بين المبتدع والمرتد
إن المبتدعين والمنشقين -محتقرين ومزدرين بتقليد الله God’s tradition- يسعون وراء تعاليم غريبة ويدخلون تعاليم فضولية استعراضية بشرية (اختبارات)، وهؤلاء يوبخهم الرب في إنجيله قائلاَ: (رفضتم وصية الله لتحفظوا تقليدكم) {مر 7:9}ـ إنها جريمة وخطية أردأ من تلك التي يسقط فيها المرتدون الذين تركوا الإيمان، الذين برغم جحودهم وارتدادهم، عندما يتوبون عن جريمة ارتدادهم، يتضرعون لله بندم تام وكامل، فالمرتد يترك الكنيسة بإنكاره للإيمان ولا يؤذى إلا نفسه، أما المبتدع الذي يحدث انقسام، فيخدع كثيرين بأن يدفع بهم إلى خارج، وفي بعض الأحيان يضعف المرتد ويُجبر على إنكار الإيمان، أما المبتدع فيصنع الشر بإرادة حرة، ومن ناحية أخرى الذي يصنع الهرطقة ويحدث البدع فيخدع الكنيسة، وفي حالة المرتد خسارة نفس واحدة، وفي حالة المبتدع خسارة وضلال نفوس كثيرة تنشق عن الكنيسة الأم.
والمرتد ينوح ويندم على خطيئته ويستعطف الكنيسة تائباَ، أما المبتدع -وهو مغرور ومنتفخ، ظانًا الشيطان تحت قدميه، مرضياَ ذاته في جريمته- يظن أنه أصول من الكنيسة بطغماتها وشهدائها وقديسيها ومدافعيها وكل معلميها.
إن المبتدع يفصل أبناء عن أمهم، ويضلل قطعياَ عن راعيه ويشوش ويزعج أسرار الله، بنما المرتد قد أخطأ مرة في حق نفسه، لذلك المرتد الذي استشهد بعد توبته ورجوعه للكنيسة ينال مواعيد الملكوت، بينما المبتدع والمنشق فحتى لو ذُبح وهو خارج الكنيسة without the church فلا يمكن أن ينال جعالات وبركات الكنيسة.