|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح الخادم | مرقس الخادم النعمة اختارت مارمرقس ليقدم لنا المسيح الخادم: † فالنعمة اختارت مارمرقس ليتكلم عن جانب المسيح الخادم والمسيح العبد، وذلك لأن شخصية مارمرقس كانت تتمتع بروح الخدمة فهي تتناسب مع هذه الصفة في المسيح. † بمعنى آخر مارمرقس إنسان يحب الخدمة بطبيعته وعنده حمية وغيرة على الخدمة مما جذبه لشخص المسيح الذي تظهر فيه صورة الخادم في كمالها المطلق. ولذلك أيضًا اهتم مارمرقس أن يظهر في إنجيله المسيح الخادم، (النقطة التي توافقت فيها شخصية مارمرقس مع شخص المسيح). أحداث كثيرة أظهرت لنا روح الخدمة التي لمارمرقس: † قد رأينا روح الخدمة في حياة مارمرقس في أحداث كثيرة سنوضح بعض منها فيما يلي: 1) مارمرقس "إنسان حامل جرة ماء" (مر14: 13):† السيد المسيح بنفسه شهد بمحبة مارمرقس للخدمة فيما ذكره لنا الكتاب المقدس في الآية التالية: "فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ" (إنجيل مرقس 14: 13) هذا الإنسان الذي كان يحمل جرة الماء هو مارمرقس. ومعروف أن عائلة مارمرقس كانت عائلة غنية. كانت مريم أمه تستضيف المسيح والتلاميذ الاثنى عشر في أي وقت يأتون هم ومن معهم أيضًا. أيضًا الكنيسة كانت تقيم في علية مارمرقس بعد القيامة. والعائلات الغنية كان لديها عبيد وإماء وجواري. كان من الممكن لمارمرقس أن يرسل أي من الإماء والخدام لملء جرة المياه. وخصوصًا أن هذا العمل كانت تقوم به المرأة. لكن مارمرقس كان لديه روح الخدمة، ولهذا قام بحمل جرة الماء بنفسه وذهب ليملأها. هذه المياه التي استخدم منها السيد المسيح في غسل أرجل التلاميذ. 2) مارمرقس جهز "علية كبيرة مفروشة معدة" (مر 14: 15): † أيضًا ظهرت لنا روح الخدمة التي لمارمرقس في قيامه بإعداد العلية حيث أكل المسيح وتلاميذه الفصح ويظهر ذلك من الوصف الذي كتبه في إنجيله عن العلية حيث قال: "عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً مُعَدَّةً" (إنجيل مرقس 14: 15) هذه التفاصيل تدل أن مارمرقس هو الذي فرش وأعد هذه العلية بنفسه. هو الذي جهز العلية التي سيمكث بها المسيح. كان مارمرقس يستطيع أن يسند هذا العمل لأحد الخدام أو العبيد. ولكن روح الخدمة التي كانت لديه كانت تدفعه إلى القيام بهذه الأشياء بنفسه ولا يسندها لأحد. 3) يقول الكتاب عن مارمرقس: "كان معهما يوحنا خادمًا" (أع 13: 5): † كذلك تظهر روح الخدمة التي لمارمرقس فيما كتبه القديس لوقا في أعمال الرسل إصحاح 13، ففي كنيسة أنطاكيا نجد الروح القدس يختار برنابا وشاول للخدمة في الرحلة التبشيرية الأولى: "وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ، قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ: أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا" (سفر أعمال الرسل 13: 2-3) ولكن مارمرقس بما لديه من روح الغيرة على الخدمة طلب أن يذهب معهما فنجد الكتاب المقدس يقول لنا في الآية الخامسة من نفس الإصحاح: "وَلَمَّا صَارَا فِي سَلاَمِيسَ نَادَيَا بِكَلِمَةِ اللهِ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِ. وَكَانَ مَعَهُمَا يُوحَنَّا خَادِمًا" (سفر أعمال الرسل 13: 5). أي أن مارمرقس بالرغم من عدم دعوة الروح القدس له إلا أنه ذهب مع بولس وبرنابا في الرحلة التبشيرية الأولى. † سبق أن قلت لكم أن مارمرقس لم يكمل هذه الرحلة مع بولس وبرنابا وتركهما من بمفيلية: "ثُمَّ أَقْلَعَ مِنْ بَافُوسَ بُولُسُ وَمَنْ مَعَهُ وَأَتَوْا إِلَى بَرْجَةِ بَمْفِيلِيَّةَ. وَأَمَّا يُوحَنَّا فَفَارَقَهُمْ وَرَجَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ" (سفر أعمال الرسل 13: 13). وقلنا أن الآراء اختلفت في سبب الرجوع، ولكن أبونا بيشوي كامل المتنيح قال ببساطة مامرقس رجع ولم يكمل هذه الرحلة لأنه لم يكن مدعوًا لهذه الخدمة من الروح القدس، كان السبب الوحيد يا إخوتي الذي دفع مارمرقس للذهاب مع بولس وبرنابا هو غيرته وحبه الشديد للخدمة "فكان معهما خادمًا". 4) لأنه نافع لي للخدمة (2تي 4: 11): † بولس الرسول بشخصيته القوية المتحمسة لم يكتشف محبة الخدمة هذه في مارمرقس إلا بعد حين. لذلك رفض اصطحابه معهم في الرحلة التبشيرية الثانية كما يحكي لنا الكتاب: "وَأَمَّا بُولُسُ فَكَانَ يَسْتَحْسِنُ أَنَّ الَّذِي فَارَقَهُمَا مِنْ بَمْفِيلِيَّةَ وَلَمْ يَذْهَبْ مَعَهُمَا لِلْعَمَلِ، لاَ يَأْخُذَانِهِ مَعَهُمَا" (سفر أعمال الرسل 15: 38). ولكن عندما صار بولس الرسول الذي هو شعلة متقدة بالنشاط في الخدمة مكبلًا ومقيدًا في السجن وغير قادر على تحقيق مآربه لم يفكر إلا في مارمرقس ليقوم بالخدمة بدلًا منه فنجده يشهد لمارمرقس في رسالته الثانية لتلميذه تيموثاوس قائلًا: "لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 4: 11). أي أنه لم يجد في تلاميذه الكثيرين من هو نافع له للخدمة أكثر من مارمرقس لذلك طلبه قائلًا "لأنه نافع لي للخدمة". وكان ذلك قبل استشهاد بولس الرسول بفترة بسيطة. †إن كانت الشوكة التي أصابت بولس في برجة هي الملاريا فالشوكة الرمزية هي رفضه لمارمرقس، كلاهما حدثا في نفس التوقيت تقريبًا ولازما بولس الرسول حتى نهاية حياته. فقد ظلت الشوكة الجسدية مصاحبة لبولس حتى انتهت معاناته منها باستشهاده، كما أن رفضه لمارمرقس انتهى باعترافه قبل استشهاده بفترة بسيطة بشخص مارمرقس قائلًا في رسالته الثانية لتيموثاوس "خذ مرقس واحضره معك لأنه نافع لي للخدمة". |
|