الأقباط والولاة المستقلين "الدولة الطولونية والدولة الأخشيدية"
استقل الطولونيون والأخشيديون بحكومة مصر مع أنه ظلوا اسمًا تحت سلطان الخلافة العباسية، ويرى "بيكر" إن تاريخ مصر الإسلامية يبدأ بالطولونيين، إذ استقل أحمد بن طولون عن السلطة المركزية، وقد حرص على نفع البلاد لا استغلالها، فحولها من ولاية بسيطة تابعة إلى مركز الإمبراطورية عظيمة، وقد تحسنت أحوال البلاد (6). أراد الطولونيون كسب الشعب القبطي فأحسن معاملتهم، غير أن البابا سجن في هذا العهد. يعلل البعض هذا إلى أن ابن طولون كان ينتهز كل فرصة لتوقيع غرامات على البابا حتى يجعل الكنيسة في حالة فقر ولا يقوم البابا بدور قيادي شعبي... لهذا كان يعامل الشعب باللطف والبابا بشدة أحيانًا.
على أي الأحوال ينظر إلى عهد الطولونيين مع قصر أمده أنه يتسم بالسماحة مع الأقباط، أما الأخشيديون فلم يكونوا هك1ذا مثل الطولونيين، فإن محمد بن طغج الاخشيدى عجز عن دفع مرتبات الجنود التجأ إلى اضطهاد الاقباط وابتزاز الكثير من أموالهم.
_____________
3- الأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين: تاريخ بطاركة الإسكندرية، ص 3 - ص 134-136 (طبعة ايفيتس)
4- ايريس حبيب المصري: قصة الكنيسة القبطية، ك 2، بند 456-462.
5- المرجع السابق، بند 461، 462.