( عند كثرة همومي ) تأملات راهب

[koko32100]

عند كثرة همومي

إلهي
عند كثرة همومي في داخلي
وعندما تتزاحم الدموع في عيوني
ويئن من كثرة الألم ما خلف ضلوعي
عندما أسير أنا الصغير والأعمى والضرير
هنا وهناك والحزن في يسير
ويتشابك الضباب أمامي ولا أعرف إلى أين يكون المسير
والمرض يطرحني أرضاً ويجعلني طريح الفراش أسيراً
عندما الدماء بغزارة على الأرض بلا توقف تسيل
ويصبح القلب من كثرة الأمراض عليلاً
ويظنه الكل دون استثناء أنه محنياً وذليلاً وخلاصه أصبح مستحيلاً
عندما يتخلى عنى كل الصحاب في أشد المواقف والظروف
بلا وداع بلا عتاب وبدون أي سبب من الأسباب
يغلقوا وبكل قوة في وجهي كل الأبواب
عندما كل بعيد وقريب على النفس يتكلم
وبيد أعز ما لها تُجرح وتتألم
والجرح فيها ينطبع ويعلم
وفمها برباط المحبة مكمم فتصمت ولا تتكلم
آه يا حبيبي ..
يا من أنت في غربتي وحدك أنيس وحدتي.
يا من أنت في حزني سلوتى ولذتي - فرحى وشهوتي
عندما تحيطني الأخطار من كل جانب
وتشتد علىّ الضيقات والمتاعب وأنا وحيد ومن الكل مضطهد ومنسي
من وسط الضيق استنجد بك وحدك . وبك أستغيث أيها الأسد الغالب
فبسرعة تسرع إلىّ . وبذراع الأبوة تعانقني .
تحملني على منكبيك . وإلى العلو ترفعني .
تزرع في قلبي الأمان . وتمنحني عطف وحنان
وتعيشني بالحب خارج حدود الزمان
تضمد كل جروحي . وتنسيني الأمس بكل ما جرى وحدث فيه وكان
ومع الزمان . وفى كل مكان . أخذت بأحاديث الرجاء
تنقلني رويداً . رويداً . من الأرض إلى السماء
ودائماً كنت تعلمني . وإن نسيت تذكرني
أنه بالأمل والرجاء . والإصرار والتحدي
الأمور أياً كانت عسيرة على خير تعدى .
لا يأس ولا مستحيل . فلكل داء . بالصوم والصلاة له دواء .
وبالاتكال والتسليم . وبالسير المستقيم
الإنسان يستطيع أن يحول الجحيم إلى نعيم
وعلمتني أيضا من خلال مدرسة تعليمك
أن أقول من خلال الطاعة المستنيرة وليست العمياء للكل دون استثناء. نعم وحاضر..
وجعلتني بالإيمان . تحت أي ظرف أياً كان أن أثق وأراك بالعيان
أتون النار..المشتعل ليل نهار .. داخله أسرار وأسرار
جب الأسود داخله سعادة لا لها حدود
في الألم بركات ونعم .. وطوبى لمن يحتمل
حقيقة يا إلهي
عند كثرة همومي في داخلي تعزيانك تلذذ نفسي

ابونا ديوسقورس المحرقى