|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب إنجيل يهوذا - هل يؤثر اكتشافه على المسيحية؟! القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير مقدمة عامة - مدخل لدراسة أنجيل يهوذا الأبوكريفي ابتداء من أول إبريل 2006 م نشرت أخبار عن ترجمة ونشر النص الكامل لكتاب إنجيل يهوذا الأبوكريفي، الذي وُجد في المخطوط القبطي. وقد أثارت هذه الأخبار بعض ردود الأفعال من جانب الناشرين وبعض الصحف والمجلات، وجانب الكنيسة والمتخصصين في الفكر الغنوسي الذي كان له وجود ملموس ابتداء من النصف الأول من القرن الثاني إلى القرن الخامس الميلادي. وقد هلل أصحاب الجانب الأول وقاموا بعمل دعاية ضخمة للكتاب قبل أن ينشر كاملًا ونشروا بعض فقراته وتصور بعضهم، ومن تأثر بفكرهم، أن ما جاء بهذا الكتاب، من نصوص، سيقلب المسيحية رأسًا على عقب، أو كما قالت صحيفة الجارديان البريطانية: "أنها لو صحت.. لانقلبت المسيحية كلها رأسًا علي عقب.. ولأهتزت كل الأسس. وكل التقاليد, وكل ما قامت عليه ثاني الديانات السماوية في العالم "!! فلنبدأ معًا نحلل هذا الإنجيل المزعوم، في رد كتبه الأب عبد المسيح بسيط أبو الخير، أحد الكهنة الأقباط: 1- التهليل للكتاب المنحول دون فهم محتواه 2- قصة اكتشاف إنجيل يهوذا المنحول ونشره 3- ما هي سمات هذا الكتاب المنحول، ومن هو كاتبه؟ |
28 - 04 - 2014, 04:35 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إنجيل يهوذا - هل يؤثر اكتشافه على المسيحية؟!
مدخل لدراسة أنجيل يهوذا التهليل للكتاب المنحول دون فهم محتواه وكالعادة هرول العديد من الكتاب العرب في الكثير من الصحف، المصرية والعربية، يهتفون ويهللون لهذا الكشف الذي تصوروا وزعموا أنه سيدمر المسيحية ويقلبها رأسًا على عقب!! وراحوا يمدحون الكتاب وما جاء فيه دون قراءة نصه ومعرفة محتواه، وهل يتفق في فكره مع الفكر المسيحي الُمسلم من المسيح لتلاميذه وخلفائهم، بل وهل يتفق مع الفكر اليهودي والإسلامي من جهة الإيمان بإله واحد، أم لا؟! لقد تجاهلوا ذلك وراحوا فقط يهللون لدمار الفكر المسيحي المنتظر، كما تخيلوا!! حتى أن الكاتب السياسي المعروف الأستاذ محسن محمد أخذ يقول في جريدة الجمهورية الصادرة يوم الخميس 13/4/2006: "في وثائق المنيا أن السيد المسيح هو الذي طلب من يهوذا أن يبيعه ويسلمه للرومان.. وعلي هذا الأساس فأن يهوذا لم يخن السيد المسيح بل انه أطاعه عندما سلمه للرومان ولم يفعل ذلك طمعًا أو خبثًا. وقال السيد المسيح ليهوذا: ستحتقر لهذا العمل وستلعنك الأجيال. وطبقًا للأوراق الجديدة فإن الفاتيكان لابد أن يغير تفكيره وان يعرف أن ما فعله يهوذا كان بتعليمات شخصية من السيد المسيح نفسه وانه كان مطيعًا له. وفي المؤتمر أسماء العلماء الذين راجعوا أوراق البردي وقاموا بترجمتها وقبل ذلك بالتحقق من صدقها وكلهم متخصصون في الدراسات القبطية واللغة اليونانية واللغة المصرية القديمة وأوراق البردي التي وجدت في المنيا تدمر ألفي سنة من المعتقدات المسيحية وتجعل ألاف اللوحات التي رسمها الفنانون عبر العصور بلا قيمة, أو أنها لا تمثل الحقيقة. وهذه الأوراق تفوق بمراحل كل اللفائف التي وجدت في البحر الميت"!!! ومن بين العديد من الجرائد والمجلات التي نشرت هذه الأخبار وهللت لها نشرت جريدة الفجر الصادرة بتاريخ 3/4/2006م مقالة مترجمة لخصت فيها ما جاء في جريدتي الجارديان البريطانية والميل اون تايم، وتعبر عن رأي الجريدة أيضًا، تقول فيها: "تخشي قطاعات كبيرة في الكنيسة الكاثوليكية أن يسبب ظهور ذلك الإنجيل هزة عنيفة في المعتقدات المسيحية, ووصف احد خبراء الفاتيكان إنجيل يهوذا بأنه شديد الخطورة.. أن المخطوطات التي عثر عليها كانت مكتوبة باللغة القبطية. واغلب الظن أنها مترجمة عن اللغة اليونانية القديمة, وتؤكد الاختبارات العلمية التي أجراها العلماء عليه أنه نص اصلي.. أي أنه تاريخيًا نص لا يرقي إليه الشك.. ما يمكن التشكيك فيه هو مدي مصداقيته, ومدي حقيقة ما ورد فيه, خاصة أن أول دفاع أطلقه علماء الدين في الفاتيكان هو أن هذا الإنجيل كتبته طائفة منشقة في أيام المسيحية الأولي, أرادت فقط أن تطهر سمعة يهوذا الإسخريوطي. تباري رجال الدين المسيحي في الهجوم علي الإنجيل قبل أن يظهر.. أن قلب الكنيسة الكاثوليكية الذي يرفض منذ القرن الثاني الاعتراف بإنجيل يهوذا, ويتعامل معه علي أنه هرطقة شديدة الخطورة لم يقبل أن يتراجع اليوم عن موقفه.. أعلن الفاتيكان أن من الخطر كل الخطر, أن يحاول احد الاقتراب من شخصية يهوذا بشكل يخالف ما ورد في الأناجيل الأربعة.. وأن نشر إنجيل يهوذا لن يسبب إلا ارتباكًا عنيفًا للمؤمنين بالمسيحية في العالم كله. ولم يفت الفاتيكان الفرصة للهجوم علي قناة ناشيونال جيوجرافيك, وتصدي كثير من مؤرخي الكاثوليكية للتنكيل بإنجيل يهوذا, مؤكدين علي أنه مجرد نص ناقص, لا يمكن أن يرسم صورة واضحة لما كان عليه الوضع أيام المسيح, ورأي هؤلاء المؤرخون أن القناة لا تسعي إلا إلى إحداث فرقعة إعلامية, خاصة أنها تنوي نشر مقاطع إنجيل يهوذا المترجم في عيد القيامة.. وقبل شهر واحد من إطلاق فيلم شفرة دافنشي الذي ينتظره العالم كله بشغف.. لأنه يناقش المسيحية بنفس المنطق الذي يهرطق الثوابت.. بلا أدلة تاريخية أحيانًا". وتقول شبكة النبأ المعلوماتية: "أعلن المجلس الأعلى للآثار المصرية الأربعاء أن مصر استعادت من الولايات المتحدة مخطوطة تعتبر النسخة الوحيدة في العالم من انجيل يهوذا غير المعترف به من جميع الكنائس المسيحية في العالم.. