من هو يهوذا الإسخريوطي؟
شخصيته وخيانته للمسيح
كان يهوذا الإسخريوطي أحد تلاميذ المسيح الأثنى عشر، ويعني أسمه " يهوذا "، أنه يهودي أو من سبط يهوذا، ولقبه "الإسخريوطي" يعني أنه رجل من قريوت المذكورة في (ار48 :24و؛عا2: 2)، والتي يحتمل أنها كانت تقع في جنوبي اليهودية حيث توجد " خرابة القريتين". ويذكره العهد الجديد في أغلب المرات بمسلم الرب يسوع المسيح: "ويهوذا الإسخريوطي الذي أسلمه " (مت10 :4؛ ومر3 :19). " ويهوذا الإسخريوطي الذي صار مسلما أيضا " (لو6 :16). وأنه كان معروفًا منذ اختيار الرب له أنه سيسلمه: "أجابهم يسوع أليس أني أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي. لأن هذا كان مزمعا أن يسلمه " (يو6 :70و71). وذلك بناء على علم الرب وتدبيره السابق " لان الذين سبق فعرفهم سبق فعيّنهم " (رو8 :29).
كما يصفه الكتاب بأنه كان " مزمعًا أن يسلم الرب "، بل وكان سارقًا للصندوق: "فأخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها. فامتلأ البيت من رائحة الطيب. فقال واحد من تلاميذه وهو يهوذا سمعان الإسخريوطي المزمع أن يسلمه لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاث مئة دينار ويعط للفقراء. قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه " (يو12 :4-6).
وأنه تأمر مع رؤساء الكهنة وباع لهم المسيح: "حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعى يهوذا الإسخريوطي إلى رؤساء الكهنة " (مت26 :14). " ليسلمه إليهم " (مر14 :10). وأثناء العشاء كشف عنه الرب بشكل غير مباشر لكل التلاميذ، وحذره التحذير الأخير بأنه، المسيح، سيسلم ويصلب سواء قام هو بتسليمه أم لا، فهذا هو ما حتمته المشورة الإلهية وما هو مكتوب في كتب الأنبياء، كما حذره من المصير الذي ينتظره في حالة قيامه بتسليم الرب وخيانته له: "وفيما هم يأكلون قال الحق أقول لكم أن واحدًا منكم يسلمني. فحزنوا جدا وابتدأ كل واحد منهم يقول له هل أنا هو يا رب. فأجاب وقال. الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني. أن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه. ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان. كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد " (مت26 :22-24).
الإسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر " (لو22 :3). " فحين كان العشاء وقد ألقى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الإسخريوطي أن يسلمه.. لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح وشهد وقال الحق الحق أقول لكم أن واحدا منكم سيسلمني. فكان التلاميذ ينظرون بعضهم إلى بعض وهم محتارون في من قال عنه. وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه. فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذي قال عنه. فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو. أجاب يسوع هو ذاك الذي اغمس أنا اللقمة وأعطيه. فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطي. فبعد اللقمة دخله الشيطان. فقال له يسوع ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة000 فذاك لما اخذ اللقمة خرج للوقت. وكان ليلا. فلما خرج قال يسوع الآن تمجد ابن الإنسان وتمجد الله فيه (يو13 :2و22-31).
هذا ما ذكره الكتاب عنه. وهنا يتبين لنا شخصيته الشريرة التي كان يعلمها الرب قبل اختياره، بل وبعلمه السابق، ولكن يبدو أنه انضم للمسيح كيهودي مخلص كان ينتظر المسيح المنتظر ولكن شخصيته بدأت تتطور بتطور الأحداث ومن خلال علاقته بالمسيح وأفكاره الخاصة كيهودي غيور على أمته ومستقبلها حتى وصل إلى الدرجة الحرجة الكافية لأن تدفعه أن يقوم بما عمله. ويبدو أن دوافعه الشخصية كانت تغلب عليه كثيرًا فقد " كان أمينًا للصندوق، إلا أنه تجاهل تحذيرات الرب يسوع المسيح من الطمع والرياء (مت 6: 20،لو 12: 1 - 3)، واستغل الأموال لحسابه ولتغطية جشعه، وتظاهر بالغيرة على الصندوق.
وبعد أن قبض على الرب يسوع المسيح ندم ، وبدأ يشعر بالذنب، وفي يأسه المتزايد بسبب طرد رؤساء الكهنة والشيوخ له، " طرح الفضة في الهيكل وانصرف، ثم مضى وخنق نفسه " (مت27 :5)، واشترى رؤساء الكهنة بالفضة حقل الفخاري الذي سمي فيما بعد " حقل الدم " فتحققت نبوة زكريا (11: 12 - 14). ويوضح لنا سفر الأعمال كيفية موته بعد أن شنق نفسه فيقول: "وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها " (أع1 :16-20) وتم فيه قول الكتاب: "لأنه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته آخر " (أع1 :20).