|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"تدعون إسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم (مت21:1). وهكذا نرى أننا لا نستطيع أن نخرج من حالة العرج والكساح والجراح المتقيحة إلى حالة الشفاء التام والعودة إلى المشي الطبيعي إلاّ بدوام تلقى المعونة والعناية من الطبيب السماوي. لأن الطبيب لا يكتفي بأن يجعل الجراح تلتئم، بل يعطى للمريض عناصر ضرورية لكمال صحة جسده بوجه عام، وطريقة تغذيته من الطعام كي تستمر حالة الشفاء التي وصل إليها، إن عناية الله الصالحة تمد كل من يعيش في الجسد بكل العناصر والوسائل التي يستخدمها الطبيب في عملية الشفاء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). إن شفاء الله لنا ليس فقط في كونه يمحو خطايانا التي ارتكبناها، ولكن بالأكثر كي يجعلنا نتجنب السقوط في الخطيئة أيضاً. وكون الإنسان غير قادر من نفسه على أن يلتزم بالناموس فهذا يتضح من قول بولس الرسول "إن كان بالناموس بر فالمسيح إذاً مات بلا سبب" (غل21:2). ولكن المسيح مات ليعطيني أن أموت معه عن طبيعتي القديمة،وقام لكي أقوم معه بطبيعة جديدة. وهذا ما يتم في المعمودية. وبعد أن يحل الروح القدس على المعمد في سر الميرون يعطى الروح القدس للمؤمن أن يثبت في هذه الحياة الجديدة، وهي حياة المسيح، ويعطيه أن تكون له حياة المسيح، وتكون له قوة ليسلك في البر. بل يعطيه إرادة قوية ليسلك في هذه الحياة الجديدة، فإرادة الإنسان ليست كافية وحدها كي يتجنب الإنسان السقوط في الخطايا، بل أن تلك الإرادة نفسها تحتاج إلى سند ومعونة من النعمة الإلهية، لذلك يقول بولس الرسول "الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة" (فى13:2). عمل الروح القدس هذا المبنى على أساس فداء المسيح هو ما يسمى بالنعمة ولكن النعمة لا تلغى حرية إرادة الإنسان. ولذلك يجب على كل مؤمن أن:- 1) يجاهد ويضبط شهواته ولسانه وأفكاره. 2) يصرخ طالباً المعونة الإلهية في صلاة بلا إنقطاع. حقاً إن الله هو الشافي لطبيعتنا ولكن علينا أن نعمل نحن قدر إستطاعتنا كما يقول بولس الرسول "إننا عاملون معه" (2كو1:6). ونلاحظ أن النعمة لا تلغ حرية الإنسان، بل هي لمن يطلبها ويستخدمها بإرادة متضعة غير مفتخر لا بقوته ولا بقدرته بل بالله الذي يرحم. إذاً بر الله ليس هو في وصايا الناموس التي تبث الخوف كما من مؤدب (غل24:3). والتي يقف أمامها الإنسان شاعراً بعجزه عن أن يتممها (أع10:15). بل بر الله هو في الطبيعة الجديدة التي يعطيها الله لأولاده. وهذه الطبيعة الجديدة تجد السند والمعونة من نعمة المسيح التي بها يستطيع الإنسان تكميل وصايا الناموس. هذه النعمة هي التي تعطينا أن نصير أولاداً وأبناءً لله. "أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله" (يو12:1). الأمر الذي لم يكن عليه الإنسان بحسب الطبيعة، ولا يمكن أن يبلغه إطلاقاً ما لم يكن قد أخذ سلطاناً بالنعمة بعدما قبل المسيح، وبهذه النعمة تصير له طبيعة جديدة. وما يميز هذه الطبيعة الجديدة، المحبة، المحبة التي يسكبها فينا الروح القدس المعطى لنا (رو5:5). والمحبة إن وُجدت تكون لله ولكل إنسان حتى لأعدائنا، وتكون علامة على حصولنا على الطبيعة الجديدة. لأن المحبة لا يمكن الحصول عليها بطبيعتنا القديمة ولا بإمكانياتنا البشرية، هي عطية من الروح القدس. فالروح القدس هو الذي يغير طبيعتنا، ويعين ضعفاتنا ويسند إمكانياتنا، ويشفى طبيعتنا المريضة التي ولدنا بها من آدم. بالخطية ولدتني أمي (مز5:51). وهو العامل في الأسرار المقدسة التي تثبتني في المسيح وهو الذي يبكتني إن أخطأت (يو8:16). بإختصار هو الذي يثبتني في المسيح فتكون لي حياة المسيح فأخلص. لذلك فالروح القدس هو نعمة النعم. الروح القدس هو نعمة الله الذي بربنا يسوع المسيح. الروح القدس هو يعطى معونة وقوة لنسلك في الحياة الجديدة التي هي حياة المسيح. فهو الذي يعين ضعفاتنا رو26:8. |
03 - 07 - 2014, 08:27 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: البر وشفاء الطبيعة القديمة
موضوع رائع وجميل جداً شكراً جزيلاً أختي العزيزة للمشاركة الجميلة تحياتي والرب معك يباركك ويبارك حياتك وأعمالك وخدمتك المباركة ويفرح قلبك دائماً والمجد لربنا يسوع المسيح دائماً..وأبداً..آمين |
|||
13 - 07 - 2014, 06:59 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: البر وشفاء الطبيعة القديمة
|
||||
13 - 07 - 2014, 09:33 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البر وشفاء الطبيعة القديمة
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|