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية زاهي حواس: "وتبين بعد ترميم المخطوطة وترجمتها أنها سفر ليهوذا الذي يصور أبعادا مختلفة لعلاقته مع السيد المسيح بشكل مختلف عما نجد في الأناجيل الأربعة المعروفة متى ومرقص ولوقا ويوحنا والتي أقرها المجمع القبطي الذي عقد في عام 325 ميلادية في أحد مدن آسيا الصغرى. وقال الحواس إن الإنجيل المكتشف يظهر أن يهوذا لم يخن المسيح ولم يسلمه للرومان مقابل 30 قطعة من الفضة بل كان الحواري الطائع الأمين الذي قام بهذا العمل بناء على أوامر السيد المسيح نفسه". وتقول جريدة الـ BBC العربية: "يهوذا: خائن للمسيح أم صديقه الأقرب؟ يهوذا لم يكن خائنا وإنما صديق مقرب ليسوع المسيح، وعندما أسلمه للرومان لم يكن يفعل ذلك إلا استجابة لرغبة صديقه الحميم. قد يكون هذا النبأ بمثابة الصدمة لبعض المتدينين حيث تقر معظم الروايات الدينية التي وردت في العهد الجديد غير ذلك، وتصور أناجيل متى ومرقص ولوقا ويوحنا يهوذا الإسخريوطي وهو أحد الحواريين من تلاميذ المسيح على أنه شخص به مس من الشيطان، أسلم يسوع للرومان لقاء حفنة من النقود ثم انتحر. لكن المؤتمر الحاشد الذي دعت إليه الجمعية الوطنية الجغرافية في واشنطن يوم الخميس، تعرض بالشك للكثير من هذه المفاهيم. فقد كٌشف النقاب خلال المؤتمر عن إنجيل جديد هو " إنجيل يهوذا " الذي يبين أن يهوذا كان من أقرب المقربين ليسوع وربما كان أقربهم إليه وأنه لهذا السبب طلب منه يسوع أن يخلصه من عبء الجسد ليتحد في طبيعته الإلهية فقط". وتقول جريدة نوافذ الاليكترونية: "قررت الجمعية الوطنية الجغرافية الأميركية التي تصدر المجلة الشهرية ذائعة الصيت (National geographic) نشر إنجيل يهوذا الإسخريوطي، وهو الإنجيل الذي سيعود قريبًا إلى مصر ليودع بالمتحف القبطي بالقاهرة (اقرأ مقالًا آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). كان الإنجيل المنسوب ليهوذا اكتشف عند مدينة (بنى مزار) بالمنيا ـ شمال الصعيد ـ في العام 1978 وتم تهريبه إلى الخارج ووصل إلى.سويسرا. وفي العام 2000 وضعت " جمعية الفنون القديمة " ببازل يدها على المخطوط ذي الورقات الثلاث عشرة، وبدأت بترجمتها من اللغة القبطية القديمة إلى عدد من اللغات الحية. وفي العام الماضي وقعت الجمعيتان الأميركية والسويسرية اتفاقًا لنشر هذا الإنجيل، بعد أن يتم ترميمه بمبلغ مليوني دولار تتقاسمهما الجمعيتان تحت إشراف العالم السويسري رودلف كاسير. ولأن الكنائس الرسمية في مصر والعالم تأبى الاعتراف بهذا الإنجيل، فإنها استحسنت أن تسميه بإنجيل " المنيا " - حيث عثر عليه - وإن كان المجلس الأعلى للآثار المصرية ماض في طريقه إلى استرداد هذا الإنجيل، حرصًا على قيمته الأثرية، تاركًا الجدل الديني والمذهبي يشتعل حوله. فهذه المساحة ليست في دائرة اختصاصه! ولكن، لماذا ترفض الكنائس في مصر والعالم هذا الإنجيل، بل لماذا ترفض أساسًا نسبته إلى يهوذا؟ القصة المعترف بها لدى جميع الكنائس أن يهوذا الإسخريوطي شنق نفسه بفرع شجرة تين بعد وقت ضئيل من خيانته للمسيح، تكفيرًا عن ذنبه وشعوره بالخيانة. لكن هذا الإنجيل الذي عثر عليه بالمنيا يظهر يهوذا بصورة مُغايرة، فيصفه بالتلميذ المفضل للمسيح، ويضع خيانته في خانة استكمال " المهمة السماوية " التي تقود إلى موت المسيح على الصليب إنقاذًا للبشرية، وهذا يؤسس لوجود أهم المبادئ في المسيحية وهو " سر القيامة "، ما يتطابق مع نظرة المذهب " الغنوسي " الذي يعود إلى القرن الثاني الميلادي، والذي عدته الكنيسة في حينه خصمها الأول، والغنوسية تعتبر يهوذا ـ (الخائن) أكثر حواريي المسيح استنارة، لأنه تصرف بطريقة خلصت البشرية من ذنوبها من خلال صلب المسيح وقيامته، وهكذا تمحو من يهوذا أية شبهة للخيانة! الكنيسة الأرثوذكسية المصرية تطعن بالتزوير على هذا المخطوط، نافية أنه ليهوذا الإسخريوطي. فيهوذا ليس لديه وقت ليكتب شيئًا.. أما د. زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار المصرية فيقول : ليس للمجلس شأن بالجدل الديني حول هذا المخطوط، ومن البداية رفضنا أن نسميه بإنجيل يهوذا فهو مسمى صحافي أكثر من كونه مسمى علميًا. أيضًا المجلس يضم خبراء وعلماء ومفتشين في علوم الآثار لا رجال دين. ونحن نسترد هذا المخطوط ليس لأننا نؤمن بما كتب فيه وإنما لأن عمره بلغ أكثر من 1700 سنة، أي أنه مخطوط أثرى ومكتشف في أرضنا، واسترداده يأتي كجزء من سياق استردادنا لآثارنا المسروقة المهربة إلى الخارج، والتي قمنا باسترداد عدد منها في السنين الأخيرة! |
||||
28 - 04 - 2014, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إنجيل يهوذا - هل يؤثر اكتشافه على المسيحية؟!
