|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يحل الله القدوس في بطن امرأة وسط الدم والنجاسة؟ ج : هل أحشاء المرأة ودمها يعتبر نجاسة؟ ولو كان دم المرأة يعتبر نجاسة فكيف يخلقها الله بهذا التركيب النجس؟ وهل يمكن أن يخلق الله القدوس شيئًا نجسًا؟ النجاسة تأتي من الخطية، والروح القدس حلَّ على العذراء مريم وطهر وقدس ونقى مستودعها من الخطية الجديَّة، ولذلك فالجسد الذي اتخذه الرب يسوع هو جسد مقدَّس بلا خطية، ويقول القديس كيرلس الأورشليمي "لا يوجد في الهيكل البشري شيء دنس ما لم يدنسه الإنسان نفسه بالزنى والنجاسة، فالذي خلق آدم خلق حواء، ويد الله هي التي خلقت الذكر والأنثى، والأعضاء التي خُلِقت منذ البدء ليست نجسة على الإطلاق.. فلنتذكر ما قاله بولس الرسول {أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل الروح القدس الذي فيكم} (1 كو 6: 19)" (مقالة 12 للموعوظين) (1). وإن كنا نؤمن بأن الله أمسك بالطين وشكَّله على صورة آدم ونفخ فيه نسمة حياة، ثم أخذ من آدم ضلعًا وصوَّر منه حواء، وجاء في سورة الحجر "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ" وفسر الجلالين الحمأ المسنون بالطين الأسود، فهل نقبل أن الله يلمس الطين الأسود، ولا نقبل حلوله في أحشاء العذراء القديسة الطاهرة مريم التي اصطفاها على نساء العالمين؟ ونسأل الذين يرفضون حلول الله في الحشا البتول: هل تؤمنون أن الله موجود في كل مكان؟ وبلا شك أنتم تؤمنون بهذا، فهل الله الكائن في كل مكان له تواجد في أكوام القمامة والقاذورات وبلاعات المجاري وحظائر الخنازير وأماكن الفجور؟ فإن قلتم لا نؤمن بهذا إذًا فالإله الذي تؤمنون به هو إله محدود في أماكن معينة دون الأخرى، أما إذا قلتم نعم نؤمن بهذا لأن الله العظيم يؤثر ولا يتأثر.. فهل تقبلون أن الله يوجد في أماكن الفجور ولا تقبلون حلوله في أحشاء البتول؟ ويعتقد الأخوة المسلمين بأن القرآن هو كلمة الله الأزلية القائم بذات جوهر الله، ولا يقبل الانفكاك أو الانفصال عن الله، ومع هذا فانه جاء في الحديث عن عائشة "كان النبي يتكئ في حضني وأنا حائض ثم يقرأ القرآن" (البخاري 1: 44) فكيف يقبلون تلاوة النبي كلام الله القائم بذات جوهر الله في حضن عائشة وهي حائض، ويستنكرون حلوله في أحشاء العذراء القديسة مريم التي حلَّ عليها الروح القدس وطهرها وقدسها ونقاها؟ |
|