الأقوال
أخيرًا، بالإضافة إلى سائر الوسائِل الأخرى، اعتاد آباء البريَّة أن يُعبِّروا عن أفكارِهِم بترديد أقوال مشاهير الرُّهبان، وهذه كانت إجابات مشاهير المُعلِّمين الروحيين على أسئلة رُهبان مُبتدئين أو مُتقدمين أو حتّى مُؤمنين عاديين.
وكان المُعلِّم يهدِف من استخدام ”القول“ أن يُعطي قانونًا قصيرًا مُعبِّرًا عنه بكلمات مُوجزة كي يُشبِع حاجة السائِل الخاصَّة، ولذلك يجب ألاَّ تُفهم أقوال آباء البريَّة كقوانين قاسية جامدة واجبة التطبيق على جميع الناس في جميع المواقف، بل يجب أن يُنظر إليها كعبارات عامَّة مُختصَّة بالحياة الرهبانية وكمبادئ عامَّة واسعة.
وبحلول نهاية القرن الخامِس الميلادي، تم تجميع باقة مُتنوعة من أقوال مشاهير مُعلِّمي براري مصر، وفي القرن السَّادِس غالبًا تم ترتيب هذه المجموعة ترتيبًا أبجديًا بحسب أسماء الآباء الواردة أعمالهم أو أقوالِهِم فيها، وتُسمَّى ”الأقوال – الأبوفثيجماتا Apophthegmata“ وهدفها هدف تعليمي تربوي كما هو مذكور بوضوح في مُقدمتها.