قصة اكتشاف إنجيل يهوذا المنحول ونشره وتتابع جريدة الفجر " قصة اكتشاف إنجيل يهوذا في مصر. وتهريبه منها.. ثم عودته إليها, قصة عجيبة, تحيط بها عشرات من علامات الاستفهام. لقد اكتشف الفلاحون المصريون تلك المخطوطات لإنجيل يهوذا في إحدى قري محافظة المنيا في أواخر السبعينات (1978م)00 ولأنهم لم يعرفوا اللغة التي كتب بها, ولا معني ما ورد فيه. باعوه لرجل من القاهرة باعه بدوره إلى احد تجار الآثار, الذي لم يفهم مدي أهميتها, فألقاها بإهمال في مخازنه. ظلت المخطوطات مع تاجر الآثار المصري حتى رآها احد الخبراء السويسريين معه.. كان ذلك الخبير واعيًا بما يكفي بمعني تلك المخطوطات, فسرقها وهربها إلى سويسرا.. لكنها عادت مرة أخري إلى القاهرة.. غالبًا بعدما استعادها تاجر الآثار المصري الذي نبهته سرقة المخطوطات إلى مدى أهميتها.. كل تلك المحاولات عرضت المخطوطات إلى تدمير عنيف.. جعل أجزاء منها ممسوحة تمامًا. أو مقطعة إلى أجزاء, بشكل يوحي بأن احدهم مزقها في محاولة لبيعها إلى من يدفع أكثر.. سواء كانوا واحدًا أو أكثر. فشل تاجر الآثار المصري في بيع تلك المخطوطات التي أراد الكل الحصول عليها مجانًا ولو بسرقتها.. فألقاها بإهمال في احدي الخزائن البنكية في لونج ايلاند بنيويورك, وظلت هناك لمدة 16 سنة دمرتها أكثر, وزادت من صعوبة قراءة المكتوب فيها. كان ذلك قبل أن تظهر في الصورة باحثة اسمها " فريدا نوسبرجر " (اقرأ مقالًا آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). هي خبيرة سويسرية في الآثار وكانت احد أهم المتعاملين مع مهرب الآثار المصري طارق السويسي الذي يواجه عقوبة الحبس حاليًا. كان اسم طارق السويسي هو الاسم الذي ورد في أوراق كل من اهتم بتاريخ إنجيل يهوذا..ولم يجهل احدهم الإشارة صراحة إلى الصلة التي كانت تربط بينه وبين " فريدا " قبل دخوله السجن.. ويبدو أن طارق السويسي هو الذي كتب الفصل الختامي لخروج إنجيل يهوذا من مصر كما يقول الباحث مايكل فان رين. احد كبار الباحثين في الآثار , وصاحب الاهتمام الخاص بإنجيل يهوذا .. أن ذلك الرجل هو احد أعداء تجارة التهريب غير الشرعي للآثار ولذلك لم يتردد في فضح فريدا نوسبرجر, ولا في الإعلان للناس عن محاولتها بيع مخطوطات إنجيل يهوذا, بعد أن حصلت عليها بشكل غير قانوني من مصر, إلى تاجر أثار أمريكي في أوهايو اسمه بروس فيريني مقابل 2,5 مليون دولار. لكن.. فشلت محاولة بيع إنجيل يهوذا إلى تاجر الآثار الأمريكي بعدما انكشفت المسألة وتزعم مايكل فان رين حملة تطالب بإعادة هذا الإنجيل إلى مصر, لأنها الدولة الوحيدة التي تمتلك الحق في تلك المخطوطات التي تم اكتشافها في أراضيها.. وأمام تلك الحملة قدمت المؤسسة السويسرية المخطوطات إلى مجلة ناشيونال جيوجرافيك.. العلمية.. الجادة, التي لم تتردد بدورها في تشكيل فريق بحث ضخم من الخبراء والمؤرخين والمترجمين لفك غموض ذلك الإنجيل العجيب.. الحائر.. والمثير أن كل من يعملون في المشروع مقتنعون تمامًا بضرورة إعادة النسخة الأصلية إلى مصر بعد أن ينتهوا منه, هو أمر, تعهدت مؤسسة " مسيناس " السويسرية التي تمتلك الإنجيل بإعادته رسميًا إلى مصر بعد ترجمة محتوياته ونشرها.. وانتهت القصة نهاية سعيدة بأن تفضلت الحكومة المصرية بقبول العرض الذي قدمته لها المؤسسة السويسرية. دون أن تعرف علي الأرجح معني. ولا مدي أهمية المخطوطات التي ستعيدها سويسرا إليها". |
||||
28 - 04 - 2014, 04:37 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إنجيل يهوذا - هل يؤثر اكتشافه على المسيحية؟!
ما هي سمات هذا الكتاب المنحول، ومن هو كاتبه؟ وقبل البدء في دراسة هذا الكتاب الأبوكريفي المنحول نحب أن نوضح أنه لا يمكن أن يطلق عليه تعبير إنجيل لأنه لا يحمل أي سمات للإنجيل. فكلمة إنجيل تعنى الخبر المفرح أو البشارة السارة أو بشارة الملكوت. وجوهره كما قال القديس لوقا بالروح هو: "جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلّم به إلى اليوم الذي ارتفع فيه " (أع1 :1و2)، وكما قال القديس يوحنا بالروح: "وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه " (يو20 :31). وكانت هذه الأمور مؤكدة في الكنيسة كما تسلمتها من تلاميذ المسيح ورسله " الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة " (لو1 :1و2). كما شهد القديس يوحنا وشهدت الكنيسة معه أنه يكتب عن الحق: "هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم أن شهادته حق " (يو21 :24). الإنجيل إذا هو البشارة المفرحة بالخلاص الذي تم بتجسد المسيح وصلبه وقيامته وفدائه للبشرية، وكان عمله وتعليمه متممًا للعهد القديم وصابغه بصبغة المحبة، فقد تم في المسيح جميع ما تنبأ به عنه أنبياء العهد القديم من نبوات ورموز، وصبغ وصاياه وناموسه بصبغة المحبة وقدمها في ضوء العهد الجديد. أما هذا الكتاب المنحول فنرى فيه مسيح أخر لا صلة له بالمسيح يسوع، مسيح التاريخ والمسيحية، وإله أخر غير الله الذي نؤمن به، وإنجيل أخر يتميز بالصوفية والسرية والغموض لا يفهمه إلا من يدعون المعرفة الإلهية!! فمسيح هذا الإنجيل المنحول كائن خيالي لا وجود له في الواقع يظهر ويختفي ولا يعلم أحد إلى أين يذهب ولا متى يأتي، لا ميلاد له ولا هيئة محددة بل يظهر في أشكال متنوعة وغالبًا ما كان يظهر لتلاميذه كطفل! أما تلاميذ المسيح ورسله، عدا يهوذا، فيقول لنا أنهم لم يعبدوا الإله الحقيقي بل عبدوا إلهًا أخرًا أقل وشرير، ويهوذا وحده هو الذي كان يعرف الإله الحقيقي!! ولذا كشف له يسوع أسرار الملكوت، وحده كما يقدم لنا قصة أسطورية خرافية سرية غامضة عن خلق الكون تتعدد فيها الآلهة!! فهناك الإله الحقيقي غير المدرك وغير المعروف وهناك الإله المولود الذاتي والإله باربيلو المخنث أو المزدوج الجنس وهناك الإله سكالاس الذي خلق هو وملائكته البشرية!! هذا بخلاف سلسلة لا تحصى من الآلهة والأيونات التي هي كائنات روحية إلهية والملائكة ذات الصفة اللاهوتية التي لا تحصى ولا تعد!! ويصور لنا شيث الابن الثالث لآدم كتجسد أول للمسيح، ويصوره ككائن إلهي تجسد في شكل وصورة الكائن البشري!! كما يقول لنا أن آدم وحواء كان لهما وجودًا سابقًا في عالم اللاهوت قبل أن يخلقا كبشر!! وهذا الفكر هو خليط ومزيج للوثنية الأفلاطونية