|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيامة المسيح من الأموات غيرت نظرتنا لأمور كثيرة المسيح قام.. بالحقيقة قام.. الخميس 01 مايو 2014 القس أنطونيوس إميل - كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بأرض الجولف قيامة ربنا يسوع المسيح من الأموات غيرت نظرتنا لأمور كثيرة: أولا - نظرة اليهود للقبور: كلنا نعلم أن اليهود يعتبرون القبور نجاسة وأن من يمس ميتاً يتنجس.. لكننا رأينا عند قبر المسيح ملاكين جالسين بثياب بيض - و كما يقول القديس اغسطينوس: (أن وجود ربنا يسوع ووجود الملائكة داخل القبر حول القبر الي سماء.) المكان الطبيعي للملائكة هو السماء، إلهنا القدوس حول مكان النجاسة والموت إلي مكان مقدس تجلس فيه الملائكة ويسكن فيه القدوس الذي لا يموت.. مانح الحياة.. و أصبح قبر المسيح مكان مقدس تتبارك منه كل الشعوب إلي الأن. ثانيا - القيامة غيرت نظرتنا للموت: قيل في سفر أعمال الرسل عن إلهنا القائم "الذى أقامه الله ناقضا أوجاع الموت.. إذ لم يكن ممكنا أن يمسك به" ( اع ٢ : ٢٤ ). الموت في العهد القديم وقبل الخلاص كان بالنسبة لجميع الناس حتي الأبرار منهم نهاية مؤلمة و طريق محتوم للجحيم. كان شئ مجهول مرعب يخافه كل الناس. يقول القديس أثناسيوس الرسولي: ( بعد قيامة مخلصنا لم يعد يوجد سبباً للخوف من الموت، و أصبح الذين يؤمنون بالمسيح يطأون علي الموت كأنه لا شئ، لأنهم مقتنعون أن الموت لا يعني نهاية بل بداية الحياة.) بقيامة ربنا يسوع المسيح أصبح الموت وسيلة العبور إلي الأبدية.. و كأنه معبرنا لتلك اللحظة المفرحة التي سنري فيها الله وننتقل لحياة أقدس. قيامة المسيح من الموت جعلت لحظة الموت بالنسبة لنا هي بداية لحياة لسعيدة. ثالثاً - القيامة غيرت نظرتنا لفكرة الألم والعبور من الباب الضيق: قيامة ربنا يسوع المسيح بعد أن اجتاز الآلام والصليب، جعلت لنا أمل عظيم في نهاية سعيدة بعد ما نكمل جهادنا وأيام غربتنا علي الأرض. وبذلك لم يعد الألم والباب الضيق مصدر ضيق وسبب تذمر للإنسان الروحي لأنه يعلم تماماً أن هذه الآلام هي معبره للمجد. أصبح الشخص الذي يعاديني ويزعجني هو سبب نجاتي وخلاصي بشرط أن أحتمل إساءته وأحبه وأغفر له. و أصبحت تجربة المرض التي يسمح بها لي الله هي سبب مزيد من الأكاليل عندما أقبلها وأشكر عليها. و أصبحت كل التجارب والضيقات التي نمر بها هي شركة في ألام المسيح تؤهلنا لمجد قيامته فنتشجع ونتشدد ونقول مع معلمنا بولس الرسول: "الذي الأن أفرح في ألامي" (كو ١ : ٢٤ ). رابعاً - القيامة غيرت نظرتنا لله نفسه: في العهد القديم كانت نظرة الناس لله أنه إله القوة والجبروت، فكان الله عندما يكلم موسي النبي علي الجبل كان اي شخص يلمس الجبل يموت. لكن بعد صليب المسيح وقيامته من الأموات فتح الله لنا أعيننا على شدة محبته للبشر.. "اذ ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه من أجل أحبائه" ( يو ١٥ : ١٣ ) فإلهنا القوي الجبار هو نفسه الإله الغافر المحب الذي مات من أجل كل نفس فينا. أصبح إلهي بالنسبة لي هو مخلصي الصالح كما نناديه في أسبوع الآلام. و كما نقول عنه في القداس الغريغوري (كراعٍ صالح سعيت في طلب الضال و كأب حقيقي تعبت معي أنا الذي سقطت.) خامساً - القيامة غيرت نظرتنا لبعضنا البعض: بعد الصليب والقيامة تغيرت نظرتي لأخوتي، إذ علمت أن كل إنسان في الخليقة ثمنه غالي جداً، ثمنه دم المسيح.. "عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب... بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح" ( ١بط 1: 18-19 ) كيف أعثر أخي الذي ثمنه دم المسيح ؟! كيف أخسر أخي الذي ثمنه دم المسيح ؟! كيف أدين أخي الذي ثمنه دم المسيح ؟! قيامة المسيح جعلتني أسعي بكل جهدي لكي أربح أخي الذي ثمنه دم المسيح. سادساً - قيامة ربنا يسوع المسيح جعلت لنا - كأولاد له مشابهين صورته - أن يكون لنا رسالة: قال الرب يسوع لمريم المجدلية "اذهبا قولا لأخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني" ( مت ٢٨ : ١٠ ) كلفهم إلهنا ببشارة الفرح بقيامة الرب من الأموات، وهذا التكليف وهذه الرسالة هي لنا جميعاً. لنا رسالتنا في الحياة أن نشير للناس علي مكان المسيح، وأن ننقل لهم خبر الخلاص وبشارة الفرح بقيامة الرب كما فعلت مريم المجدلية لأنها عرفته وفرحت بلقائه. سابعا - القيامة فتحت لنا الفردوس التي أغلقت من أيام خطية أدم: القيامة فتحت لنا باب الرحمة.. بالمسيح تتجدد حياتنا.. إن كل يوم من أيام الخمسين المقدسة نحتفل فيه بقيامة الرب من الأموات و نحيا بمفاعيل القيامة. ليكن احتفالنا روحي و نظرتنا أبدية كما يعلمنا القديس أثناسيوس الرسولي: ( ان العيد ليس أياماً للجسد). لإلهنا المجد الدائم الي الأبد أمين. |
|