أَرِنِي مَجْدَكَ
منذ أخطأ الانسان انفصل عن معاينة الله . كان آدم وحواء في الجنة يرفلان بمحبة الله ، حتى دخلتهما الخطية ونجستهما وطردتهما من وجه الله . وعاش الانسان يشتاق لأن يتمتع بمجد الله . تكلم الله مع موسى في علّيقة ٍ محترقة ٍ بالنار ، وسَمِع موسى صوت الله . صعِد الى الجبل وأملاه الله شريعته . كلّم الرب موسى وجها ً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه . سمع صوتا ً وتحدث معه ، لكنه لم يره . لم تسقط عينه ُ عليه لأن الانسان لا يرى الله ويعيش (سفر الخروج 33: 20 ) وفي شوق ٍ ولهفة صرخ موسى للرب وقال : " أَرِنِي مَجْدَكَ " انزوى موسى النبي في نقرة ٍ في صخرة واجتاز الله ورأى موسى ورائه . وبولس الرسول أُختطف الى الفردوس وعاين مجد الله . سمع كلمات ٍ لا يُنطق بها ولا يسوغ لانسان ٍ أن يتكلم بها . هكذا كتب عن رؤياه الى أهل كورنثوس ( 2 كورنثوس 12: 4 ) والمسيح يسوع الذي يقول الكتاب المقدس عنه انه بهاء مجد الله ورسم جوهره (عبرانيين 1: 3 ) اظهر على جبل التجلي لمحة ً من مجده ِ وجلاله حين اخذ بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد الى الجبل . وصارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه ُ مبيضا ً لامعا ً ، وظهر معه موسى وايليا بمجد ٍ ايضا ( لوقا 9 : 28 – 36 ) ً . ورأى التلاميذ لمحة ً من المسيح وجلاله . كل انسان ٍ مؤمن يسعى لأن يرى لمحة ً من مجد المسيح . سنرى مجد المسيح ، سنراه قطعا ً ، حين يجيء في مجده وجميع الملائكة القديسين معه ، حين يجلس على كرسي مجده . في ذلك اليوم حين تُظلم الشمس والقمر ، حين تسقط النجوم وتتزعزع قوات السماء ، حينئذ ٍ يأتي المسيح على سحاب السماء بقوة ٍ ومجد ٍ كثير ، ويجمعنا من على وجه الارض لنعاين مجد المسيح ( متى 24 ) ونشاركه مجده . ثم نكون معه في مجده الى ابد الآبدين .