واليونانية والزردشتية والمصرية مع اليهودية المتأثرة باليونانية مع مسحة خفيفة من المسيحية!! ويحول خيانة يهوذا للمسيح من خيانة تلميذ لمعلمه إلى سر الخيانة المقدس الذي تم بناء على طلب المسيح نفسه من يهوذا ليخونه ويسلمه لليهود حتى يصلب ويقدم الفداء للبشرية بموت جسده على الصليب!! ومن هنا أجمع العلماء وكل من درسوا هذا الكتاب المنحول على أنه كتاب غنوسي خرج من دائرة إحدى فرق هذه الهرطقة التي مزجت المسيحية بالوثنية والتي ظهرت في النصف الأول للقرن الثاني، وأن نصه الأول كتب فيما بين 130 و170م، حوالي سنة 150م، بعد موت يهوذا بأكثر من 120 سنة وبعد انتقال آخر التلاميذ بحوالي 50 سنة، وأنه من المستحيل أن يكون كاتبه هو يهوذا الإسخريوطي أو أي أحد له صلة به، فيهوذا كما يقول هذا الكتاب المنحول نفسه مات مكللًا بالعار وملعونًا من التلاميذ الذين كانوا يعتقدون بخيانته للمسيح، وأن الإنجيل المنسوب له هو إنجيل سري ورواية سرية خاصة به وحده، ومن المفترض أنه لم يكشف عنه لأحد، كما أن ما جاء به من أفكار وخرافات لم يكن لها أي وجود في وسط التلاميذ الذين كانوا، جميعهم من خلفية يهودية لا تؤمن بهذه الأفكار الوثنية، أو في وسط آباء الكنيسة، ولم تظهر إلا بعد ظهور الفرق الغنوسية التي كتبته كما سنوضح في الفصلين الثالث والرابع. |
||||
28 - 04 - 2014, 04:39 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إنجيل يهوذا - هل يؤثر اكتشافه على المسيحية؟!
الفصل الأول: من هو يهوذا الإسخريوطي؟ -1- شخصيته وخيانته للمسيح كان يهوذا الإسخريوطي أحد تلاميذ المسيح الأثنى عشر، ويعني أسمه " يهوذا "، أنه يهودي أو من سبط يهوذا، ولقبه "الإسخريوطي" يعني أنه رجل من قريوت المذكورة في (ار48 :24و؛عا2: 2)، والتي يحتمل أنها كانت تقع في جنوبي اليهودية حيث توجد " خرابة القريتين". ويذكره العهد الجديد في أغلب المرات بمسلم الرب يسوع المسيح: "ويهوذا الإسخريوطي الذي أسلمه " (مت10 :4؛ ومر3 :19). " ويهوذا الإسخريوطي الذي صار مسلما أيضا " (لو6 :16). وأنه كان معروفًا منذ اختيار الرب له أنه سيسلمه: "أجابهم يسوع أليس أني أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي. لأن هذا كان مزمعا أن يسلمه " (يو6 :70و71). وذلك بناء على علم الرب وتدبيره السابق " لان الذين سبق فعرفهم سبق فعيّنهم " (رو8 :29). كما يصفه الكتاب بأنه كان " مزمعًا أن يسلم الرب "، بل وكان سارقًا للصندوق: "فأخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها. فامتلأ البيت من رائحة الطيب. فقال واحد من تلاميذه وهو يهوذا سمعان الإسخريوطي المزمع أن يسلمه لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاث مئة دينار ويعط للفقراء. قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه " (يو12 :4-6). وأنه تأمر مع رؤساء الكهنة وباع لهم المسيح: "حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعى يهوذا الإسخريوطي إلى رؤساء الكهنة " (مت26 :14). " ليسلمه إليهم " (مر14 :10). وأثناء العشاء كشف عنه الرب بشكل غير مباشر لكل التلاميذ، وحذره التحذير الأخير بأنه، المسيح، سيسلم ويصلب سواء قام هو بتسليمه أم لا، فهذا هو ما حتمته المشورة الإلهية وما هو مكتوب في كتب الأنبياء، كما حذره من المصير الذي ينتظره في حالة قيامه بتسليم الرب وخيانته له: "وفيما هم يأكلون قال الحق أقول لكم أن واحدًا منكم يسلمني. فحزنوا جدا وابتدأ كل واحد منهم يقول له هل أنا هو يا رب. فأجاب وقال. الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني. أن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه. ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان. كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد " (مت26 :22-24). الإسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر " (لو22 :3). " فحين كان العشاء وقد ألقى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الإسخريوطي أن يسلمه.. لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح وشهد وقال الحق الحق أقول لكم أن واحدا منكم سيسلمني. فكان التلاميذ ينظرون بعضهم إلى بعض وهم محتارون في من قال عنه. وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه. فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذي قال عنه. فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو. أجاب يسوع هو ذاك الذي اغمس أنا اللقمة وأعطيه. فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطي. فبعد اللقمة دخله الشيطان. فقال له يسوع ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة000 فذاك لما اخذ اللقمة خرج للوقت. وكان ليلا. فلما خرج قال يسوع الآن تمجد ابن الإنسان وتمجد الله فيه (يو13 :2و22-31). هذا ما ذكره الكتاب عنه. وهنا يتبين لنا شخصيته الشريرة التي كان يعلمها الرب قبل اختياره، بل وبعلمه السابق، ولكن يبدو أنه انضم للمسيح كيهودي مخلص كان ينتظر المسيح المنتظر ولكن شخصيته بدأت تتطور بتطور الأحداث ومن خلال علاقته بالمسيح وأفكاره الخاصة كيهودي غيور على أمته ومستقبلها حتى وصل إلى الدرجة الحرجة الكافية لأن تدفعه أن يقوم بما عمله. ويبدو أن دوافعه الشخصية كانت تغلب عليه كثيرًا فقد " كان أمينًا للصندوق، إلا أنه تجاهل تحذيرات الرب يسوع المسيح من الطمع والرياء (مت 6: 20،لو 12: 1 - 3)، واستغل الأموال لحسابه ولتغطية جشعه، وتظاهر بالغيرة على الصندوق. وبعد أن قبض على الرب يسوع المسيح ندم ، وبدأ يشعر بالذنب، وفي يأسه المتزايد بسبب طرد رؤساء الكهنة والشيوخ له، " طرح الفضة في الهيكل وانصرف، ثم مضى وخنق نفسه " (مت27 :5)، واشترى رؤساء الكهنة بالفضة حقل الفخاري الذي سمي فيما بعد " حقل الدم " فتحققت نبوة زكريا (11: 12 - 14). ويوضح لنا سفر الأعمال كيفية موته بعد أن شنق نفسه فيقول: "وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها " (أع1 :16-20) وتم فيه قول الكتاب: "لأنه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته آخر " (أع1 :20). |
||||
28 - 04 - 2014, 04:41 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إنجيل يهوذا - هل يؤثر اكتشافه على المسيحية؟!
