|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتاح العهد الجديد (14) مدخل دراسي للبشائر الأربع خامسا:قانونيتها السبت 14 يونيو 2014 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة لقد كان متي ويوحنا الرسولان من الاثني عشر وقد عايشا السيد المسيح وأقواله,بينما كان مرقس ولوقا من السبعين الأقربين أيضا للمسيح...فمرقس كان بيته محل اجتماع التلاميذ.ولوقا كان مؤرخا مدققا للغاية(لو1:1-4). كان الروح القدس مرشدا لهم حتي في الأمور التي لم يروها كالميلاد والبشارة وزيارة المجوس والرعاة.والسيد المسيح في الأربعين يوما قبل الصعود...ماذا يمنع أنه كان مصدرا أساسيا للتعريف بالحقائق التي لم يرها التلاميذ. ثم العذراء مريم نفسها كانت مصدرا للحقائق المتصلة بها كالميلاد والبشارة وزيارة أليصابات. أدلة كتابية داخلية علي صحة الأناجيل الأربعة: 1-الإلمام التام بجغرافية فلسطين وأرضها وحالتها السياسية والاجتماعية في نصف القرن السابق لسقوط أورشليم عام70م. 2-الذكر الدقيق للحوادث التي وقعت عبر التاريخ في فسلطين من حيث توالي الحكام...ومن حيث العادات اليهودية التي كانت سائدة كدفع الجزية وكره اليهود للسامريين...وحقد الشعب علي العشارين....إلخ. -من الواضح أن الكتاب المتأخرين كانوا يجهلون كثيرا من هذه الروايات ولاسيما بعد خراب أورشليم سنة70م والذي غير كل معالم أرض فلسطين. سادسا:توافقها من المثير للدهشة التوافق الكبير بين البشائر الأربع والذي يصل إلي حد التشابه والتماثل بين البشائر الثلاث الأولي.وهذا في حد ذاته دليل علي صحتها ونسبتها للوحي الإلهي التي صاغها علي أفواه الرسل الإنجيليين. هذا هو واقع الأمر في الشرق عبر كل العصور...إلا أن نفس هذا التشابه يمثل...مشكلة عند الغرب!!...لماذا؟. يتساءل الغرب...عن سر التشابه والتوافق بين البشائر الثلاث الأولي؟!...من أين جاء؟وما السبب؟.. وظل هذا الأمر يشغلهم منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتي الآن... أولا...حدود المشكلةSynoptic Gospels : بشارة متي بشارة مرقس بشارة لوقا تحتوي 1068 متميز بـ300 تحوي673 31 تحوي 1149عبارة 520عبارة به500آيه موجودة في مرقس به380آية موجودة في مرقس معني ذلك... -أن كل ما في مرقس تقريبا نجده في متي. - وأن حوالي ثلثي مرقس نجده في لوقا. -وإن في إنجيل متي نجد 45% من مرقس +20% من لوقا+35% من متي نفسه,ويلاحظ أنه حيثما يتطابق متي ومرقس فمن الأرجح أن يكون النص المرقسي هو الأقدم. ثانيا...نظريات لحل المشكلة... أ-نظرية المصدرين ...تقول بأسبقية إنجيل مرقس مع وجود مصدر آخر سميQ من كلمةQuelle الألمانية بمعني مصدر. ومعني ذلك أن متي ولوقا أخذا من مرقس+Q وأضافا ما عندهما...أي أن....إنجيل متي مكون من(إنجيل مرقس +M+Qمصدر خاص بمتي). وإنجيل لوقا مكون من(إنجيل مرقس +L+Q....مصدر خاص بلوقا). ب-نظرية الوثائق المتعددة...تقول بوجود مجموعات لأقوال يسوع وأعماله كانت هذه هي الأساس في كتابات البشائر,وتقول هذه النظرية بوجود اتصالات بين المصادر الإنجيلية قبل كتابة الأناجيل. -ولكن ونحن نناقش هذه المشكلة يجب أن نضع في أذهاننا الخلفيات التي كانت وراء تسجيل الإنجيليين,والتي يمكن أن نحددها في ثلاثة عناصر أساسية هي: 1-إن الإنجيليين كانوا شهود عيان ناقلين للتقليد الذي عاشوه وشاركوا فيه وتلامسوا مع صاحبه,وقد استخدمهم روح الله القدوس في تقديم البشارة الواحدة وكأنه عازف ماهر علي قيثارة ذات أربعة أوتار أعطت سيمفونية رائعة.لقد استخدمهم روح الله القدوس وكأنهمفريق عمل متكاملIntegrated Team Work ليقدموا لنا شهادتهم. أ-مدونة أو مختصرة:مرقس. ب-مطورة أو مطولة:متي,لوقا. جـ-مفسرة أو مشروحة:يوحنا. 2-إن الإنجيليين كتبوا بشائرهم في ضوء القيامة,بمعني أن القيامة هي التي أعطت للأحداث معناها,لأنه لولا القيامة لما كان هناك كنيسة ولا أناجيل.معني ذلك..أن نور القيامة يشع في صورة المسيح التي في الأناجيل. ولكن...هذا الأمر لايمنع من أن البشائر حافظت علي الكثير مما يتعلق بتاريخ الرب يسوع قبل القيامة,فالحقائق التاريخية الخالصة اتضح معناها بعد القيامة. إذا فمهمة الإنجيليين كانت مزدوجة: أ-تدوين ماحدث فعلا. ب-نقل معناه في نفس الوقت. مثال...سؤال المسيح للتلاميذ...من أنا في رأيكم أنتم...؟أجاب بطرس قائلا: -متي:أنت المسيح ابن الله الحي (مت16:16). -مرقس:أنت المسيح (مر8:19). -لوقا:أنت مسيح الله (لو9:20). -يوحنا:أنت المسيح ابن الله الحي (يو6:69), الإجابة فيها شئ مشترك,ولكن هناك إضافة عند متي...من أين جاءت؟...للإجابة نقول:إن متي سجل بكل بساطة اعتراف بطرس الرسول مفسرا في ضوء القيامة أن يسوع التاريخ هو نفسه يسوع الإيمان. معني هذا كله أن...التلاميذ هم شهود عيان(أع1:8) كانوا مسئولين عن نقل حياة يسوع بأحداثها,وفي الوقت نفسه بتفسيرها في ضوء يسوع القائم. إذا هم: 1-شهود عيان عايشوا الأحداث. 2-قدموها في ضوء القيامة. 3-إن الإنجيليين سجلوا كتاباتهم حاملة الشهادة لربنا يسوع علي ضوء القيامة,حتي لو أدي ذلك إلي التضحية بالترتيب الزمني,لقد ضحوا كثيرا بالترتيب الزمني للأحداث في مقابل الترتيب الموضوعي...فالأحداث الرئيسية تأخذ وضعها الزمني الصحيح. فمثلا...المعمودية قبل التجربة علي الجبل والتجلي تلي اعتراف بطرس الشهير,وأحداث أسبوع الآلام لأنها وحدة واحدة تقتضي السرد المتواصل. ولكن من الملاحظ أن عدم الترتيب الزمني غالبا مايحمل في طياته ترتيبا لاهوتيا,أو علي الأقل حقيقة لاهوتية.إنهم لم يهتموا بالتسجيل الزمني أو حتي المكاني للأحداث بل كان قصدهم هو قول الحقيقة بوجهها المادي والروحي |
|