سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ
العالم يسعى للسلام لأن كل مكان بالارض مشحون ٌ بالحرب . حرب ٌ بين الدول ، دول ٌ مجاورة تتحارب ، وحرب داخل الدول ، في الدولة الواحدة فرق ٌ تتصارع ، وحرب ٌ داخل البيوت ، في البيت الواحد افراد ٌ يتشاحنون . وكلما علا صوت الحرب ، كلما ارتفعت الاصوات التي تدعو للسلام . والسلام نادر ٌ لا يتحقق . مفاوضات ، مشاورات . كل ما يصل اليه المتحاربون اتفاق ٌ على وقف اطلاق النار لفترات قصيرة ، يستردون فيها انفاسهم ويجددون سلاحهم ويجمعون ذخيرتهم ويحاربون . منذ دخلت الخطية جوف الانسان وهو يتقاتل " لاَ سَلاَمَ ، قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ " (إشعياء 48: 22 ) السلام ينبع من الداخل ، السلام من الله ، سلامنا يعتمد على الله . وعدنا المسيح بالسلام ، سلام الله لا سلام العالم . قال : " سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ. " (يوحنا 14: 27 ) السلام من الله الخالق لا المخلوق . لو كان السلام من المخلوق ، من الانسان الآخر لما تحقق السلام ابدا ً . يكون هذا السلام مرتبط ٌ ومتصل ٌ بهذا الانسان الآخر . أكون سالما ً ، حين يريد هو لي السلام . غير سالم ، حين لا يريد لي السلام . سلامي الحقيقي هو الذي يأتي لي من الله . لن اشعر بالسلام ولن احس بالسلامة الا به . يصورون السلام بحمامة ٍ وديعة بفمها غصن زيتون . كانت رسول السلام والأمان بعد انحسار ماء الطوفان عن الارض وظهور شجرة الزيتون . والحمامة ضعيفة ، والصقور الجارحة الدامية تطاردها ، ويتعثر السلام . من اجمل الصور التي تعبّر عن السلام صورة عاصفة عاتية وفي وسط الصورة صخرة ٌ صامدة بها حفرة بنى فيها عصفور ٌ عشه ُ ونام ، نام مطمئنا ً . وسط العاصفة أمان ٌ وسلام من الله ، سلام ٌ جعل العصفور ينام مطمئنا ً ، هذا هو السلام الحقيقي ، السلام الذي من الله .