ما دار حوله من نظريات عبر التاريخ دارت حول يهوذا العديد من الأفكار والنظريات عبر التاريخ بين من يقول بهلاكه الأبدي حسب تحذير الرب يسوع له، ومن يبرئه، ومن يقول بغفران المسيح له كما غفر لصالبيه ولبطرس الذي أنكره، وبين من قال أنه فعل ذلك خدمة للمسيح.. الخ ونلخص هذه النظريات بحسب ما وردت في عدة دوائر معارف وقواميس كتابية، وخاصة دائرة المعارف الكتابية التي لخصت ما جاء في كل هذه الموسوعات: (1) انضمامه للرسل ليسلم المسيح: دار حوار طويل وجدل كثير، ليس حول روايات الأناجيل عن يهوذا فحسب، بل وأيضًا، حول شخصيته والمشاكل المتعلقة بها. فكون " يهوذا " مسلم يسوع واحدًا من الاثني عشر المختارين، قد أعطي لأعداء المسيحية فرصة لمهاجمتها منذ العصور الأولى كما ذكر أوريجانوس. كما أن صعوبة الوصول إلى حل حاسم، قد أدى بالبعض إلى اعتبار يهوذا مجرد تجسيد للروح اليهودية. ولكن هذا الرأي، على أي حال، يقلل من القيمة التاريخية لكثير من الفصول الكتابية. وهناك نظريات مختلفة لتفسير الموضوع، مثل أن يهوذا انضم لجماعة الرسل بهدف محدد، هو تسليم يسوع. ويفسرون هدف هذا الاتجاه على وجهين، هدفهما السمو بشخصية يهوذا وإبرائه من تهمة دوافع الخيانة. (أ) فيقول أحد الجانبين إن يهوذا كان وطنيًا غيورًا، ورأى في يسوع عدوًا لأمته وعقيدتها الأصيلة، ولذلك أسلمه من أجل صالح أمته، ولا يتفق هذا الرأي مع طرد رؤساء الكهنة ليهوذا (مت 27: 3 - 10). (ب) أما الاتجاه الآخر فقد اعتبر يهوذا نفسه خادمًا أمينًا للمسيحية إذ أنه توجه إلى التسليم ليتعجل عمل المسيح ويدفعه إلى إظهار قوته المعجزية بدعوة ملائكة الله من السماء لمعونته (مت 26: 53). أما انتحاره فيرجع إلى يأسه، لفشل يسوع في تحقيق توقعاته. ولقد راقت هذه النظرية - في العصور القديمة - للغنوسيين القاينيين، كما سنبين في الفصول التالية، وفي العصر الحديث " لدى كوينسي والأسقف هويتلي، لكن العبارات التي استخدمها الرب يسوع المسيح وطريقة رفضه لتصرف يهوذا (يو17: 12) تجعل مثل هذا الرأي بلا قيمة. (2) سبق تعيين يهوذا ليكون مسلمه: هناك رأي آخر يقول أن يهوذا سبق تعيينه ليكون مسلمه، وأن الرب يسوع كان عالمًا منذ البداية بأنه سيموت بالصليب، وقد اختار يهوذا لأنه عرف أنه هو الذي سيسلمه، وهكذا تتحقق المقاصد الإلهية (مت 26: 54). والذين يتمسكون بهذا الرأي يبنونه على علم يسوع بكل شيء كما في يوحنا (2: 24) لأن الرب يسوع " كان يعرف الجميع". وكذلك يوحنا (6: 64) " لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون ومن هو الذي يسلمه "، كذلك يوحنا (18: 4) " وهو عالم بكل ما يأتي عليه". ولكننا إذا أخذنا هذه النصوص حرفيًا، يكون معنى هذا تطبيق عقيدة قضاء الله السابق بطريقة متزمتة أكثر مما يجب، وبهذا يكون يهوذا مجرد آلة أو وسيلة في يد قوة أعلى منه، وهو ما يجعل مناشدة الرب يسوع المسيح وتحذيراته له بلا معنى، كما أنه ينفي وجود المسئولية الشخصية والإحساس بالذنب، وهو ما كان يريد الرب أن يثيره وييقظه في قلوب سامعيه. ولقد كتب يوحنا الرسول بعد وقوع الأحداث، ولكننا كما رأينا، كان في كلمات ربنا وضوح متزايد في التنبؤ بتسليمه. إن علم ربنا يسوع المسيح بكل شيء كان أعظم من مجرد معرفة متنبيء يدعي استطلاع المستقبل. لقد كان علمه بكل شيء هو علم من عرف، من ناحية، مقاصد أبيه السرمدي من نحو الناس، ومن الناحية الأخرى، كان ينفذ إلى أعمق أعماق الشخصية البشرية ويرى ما فيها من مشاعر ودوافع وميول خفية. (3) تسليمه للرب يسوع المسيح كان نتيجة تطور تدريجي: ونظرًا لأن الإنسان حر الإرادة فأننا نرى أن تسليم يهوذا للرب يسوع، كان نتيجة تطور تدريجي داخل نفسه، يبدو أكثر واقعية. فقد كان يهوذا الوحيد بين التلاميذ من المناطق الجنوبية، ولذلك فاختلافه في المزاج والنظرة الاجتماعية، بالإضافة إلى ما يمكن أن تؤدي إليه من اتجاهات دنيئة، قد يفسر جزئيًا عدم وجود التعاطف الصادق بين يهوذا وبقية التلاميذ، وإن كان هذا لا يبرر مطلقًا خيانته التي حدثت فيما بعد. لقد كانت له كفاءة خاصة في إدارة الأعمال، ولذلك اختير أمينًا للصندوق، ولكن قلبه لم يكن منذ البداية نقيًا، فقد كان يقوم بمسئوليته بدون أمانة، وامتد سرطان الجشع هذا من الأمور المادية إلى الأمور الروحية، فلم تحدث لأحد من التلاميذ خيبة أمل نتيجة انتهاء الحلم بمملكة أرضية ذات مجد وبهاء مثلما حدث ليهوذا. ولم تكن ربط المحبة التي جذب بها يسوع قلوب التلاميذ الآخرين، وكذلك التعاليم التي بها سما بأرواحهم فوق الأمور الأرضية، لم تكن إلا قيودًا أثارت أنانية يهوذا. ولأنه كان مكبلًا بأطماعه، ولخيبة أماله، ثارت فيه الغيرة والحقد والكراهية، ولم تكن كراهية إنسان قوي بل كراهية