لغة سفر باروخ
يقسم الدارسون سفر باروخ من الناحية اللغوية إلى ثلاثة أقسام.
القسم الأول: (با1:1- 3: 8) يوافق الجميع أن له أصلًا عبريًا.
والقسم الثاني: (با 3: 9- 4:4) يوافق البعض على أن له أصلًا عبريًا، وقد ترجم ترجمة ممتازة إلى اللغة اليونانية.
والقسم الثالث: (با 4: 5- 5: 9) البعض يشك أن ليس له أصل عبري، مع العلم أنه لا يوجد دليل إيجابي واحد على هذا الشك. ولكن الأغلبية توافق على أن له أصلًا عبريًا، وقد ترجم ترجمة حرة بدون تقيد بالنص العبري (مثل تعريب موضوع عن لغة أخرى).
فالقسم الأول: (با1:1- 3: 8) كتب أصلًا باللغة العبرية، وفيما بعد ترجم إلى اللغة اليونانية ترجمة بها ألفاظ عبرية، وبعض الأخطاء البسيطة في النسخ، على سبيل المثال:
Xكلمة نهر سود المذكورة في (با1:4) ربما تكون نهر (أهوا) المذكورة في (عز8: 15، 21، 31) بسبب خطأ الناسخ أثناء نقل الحروف اليونانية لهذا الاسم فتحول حرف (ε) اليوناني إلى (σ) و(α) الأخيرة إلى (δ) ([22]).
Xوفي (با1: 10) تقرأ هذه الآية باليونانية:".... تقدمات محرقة واعتبارات خطية " وهذه الآية ترجمة حرفية للنص العبري المقصود به"... تقدمات لذبائح المحرقة وذبائح الخطية"([23]).
Xوفي نفس العدد استخدمت كلمة منا (manna) في اليونانية بدلًا من كلمة مينهاه (minhah) العبرية. وقد ترجمت في العبرية عن القبطية (مِنَحا) والتي تعني (تقدمات أو قربان)، وقد جاءت كاسم علم في النسخة السبعينية (µαννα) والتي تعني (المن) كما ورد في (إر17: 26، 41: 5) ([24]).
Xوكلمة (idiom) في، العبرية تعني (اليوم) بينما تترجم في النص اليوناني (كما في هذا اليوم) المذكورة في (با1:15، 20 و2: 6، 11) ([25]).
Xوخطأ آخر في الترجمة في (با3: 4) والتي يجب أن تترجم من العبري "صلاة رجال إسرائيل" بدلًا من "صلاة موتى إسرائيل" في اليونانية لأن كلمة (Méthê) العبرية والتي تعني رجال قُرئت خطأ (Méthê) بمعنى (أموات). وهذا الخطأ حدث في ترجمة آكيلا في (أش 41: 14 ومز 17: 14) وفي الترجمة السبعينية (إش 5: 13) ([26])، مع ملاحظة أن من يترجم عن اليونانية يترجمها ’’ صلاة موتى إسرائيل ‘‘ أما الفولجاتا اللاتينية تترجمها ’’صلاة قوم إسرائيل‘‘.
ومن الصيغ العبرية في هذا القسم:
*" حسب استطاعة يد كل منهم" (با1: 6 قارن تث 16:10، 17) ([27]).
*وأيضًا " استحقاقات آبائنا" (با2: 19 قارن تث 9: 4، 5 ومت 3: 9، لو 3: 8) على الأرجح ترجمة للأصل العبري (زكوت آفوت) وترجمتها (تزكية الآباء) ([28]).
*وأيضًا " بالجوع والسيف والوباء" (با2: 25 قارن لا 26: 25، 26 و2صم 24: 13 و1 مل 8: 37 وإر 14: 12، 24: 10، 32: 36، 38: 2) كضربات مترادفة([29]).
*ولا يمكن فهم الآية " سوف يرجعون عن ظهورهم الصلبة" (با2: 30، 33) بدون أصل عبري لها وهو " قساة الرقاب" ([30]) (7). وهكذا...
