|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البطريرك الدخيل † من سفر أشعياء النبي بركاته علينا آمين: "وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا" (سفر إشعياء 19: 1). "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا فَيَكُونُ عَلاَمَةً وَشَهَادَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي أَرْضِ مِصْرَ. لأَنَّهُمْ يَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ بِسَبَبِ الْمُضَايِقِينَ، فَيُرْسِلُ لَهُمْ مُخَلِّصًا وَمُحَامِيًا وَيُنْقِذُهُمْ. فَيُعْرَفُ الرَّبُّ فِي مِصْرَ، وَيَعْرِفُ الْمِصْرِيُّونَ الرَّبَّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، وَيُقَدِّمُونَ ذَبِيحَةً وَتَقْدِمَةً، وَيَنْذُرُونَ لِلرَّبِّ نَذْرًا وَيُوفُونَ بِهِ. وَيَضْرِبُ الرَّبُّ مِصْرَ ضَارِبًا فَشَافِيًا، فَيَرْجِعُونَ إِلَى الرَّبِّ فَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ وَيَشْفِيهِمْ" (سفر إشعياء 19: 19-22). مجدًا للثالوث الأقدس. آمين. † الكنيسة تحتفل اليوم 30 بابه بعيد ظهور رأس القديس مارمرقس وتكريس كنيسته. وظهور رأس القديس مار مرقس له قصة في تاريخ الكنيسة. قصة ظهور رأس القديس مار مرقس وتكريس كنيسته بالإسكندرية: † بعد مجمع خلقيدونية، انقسمت الكنائس إلى قسمين: الكنائس الغربية وكانت تؤمن أن للسيد المسيح طبيعتين. والكنيسة القبطية والكنائس الشرقية الأخرى تؤمن أن للسيد المسيح طبيعة واحدة. (الطبيعة الواحدة لله الكلمة المتجسد - كما قال القديس كيرلس الكبير عمود الدين). † وسميت الكنائس التي تؤمن بأن للسيد المسيح طبيعتين بكنائس خلقيدونية. † أما الكنائس الشرقية التي تؤمن أن للسيد المسيح طبيعة واحدة فقد سميت بالكنائس الغير خلقيدونية. † هذه الأحداث كانت في أيام البابا ديوسقورس. ومنذ أيام البابا ديوسقوروس أصبحت كنيسة روما ترسل لكنيسة الإسكندرية بطريرك يسمى "البطريرك الدخيل" وهو بطريرك تقوم بتعيينه كنيسة روما ليرأس كنيسة الإسكندرية. حيث كان شعب الإسكندرية كما اعتاد يقوم باختيار البطريرك الذي يعينه الله، ولكن كنيسة روما ترفض هذا البطريرك الذي اختاره الله لكنيسة شعب الإسكندرية وتصر على إرسال بطريرك آخر معين من قبلها والذي سمى في ذلك الوقت "البطريرك الدخيل". † طبعًا كان الشعب في مصر يرفض هذا البطريرك الدخيل المعين من قبل كنيسة روما. وكان يتمسك بالبابا الذي يختاره الله للكنيسة. † في هذه الفترة كان البطريرك الدخيل يستولى على مجموعة من الكنائس في الإسكندرية وكان الشعب القبطي يرفض الصلاة مع هذا البطريرك. † من ضمن الكنائس التي استولى عليها البطريرك الدخيل الكنيسة التي كان بها جسد القديس مارمرقس. † ويحكي التاريخ أن مجموعة من البحارة من مدينة البندقية استغلوا بساطة حارس الكنيسة وأخذوا جسد مار مرقس إلى البندقية وبنوا له كاتدرائية كبيرة موجودة حتى الآن. وشعب البندقية يؤمن أن مارمرقس بشر عندهم ولذلك يعتبرونه شفيعهم.. والعلامة الخاصة بمدينة البندقية علم أحمر عليه الأسد المجنح (أسد مار مرقس). † والتاريخ يحكي معجزة جميلة جدًا عملها مار مرقس مع أهل البندقية. حيث يقال أن أحد البحارة جاء له ثلاثة أشخاص: أحدهم يظهر عليه علامة المهابة والوقار. واثنين آخرين يرتدون ملابس عسكرية،وطلبوا من البحار أن يعبر بهم البحر إلى ميناء البندقية. وأثناء سيرهم بالمركب فوجئوا بوحوش تخرج لهم من وسط البحر وظلت تهاجم سفينتهم. ويحكي البحار أنه وجد أن الرجل الذي كان يتوسط الرجلين الآخرين والذي