إنسان ضعيف أساسًا، فبدلًا من أن ينفصل صراحة عن سيده، بقى في الظاهر واحدًا من أتباعه، كما أن تفكيره المستمر في توبيخات سيده، جعل الباب مفتوحًا أمام الشيطان " فدخله الشيطان "، فهو إذًا كان قد علم الصلاح ولكنه لم يفعله (يو13: 17). كما كان أيضًا ضعيفًا في تنفيذ خططه الدنيئة، لقد حمله هذا التردد - أكثر من حقده الشيطاني الخبيث - على أن ينتظر في العليه حتى اللحظة الأخيرة، مما دفع يسوع لأن يقول له: "ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة " (يو13: 27). وبهذا التفكير الضعيف حاول أن يلقي باللوم على رؤساء الكهنة والشيوخ (مت27: 3و4)، لقد حاول أن يبرئ نفسه ليس أمام يسوع البار الذي أسلمه، بل أمام شركائه في الجريمة. ولأن العالم الذي - بأنانيته - اتخذه إلهًا له، تخلى عنه أخيرًا، مضى وخنق نفسه. إنها النهاية التعيسة لإنسان اعتنق بكل طاقاته روح المساومة والأطماع الذاتية، فلم يزن النتائج القاتلة التي قادته إليها تلك الدوافع الرديئة. ومن ثم يقول القديس أغسطينوس: " أنه لا يستحق الرحمة ، ولذا لم يشرق في قلبه نور ليجعله يسرع ليطلب العفو من الذي خانه". ومن ثم فقد كان لابد أن يتحقق فيه ما سبق أن أعلنه له الرب يسوع المسيح: " أن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه. ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان. كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد " (مت26 :22-24). |
||||
28 - 04 - 2014, 04:51 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إنجيل يهوذا - هل يؤثر اكتشافه على المسيحية؟!
الفصل الثاني - النص الكامل لإنجيل يهوذا الترجمة الكاملة لنص إنجيل يهوذا الأبوكريفي، المنحول، من الإنجليزية مع مراجعة على النص القبطي كما نشرته مجلة ناشيونال جيوجرافيكس العلمية في أول إبريل 2006م. على موقعها في النت: (http://www9.nationalgeographic.com/c...gospelofjudas/) بعد أن سبقته حملة دعاية هائلة. ووصفته بأنه احد الوثائق التاريخية التي قد تقلب الوثائق التاريخية التي قد تقلب المسيحية كلها رأسًا علي عقب!! مقدمة الحديث السري ليسوع مع يهوذا المشهد الأول St-Takla.org Image: A page from the Codex Chacos manuscript, the Gosepl of Judas صورة في موقع الأنبا تكلا: من مخطوطة كوديكس شاكوس، إنجيل يهوذا " وكان (يسوع) يوما ما مع تلاميذه في اليهودية فوجدهم وقد تجمعوا معًا وجالسين يتأملون بتقوى. وعندما [اقترب] من تلاميذه الذين كانوا مجتمعين معًا يصلون صلاة الشكر علي الخبز, فضحك منهم، قال له التلاميذ: "يا معلم, لماذا تضحك من صلاة شكرنا (أفخارستيتنا)(4)؟ لقد فعلنا ما هو صواب "(5). فأجاب وقال لهم: "أنا لا اضحك منكم, < فأنتم > لا تفعلون ذلك لأنكم تريدون, ولكن لأنه بذلك سُيمجد إلهكم "(6). فقالوا: "يا معلم, أنت [000] ابن إلهنا "(7). قال لهم يسوع: "كيف تعرفونني؟ الحق [أنا] أقول لكم, ليس بينكم جيل من الناس سيعرفني "(8). (2) التلاميذ يغضبون: وعندما سمع تلاميذه ذلك بدأوا يغضبون ويحنقون وبدأوا يجدفون عليه في قلوبهم. ولما رأى يسوع قلة [معرفتهم، قال] لهم: "لماذا أدت بكم هذه الإثارة إلى الغضب؟ إلهكم الذي بداخلكم و[000](9) [37] هو من دفعكم إلى الغضب [داخل] نفوسكم. فليأت أي واحد منكم [قوى بما يكفى] بين الكائنات البشرية، ليخرج الإنسان الكامل ويقف أمام وجهي "(10). فقالوا جميعا: "نحن نملك القوة". لكن أرواحهم(11) لم تجرؤ على الوقوف [أمامه] فيما عدا يهوذا الإسخريوطي, الذي كان قادرًا على الوقوف أمامه, لكنه لم يقدر أن ينظر إليه في عينيه فأدار وجه بعيدا(12). [وقال] له يهوذا: "أنا اعرف من أنت ومن أين أتيت, أنت من العالم (الأيون - Aeon) الخالد لباربيلو Barbelo(13) وأنا لست مستحقًا بان انطق باسم ذلك الذي أرسلك "(14). (3) يسوع يتحدث إلى يهوذا حديثًا خاصًا: ولمعرفته أن يهوذا كان يتأمل في شيء ما كان مرتفعًا، قال له يسوع: "تعالَ بعيدا عن الآخرين وسأخبرك بأسرار الملكوت(15). فمن الممكن لك أن تصل إلى ذلك. ولكنك ستحزن كثيرًا، [36] لأن آخر سيحل محلك ليصل الأثنا عشر إلى الكمال مع إلههم(16)". فقال له يهوذا: "ومتي ستخبرني بهذه الأشياء؟ و[متي (أو كيف)] يشرق يوم النور العظيم علي الجيل؟". ولكن عندما قال هذا تركه يسوع(17). المشهد الثاني وفي الصباح التالي(18)، وبعد أن حدث ذلك [ظهر] يسوع ثانية لتلاميذه. فقالوا له: "يا سيد إلى أين ذهبت؟ وماذا فعلت عندما تركتنا؟ فقال لهم يسوع: "ذهبت إلى جيل(19) أخر عظيم ومقدس". قال له تلاميذه " يا رب: ما هو هذا الجيل الأسمى والأقدس منا والذي ليس هو الآن في هذه العوالم؟ "(20). وعندما سمع يسوع ذلك, ضحك وقال لهم: "لماذا تفكرون في قلوبكم في الجيل القوي والمقدس؟ [37] الحق [أنا] أقول لكم: "ليس أحد ولد في ذلك الايون (الدهر – aeon) سيرى ذلك [الجيل], ولا جيش من ملائكة النجوم سيحكم على ذلك الجيل, ولا إنسان ذو مولد فان يمكن أن يشارك فيه لأن ذلك الجيل لا يأتي من [000] الذي أصبح [000] جيل الناس الذين بين[كم] هو من جيل البشرية [000] القوى، التي [000الـ] القوى الأخرى [التي] بها تحكمون "(21). وعندما سمع تلاميذ[ه] ذلك اضطرب كل منهم بالروح. ولم يستطيعوا النطق بكلمة. وفى يوم أخر عندما جاءهم يسوع قالوا له: "يا سيد لقد رأيناك في [رؤيا], لأننا رأينا [أحلاما..] عظيمة ليلًا [000] "(22). [فقال لهم]: "ولماذا كان [عليكم.. عندما] ذهبتم للاختباء23)؟ " [38]. (2) التلاميذ يرون الهيكل ويتناقشون في ذلك: [قالوا: "رأينا] منزلًا عظيمًا(24) فيه مذبح كبير، وأثنى عشر رجلا – وكان علينا أن نقول هم الكهنة - واسم(25), وجموع من الناس كانت تنتظر عند ذلك المذبح [حتى] الكهنة [000 ويتسلموا] التقدمات. لكننا ظللنا منتظرين". [قال يسوع]: "وماذا كان شكل الكهنة؟". [قالوا: بعضهم(26)..] أسبوعين: [البعض] يضحون بأطفالهم وغيرهم يضحون بزوجاتهم، في تسبيح وأتضاع مع بعضهم البعض, البعض ينامون مع الرجال بعضهم تورط في [الذبح]؛ والبعض ارتكب خطايا عديدة وأعمال أثم, وكان الواقفون أمام المذبح يتوسلون بـ [اسمك], وفي كل أعمال عجزهم(27) فقد وصلت ذبائحهم للكمال [000]". وبعد أن قالوا ذلك, هدأت نفوسهم, لأنهم كانوا مضطربين. (3) يسوع يقدم تفسيرًا مجازيًا لرؤيا الهيكل: قال لهم يسوع: "لماذا انتم مضطربون؟ الحق أقول لكم: أن كل الكهنة الواقفين أمام المذبح يتوسلون باسمي, أقول لكم ثانية. أن اسمي مكتوب على هذه [000] لأجيال النجوم عبر أجيال البشر. [وهم] غرسوا أشجارًا بدون ثمر، باسمي بطريقة مخزية(28)". قال لهم يسوع: "هؤلاء الذين رأيتموهم يتسلمون التقدمات عند المذبح - هؤلاء هم انتم(29). هذا هو الإله الذي تخدمونه، وانتم هؤلاء الرجال الأثنا عشر الذين رأيتموهم. والجموع التي ُحضرت للتضحية هم الناس الذين تقودونهم [40] أمام ذلك المذبح. [000](30) سيقف ويستخدم اسمي بهذه الطريقة, وستبقى أجيال من الأتقياء أوفياء له, وبعده(31) سيقف رجل أخر هناك من(32) [ الزناة] وأخر سيقف هناك من الذين يذبحون الأطفال(33), وأخر من الذين ينامون مع الرجال(34), وواحد من الذين يمتنعون او يصومون)(35)، وبقية الناس الذين يتدنسون والأثمة والمخطئين، وهؤلاء الذين يقولون " نحن مثل الملائكة". أنهم هم النجوم التي تأتي بكل شيء إلى نهايته. لأنه قيل لأجيال البشر: "انظروا لقد قبل الله تقدماتكم من أيدي كاهن " - هذا هو خادم الخطية, لكن الرب, رب الكون(36)، هو الذي يوصي: "في اليوم الأخير سيعيشون في العار(37)" [41]. قال [لهم] يسوع: "كفاكم تض[حية..] التي لكم [000] على المذبح، لأنهم فوق نجومكم وملائكتكم وجاءوا حالا لنهايتهم هناك(38). لذا دعوهم يقعون في الشرك أمامكم ودعوهم يمضون [000 حوالي 15 سطر مفقودًا من المخطوط..] أجيال [000] الخباز لا يمكن أن يغذي كل البشرية [42] تحت [ السماء] و[000] لهم [000] و[000] لنا و[000]. قال لهم يسوع: "كفاكم عراك معي, كل واحد منكم له نجمه(39), وكل [جسد – حوالي 17 سطر مفقود ] [43] في [000] الذي أتي إلى [000 نبع] للشجرة(40) [000] لهذا الأيون [000] لوقت [000] ولكن الذي أتى إلى ماء جنة الله والـ [جيل](41) الذي لن يزول، لأنه [هو] لن يفسد [جريان حياة] ذلك الجيل، ولكن [000] لكل الأبدية(42)". (4) يهوذا يسأل يسوع عن ذلك الجيل وأجيال البشر: وقال له يهوذا [يا معلم - (43)Rabbi], أي ثمار يخرجها ذلك الجيل؟(44) قال يسوع أرواح جيل البشر سوف تموت وعندما يتم هؤلاء الناس زمن الملكوت ويغادرهم الروح(45) ستفني أجسادهم ولكن ستظل حية, وسيتم رفعهم إلى السماء قال يهوذا: وماذا ستفعل باقي أجيال البشر. قال يسوع: من المستحيل [44] أن تغرس البذور في الصخر ثم تجني ثمارًا(46), هذا هو أيضًا سبيل الجيل المدنس, والحكمة الفاسدة(47), أن اليد التي خلقت الناس ليفنوا, تصعد أرواحهم إلى الأعالي الخالدة, الحق أقول لكم أن قوة الملائكة ستقدر علي أن تري هؤلاء الذين من اجلهم [....] الأجيال المقدسة وبعد أن قال يسوع ذلك رحل. المشهد الثالث قال يهوذا: يا سيد, كما استمعت إليهم جميعًا, استمع الآن إلى لأنني رأيت رؤيا عظيمة. عندما سمع يسوع ذلك, ضحك وقال له: "أنت أيها الروح الثالثة عشرة(48) لماذا تحاول بكل هذا الجهد؟ تكلم أذن وسأحتمل أنا معك". قال له يهوذا: "في الرؤيا رأيت نفسي, وكأن الأثنى عشر تلميذًا يرجمونني, ويضطهدون[ني بقسوة], وجئت أيضًا إلى المكان حيث [000] بعدك، رأيت [بيتًا..](49), ولم تقدر عيناي أن [تدرك] حجمه. وكان شعب كثير يحيط به, وكان لهذا البيت سقف من السعف، وفي منتصف البيت كانت [هناك جموع.. سطرين مفقودين..]