منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 05 - 2014, 05:48 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير
القمص أثناسيوس فهمي جورج

الصوم الكبير كنسيًا

للصوم الأربعيني الكبير مكانة خاصة في كنيستنا، فهو أقدس أيام السنة، ونقول عنه إنه صوم سيدي، لأن سيدنا يسوع المسيح قد صامه، لذا فهو من الأصوام الهامة في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية. وتدخل الكنيسة فيه فترة اعتكافها وتوبتها الليتروجية، فهو ربيع السنة الروحية وزمن الاعتكاف والالتقاء مع الله.

كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير
ورسمت كنيستنا هذا الصوم ووضعته في برنامجها تشبها بربنا يسوع المسيح نفسه الذي صام عنا أربعين يوما وأربعين ليلة لم يأكل شيئا فيها.. لذلك اعتبرته فترة تخزين روحي للعام كله..
ولأهمية الصوم الكبير كان الآباء يتخذونه مجالا للوعظ، مثل القديس يوحنا ذهبي الفم بطريرك القسطنطينية، والقديس أغسطينوس إبن الدموع أسقف هيبو واللذان اشتهرت عظاتهما في زمن الصوم الكبير..
بل وكانت الكنيسة تجعل أيام الصوم الكبير فترة إعداد للمقبلين على العماد بالتعليم والوعظ ليتقبلوا نعمة المعمودية، فكانت تقام فصول للموعوظين خلال هذا الصوم تلقى فيها عليهم عظات لتسليمهم قواعد الإيمان وتثبيتهم، وهكذا ينالون العماد في يوم "أحد التناصير"، لكي يعيدوا مع المؤمنين في الأحد التالي أحد الشعانين، ويشتركوا معهم في صلوات البصخة وأفراح القيامة.. وقد اشتهرت عظات القديس كيرلس الأورشليمي لإعداد الموعوظين للإيمان خلال فترة الصوم، ومن ثم أصبح الصوم الكبير من أهم الأصوام وأقدمها أيضا..
والصوم الأربعيني المقدس عبارة عن ثلاثة أصوام، الأربعون المقدسة في الوسط يسبقها أسبوع تمهيدي ويعقبها أسبوع الآلام.
أسبوع الاستعداد
الأربعون المقدسة 55 يومًا
أسبوع الآلام
ولاهتمام الكنيسة بهذا الصوم سمته الصوم الكبير، وإذا كان السيد المسيح قد صام عنا وهو في غير حاجة إليه فكم بالحري نحن، وقد مهدت الكنيسة لهذا الصوم بصوم يونان، لتعدها أولادها للصوم الكبير قبل أن يبدأ بأسبوعين، ولتجعله ربيعا للنفس والكنيسة، حيث تتجدد الطبيعة البشرية لتزهر في يوم الأزهار العظيم يوم عيد القيامة المجيدة الذي هو عيد الأعياد..
ولان الصوم الكبير اكبر الأصوام الكنسية وأقدسها لذا رتبت له كنيستنا طقسًا خاصًا، فله الحان خاصة ومردات خاصة، وله قراءات وقطمارس خاص (قطمارس الصوم الكبير) katameooc، وله ترتيبه وطقسه الخاص (الطقس الصيامي)، في رفع بخور باكر ومطانيات وسجدات وميامر وطلبات ونبوات وقراءات من العهد القديم،وهكذا جعلت الكنيسة للصوم جوا روحيا خاصا، وهو ما سنتأمل فيه عندما عندما ندخل إلى رحلة الصوم الكبير في المنهج الليتورجي التعبدي.
ولما كان هذا الصوم اقتداء بالمسيح لذا رتبته الكنيسة، لتدعونا فيه إلى تبعية المسيح، وبهذا تكون قد أدخلت حياته في جسدها لتكون أفعال حياة رب المجد يسوع هي حياة أعضائها، تقتدي به في منهجها الحياتي، وبهذا تصبح حارسة على سر اللاهوت النسكي الذي أسسه الرب بصومه الأربعين المقدسة، ومن هنا أتت عظمة هذا الصوم في انه يأتي تشبها بصوم السيد المسيح الذي جعلته الكنيسة سرا تسلمه لأولادها العابدين..
وقصدت الكنيسة من وضع هذا الصوم أن يكون موسم توبة جماعية، لأن كنيستنا جموعية، وتدبير هذا الصوم إنما هو تأكيد لمضمون الشركة في جسد المسيح، لتصير توبتنا الجماعية هدف وقصد هذا الصوم من اجل النمو الجماعي والحب الجماعي والحرارة الجماعية والكرازة الجماعية والصلاة الجماعية كما من قلب واحد، في الكنسية مدينة الرب مسكن القديسين ومجمع الأبرار.
لأن كنيستنا ليست كنيسة أفراد، ولكنها كنيسة أعضاء، فهي لا تعرف الفردية ولكنها كنيسة جموعية وكنيسة شركة، (شركة مع الثالوث القدوس، شركة مع القديسين، وشركة مع جماعة المؤمنين أعضاء الجسد الواحد). نتقدم فيها لنأكل جسد الحمل الذي بلا عيب، الذي ينزع خطايا العالم، نأكله في بيت واحد، أي في الكنيسة الجامعة المرشوشة بالحب والحاملة سلاح الفضيلة.
رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2014, 05:49 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير

الصوم الكبير تاريخيًا

إن الصوم الأربعيني تقليد رسولي وهو تعليم كنيسة الإسكندرية منذ زمن بعيد فالقديس كيرلس الأول عمود الدين يقول في عظاته بخصوص الصوم الكبير إنه "حسب التقليد الرسولي"، ومن قبله البطريرك ثيؤفيلس يقرر ذلك أيضا في خطاباته الفصحية، كما تحدث القديس ايريانوس "أبو التقليد الكنسي" عن أهمية الصوم الأربعيني الكبير، وأكد انه قديم العهد جدًا، وان طقسه يراعى في أنحاء العالم كله، ويرجع إلى أيام الرسل (Im. Epist. Ad. Vict. ).
فالصوم هو أقدم وصية عرفتها البشرية منذ آدم الاول (تك 2: 16-17)، وقد أثبت ذلك أيضًا القديس يوسابيوس القيصرى في تاريخه (5: 24) وقرر المؤرخ سقراط سوزمين في تاريخه الكنسي (7: 19) ان كنيسة مصر القبطية تصوم هذا الصوم سبعة أسابيع كاملة، ويقول القديس يوحنا كاسيان ان الصوم الكبير يقدم فيه الأقباط عشور السنة صومًا.
وفى قوانين ابوليدس الروماني والمعروفة باسم التقليد الرسولي لهيبوليتس صيغة إخبارية تقول في وضوح وقوة أيام الصوم الكبير التي تثبت هي الأربعاء والجمعة والذي يزيد عليها ينال أجرًا. Hippolytus

كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير
وتأتي الديسقولية فتقرر "فليكن عندكم جليلا صوم الأربعين المقدسة"، وتؤكد في الباب العاشر "وان تصوموا في كل عام أربعين يوما كما صام موسى وإيليا النبيان العظيمان، وجميع الأنبياء في العتيقة، وابتدأ سيدنا المسيح بذلك ليعلمنا أن نفعل ذلك قبل آلامه المحيية".
وقد جاء في كتاب مصباح الظلمة "للأب القس أبو البركات المعروف بابن كبر" عن الصوم الكبير:-
"وقد كان الآباء الرسل القديسون الأطهار ومن تبعهم من المؤمنين يصومون الأربعين المقدسة".
ويذكر العلامة أوريجين فيقرر قائلا "الأصوام التي نلتزم بها هي الأربعون المقدسة والأربعاء والجمعة"، كما وذكره روفنيوس المؤرخ ناسبا ذكره إلى العلامة اوريجين في تفسيره لسفر اللاويين.
وقد وضعت الدسقولية عقوبة على من لا يصوم "أي أسقف أو قس أو شماس أو ايبذياكون أو اغنسطس أو مرتل لا يصوم صوم الأربعين المقدسة وصوم يوميّ الأربعاء والجمعة فليقطع ما خلا إذا امتنع لأجل مرض جسدي وإذا كان عاميا فليفرز".
وبعض الآباء القديسين القدامى عندما كانوا يتأملون في الأربعين المقدسة، كانوا يقارنونها بعدد الساعات التي قضاها الرب في القبر وهي أربعون ساعة محسوبة، أي إننا نصوم عن كل ساعة قضاها الرب في القبر يوما كاملا..
فالصوم الأربعيني كان منذ العصر الرسولي، موجودًا منذ القرن الأول المسيحي ومارسته الكنيسة في كل أنحاء العالم وصامه المسيحيون(1).
وقد ورد عن الأربعين المقدسة في الرسائل الفصحية لباباوات الإسكندرية، فنجد أن البابا أثناسيوس الرسولي حامى الإيمان البطريرك العشرين يقرر قاعدة الصوم الكبير في الرسالة الفصحية الثانية وفي الرسالة الثالثة والسادسة والسابعة(2).
ونجد أن طقس تكريس الميرون المقدس، كان يتم في الأربعين يومًا، وهو ما قام به أيضًا قداسة البابا شنودة الثالث أطال الله حياته، فقد قام غبطته بعمل الميرون مرتين في عهده المبارك - في زمن الأربعين المقدسة.
ويتكلم أيضًا البابا كيرلس الكبير عمود الدين في رسائله الفصحية عن الأربعين المقدسة، وهنا تتقرر من رسائل القديس أثناسيوس والقديس كيرلس، وطقس الميرون، قاعدة الصوم الكبير.
كما أشار إليه القانون الخامس من قوانين مجمع نيقية، كشيء ثابت ومقرر في الكنيسة المسيحية في العالم كله،وذكرته قوانين الرسل، وقالت إنه تم إتباعا لما فعله السيد المسيح(3).
لقد كان الصوم الأربعيني من الممارسات الروحية التي مارستها كنيسة الرسل عمود الحق وقاعدته، هيا مع الكنيسة التي هي باب السماء فلك نوح الجديد بل والحقيقي لنخلص لأن كل من كان خارجها هلك (1 بط 3: 20)، ولنتمتع باختبار الصوم الكبير المقدس من أجل بنيان حياتنا وشعبها الحقيقي، فنجتاز الصوم مع المسيح الذي صامه عنا (مت 4: 2)، وكما صام داود النبي (مز 35: 13)، ودانيال النبي (دا 9: 3)، وحزقيال النبي (حز 4: 9)، ونحميا النبي (نح 1: 3)، وعزرا الكاتب والكاهن (عز 8: 21).. فنكون غالبين للعالم والشيطان لأن (هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم والصلاة).
_____
الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) Dictionary of Christian Antiquities, Vol. 2, p. 972
(2) N. P. N. F. 2nd Series Athanasius Vol. IV, P. 502
(3) Ency. Of Religion and Ethics, Vol. 5, P. 766
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2014, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير

الصوم عقيديًا


هبت على الكنيسة رياح تعاليم غريبة ولكن المسيح الذي اقتنى كنيسته بالدم الكريم قال للريح "اسكت إنكم. فسكت الريح وصار هدوء عظيم" (مر 4: 39)، ومازال المبتدعون والهراطقة والطوائف التي ارتدت عن الإيمان المسلم لنا مرة بالإنجيل (مت 24: 11 وتسا 2: 3).. ينكرون الصوم غير محتملين التعليم الصحيح، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكمة مسامعهم مقاومين الحق الإلهي الكتابي، يجب علينا أن نصحو لهم نعرض عنهم لأنهم إخوة كذبة يندسون بيننا لخداعنا (غلا 2: 4) مستمسكين بالتعاليم التي تعلمناها (2 تسا 2: 2، 2 تيمو 4: 3)..
ولكي نحفظ وديعة الإيمان التي تسلمناها، من أجل خلاص أنفسنا وخلاص الذين نخدمهم وخصوصا في المناطق الشعبية النى نخدمها والتي تنتشر فيها هذه الأفكار المسمومة، لابد لنا أن نرجع إلى كلمة "كيريجما" الكتاب المقدس لأن كنيستنا كنيسة إنجيلية، وجميع عقائدها تستمد أصالتها ونقاوتها من الإنجيل، إنجيل خلاصنا الذي به نقاوم ونغلب المعاندين (أف 1: 13).
* عقيدة الصوم عقيدة إنجيلية
* أصوام جماعية
* الأنبياء والرسل صاموا (الصوم في العهدين)
كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير
* عقيدة الصوم عقيدة إنجيلية


كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير
الجنس الشرير من الشياطين لا يخرج إلا بالصوم والصلاة (مت 17: 21).
صوم الأربعين صوم كنسي رئيسي رسمه وصامه السيد المسيح (مت 4: 2).
ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائيين فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين (مت 6: 16).
الأصل في الصوم هو الانقطاع وذلك في معجزة إشباع الأربعة آلاف (مت 15: 32).
لكن ستأتي ساعة أيام يرفع العريس عنهم حينئذ يصومون (مت 9: 16).
الصوم سيرة ملائكية (مر 1: 2).
وإن صرفتهم إلى بيوتهم صائمين يخورون في الطريق (مر 8: 3).
الصوم موضوع من قبل رب المجد يسوع (مر 2: 20).
الصوم في الكنيسة الأولى (أع 13: 3).
الصوم والبركات الروحية (أع 9: 9).
وفى الصوم نظهر كخدام لله (1كو 6: 5).
ويتذرع البعض في إنكارهم للصوم بقول بولس الرسول:- "إنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان.. آمرين أن يمتنع عن أطعمة خلقها الله".
وفى الواقع هذا لا يشير إطلاقا إلى بطلان الصوم بل يشير إلى بدع نادى بها بعض الهراطقة تدعى نجاسة بعض الأطعمة وتحريم الزواج.. مانعين عن بعض الأطعمة، ألا أنها ليست محرمة أو نجسة، بل القصد من الامتناع عنها قمع الجسد وإذلاله وترويضه وإخضاعه للروح والسيطرة عليه بالإمساك عن بعض الأطعمة (1كو 9: 27).
كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير
* أصوام جماعية

ونجد أن الشعب صام كله في أيام الملكة إستير (إس 4: 3)، وصام الشعب بنداء عزرا الكاهن (عز 8: 21)،وكذلك في أيام نحميا (نح 9: 1)، وصام الشعب أيام يهوشافاط (2 أي 20: 3)، وصام الشعب أيام يهوياقيم بن يوشيا (أر 36: 9). وكذا أيام يوئيل النبي (3: 5)، وأيام يونان النبي (يون 3).
كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير
* الأنبياء والرسل صاموا (الصوم في العهدين)

صام موسى النبي (خر 40: 28)، وإيليا النبي (1 مل 19: 8)، وداود النبي (مز 35: 13 & مز 69: 10 & مز 109: 24 & 2 صم 12: 16).
وصام دانيال النبي (دا 9: 3)، وصام حزقيال النبي أيضا (حز 4: 9).
وصام نحميا النبي (نح 1: 3)، وكذا عزرا الكاتب والكاهن (عز 8: 21).
وعن صوم بطرس الرسول (أع 10: 9).
الصوم فعل روحاني وجهاد ممدوح (1كو 9: 27).
صوم بولس الرسول (2كو 11: 27).
وأوصى الرب الإله أدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل أكلا، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها (تك 2: 16).
وكان موسى هناك عند الرب أربعين نهارا وأربعين ليلة لم يأكل خبزا ولم يشرب ماء (خر 34: 28).
وأخذوا عظامهم ودفنوها تحت الأثلة في يابيش وصاموا سبعة أيام (1 صم 31: 13).
فسأل داود الله من أجل الصبي وصام داود صوما وبات مضطجعا على الأرض (2صم 12: 16).
ونادوا يصوم واجلسوا نابوت في رأس الشعب (1 مل 21: 9).
وناديت هناك بصوم على نهر أهوا لكي نتذلل أمام إلهنا لنطلب أمام إلهنا لنطلب منه طريقا مستقيمة (عز 8: 21).
اجتمع بنو إسرائيل بالصوم وعليهم مسوح وتراب (نح 9: 1).
كانت مناحة عظيمة عند اليهود وصوم وبكاء ونحيب (أس 4: 3).
أذللت بالصوم نفسي (مز 35: 13).
وأبكيت بصوم نفسي فصار ذلك عارًا على (مز 69: 10).
ركبتاي ارتعشتا من الصوم ولحمى هزل عن سمن (مز 109: 24).
أليس هذا صوما اختاره حل قيود الشر (أش 58: 3-7).
في بيت الرب في يوم الصوم (أر 36: 6).
فوجهت وجهي إلى الله السيد طالبا بالصلوة والتضرعات والمسح والرماد (دا 10: 3).
هكذا قال رب الجنود أن صوم الشعر الرابع والخامس والسابع والعاشر يكون لبيت يهوذا ابتهاجًا وفرحًا وأعيادًا طيبة فأحبوا الحق والسلام (زك 8: 18).
وحنة النبية (لو 2: 27)، وبطرس الرسول (2كو 11: 27 & 2كو 6: 5 & أع 14: 23)، وكرنيليوس (أع 10: 30) كلهم صاموا.
ورب المجد يسوع نفسه صام عنا أربعين يوما بسر لا ينطق به وأوصى بالصوم (حينما يرفع عنهم العريس حينئذ يصومون) (مت 9: 10).
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2014, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير

برنامج الكنيسة في الصوم الكبير

للكنيسة في الصوم الأربعيني برنامج روحي قوى ليكون فترة نهضة روحية، ومصدر توبة جماعية وشركة عميقة مع رب المجد يسوع في صومه، فالمسيح صام عنا ومعنا، وهو شريك مع كل نفس صائمة في هذا الصوم، يعبر بها من حالة إلى حالة أخرى.
وفى هذا الصوم تمارس الكنيسة فترات الانقطاع، والقداسات اليومية وحياة التوبة والتذلل الجماعي لأنها كنيسة جموعية، ومن ثم جعلت لهذا الصوم برنامجا كرازيًا جماعيًا لتعليم الموعوظين الداخلين في الإيمان حديثاً.
لذلك ينبغي أن يكون هذا الصوم الذي رتبته كنيستنا ضمن إطار القصد الإلهي في حياتنا، لكي تظهر حياة المسيح فينا ونكون شركاء الطبيعة الإلهية، وهذا هو قصد الصوم الذي نعيشه في هذه الأيام المقدسة، لكي نسعى فندرك الذي لأجله أدركنا المسيح.. فهو صام بذاته، صام عنا ليعرفنا أنه سيكون شريكا لنا في الطريق، وكل من يصوم صوما روحانيا يسير في معية الملك المسيح.
وتظهر سمات وخصائص الروحانية الأرثوذكسية في منهج الكنيسة الروحي خلال فترة الأربعين المقدسة، فتقودنا إلى الطريق الواحد الذي بإمكانه أن يقود الأرثوذكسي القبطي إلى باب الحياة الضيق واستقامة التعليم واستقامة الحياة أيضًا أي إلى الأرثوذكسية، فقد جعلت الكنيسة من الصوم لا فترة قهر وحرمان ولكن فترة بهجة وفرح يسميها الآباء فترة الحزن المضيء.. نتخيل فيه الإمساك السلبي عن المأكل ونتحول إلى الانفتاح الإيجابي في طريق الشبع الروحي المفرح.

كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير
والصوم الأربعيني هو مدرسة التوبة التي تدربنا فيها الكنيسة بالصلاة وسماع كلام الحياة لكي نتوب ونختبر من جديد القيامة من موت الخطية ونوال الحياة الأبدية في داخلنا، لقد كان الغرض الرئيسي من الصوم الكبير في عصور الكنيسة الأولى هو تعليم الموعوظين -أي المؤمنين الجدد بالمسيح- وتهيئتهم لنوال سر المعمودية التي كانت تتم في عيد القيامة, ولقد بقى المعنى الأساسي للصوم الكبير، ورغم أننا معمدون إلا أننا في اغلب الأحايين نفقد قوة الحياة الجديدة التي كنا قد نلناها في المعمودية، ولذلك فان فترة الصوم هي فرصة رجوعنا من جديد إلى هذه الحياة الإلهية التي وهبها لنا المسيح بمجيئه إلى العالم، والتي نلناها منه في معموديتنا ثم فقدناها في وسط اهتماماتنا وانشغالنا ونسياننا في وسط هذا العالم.
وصوم الكنيسة هذا صوم ناري تلهبنا فيه بحرارة العشق الإلهي وبتعبير جميل يصور القديس أغسطينوس للمعتمدين الجدد كيف صاروا خبزا واحدا فيقول:-
"إن صوم الأربعين المقدسة والصلوات ورغبة الانضمام إلى الكنيسة قد طحنوكم معا كحبوب الحنطة تحت الرحى، ثم بلل ماء المعمودية جبلتكم هذه فعجنتكم معًا وشكلتم خبزًا، ولكن ليس من خبز بدون نار، لقد جاءت النار مع مسحة التكريس التي هي سر التثبيت بالروح القدس، الذي يلهمنا المحبة ويجعلنا نحترق من أجل الله ونحتقر العالم، فالنار تأتى بعد الماء، وأنتم قد صرتم خبزا الذي هو جسد المسيح".
الصوم الكبير رحلة روحية ونهاية هذه الرحلة هو الفصح المسيحي أو عيد القيامة "عيد الأعياد"، فالصوم إعداد للفصح "البصخة"، أو إعداد لرؤية القيامة، وبالصوم نستعيد رؤية الحياة الجديدة التي في المسيح يسوع، لنتوب ونرجع فنذوق حياة الملكوت الجديدة والشركة،لئلا تصير حياتنا بلا معنى مظلمة وتافهة ومضيعة، وتقدم لنا الكنيسة فعل الصوم مدرسة للتوبة ومعونة لنتمكن به من أن نستقبل عيد القيامة وأفراحها كنهاية للقديم ودخول للجديد القائم.
لقد كان الغرض الرئيسي من الصوم في العصور الأولى للكنيسة، هو إعداد الموعوظين الداخلين إلى الإيمان بالمسيح وتهيئتهم للمعمودية التي كانت تتم في عيد القيامة، فرغم أننا نخون ونضعف ونفقد ما قلبناه في المعمودية، إلا أن عيد القيامة هو رجوعنا كل سنة إلى معموديتنا وهنا يكون الصوم فترة إعدادنا لهذا الرجوع، لكي بالتوبة والصلاة والرحمة والفضيلة مع الصوم نأتي في النهاية إلى "العبور"، عبورنا نحن إلى الحياة الجديدة في المسيح لكي نذوق فرح قيامته ونراها..
إنها رحلة الحزن المضيء لنتطلع إلى فرح القيامة والدخول في مجد الملكوت وهذا هو التذوق المسبق لفرح القيامة الذي يجعل حزن الصوم لامعًا ومضيئًا ويجعل الجهد المبذول في فترة الصوم ربيعًا روحيًا.
ومن ثم نجد أن الصوم في الكنيسة فترة استنارة وإعداد للتوبة والمصالحة والتطهير بواسطة الاعتراف والتناول ومسحة المرضى "القنديل" لتكون فترة الصوم فترة مصالحة مع الله، ومسامحة مع الناس وتجديد للحياة كلها.. وكل هذه التداريب والممارسات تعطى الصوم الأربعيني الصفة العملية، في الاقتداء بالمسيح الذي صام عنا ولأجلنا، فنغلب الشيطان في تجارب الجسد كما غلب المسيح لحسابنا، فهل نحن معه الآن في البرية على جبل التجربة؟ هل نحن هناك؟ ان أساس الصوم هو اختبارنا للفداء، وهدف الصوم الحقيقي ألفتنا وشركتنا مع الثالوث القدوس، ان نكون مع المسيح ليصبح حيا نلمسه نختبره ونتحقق حضوره في داخلنا، وكيف يكون صومنا واعترافنا بدون ذلك؟ لنسأل أين يقيم المخلص لنقيم معه، وبالصوم نلتهب شوقا وحنينا وعشقا له لأنه الحياة بذاتها، وكل من يعرف خزيه يعرف كيف يطلب النعمة.
وكل صوم يقف عند المظاهر الخارجية صوم جسداني بلا ثمر، لأن مخلصنا الصالح يريد الصوم الداخلى الجواني، وملكوت الله هو داخلنا، وان كان الصوم قد ارتبط عند اليهود بالتوبة ويسمى يوم الصوم يوم الغفران، فكيف يكون في العهد الجديد؟ ذلك الصوم الذي تضعه الكنيسة كدرب نسير فيه رحلتنا الروحية لنصل إلى أفراح القيامة، نعيشها ونختبرها ونتمتع بجدة الحياة المقامة في شخص ربنا يسوع، لأنه يوجد دفاع لخلاصنا مادام يوجد المسيح ربنا، وما عدة أسلحتنا إلا المسيح يسوع.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2014, 05:53 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير

الصوم والتوبة "ميطانيا"

كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير
وبداية رحلتنا الروحية في الصوم الكبير تبدأ بالمصالحة والتوبة المستمرة والمحبة التي هي أساس البنيان مع التواضع، وتصفية الشهوات ومحبة العالم، وحمل الصليب مع التشديد على ترويض الجسد، إلى جانب ترويض الروح لان الكنيسة الأرثوذكسية تتطلع وتهتم بالإنسان بكليته، جسدا وروحا.
والصوم الكبير زمان التوبة (ميطانيا) والمصالحة مع الله والندم والتربية الروحية والاستنارة، نسمع فيه بصورة خاصة صوت الله لننصت إليه، ونتذكر فيه بنى إسرائيل في البرية أثناء الأربعين، ونفكر في الحرية والسياحة والمن الإلهي، ونتذكر فيه الأربعين التي قضاها رب المجد مجربا في البرية فيكون صومنا مجاهدة وجهادا حتى الدم ضد الخطية، وبالجملة يكون الصوم تجمعا غنيا ودسما وعميقا للغاية يشتمل على وسائل فعالة من أجل تقديسنا وتطهيرنا واستنارتنا، لتصل بنا الكنيسة إلى القيامة "عيد الأعياد" وكلما كان صومنا صوما روحانيا جديا كلما تمتعنا ودخلنا في سر الفصح ونلنا ثمار وبركات القيامة..
والصوم في معناه الروحي، تقدمة حب من نفس اختبرت محبة المسيح وغنى نعمته الفائق، لذلك تريد أن تقدم كل شيء باسم الابن إلى الآب، كل شيء، القلب والنفس والعقل والجسد والروح، إنها تحس بأنها مديونة بالكل، فلا يكون الصوم فريضة ثقيلة جافة مرفوضة، لكنه حب وحرية ونعمة غزيرة الضياء، زهد اختياري وانتعاش للروح وترك للشهوة واحتياج لازم، وهو ليس حرمانا ولا إذلالًا ولا كبتًا ولا فرضًا..
وفى صوم الرب عنا درس يعلمنا أدوية خلاصنا، لكي يكون لنا هو مثالًا، أن آدم طرد من الفردوس بسبب عدم ضبطه لنفسه، والمسيح صام لا لأجل حاجته بل ليرسم لنا طريق الخلاص، أراد أن يعيننا لكي ننتصر في تجاربنا بقدوته، الذي غلب العالم كله لا بقوة عسكرية بل بجهالة الصليب.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2014, 06:06 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير

الصوم والجهاد الروحي

ليس هناك غاية للصوم غير التخلص من الخطية، والجهاد ضد أهواء الجسد، لأن الإتحاد بالمسيح هو صميم الغاية التي من أجلها نجاهد ليس إذلالًا بل قبولا للحياة الجديدة من خلال عمل النعمة، والصوم ليس فضيلة في حد ذاته ما لم يقترن بالصلاة، فتركيزنا كله على الحياة الداخلية وإنساننا الباطني وعلاقتنا الكيانية الصميمة الاتحادية برب المجد يسوع.
إن امتناعنا عن الأكل يجعلنا نرتفع فوق مستوى الجسد والمادة، وما الصوم إلا سلاح غلبة، لأن آدم الأول انهزم بالطعام، وأدم الثاني غلب بالصوم، إذ ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله "كيريجما"، وبالصوم يتدخل الله، فقد اختبر هذا الأمر نحميا وعزرا ودانيال واختبرته إستير من اجل الشعب كله، وعاشته الكنيسة في القرن الرابع في عمق مشكلة أريوس الهرطوقي، وأصبح الصوم عقيدة راسخة في ضمير الكنيسة، لأنه فترة مصالحة يتدخل فيها الله ويتحنن، والصوم أيضا مدرسة روحية تدربنا فيها أمنا البيعة على الاستشهاد والشهادة "مارتيريا".. وفعل الصوم هو أولا وأخيرا دليل على محبتنا لله وبه نتقرب إليه، فلا صوم من غير التوبة وأعمال الرحمة والصدقة، ولا صوم من غير الاعتكاف والصلاة والقراءات الروحية والتأمل والمطانيات وقرع الصدر والسهر وتكريس القلب والفكر والإرادة لله، ولا صوم من غير شركة مع المسيح الذي صام عنا، فالصوم بحق فترة تخزين روحي للعام كله..

كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير
والصوم هو بداءة طريق الله، وهو الصديق الملازم للفضائل كلها، يحفظ العفة، ويحفز للصلاة، ويساعد على الهدوء والسكوت، ويشوق العقل لعشرة الله، ويجعلنا نتشبه بسيرة الملائكة، نمتنع فيه عن الشهوة والأفكار الرديئة لأنه أيقونة للحياة العتيدة، والصوم يخضع الجسد للروح ويجعلنا ننال نصيبا من جسد القيامة بقيادته إيانا نحو الله، وهو أيضًا طبيعة الحياة في الفردوس قبل السقوط فالإنسان أطاع بطنه فطرد من الفردوس وربنا يسوع كشف لنا الدواء لكي نغلب.. ذلك المدافع عنا، قرن خلاصنا الأكيد الذي يحتضن وجودنا ويحصنا على الدوام.
وليس كل صوم صوما مقبولا، لأنه ينبغي ألا نفعل شرًا، وأن نعبد الرب بقلب طاهر ونحفظ الوصايا بالانقطاع عن كل الشرور سواء بالفعل أو بالقول أو بالفكر وضبط اللسان والكف عن الغضب، وغياب الرذائل، لأن الصوم ليس صوما جسديا بل صومًا روحيًا، يغذى النفس ويهيئها لتجنح وتسمو فوق العالم فتعبر بحر هذه الحياة الحاضرة وتصل إلى نقاوة القلب، وأيضًا الصوم يصعد بالصلاة إلى السماء، وبدون العطاء والصدقة لا يحسب صوما، وليس هناك سلاح أقوى من الصوم، فإن كنا قد انغلبنا في آدم بالأكل فبالإمساك عنه قد غلبنا في المسيح فالأول علة السقوط والثاني موضوع النصرة لأن منه وبه وله كل الأشياء.
والصوم في المفهوم الإنجيلي هو نظرة على الحياة الأبدية من خلال إحساسنا بالموت (جوع - عطش - إماتة) فهو تذوق لمجد القيامة بجسد مائت عن كل شهوات العالم الحاضر.. وجوعنا وعطشنا يجعل عيوننا شاخصة نحو الأبدية في انتظار البر الأبدي، لأننا حتما سنشبع سرًا من دسم الخيرات الغير منظورة التي للحياة الأبدية،ونحن نصوم لأن العريس قد رفع لذلك وجب على العروس أن تصوم، ويعلق القديس كيرلس الأول عمود الدين فيقول "لقد كان مجيء مخلصنا إلى العالم بمثابة عيد عظيم اتحد فيه روحيًا بطبيعة الإنسان كمثل عروس له".
فالاتحاد السري الذي حدث بيننا وبين المسيح مخلصنا بتجسده، جعل صومنا يسمو إلى مستوى الجوع والعطش إليه، وصارت نفوسنا عطشى إليه مثل ارض بلا ماء.. لذلك عندما رفع العريس عنا كان من الحتمي أن نصوم، فالذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات، وبهذا يصبح قبولنا الصوم على أساس الشركة في صليب المسيح.
ولابد أن يكون صومنا صوما روحيا، لأن المسيح صام من أجلنا وصام عنا، وكان يقتاد بالروح في البرية أربعين يومًا، فلنصم صومًا روحيًا لأن مخلصنا قدم نفسه أمامنا نموذج، لان الصوم ليس هدف في ذاته إنما هو مجال للحياة المباركة التي فيها نغلب كما غلب ذاك الذي أحبنا وسلم ذاته لأجلنا، فنسير في أثر خطوات الرب نختط نفس الدرب، ونتحدى الكذاب المحتال إبليس الذي خدعنا بالاعتماد على الطعام ولقمة العيش، ويتحول فينا الجوع لا إلى شيء سلبي بل إلى كلمة الله، جوع لأجل الله، لذلك حرصت الكنيسة على أن تجعل صوم أبنائها مقترنا بالتناول حتى تتقدس ذبيحة صومنا فيكون المسيح هو خبزنا وماءنا وغلبتنا وحياتنا الحقيقية، ولكي يكون صومنا روحيا يجب أن يكون بجدية وإخلاص قلب، لا مجرد شكليات بل حياة ايجابية، لا اكتفاء بما هو خارجي دون التعمق في الداخل.. وأعمق تغير يحدثه الصوم هو أن يغير اتجاه الشخص واتجاه الجماعة ليصبح الكلمة المتجسد هو مصدر حياتهم.
والصوم في المسيحية ليس قهرًا ولا كبتًا ولا قصاصًا ولا حزنًا مريرًا إنما هو استنارة وحزن مضيء وتذوق لغلبة العالم ومجد القيامة، لذلك لا نكون عابسين بل ممتلئين ببهجة الخلاص وفرح الروح.
والصوم أسلوب حياة وسعى نحو الحياة الجوانية المتخلصة من كل تشتت، ليتسع أمامنا مجال التأمل والدخول للعمق والسيطرة على كل ما لا يرضى الله، مع فعل الصلاة والاتضاع والتوبة والمحبة والطهارة والنشاط وعمل الرحمة والعطاء لنتعلم فيه كيف نتواضع؟ كيف نتسامح؟ كيف نرحم؟ كيف ندخل إلى أعماقنا؟ ونقف غلى حقيقة أنفسنا فنستعيد حياتنا الجديدة..
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2014, 06:07 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير

الصوم ومعالم الطريق للملكوت

وروحانية الصوم والنسك الجسدي في صوره المتعددة، هي احد الركائز الضرورية اللازمة لتبعية المسيح، وبالصوم نقدم أجسادنا ذبيحة مقدسة مرضية عند الله (رو 12: 1)، وبه نبلغ مجد التجلي المعد للأبرار، فيمتلئ كياننا بالروح القدس، والجسد الحيواني الذي يزرع في الأرض، يبذل وينفق ويهلك في شكله الخارجي لكي يقوم كيانا روحيا، وصومنا هذا يضرم فينا الموهبة الإلهية لتأتى بثمر أكثر فيجعلنا نحيا ونشهد بكل كياننا جسدًا وروحًا عن سر الموت والقيامة الذي يعمل فينا، ونخلع عنا جزئيا طبيعتنا الحيوانية، فنأخذ عربون الثياب النيرة التي أعدت لنا، وكل صور التعفف والنسك والأصوام تجعل لباس أرواحنا التي هي أعضاء جسدنا تنال قوة الطهارة والضياء السماوي كمثال للقيامة من الأموات.

كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير
وقد كتب العظيم الأنبا أنطونيوس مشيرًا أن النسك والصوم يؤهل كل الجسد للتغيير ويخضعه لسلطان الروح القدس، ويجعله ينال نصيبا من الجسد الروحي المزمع ان يكون عليه في قيامة الأبرار(1).
وتبعا للتقليد الإنجيلي نجد أن أساس النسك هو الصوم (ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان) {مت 4: 4}، فنشهد في صمونا على غلبة العالم وان الروح القدس الذي فينا قد روض الجسد وبدل طبيعته الحيوانية البهيمية إلى طبيعة ملائكية سمائية نورانية فعالة، والصوم أيضًا يروض أجسادنا ويحول شهيتنا من الأطعمة الجسدية إلى جوع حقيقي للشبع الإلهي والصوم فعل إرادي نشارك فيه بمحض إرادتنا وحريتنا في هذا التحول الروحي الذي لن يكتمل إلا في المجيء الثاني "باروسيا". أنه لقاء الشبع الروحي، لقاء رفضنا للأطعمة الأرضية لكي نؤهل إلى شركة الثالوث القدوس المحيى، فنكون مدعوين خلال فترة الصوم إلى الجهاد الروحي القانوني بالتوبة "الميكانيا"، وأيضا نكون مدعوين إلى الشبع بكلمة الله "كريجما" التي لنا فيها حياة أبدية باعتبار أنها رسالة الله لخليقته وأنها أيقونة الله،ويربط الآباء بين الصوم والصلاة برباط محكم سواء الصلوات الفردية أو الصلوات الجماعية "ليتروجيا" حتى يكون صومنا ثابتا، قربانا مبذولًا من جهتنا نقدمه بكل كياننا روحا وجيدا، فيصير صومنا ذبيحة وشهادة "مارتيريا" لمحبتنا للذي صام عنا ومن أجلنا، ولما كانت محبتنا عرضة لان تصبح مجرد أفكار نظرية وأحاسيس عاطفية غير حقيقية أو واقعية، لزم في أصوامنا أن تقترن بأعمال الرحمة والمحبة والبذل والانسكاب وخدمة الأعضاء الجروحة "الدياكونيا"، والصوم المقبول أيضًا لا يتم إلا من خلال حياة الشركة "الكينونيا" κοινωνία شركة الثالوث الممجد، شركة القديسين ومعية السمائيين، وشركة المؤمنين في "الأسرار - التعليم - الأغابي"..
والصوم أيضا حالة تجلى، وقد اختار السيد المسيح معه في التجلي اثنين من الصوامين موسى وإيليا، ليرينا أن كبيعتنا ستتجلى في الأبدية بفعل الصوم، لأن السيد المسيح صام (مت 4: 2)، وموسى النبي صام (حز 4: 2)، وإيليا النبي صام (أمل 19: 8)، من أجل ذلك تجلت طبيعتهم النورانية، ونحن بصومنا ننال جزء من هذا الجسد النوراني الممجد ونتذوق جسد القيامة، فنعود للحياة الفردوسية.
والصوم أيضا عمل من أعمال الخليقة الجديدة في الإنسان الذي تقبل تجديد الروح وتغير عن شكله كما يقول القديس كيرلس عمود الدين "إن الذين لم يتقبلوا بعد تجديد الروح، لا يستطيعوا أيضًا أن يختبروا إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" أي أنهم عبثا يصومون ويصلون فتكون عبادتهم "ذاتية استعراضية" أنها رقعة جديدة في ثوب عتيق وخمر جديدة في زقاق عتيقة.
_____
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2014, 06:07 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير

الصوم والصلاة

كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير
الكنيسة تعلمنا باستمرار ارتباط الصلاة بالصوم (الصوم والصلاة هما..)، فالصوم لا غنى عنه للصلاة التأملية فهو ينمى فينا إحساسنا بالأمور الروحية وتذوق العشق الإلهي، والصوم علاقة قوية بالسكون والخلوة والميل للصمت، وكان الآباء يضمون عادة في حياتهم وتوجيهاتهم إلى الصوم والسهر.. فالصوم يرقى فينا الإحساس بتذوق حلاوة الله وهذا التذوق يدفعنا لمجافاة النوم والتضحية براحتنا الجسدية حتى نحظى بنصيب أوفر في الاستمتاع الواعي بالحضرة الإلهية والمناجاة معه، ولا يوجد شيء أفضل من السهر للتعبير عن يقظة الروح وانتباهها حتى لا يباغتها الفتور الروحي، وعن انتظارها الحار المتلهف لمقابلة العريس السماوي وزياراته التي تعدنا لمجيئه في اليوم الأخير، وبالصوم نعيش المضادات الأساسية التي يطوبها المسيح ربنا في الموعظة على الجبل، لان كل من يستطيب حلاوة الحياة مع الله سيمقت كل تنعمات هذا العالم، فلا يمكن لأحد أن يخدم سيدين..
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2014, 06:08 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير

معنى الصوم

ومن المعاني الأساسية للصوم في روحانيتنا الأرثوذكسية، إننا في حالة تحضير وتوقع يتأسس على ما سيأتي بالانفتاح للفرح الآتي، لذا نجد في التقليد الطقسي للكنيسة هذا الصوم الكلى في التهيئة الأخيرة لعيد الأعياد، والذي نجده قبل كل شيء في الصوم الإفخارستي وهي الطريقة الأساسية لتهيئتنا للعشاء على مائدة المسيح في ملكوته.
إن الغاية من الصوم هي تحرير الإنسان من عبودية الجسد، من الاستسلام للشهوة التي هي النتيجة المأسوية لخطية الإنسان الأصلية، ولا هدف للكنيسة إلا أن تجعل حياة الإنسان في شركة ع الله، شركة مع الثالوث القدوس.
وكما أن الطعام في هذا العالم يحقق غايته فقط عندما يهضم ويتحول إلى حياة كذلك حياة العالم الذي سيأتي تعطى لنا بواسطة وسائط النعمة حيث الكنيسة التي لا خلاص لأحد خارجها.
انه من الضروري استعادة الوجه الحقيقي للصوم وروحانيته، وهذا لا يتم إلا بفهم أصيل للطقس الصيامي وللعبادة بكل ما تحتويه من قراءات ومردات وقطع والحان، ويشبه الآباء عادة الصوم كرحلة الأربعين سنة التي قضاها الشعب المختار في الصحراء، لتكون الغاية النهائية من الصوم هي الفصح (أرض الموعد)، أي ملكوت الله بالقيامة.

كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير
: كلمة آية "قَدِّسُوا صَوْمًا"(سفر يوئيل 1: 14؛ 2: 15)
ومن الضروري أن نجعل هذه الحياة بجملتها تذوقا مسبقا وتهيئة للملكوت، وان نجعل من إعمالنا علامة وتثبيتا ورجاء بالعالم الذي "سيأتي".. ملكوت الله الذي هو فيما بيننا والذي أيضًا سيأتي، هذا الملكوت الذي نترجاه ونقول:
(ليأت ملكوتك يا ربي وروحك القدوس
يملأ قلبي، هذا رجائي وطلبي، يا أبانا الذي في السموات)
وان كان صومنا في هذه الأيام، لم يعد تهيئة للموعوظين من أجل المعمودية، ولكن بالرغم من أننا معمدون وممسوحون أمازلنا موعوظين؟ أما زلنا نعود إلى هذه الحالة كل سنة؟ ألا نبتعد عن السلوك بحسب الدعوة التي دعينا إليها؟ ألا نحتاج في غربتنا إلى هذه العودة السنوية إلى جذور إيماننا ولنذر معموديتنا بالتوبة التي هي معمودية ثانية، والى المعنى الحقيقي للحياة المسيحية وصليبها لنتمتع بملكوت الله داخلنا.
ويرى القديس كيرلس الكبير "أولئك الذين استناروا بحكمة المسيح طوعا لا كرها بالعمل والتقشف، فأنهم بهذا ينالون غفران ذنوبهم ونوال النعمة وقتل ناموس الخطية القاتلة للنفس والجسد".
لذلك ينبغي أن نعي وندرك ماهية الصوم بفهم جديد يليق بالعهد الجديد لأنه "ليس احد يخيط رقعة من قطيعة جديدة على ثوب عتيق" (مز 2: 21)، "وليس أحد يجعل خمرًا جديدًا في زقاق عتيقة". ومن ثم نقول انه لن يكون لصومنا معنى إلا بممارسة التوبة بكل أعمالها في القلب داخليا في ندامة ومطانيات وصراخ انه الثوب الجديد والزقاق الجديد، وممارسة العبادة بفكر وذهن جديد، وبالجملة يقودنا الصوم إلى تحرير النفس وإنعاش القلب في الداخل بالتحلي بكل الفضائل السليمة والسجايا العالية، مميزين بين الأعمال العتيقة والجديدة محتفظين بالثوب الجديد الذي ألبسه إيانا الرب في المعمودية.
ونحن في الصوم نطل على الحياة الأبدية بجسد مائت عن كل شهوات العالم الحاضر، نجوع ونعطش صائمين عن كل شهوات الجسد وأهواء النفس وعيوننا شاخصة نحو الملكوت في انتظار البر الأبدي، لنشبع من دسم الخيرات غير المنظورة التي للحياة الأبدية، علينا أن نصوم لان العريس قد رفع، نجوع ونعطش إليه، وهذا هو مفهوم الصوم "الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل 5: 24)،لان محبة الله تحصرهم، إذن علينا أن نهتم بما فوق لا بما على الأرض، ونطلب أولًا ملكوت الله وبره، فالصوم عمل من أعمال الخليقة الجديدة في الإنسان الذي تغير عن شكله بتجديد ذهنه، مختبرًا إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة كدرع واق، وإذ نصير هكذا مجهزين، عندما يقترب منا الشيطان ننتصر عليه، فنربح كل شيء.
ويوصينا القديس ديديموس الضرير المبصر "كما هو مفيد أننا نتعفف عن أكل لحوم الحيوانات، التي هو التعاليم الفاسدة، والعقائد الخاطئة، كذلك من المفيد والمفضل أن نرفضه ونهرب من "جفنة سدوم" (تث 32: 32)، وكذا أيضًا الخمر المُسْتَخْرَج فيها، فإذ نكمل الصوم بهذه الطريقة يجب أن نستمر فيه بروح النوح (أي قرع الصدر) الممتزج بالتنهدات، فالصوم مرتبطا ارتباطًا صميمًا بالصليب والقيامة والصعود، وكأنه طريق صاعد إلى فوق نحو السماء فإذا علمنا ان المسيح هو الطريق، تمكنّا أن ندرك كيف مهد بحياته الطريق إلى الملكوت بالإقتداء به.
لذلك يعتبر الصوم فعل توبة ورجوع، وفعل محبة بالدرجة الأولى وجزء لا يتجزأ من اختبار الصليب ومدخلا لطريق الحياة "لان من يهلك نفسه من أجلى فهذا يخلصها" (لو 9: 12)، وعندما نشترك سريا في الجسد والدم في القداس الإلهي، بل ونشترك في حياة سرية مبذولة وجسد تدرب بالصوم والنسك على الآلام، ومن له أذنان للسمع فليسمع!!
وهذه هي بعينها العقيدة الأرثوذكسية التي تسلمتها الكنيسة من جهة الجهاد والانسكاب والحرارة والرجولة الروحية والإيمان العامل "لان الله هو العامل فيكم وان تريدوا ان تعلموا" (فى 2: 13).
والمسيح إلهنا الذي احتمل الجوع والصوم، لكي يكون لنا بداءة خلاصنا ونموذجا لحياة لا عيب فيها، يجعل صومنا أيضًا بداءة احتفالاتنا المقدسة، لكي نعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث بل بفطير الإخلاص والحق (1كو 5: 8)، وان حفظنا نفوسنا أطهارًا وأنقياء ملازمين بثبات أسلوب حياة ترضى الله، فإننا مثل العبيد الأمناء سوف نسمع في الوقت المناسب هذه الكلمات:
"نعمًا أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير" (مت 25: 23).
لان الذين يترجون الله لن تضيع ثمار صومهم، ولن يسمعوا قط تلك الكلمات المخيفة التي قيلت لليهود "أمثل هذا يكون صوما اختاره يقول الرب".
لأنه هكذا يشكوهم عن حق في كلمات إشعياء النبي "تصومون وبصومكم تضربون المسكين، فما هو صومكم لي؟" (اش 58: 4).
والمجد والإكرام للذي صام عنا أربعين يومًا وأربعين ليلة بسر لا ينطق به، رئيس الكهنة الأعظم إلى الأبد، أبانا الذي في السموات نعترف له بالقيثارة في كنيستنا التي أسسها ليمنحنا سلامه الذي يفوق كل عقل، ولا يطرحنا على يساره مع الجداء الخطاة، اطرد الشيطان عنا لنكمل بسلام لأنه ليس لنا سواك واجعلنا مستحقين نعمتك أيها المخلص في هذه الأيام، ونحن بلا خطية مع صوم نقى واجعل أبواب الكنائس مفتوحة لنا وكملنا في الإيمان المستقيم، واحفظ لنا وعلينا حياة حبيبنا البابا شنودة الثالث لأنك تسمع الصلاة ويأتي إليك كل بشر.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2014, 06:09 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير

ماهية الصوم (تعريف الصوم) في فكر الآباء

الصوم هو بداءة طريق الله المقدس، وهو صديق ملازم لكل الفضائل.
الصوم يتقدم الفضائل في بداية المعركة الروحية، ويحفظ العفة، فهو أبو الصلاة ونبع الهدوء، ومعلم السكوت ومشرق العقل لعشرة الله.
(مار اسحق السريانى)
أليس الصوم هو والد كل نوع من الفضيلة؟ الصوم هو مشابهة سيرة الملائكة فيه ينبوع التعقل. ويده انضباط النفس.
(القديس كيرلس الكبير - العظة الفصحية)

كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير
الصوم غصب الطبيعة، وختان لذة الحنجرة، ومنع الشهوة، اقتلاع الأفكار الرديئة، نقاوة الصلاة، نور النفوس، حارس العقل.
(القديس يوحنا الدرجي - الدرجة 14)
الصوم هو أيقونة الحياة العتيدة، مشابهة حياة عدم الفساد.
(استيروس اسقف اميسا في بنطس سنة 410 م)
الصوم يقود الإنسان نحو الله.
(القديس باسيليوس الكبير - عظة 1: 5)
الصوم حارس الصغار، يعقل الشباب، يعطى الهيبة للشيوخ، صون لرباط الزيجة، مربى البتولية.
(القديس باسيليوس الكبير - عظة 2: 5)
كما أن القيامة تقدم لنا حياة تتساوى مع الملائكة، ومع الملائكة، ومع الملائكة لا يوجد طعام، فان هذا يكفى للاعتقاد بان الإنسان الذي سيحيا على الطقس الملائكي يتحرر من هذا العمل "العبودية للأطعمة والمشروبات".
(القديس إغريغوريوس النيصى)(1)
إن الأمر مخجل بالنسبة لمحبي الجسد والبطنة أن يبحثوا عن الأمور الروحية، تمامًا مثل زانية تتحدث عن العفة!
إن لم يتقدم المسافرين يوما بعد يوم عبر الطريق في رحلتهم، وعلى العكس، إن وقفوا في مكان واحد، فان الطريق أمامهم لن ينتهي أبدًا، ولن يصلوا إلى غايتهم، هكذا الأمر معنا أيضًا!
إن لم نغصب أنفسنا أولا بأول وبالتدريج شيئًا فشيئًا، لن تكون لنا القوة على التخلي عن الأمور الجسدانية لكي ما نتطلع ناظرين نحو الله.
(مار اسحق السرياني)
ليس من المهم أن تصوم بطنك (فقط) بل أن تصوم لسانك عن الكلام، وان تصوم عقلك عن التفكير في الشر وان تمتنع عن الخطية، فهذا هو صوم الروح الحقيقي، والذي ليس من الضروري أن يقترن بصوم الجسد.
(القديس يوحنا ذهبي الفم)(2)
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
رحلة الكنيسة في الصوم الكبير
رحلة الصوم الكبير
كتاب رحلة الصوم الكبير - أبونا بيشوى كامل
كتاب الكتروني ( رحلة الصوم الكبير )
رحلة الصوم الكبير كتاب لأبونا بيشوى كامل


الساعة الآن 09:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024