|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتاح العهد الجديد (13) مدخل دراسي للبشائر الأربع السبت 07 يونيو 2014 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة ثالثا: عنوانها هناك عناوين مختلفة تعطي للبشائر وإن كان يبدو أن هذه العناوين وضعها النساخ ولم تكن منذ البداية ومن هذه العناوين: - حسب متي - الإنجيل حسب متي - إنجيل حسب متي ولكن عبارة حسب متي أسئ فهمها وترجمتها إذ تترجم إنجيل متي. وهذا خطأ لأنه حالة المضاف والمضاف إليه, وهذا يعني وجود أكثر من إنجيل واحد كتب عنه أكثر من شخص والأصح أن نقول: الإنجيل حسب ما كتبه القديس متي الرسول أو الإنجيل لمتي أو الإنجيل بحسب متي. وهذه التسمية تبين أنه ليس لدينا غير إنجيل واحد كتب عنه أكثر من شخص... فالإنجيل كتاب واحد له أربعة وجوه, أو إن كلمة الله سجلت في صياغات أربع. وبدءا من القرن الثاني الميلادي استعملت كلمة إنجيل=الأخبار الطيبة نفسها بشكل مستمر وبتكرار, وإن كان يوستينوس الشهيد عام 152 هو أول من استخدمها في حالة الجمع إشارة إلي البشائر الأربع. رابعا: عددها هناك طائفة من الأسئلة تدور حول هذا الموضوع منذ القدم: - لماذا لم تكتب حياة المسيح في بشارة واحدة؟! - المسيح واحد... لماذا أربعة أناجيل؟! - لماذا أربعة بالذات؟! - لماذا توجد أربع روايات عن حياة يسوع وتعاليمه؟! لقد شهد القرن الأول الميلادي ظهور كتب مزورة حملت اسم إنجيل كنوع من التضليل أو التمويه وبقصد الانتشار والشهرة... وفي القرون الوسطي تجددت المحاولة فيما سمي إنجيل برنابا المزعوم. أولا: هل نحن نحتاج إلي أكثر من بشارة واحدة عن المسيح؟... للإجابة نقول نعم لما يلي: - التسجيل, التكامل: حياة السيد المسيح كالمحيط الشاسع الذي لا يستطيع أن يقدمه قلم واحد. - الشمول, التنوع: تنوع ثقافات وأمزجة معاصري القرن الأول ثم العالم كله يحتاج إلي أكثر من واحد. - الشهادة, التأكيد: كتابة أكثر من واحد عن المسيح فيها نوع من تأكيد الشهادة وصدقها. ثانيا: لماذا أربعة بالذات؟ وأربعة بالذات لأن هذا هو رقم الشمول في المفهوم الكتابي والإنساني: - هناك أربعة حيوانات غير متجسدين (رؤ4:7). - هناك أربعة اتجاهات للأرض. - هناك أربعة فصول في السنة. - هناك أربعة أوجه للشاروبيم. وهناك كانت أربعة أنهار تسقي الجنة (تك2:10). - وهناك أربعة قرون للمذبح (خر27: 2, 30:2, رؤ9:13). - وأربعة أنواع من الذبائح (لا1-5). - وأربع إمبراطوريات تعاقبت السيادة علي الأرض في الفترة المسماة أزمنة الأمم (دا2:7). إنه رقم العمومية والشمول. وثالثا: هل من أدلة علي أنها أربعة كتب لا أكثر ولا أقل فما هي؟ نعم أدلة عديدة منها: 1- الآباء الرسوليين خلفاء الرسل اقتبسوا منها في كتاباتهم. 2- الترجمة السريانية (البشتيو) لم تضم سواهم (وهي ترجع للقرن الثاني). 3- وثيقة موراتوي وترجع لسنة 170م واكتشفت حديثا لم تورد سواهم. 4- كتاب الدياطسرون (الرباعي) وهي محاولة تاتيان لضم الأربعة في كتاب واحد وهذا بين لنا: أ- أنهم أربعة فقط. ب- أنهم متكاملون في وحدة واحدة. 5- القديس إيريناوس وضع مؤلفا يحمل اسم... أدلة علي عدم وجود أكثر أو أقل من أربعة أناجيل ويقول عن الإنجيل الإنجيل ذو الأوجه الأربعة. 6- يوسابيوس القيصري المؤرخ يتحدث عن هذه الأربعة فقط. الواقع يقول أنه يوجد إنجيل واحد بأربعة وجوه من حيث الشكل يجمعها روح واحد (إيريناوس). + لقد كتب رسل المسيح البشائر الأربع تحت ضغط الحاجة بحيث: - سجل الثلاثة الأولون فيها أعمال المخلص بعد سجن المعمدان بسنة (مت4:12, مر1:14, لو3:20). - وكتب يوحنا عن الفترة التي تجنبها الإنجيليون السابقون أي مثل سجن يوحنا المعمدان (يو2:11, 23, 24). - هذه البشائر الأربع بمثابة 4 أوتار في قيثارة واحدة تقدم سيمفونية متناسقة النغمات. - وهي أيضا بمثابة أيقونة ملونة أو صورة ملونة... لأن طباعة الألوان تستلزم وضع أربع طبقات من الألوان بدرجات متفاوتة فوق بعضها (أحمر- أزرق- أصفر- أسود) لتشكل في النهاية صورة بديعة لشخص المسيح الفريد. الخلاصة لقد اتفق المسيحيون منذ البدء, بالإجماع علي أن الإنجيل أعطي للكنيسة في أربعة نصوص مقبولة ومعترف بها وليست نصا واحدا, ولكن لكل واحد من الأناجيل عطاء مميز يثري معرفتنا ويعمق مفهومنا بحيث نصل إلي المعرفة الغنية عن ربنا يسوع المسيح كما لو كنا نري صورة كاملة من جوانبها المختلفة Stereoscopic. الأدلة الخارجية: 1- شهادة آباء الكنيسة الأولي أمثال: إيرينيوس (أسقف ليون)- يوستينوس الشهيد- بوليكاربوس أسقف أزمير- أغناطيوس أسقف أنطاكية. 2- شهادة علم الآثار والحفريات. 3- شهادة المخطوطات والترجمات القديمة. والسؤال الآن... وماذا يمنع أن الرسل اخترعوا قصصا ومعجزات نسبوها للمسيح مع أنها لم تحدث؟ وللإجابة نقول... 1- لم يكتب الرسل من مكان واحد أو في زمن واحد. 2- في كتاباتهم أشاروا إلي أسماء ناس ووقائع موجودة في الواقع وليس في الخيال. 3- إذا كانوا من النوع الخداع... فلماذا صوروا يسوع في صورة إنسان ضعيف يصلب ويموت ويدفن... وقبل ذلك يولد في مذود حقير للبقر, ولم يكن له أين يسند رأسه. 4- قدم الرسل أنفسهم في صورة مزرية أحيانا مثل... يهوذا الخائن- بطرس في الإنكار- توما في الشك. 5- مع كتابة وانتشار الأناجيل كان الكثيرون ممن أشير إليهم علي قيد الحياة... فلم نسمع عن اعتراض أو تعديل أو تصحيح أو رفض أو إنكار لأي من الوقائع التي ذكرت. |
|