، قائلًا: "يا سيد خذني مع هذا الشعب". أجاب [يسوع] وقال له: "يا يهوذا, لقد أضلك نجمك "، ثم واصل " لا يوجد شخص ذو مولد فانٍ يستحق أن يدخل البيت الذي رأيته, لأن هذا المكان محفوظ فقط للمقدسين (للقديسين)(50), فلا الشمس ولا القمر يحكمان هناك, ولا النهار, ولكن المقدس يبقي (يقف) هناك دائمًا: في العوالم الأبدية مع الملائكة القديسين. [46] انظر لقد شرحت لك أسرار الملكوت, وعلمتك خطأ النجوم: و[000] أرسلتها [000] إلى الايونات الأثنى عشر. (2) يهوذا يسأل عن مصيره: وقال يهوذا: يا سيد, أيمكن أن يكون نسلي(51) تحت سيطرة الحكام؟(52) أجاب يسوع وقال له: "تعالَ، أنه أنا [000 سطرين مفقودين..] لكنك ستحزن كثيرًا عندما تري الملكوت وكل أجياله". وعندما سمع ذلك قال له يهوذا: "ما الخير الذي تسلمته أنا؟ لأنك أنت الذي أبعدتني عن ذلك الجيل؟". أجاب يسوع وقال: "ستكون أنت الثالث عشر(53), وستكون ملعونًا من الأجيال الأخرى – ولكنك ستأتي لتسود عليهم. وفي الأيام الأخيرة سيلعنون صعودك [47](54) إلى الجيل المقدس. (3) يسوع يعلم يهوذا عن الكون: الروح والمولود الذاتي: قال يسوع: "[تعال]: حتى أعلمك [أسرار](55) لم يرها أحد قط، لأنه يوجد عالم عظيم ولا حد له، الذي لم ير وجوده جيل من الملائكة قط [ الذي فيه] يوجد [روح] عظيم غير مرئي(56)". الذي لم تره عين ملاك قط. ولم يدركه فكر قلب قط. ولم يدع بأي اسم قط. " وظهرت سحابة منيرة(57) هناك، فقال (الروح): "ليأت ملاك إلى الوجود في حضوري". " وانبثق من السحابة ملاك عظيم، الروح الإلهي المنير المولود الذاتي(58). وبسببه، جاء إلى الوجود أربع ملائكة أخري من سحابة أخرى. وصاروا حاضرين للمولود الذاتي الملائكي. فقال المولود الذاتي [48]: ليأت [000] إلى الوجود [000]، وجاء إلى الوجود [000] . و[خلق] هو المنير الأول(59) ليحكم عليه. وقال " ليأت ملائكة إلى الوجود لتخدم[ه]، وجاء إلى الوجود ربوات لا تعد. وقال هو ليأت أيون منير إلى الوجود، وجاء (الأيون المنير) إلى الوجود. وخلق المنير الثاني ليحكم عليه، ليقدم خدمة مع ربوات الملائكة غير المحصاة. وهكذا خلق بقية الأيونات المنيرة. وجعلهم يحكمون عليهم. وخلق لهم ربوات من الملائكة بلا عدد لتساعدهم(60). (4) آداماس والمنيرون: " وكان آداماس(61) في السحابة المنيرة(62) الأولى التي لم يرها ملاك قط بين كلأولئك الذين يدعون " إله". هو [49] [000] الذي [000] الصورة [000] وعلى صورة [هذا] الملاك. وعمل [الجيل] الغير فاسد لشيث(63) يظهر [000] الأثنا عشر [000] الأربعة وعشرون [000]. وعمل اثنان وسبعون منيرًا يظهرون في الجيل غير الفاسد بحسب إرادة الروح. والاثنان وسبعون منيرًا أنفسهم عملوا ثلاثمائة وستون منيرًا ظهروا في الجيل الغير الفاسد، بحسب إرادة الروح، وأن عددهم يجب أن يكون خمسة لكل منهم. ويشكل الأثنا عشر أيونًا للأثنا عشر منيرًا والدهم، مع ست سموات لكل أيون، لدرجة أنه يوجد أثنين وسبعين سماء لأثنين وسبعبن منيرًا، [50] ولكل منها خمس طبقات من الجلد [بأجمالي] ثلاثمائة وستين [جلد..]. وهناك أعطيت سلطة وجمهور [عظيم] من الملائكة [بلا عدد] للمجد والتوقير، [وبعد ذلك أيضًا] أرواح عذراء(64)، لمجد [وتوقير] كل الأيونات والسموات وجلدها(65). (5) العالم والفوضى والعالم السفلي: " وجموع هؤلاء الفانين تدعى العالم – هذا هو الهلاك(66) الروحي – بواسطة الآب والاثنين والسبعين منيرًا الذين مع المولود الذاتي وأيوناته الاثنين والسبعين. وفيه ظهر الإنسان الأول بقواته غير الفاسدة. والأيون الذي ظهر مع جيله، الأيون الذي فيه سحابة المعرفة(67) والملاك، يدعي إيل(68) [000] أيون [000] بعد ذلك[000] قال: "ليأت اثنا عشر ملاكًا إلى الوجود ليحكموا على الفوضى [والعالم السفلي]". وأنظر: "من السحابة ظهر [ملاك] أضاء وجهه بالنيران, وتلوث ظهوره بالدماء. وكان اسمه هو " نبرو - (69)Nebro" الذي يعني المتمرد, ودعاه أحرون " يالدابوث - (70)Yaldabaoth" وجاء ملاك أخر من السحابة هو سكالاس (Skalas)(71)، وهكذا خلق نبرو ستة ملائكة – وأيضًا سكالاس (Skalas) - ليكونوا مساعدين, وهؤلاء أنتجوا اثني عشر ملاكًا في السموات, وكل واحد منهم تسلم نصيبًا في السموات. (6) الحكام والملائكة: " وتكلم الأثنا عشر حاكمًا مع الاثني عشر ملاكًا:دع كل منكم [52] [000] ودعهم [000] جيل [000 سطر واحد مفقود..] ملائكة". الأول هو شيث, الذي يدعى المسيح(72). و[الثاني] هو هارماثوث Harmathoth, الذي هو [000]. و[الثالث] هو جليلا Galila. والرابع هو يوبيل Yobel. والخامس هو آدونايوس Adonaios. وهