|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عمل الرعاية والخدمة في الكنيسة ونستطيع أن نقول أنَّ الذين يجرأون على تقديم عمل نبيل للشُهداء وسط الأخطار، تهون عليهم حياتهم إذا تعرَّضوا للاستشهاد. أيضًا قامت الكنيسة برعايِة المُعترفين، وسهرت على الذين قدَّموا حياتهم ثمنًا للإيمان بالثالوث القدوس ونالوا العذابات.. اهتمت بهم وهم في السجون وتحت المُحاكمة. ولم يفُت الكنيسة أن تقوم بالرعاية النفسية لأبنائها المُقبلين على الاستشهاد، سواء بالافتقاد للمحبوسين، أو بمُساندتهم روحيًا بالعِظات والرسائِل التي تحِث على الثبات وتُوضِح بركات الاستشهاد، فضلًا على اهتمام الكنيسة بإقامِة الصلوات الخاصة من أجل طلب مراحِم الله ومعونته من أجل هؤلاء الشُهداء أبناء الكنيسة، مع تسجيل يوم استشهاد كُلًا منهم حتى يمكن الاحتفال بتذكاره بين الشُهداء. وقامت الكنيسة بالرعاية الروحية لهم، ونبِّهت المُعترفين والشُهداء إلى الاحتراس من المديح والسقوط روحيًا، وإيقاظ وعيهم ببركات الألم، حتى أنَّ كبريانوس الشهيد بعث رسالة للمُعترفين يقول فيها ”كأننا نحن محبوسين بينكم، لأننا بالقلب معكم... نفتخِر بافتخاركم“. ركِّزِت الكنيسة على الأعضاء الضعيفة، والمُرتدين والجاحدين، بالإرشاد والصلوات والافتقاد وبمزيد من الرعاية. واهتمت الكنيسة بالرعاية الروحية وتجديد النفوس وشحنها روحيًا عن طريق الحث والتعليم الروحي، كذلك اهتمت ببُناء النفوس في الإيمان الأقدس من خلال الاجتماعات الروحية، والمواظبة على الصلاة، وخدمِة التعليم والوعظ والليتورچيات. حثت الكنيسة أولادها على حياة التوبة (الميطانيا) من أجل قبول بركِة ونِعمة الاستشهاد، وقدِّمت لهم الإنجيل (كيريجما) مشروحًا بالآباء ومُعاشًا في القديسين، وأيضًا حفِّزتهم على الخدمات المُتنوعة (دياكونيا) من أجل نمو الكنيسة بالنعمة والتعليم، ولم تُهمِل الكنيسة خدمة التدبير الرعوي (الأيكونوميا) بالافتقاد والرعاية المُركزة لكل نفس من أجل خلاصها وإعدادها للشهادة (مارتيريا) من أجل اسم المسيح... وثِمة ركيزة هامة أعدَّت بها الكنيسة أولادها، تلك هي العبادة الليتورچية، التي يختبِر فيها كل عضو اتحاده بالرأس وبالأعضاء سواء كانت الأعضاء المُنتصرة في السماء، أو الأعضاء المُجاهدة على الأرض.. فتدرب أولادها على المواظبة الليتورچية والتقدُّم إلى شَرِكَة كأس المسيح وجسده. لأنه بهذا فقط يُمكنهم أن يسفكوا دماءِهِم لمن سُفِكَ دمه عنهم، وحرصت الكنيسة على أن تُقدِّم الزاد السمائي أي الجسد والدم لنفوس الذين يتقدمون إلى الشهادة سواء في السجون أو أماكن الاستشهاد، فكانت تُقدِّم الأسرار للمؤمنين قبل الاستشهاد لأنهم لابد أن يستعدوا ويتسلحوا لأجل الجهاد.. وكيف أنَّ شخصًا لم يتحِد بالمسيح الذبيح يصير هو نفسه ذبيحة وكيف أنَّ الذي لم يُواظِب على شَرِكَة كأس دم المسيح أن يُقدِّم هو دمه؟ لذلك لم تترُك الكنيسة أولادها بدون ذخيرة دفاعية، بل ليصطفوا فِرَقًا فِرَقًا تحت سِتار جسد ربنا يسوع المسيح ودمه، تُشبِعهم الكنيسة من الزاد السمائي (الافخارستيا) دِرعهم الحصين، وبهذا الاهتمام الشديد كانت تُعِد أبنائها للاستشهاد، مُعتنية بتكوينهم الروحي والأخلاقي والأدبي وبمعرفتهم للكتاب وعَيْشُه لكي تُكمِل ذبيحة الذين يعترفون بالمسيح يسوع ويضمن عبورهم تلك الضيقات والعذابات بروح مسيحية عالية. أخيرًا عَنَت الكنيسة بالحفاظ على ذخائِر الشُهداء وأجسادِهِم، مع جمع سِيَرهِم والحِفاظ على إيمانهم لأنه بركة الكنيسة كلها، مع الحِرص على كتابِة وثائِق سِيَرِهِم وأعمال شهادتِهِم وإرسال كل شهيد إلى بلده. |
|