تظهر عليه علامات المهابة رفع عينيه للسماء وظل يصلي والرجلين الآخرين ظلوا يوجهون أسلحتهم للوحوش المرعبة التي كانت تهاجم السفينة من البحر، حتى قضوا عليها. وعندما وصلت المركب للميناء قال الرجل الذي كان يصلي وتبدو عليه علامات المهابة للبحار: "أنا مرقس رسول وعبد يسوع المسيح والذين معي هم مار جرجس والقديس تواضروس وجئنا لأن مدينة البندقية امتلأت بالشر والخطيئة. ولكن عندي ثقة أنهم سيعودون مرة أخرى إلى الله." وأعطى هذا الرجل للبحار ختم وقال له: "اذهب وأعط هذا الختم إلى حاكم المدينة وقل له هذا الكلام". من غرابة ما حدث، كان البحار يعتقد أنه يرى حلم ولكن عندما وجد الختم بيده فعلًا تأكد أن ما حدث كان حقيقة وليس حلمًا. فذهب للحاكم وأعطاه الختم وكانت المفاجأة أن هذا الختم هو الختم الشخصي للحاكم الذي يختم به الخطابات الصادرة منه ورغم أنه كان موضوع في خزينة سرية إلا أنه لا يعلم كيف أخذ منها. فتأكدوا أن الله كان قد أرسل مار مرقس لكي يحامي عن مدينة البندقية. وهذا هو السر أنهم اتخذوا مار مرقس شفيع لهم. † لذلك هؤلاء البحارة الذين من البندقية سرقوا جسد مارمرقس وظلت الرأس في الإسكندرية. † عندما جاء الفتح العربي سنة 641 م وعندما دخل عمرو بن العاص الإسكندرية. دخل أحد الأفراد العسكريين الكنيسة التى بها الرأس ووجد الصندوق الذي به رأس مارمرقس فظن أن به ذهب. فهرب به من الكنيسة ووضعه في مركب ليهرب به. وبعد عدة أيام وفي موعد تحرك المركب لم يستطيعوا التحرك، فظنوا أن هناك عطل معين بها وبعد فشل كل محاولاتهم لتحريك المركب. شكوا في أمر هذا الصندوق فأمر عمرو بن العاص بنقل هذا الصندوق خارج المركب، فتحركت المركب. فتأكدوا أن السر في هذا الصندوق وبالتحقيق في الأمر اعترف هذا العسكري أنه سرق هذا الصندوق من الكنيسة لظنه أنه كنز. كان البابا بنيامين 38 في ذلك الوقت هاربًا بسبب اضطهاد البطريرك الدخيل له فأصدر عمرو العاص قرار بعودة البابا بنيامين 38 وسلمه الصندوق باحتفال كبير جدًا وأعطاه مبلغًا كبيرًا لترميم كنيسة هذا القديس. (القديس مار مرقس). وفعلًا البابا بنيامين قام بترميم الكنيسة ووضع بها الرأس وظلت الرأس موجودة حتى هذا اليوم وستظل موجودة بنعمة المسيح حتى المجيء الثاني بركة لكنيسة الأسكندرية. لذلك تحتفل الكنيسة يوم 30 بابه بتذكار ظهور الرأس في أيام عمرو بن العاص وبناء الكنيسة على يد البابا بنيامين 38. † وحسب تقليد الكنيسة، فعند رسامة البطريرك في ثاني يوم الرسامة مباشرة يذهب لكنيسة المرقسية ويغير الكسوة لرأس مارمرقس ويحملها ويأتي الشعب ليتبارك من البطريرك الجديد ورأس مار مرقس، وهذا الطقس يشير إلى أن البطريرك سيسير على نفس خط مار مرقس. † ونلاحظ أن الكنيسة عندما تذكر اسم البطريرك لابد أن تذكر بجانب اسمه رقمه كبطريرك بدءًا من مار مرقس. فمثلًا نقول البابا شنودة الثالث البابا 117. فهذا الرقم (117 مثلًا) هام جدًا في الكنيسة لأن رقم واحد كان مارمرقس ورقم 117 البابا شنودة وتقصد الكنيسة بذلك أن عمل الله مستمر بدءًا من مارمرقس وعبر العصور كلها من خلال آباء الكنيسة حتى البابا شنودة رقم 117. وبمعنى آخر الكنيسة تذكرنا بهذا الرقم أننا ما زلنا نسير بذاك الفكر الذي أودعه الله القدوس في أبونا مار مرقس. † فرقم 117 هذا يعني أن النفخة التي نفخها الرب يسوع في وجه التلاميذ وفي وجه مارمرقس، مار مرقس نفخها في وجه إنيانوس، وإنيانوس نفخها في وجه البطريرك الذي جاء بعده حتى وصلت لأبينا البابا شنودة. وكلما رسم كاهن يأخذ نفس الروح التي سلمها الرب يسوع للكنيسة. |
|