|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التعليم بالوسائل اللفظية الشفاهية والمكتوبة إنَّ أهمية وضرورة التعليم اللفظي لهي واضحة للغاية، إذ يُشكِّل ويُكوِّن الأساس الذي عليه يجب أن ينبني كلّ عمل في حياتنا بل وحياتنا كلّها نفسها، وفي العهد الجديد نجد تأكيدًا على أهمية التعليم اللفظي الذي نظر إليه آباء الكنيسة كخطوة أولى في طريق الخلاص، ولذلك كرَّسوا أنفسهم دومًا لعمل التعليم، فجاءت ثمرته ذلك الأدب الآبائي الغزير، وكان آباء البريَّة – على وجه الخصوص – يُؤمنون جدًا بقوة وعمل الكلمة، وفي ”الأقوال“ كان الطلب ”قُلْ لي كلمة“ شائعًا للغاية وكان يقوله المُبتدئون والشيوخ على السواء لمشاهير الآباء مُعلِّمي البريَّة. (5) وبحسب النصوص الآبائية، هناك مبدأن أساسيان لابد أن يُراعا تمامًا أثناء التعليم: الأول: مبدأ النمو التدريجي gradual progress الثَّاني: مبدأ تعليم الفرد individual instruction وقد أكَّد القديس باسيليوس الكبير على أهمية المبدأ الأوَّل، إذ ذَكَرْ أنَّ التعليم والتربية بصفة عامَّة لابد أن يتم بصورة مُتدرجة تبدأ من الدروس الأولى السهلة وتتدرَّج إلى الدروس المُتقدمة (6)، ونجد صدى هذا الفِكْر عند القديس إيسيذروس الفرمي (7) المُعاصِر للقديس باسيليوس، وأيضًا عند يوحنَّا الدَّرجي بعدهما بقرنين (8). أمَّا المبدأ الثَّاني فقد أكَّد على أهميته أخو باسيليوس أي القديس إغريغوريوس النيصي، وأيضًا صديق باسيليوس الحميم القديس إغريغوريوس النزينزي في عِظَته الكُبرى، ويُؤكِد الأوَّل أي النيصي على ضرورة التعليم لكن يذكُر في الوقت عينه أنه لا يُمكن استخدام نفس المنهج الواحد مع جميع الناس (9)، بينما كان سميُّه النزينزي أكثر تفصيلًا في هذا الصدد وكَتَبْ قائلًا أنَّ الرجال والنساء، الصِغار والكِبار، الأغنياء والفُقراء، الحُكَّام والمحكومين، الحكيم والجاهل، الناجحين والفاشلين، الجبان والشُّجاع، لا يحتاجون لنفس التعليم والتشجيع... (10) ومن هنا كان استخدام آباء البريَّة للعديد من وسائل التعليم وأهمها: الوعظ، الحوار، التوبيخ، النُّصح والإرشاد. |
|