منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 05 - 2014, 03:56 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

القيم الروحية للاستشهاد المسيحي

لقد كانت المطابِق والسجون في عصور الاضطهاد غاية في البشاعة، عبارة عن أماكن محرومة من الهواء والنور، تنتشِر فيها القاذورات والأمراض بشكل يفوق الوصف، حتى أنَّ كثيرين ماتوا بسبب الازدحام والتكدُّس والخنق لعدم تجدُّد الهواء.
قيود حديدية، خنق، جوع، عطش، مقطرة، الإلقاء في المحارِث الداخلية والمطابِق المُعتِمة الأكثر سوادًا من الظلمة، الضَّيِقة الجهات حيث الليل الأبدي ورُعبة الموت... وبالرغم من كل ذلك، كانت القيود للمسيحيين كالقلائِد الإيمانية ”مرحبًا بالسلاسِل التي هي أغلى من قلائِد الذهب!!!“.
حتى أنَّ البابا بطرس السابِع عشر عندما زار القديس صرابامون في سِجنه داخل زنزانته قبَّله وقبَّل جراحاته وقيوده، وهو ما حدث مع أغناطيوس الأنطاكي.
ومن بين القِيَم الروحية التي سادت في وسط الآلام نجد الأغابي والافتقاد والتشجيع والحرارة الروحية وعدم التهيُّج، ويذكُر التاريخ الكنسي أنَّ القديس يوليوس الأقفهصي كرَّس كل ثروته وخُدَّامه لافتقاد المسجونين بالإسكندرية والترفيه عنهم، وكتابِة محاكمة وقضية كل شهيد والعناية بجسده، والاحتفاظ بهذه الذخائِر المُقدسة.
هؤلاء الشُهداء أحبوا المسيح وسفكوا دماءِهِم من أجله، كانوا أقوى من مُعذبيهم وأشجع من مُضطهديهم حيث ذروة التشبُّب الروحي، وخاصة بافتقاد السماء ورؤية رب المجد يسوع وسحابِة الغالبين، مما أثار دهشة الوثنيين، وجعلهم هم يُؤمنون بالمسيح ربنا وسط التهليل والتسبيح والدماء الطاهرة.

القيم الروحية للاستشهاد المسيحي
يا لها من عصور أُشعِلت فيها النيران في المسيحيين بعد أن دهنوهم بالقار والزيت والصمغ وسمَّروهم في الأعمدة ليُضيئوا كالمشاعِل لتسلية الجماهير.
إلاَّ أنَّ الشهداء تمسَّكوا بالحياة الأبدية (2كو 4: 17 + 1كو 7: 29)، وبأنهم غُرباء (1بط 1: 17) عالمين نهايِة الضيقات التي تؤول لمجد عظيم في السماء (يو 12: 25)، فزهدوا كل شيء عالمي (1تي 6: 7)، واشتهوا الانطلاق (في 1: 21)، محبة في الملك المسيح (يع 4: 4 ؛ 1كو 7: 31 ؛ أع 20: 24).
وعندما اقتُيدَ الشهداء القديسون إلى الأسكندرية، تبعهم القديس العظيم أنطونيوس كوكب البرية تارِكًا مغارته قائِلًا: لنذهب نحن أيضًا إذا ما دُعينا لذلك، وتاق إلى الاستشهاد ولكنه إذ لم يشأ تسليم نفسه خدم المُعترفين في المناجِم والسجون، وكان يُصلي لكي يصير هو نفسه شهيدًا، لذلك كان يبدو عليه كأنه حزين لأنه لم يستشهِد ولكن الرب كان يحفظه لمنفعتنا، لكي يصير مُعلِّمًا للكثيرين عن النُسك، وعندما كف الاضطهاد أخيرًا، استُشهِد المغبوط بطرس بطريرك الأسكندرية السابِع عشر خاتِم الشُهداء، وانصرف أنطونيوس العظيم واعتزل العالم ثانيةً في مغارته، وكان هناك كل يوم يستشهِد بضميره ويُجاهِد جهاد الإيمان.
ووسط كل هذه الأحداث كانت المُعجزات تُصاحِب الاستشهاد، حتى أنَّ حُكام كثيرين آمنوا (مناس وهرموچين حاكما الأسكندرية، أركانيوس والي سمنود، وسوكيانوس والي أتريب، وأريانوس والي أنصِنا وچنيانوس والي القيروان).
بل وآمنت جموع كثيرة على اثر استشهاد مارجرجس وبفنوتيوس المُتوحِد، ومكاريوس ابن الوزير، وأباهور القِس البردنوهي الذي بسبب معجزة استشهاده أكمل 920 شخصًا شهادتهم، لقد صار الاستشهاد شهوة، حتى أنهم كانوا يُسرِعون إلى الحكام والوُلاة مُعلنين مسيحيتهم دون أن يبحث عنهم أحد، أو يستدعيهم أو يقبُض عليهم، ”عُذِّبوا ولم يقبلُوا النجاة لكي ينالُوا قيامةً أفضل“ (عب 11: 35)، حتى أنَّ القديس أبو فام الأوسيمي الجندي لَبَسَ لُبَاس عُرسه يوم استشهاده فَرِحًا مسرورًا بلقاء الملك المسيح.
إنها شجاعة الاستشهاد التي أذهلت الجموع المُشاهِدة للحرب الإلهية السمائية الروحية، فالمُعذبون أكثر شجاعة من مُعذبيهم، لقد غلبت الأعضاء المُمزقة الآلات التي مزقتها، وأضحت بعض الوحوش مُستأنسة لهؤلاء الشُهداء، بعد أن تكلم الروح القدس على أفواهِهِم، فكانوا عُظماء في بساطتِهِم وقداستِهِم وقوة إيمانهم وسط كل المخاطِر.
وإن كان الشُهداء قد قُتِلوا بالسيف وبالصلب وبالنار.. إلاَّ أنَّ الله لا يتخلى عن قديسيه ولا يتركهم في أيدي الأشرار، وإن كان الجسد قد سُلِّمَ لهم، إلاَّ أنَّ النَّفْس خرجت ظافرة مُنتصرِة، لقد رأى الشُهداء أنَّ الموت هو بِدء التلمذة الحقيقية، والذين أكملوا عمل الشهادة تمتَّعوا بالتلمذة الحقيقية للسيِّد.. وصار إكليل الشهادة هو ذروة climax حياة الإنسان المسيحي على الأرض فهو الجعالة التي ينبغي أن يطمع فيها الجميع.
لم يكن المسيحيون يختلِفون مع السلطات بل كانت شهادتِهِم ضد العالم، من منظور أسخاتولوچي وليس سياسي، فعاشوا بروح مجيئية.. (الشيطان عدوهم، والباراقليط المُدافِع والمُحامي عنهم)..
فقدَّموا الكنيسة – التي هم أعضاؤها المُخلَّصون – كأُم عذراء عفيفة تشهد للحق، وفي نفس الوقت كان الشيطان يُثير الحكام والعامة لتعذيبهم، وتلك هي أسلحته، وهذه هي غلبتهُم..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
† القيم الروحية فى حياة وتعاليم السيد المسيح " المسيحي والخدمة "
† القيم الروحية فى حياة وتعاليم السيد المسيح "المسيحى والتسامح والغفران"
† القيم الروحية فى حياة وتعاليم السيد المسيح " المسيحى والحياة الهادفة "
† القيم الروحية فى حياة وتعاليم السيد المسيح " المسيحى وحياة الأستقامة "
† القيم الروحية فى حياة وتعاليم السيد المسيح " المسيحى والوطن السماوى "


الساعة الآن 06:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024