انتقد عدد من الوثنيون والفلاسفة الذين دخلوا الأيمان المسيحي أمثال أثينا غورس (أثيناغورس) وترتليانوس وكليمنضس السكندري وأرنوبيوس ولاكتانتيوس وأغسطينوس استخدام البخور في العهد الجديد، ولكن لوحظ أن هؤلاء المنتقدين حاولوا أن يتساموا فوق الطقس الكنسي ليحولوه إلى روحيات مجردة تحت تأثير عقدة الطقس الوثني الذي رزحوا تحته قبل إيمانهم فقال اكليمنضس السكندري... أن المذبح المقدس الحقيقي هو النفس البارة والبخور الحقيقي هو الصلاة المقدسة " ولكن هذه الاعتراضات جمدت مع مرور الأيام وبقى الطقس الكنسي الرائع مستمرًا وعقيدتها عن البخور راسخة ثم ما لبثت هذه البدع الهرطقات أن حركت هذه الاعتراضات من جديد إذ قيل: # أن الله ليس في حاجة إلى البخور لأنه عطر العطور:
وترد الكنيسة على ذلك: ولماذا إذن أمر الرب موسى بأن يقدس لاسمه البخور؟ (خر 3: 34 38).
# إنما البخور رجس لدى يقول الرب وان أكثرتم من الصلاة فلا اسمع لكم (أش11:1-16) وترد الكنيسة على ذلك بأنه لا البخور ولا الصلاة المرذولة إذ هو أمر برفع البخور والصلاة أما خطايا الشعب فهي المرذولة في عيني الرب إذ تصير فاصلًا بينهم وبين الرب لأن أيديهم مخضبة بالماء (أش15:1)
# وأن البخور لا يقدم لله بل للشيطان: وترد الكنيسة بأنه لو كان ذلك صحيحًا لكان محظورًا علينا أن نتقدم إلى مائدة الرب لوجود مائدة الشيطان وقد أشار إلى المائدتين بولس الرسول (1كو 14:10،20،21) ولوجب علينا أن نبطل الصوم والصلاة والفضائل لأن الوثنيين كانوا يقدمون أمثالهم لمعبوداتهم.
# وان البخور كان رمزًا من رموز العهد القديم: ضمن الذبائح والمحرقات وقد بطل ببطلانها جميعًا. وترد الكنيسة على ذلك بأن البخور وإن كان قد وجد مع الذبائح الرمزية وكان متمما لها إلا أنه كان يصعد مستقلًا عنها وفي غير أوقاتها (عد 46:16) ولم يكن رمزًا مثلها بل حقيقة خالية من كل رمز، حقيقة من الحقائق الثابتة الباقية ببقاء المؤمنين بالله إلى الأبد وأن نبوة ملاخي عن تقديم البخور إلى الله من الأمم الداخلة في الإيمان وكذا ذبائحها ونذورها. وأن الذبائح التي كانت تصحب بالبخور كانت تصحب أيضًا بالأصوام والصلوات والتسابيح والاعترافات ولو كان البخور في رمزًا قد بطل لوجب إبطال هذه الرموز المصاحبة أيضًا لقد كان رفع البخور ذاته ذبيحة مرفوعة لله بالصلاة خلوا من قرابين أو أنه تقدمة أخرى وهذا واضح منذ البدء أو أن الله أمر أن يسمي المكان الذي يرفع فيه البخور " مذبحًا " مع أنه لا يذبح عليه شيء البتة ودعاه " مذبح البخور " فكان البخور يقدم صباحًا ومساءً منفردًا عن الذبائح الدموية الأخرى.