا".(46) لكِنْ لَيْسَ الرُّوحَانِيُّ أَوَّلاً بَلِ الْحَيَوَانِيُّ، وَبَعْدَ ذلِكَ الرُّوحَانِيُّ. (47) الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ.(48) كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضًا، وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضًا.(49) وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ، سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ.(50) فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ. (51) هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، (52) فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ(53) لأَنَّ هذَا الْفَاسِدَ لاَبُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ. (54) وَمَتَى لَبِسَ هذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ، وَلَبِسَ هذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ، فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: "ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ". فألله لم يخلقِ ألبشر ليبقوا ارضيين, فإنما هذا هو المرحلة الاولى للخلق فقط. وبإتمامِ المرحلةِ الثانية, يغلبُ المؤمنون الموتِ وتُبذر فيهم بذرة الحياة الابدية بعماذهم وتناول جسد الرب ودمهِ, وفي المرحلة الثالثة تتحولَ أجسادهم القائمة من الموتِ يوم القيامة, من أجساد ارضية ذاتَ لحمِ ودم, لا تستطيعَ أن ترثَ ملكوتَ الله, إلى أجساد روحانية سماوية أسوةَ بالذي شاركهم بحياتهِ السماوية الابدية, فيتأهلوا لوراثة ملكوت السماء. فهدف الله من خلقِ ألبشر, هو اسمى مما فَهِم البشر, والحقيقة هي: إِنَّ هدف ألله الاسمى هو " خَلقِ شعبا سماوياُ, وأَبناءِ روحانيين لهُ يستطيعون أن يرثوا الملكوت الذي أَعدهُ الله لهم منذُ ألازل, منذُ إنشاء العالم" فالذينَ قبلوا الفداء وتحرير الربِ لهم هم العتيدين أن يكونوا أبناء ألله الروحانيين, وأرواحنا ألتي هي نفخة من الخالقِ فينا, تشهد بأننا أبناء ألله الذين خلقنا على صورتِهِ ومثالِهِ, ولذا علمنا الرب يسوع المسيح, الصلاة الربانية وأن يقولَ ألمؤمنون "أبانا الذي في السماء, ليتقدسَ إِسمك, كما في السماءِ, كذلكَ على الارضِ ..... " ففي الارضِ إنما ألمؤمنون هُم أبناء لله, قائمين في كنيسةِ ألله الارضية الواحدة, أي يكونون الكهنة ألجُدد القائمين في القدس, الذي تَمَّ إيصالِ أَغطيتهِ بِعُري ذهبية سماوية بقدس الاقداس السماوي كما نفهم من خيمةِ ألاجتماع التي طلبَ الربُ من موسى عملها, أما في السماء فيُقيمُ المفديون أمام عرشِ ألله السماوي في أورشليم السماء, أي يقفون أمام عرشِ ألله في قُدسِ ألاقداس السماوي. وهذا ما قالهُ الربُ في: متى(25-34): ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ (الاقنوم الثاني- المسيح الديان) لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. ويقول القديس بولس في: رومية(8-21): لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ. (22) فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ. (23) وَلَيْسَ هكَذَا فَقَطْ، بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا. ..... (28) وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. (29) لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. (30) وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا. (31) فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ ..... (35) مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ (36) كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:"إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ". وعن الشهداء المقتولين تقول الرؤيا في: الرؤيا(6-9): وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ الْخَامِسَ، رَأَيْتُ تَحْتَ الْمَذْبَحِ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ الشَّهَادَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمْ، (10) وَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: "حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ وَالْحَقُّ، لاَ تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ؟" (11) فَأُعْطُوا كُلُّ وَاحِدٍ ثِيَابًا بِيضًا، وَقِيلَ لَهُمْ أَنْ يَسْتَرِيحُوا زَمَانًا يَسِيرًا أَيْضًا حَتَّى يَكْمَلَ الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُمْ، وَإِخْوَتُهُمْ أَيْضًا، الْعَتِيدُونَ أَنْ يُقْتَلُوا مِثْلَهُمْ. اي لتكتمل أعداد شعبُ الله المختار الحقيقي. فالبشرية كالحامل في مخاضها تئن وتتمخض لتلد ابناء روحانيين, هم شعب الله ألمختار وأبنائه البررَة, وأعداد شعبُ ألله المختار الحقيقي, وأبنائهِ الروحانيين لا يُحصى ولا يُعد فتقول الرؤيا: رؤيا(7-9): بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ. والرب يقول في: الرؤيا(7-15): لذلك هم أمام عرش الله يعبدونه نهارا وليلا في هيكله والجالس على العرش يحل فوقهم (16) فلا يجوعون ولا يعطشون ولا تأخذهم الشمس ولا الحر البتة. (17) لان الحمل الذي في وسط العرش يرعاهم ويرشدهم الى ينابيع ماء الحياة ويمسح الله كل دمعة من عيونهم. وبهذا يكون الله سبحانهُ قد أكمل الهدف السامي لخلقِ وإقتناء كُلَّ فردِ من شعبهِ المختار, وأبنائه الروحانيين والذين هم سبب خلقِ كُلِّ الخليقة, وتكتمل مملكة الرب يسوع المسيح التي تكلم عنها في يوحنا18/ 36 حين قال "مملكتي ليست من هذا العالم". ** ولكي يثبت القصد منْ أنَّ كل المخلوقات والكون, إنما خَلقها الله من أجلِ خلقِ شعبِهِ المختار الروحاني السماوي, تزول الارض والسماء الاولى وتحترق, ويسكن شعبُ الله مع الله في أورشليم السماوية إلى أبدِ الابدين. كما أُثبِتَ هذا في: رؤيا(21-1): ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى زالتا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ. (2) وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا.(3) وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: "هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ.(4) وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ". (5) وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ:"هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!". وَقَالَ لِيَ: " اكْتُبْ: فَإِنَّ هذِهِ الأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ". (6) ثُمَّ قَالَ لِي:"قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ". أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا. (7) مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلهًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا. 2بطرس(3-10): وَلكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا (11) فَبِمَا أَنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟ (12) مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ. (13)وَلكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ. ويجِب أن نفهم, بأنَّ كلُّ من المُخلصين يُحافظ في السماء على خصوصيتهِ وتفردهِ, فكما قالَ الرب لموسى: الخروج(3-6): "أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ". فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ. وفي: متى(13-52): "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كُلُّ كَاتِبٍ مُتَعَلِّمٍ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ يُشْبِهُ رَجُلاً رَبَّ بَيْتٍ يُخْرِجُ مِنْ كَنْزِهِ جُدُدًا وَعُتَقَاءَ." فألعذراء مريم أم الله, وأُم كلّ المؤمنين, والنبي إبراهيم أب كلِّ المؤمنين, والآباء إسحق ويعقوب وغيرهم, والأنبياء موسى وإيليا وغيرهم, والاربعة والعشرونَ شيخا الْجَالِسُونَ أَمَامَ اللهِ عَلَى عُرُوشِهِمْ، وكلَّ من أبناء ألله المفديين والمخلصين الواقفين أمام العرش السماوي سيكونون واحدا فيما بينهم, ملِكهم واباهم واحد هو الله ذاته, وهم سيكونون شعبُ ألله المختار الوارث للأمجاد السماوية والماثل أمام عرش ألله السماوي إلى أبدِ ألآبدين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هيأ الله كل شيء لخلق الحيوان ثم خلق الإنسان |
قلبا نقيا أخلق فيا يا الله |
قلباً نقياً أخلق في يا الله |
قلباً نقياً أخلق في يا الله |
قلباً نقياً أخلق في يا الله |