أما القسم الثاني: (با 3: 9 -4: 4) فهو يعطى نظرة دقيقة على أن الكاتب له معرفة تامة بتطور الفكر اليهودي ونظرتهم لمفهوم الحكمة. وهذا الجزء كتب باللغة العبرية وقد ترجم ترجمة ممتازة إلى اليونانية، ـ مثلما ترجمت بعض الأسفار العبرية ترجمات ممتازة مثل: سفر عزرا على سبيل المثال([31]).
وهذا القسم به بعض التعبيرات العبرية، وأخطاء في الترجمة مثل:
Xالكلمة اليونانية مران (Meran) أو ميران (ميرهان) (Merrhan) المذكورة في (با3: 23) ترجمت عن الأصل العبري (مدان أو مديان) لأن من السهل الخلط بين حرفي (r), (d) في العبرية([32]) (2).
Xوالكلمة (سوف يجدها) المذكورة في (با3: 30) ترجمت بدلًا من الكلمة العبرية (وجدها) ([33]).
Xوالكلمة اليونانية فوس (jvV) المذكورة في (با3: 33) التي تعني (نور) كتبت بدلًا من الكلمة العبرية (أور) التي تعني أحيانًا (برق) كما جاء في (أي 37: 11، 15) ([34]).
Xوالكلمة التي ترجمت في اليونانية (نواميس) المذكورة في (با4: 1) بدلًا من الكلمة العبرية (ناموس) ([35]).
ومن الصيغ العبرية في هذا القسم([36]):
*" الذين هم في الجحيم" (قارن با3: 11 مع مز28:1، 88: 4).
*" ولا يفحص عن عملهم" (قارن با3: 18 مع أي 5: 9، 9: 10).
*" طول الأيام" (با 3: 14).
*" ولا نهاية لممتلكاتهم" (با 3: 17).
*" لا يسمعون ولا يرون" (با 3: 22).
الذين درسوا لغة السفر في النص السريانى يؤكدون على أنه تُرجم من العبرية مع الرجوع إلى النص اليوناني. وعند مقارنة النص اليوناني بالنص السريانى، وجدت بعض الاختلافات الحادثة بينهما، مما يؤكد على وجود النص العبري خلف كليهما فمثلًا:
*الترجمة اليونانية في (با3: 21) تستخدم كلمة (طريقهم) - أي طريق آبائهم (darkam) العبرية، بينما تستخدم في الترجمة السريانية كلمة (طريقها) أي طريق الحكمة التي في العبرية (derkah) ([37])، وهي الانسب.
*الترجمة اليونانية في (با3: 16) تستخدم كلمة (ناس أو شعب) التي في العبرية بها حرفي (m,m)، بينما في النسخة السريانية مترجمة بمعنى (عالَم) التي العبرية بها حرفي (I , m) ([38]).
أما القسم الثالث: (با4: 5- 5: 9) فهو مكتوب باللغة العبرية أيضًا([39]) فقد استعمل بعض الدارسين نموذجًا فريدًا في التحليل اللغوي للوصول إلى الأصول العبرية أو الأرامية فوجدوها بالعبرية، ولقد نجح أحد الدارسين أيضًا في تحديد الوزن الشعرى والقافية العبرية، فوجد أن القسم الثاني (با3: 9- 4:4) ثلاثى الإيقاع، بينما القسم الثالث (با4: 5- 5:9) فهو خماسى الإيقاع([40]).
ومن الصيغ العبرية في هذا القسم([41])
*" ذبحتم للشياطين (الأوثان) لا لله" (قارن با4: 7مع تث 32: 17).
والذين درسوا لغة النص السريانى في هذا الجزء يؤكدون أيضًا أنه ترجم عن اللغة العبرية واليونانية([42]).
أما رسالة إرميا فقد أجمع معظم الدارسين على وجود أصل عبري لها، وقد أشار إليه العلامة أوريجانوس أنه كان موجودًا في عصره([43]).
*ومن التعبيرات العبرية: (با 6: 44) ([44])، و(با6: 69 قارن مع إر 10: 5) ([45]).