|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
المحبة الخاطئة للذات
ما معني أن تحب ذاتك ؟ هل معنى ذلك أن تدلل ذاتك ، وتعطيها كل ما تطلب وكل ما تشتهي ؟ وهل محبتك لذاتك هي أن تمدح الذات ، وتمجدها ، وتفضلها على جميع الناس . إن كنت تفعل هذا وما يشابهه ، إذن فأنت تحب ذاتك محبة خاطئة .. المحبة الحقيقية للذات هي أن تسيرها في طريق روحي ، وتلصقها بمحبة الله ، وتوصلها إلى ملكوته . والمحبة الحقيقية للذات هي أن تؤدب هذه الذات إن أخطأت ، وتقوم طريقها كلما انحرفت الحقيقية للذات هي أن تؤدب هذه الذات إن أخطأت ، وتقوم طريقها كلما انحرفت ، وإن أدي الأمر أن تعاقبها ، أو أن تقف ضد رغباتها الخاطئة . غبر أن الذات قد تريد أحياناً أن تعيش في حياة اللذة ، سواء كانت لذة جسدية أو حسية ، أو لذة بالعالم وشهواته ... وهنا تكون ذاتك حرباً عليك ... ويكون واجبك أن تقف ضدها بكل قوة ... ونتذكر باستمرار قول الرب : " إن أراد أحد أن يأتي ورائي ، فلينكر نفسه ، ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني " ( لو9 : 23 ) . يضع أمامنا الرب فضيلة ـ إنكار الذات ـ كفضيلة رئيسية في الحياة معه ، ولو أدي الأمر أن يحمل الإنسان صليبه كل يوم ، وربما يكون صليباً في مقاومة هذه الذات ، وفي إخضاعها . ولكن ما أكثر الذين يحبون ذواتهم محبة خاطئة ، ومن مظاهر ذلك .. تكبير الذات يريد أن تكون ذاته باستمرار كبيرة وعظيمة ، ولكنه يخطئ في الوسيلة إذ يسعى إلى ذلك بطريقة خاطئة . فهو يريد أن تكون نفسه كبيرة من الخارج ، وليس في الداخل . كبيرة من الخارج ، أي بمظاهر خارج النفس ، كالمناصب والألقاب ، والغني والشهرة ، ومديح الناس ، وكل هذه الأمور لا علاقة لها بطبيعته النفس ونقاوتها ، بل هي ضدها وتدل على جهل وعدم فهم . بينما يقول لنا الوحي في المزمور : كل مجد ابنه الملك من الداخل ( مز45 ) . على الرغم من أنها " مشتملة بأطراف موشاة بالذهب ، ومزينة بأنواع كثيرة " ( مز44 ) . فما هو هذا المجد الداخلي ، لمن يريد لنفسه أن تكون كبيرة حقاً ، وبطريقة روحية ؟ المجد الداخلي ، هو أن تكون الذات صورة الله ومثالة ، كما سبق الله وخلقها على شبهه ( تك1 : 26 ، 27 ) . المجد الداخلي للذات هو أن تشتمل بثمار الروح التي هي محبة فرح سلام وداعة لطف ... إلخ . ( غل5 : 22 ) . وأن تكون الذات نقية قديسة طاهرة بلا لوم في كل شئ ، متضعة هادئة رحيمة حكيمة ... فهذا هو المجد الحقيقي والذي يوصل نفسه إلى هذه الفضائل فهو الذي يحب نفسه محبة حقيقية روحية . أما كسب المديح للذات ، وتمجيدها من الخارج . وأما السعي إلى احترام الناس لهذه الذات . وتقديرهم لها . فهي أمور خارجية ، من المفروض في الإنسان الروحي أن يرتفع عن مستواها .. ما الذي تستفيده الذات روحياً ، إن مدحها الآخرون ؟ وما قيمة هذا المديح بالنسبة إلى أبدبتها ؟ وهل الكرامة الخارجية هي وسيلة روحية لتكبير الذات ، أم هي حرب روحية يسقط فيها الكثيرون ؟ من مظاهر هذه الحرب . ما يسمونه عبادة الذات ، أو عشق الذات ... إذ يريد الإنسان أن تكون ذاته جميلة في عينية ، جميلة في أعين الناس ، بلا عيب أمامهم ولا نقص .. كما لو كان يؤمن بعصمة ذاته ، أو بأنه لا يمكن أن يخطئ . إنه إنسان معجب بذاته ، كمن يحب باستمرار أن ينظر إلى مرآة ، ويتأمل محاسنه . مثل هذا الإنسان لا يمكن أن يحتمل اهانة ، مهما كانت ضئيلة ، ولا يحتمل نقداً ، ولا يحتمل أن يكمله أحد بصراحة . إن هذا كله ، يراه مشوهاً لصورته التي يريد لها أن تبقي جميلة رائعة أمام الناس وإذ لا يقبل الصراحة أو النقد ، يبقي كما هو في أخطائه ، ولا يصحح مسيرته ، ولا يغير صفاته ، وهكذا تكون محبة الذات سبباً في ابعاده عن النقاوة الداخلية . وتكون محبة الذات هذه خطراً على أبديته ، لأنها ليست محبة حقيقية . إنها محبة لسمعه هذه الذات . ولصورتها أمام الناس ، وليست محبة لأبديتها ، ولا محبة لنقاوتها ، إنها محبة غير روحية تشكل خطراً ، وتجلب ضرراً ، ونستطيع أن نقول إنها ليست محبة ، بل هي حرب روحية . ومع ذلك ، فإن محاولة تكبير الذات بمحبة مديح الناس ، هي حرب يسقط فيها كثيرون .. والذي يحب المديح ، لا يكتفي بمديح الناس ، بل يتطور إلى أن يتحدث كثيراً عن نفسه ، ويمتدحها أمام الآخرين ؟ وفي حديثه عن نفسه ، لا يكون عادلاً ، ولا يذكر حقيقية ذاته كاملة ، فهو لا يتحدث إلا عن محاسن ذاته وانتصاراتها وأمجادها ، وفي نفس الوقت يخفي ما فيها من عيوب ، وإن أظهر له أحد هذه العيوب أو بعضها يحاول أن يبررها ويدافع عنها . |
05 - 06 - 2014, 07:56 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المحبة الخاطئة للذات
شكرا يا قمر
المحبة الخاطئة للذات 09/10/2011 |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحياة الروحية إنكار للذات و ليس إظهار للذات |
من أنواع المحبة الضارة المحبة الخاطئة للنفس |
المحبة الخاطئة للذات 09/10/2011 |
المحبة الخاطئة للذات |
المحبة الخاطئة للذات |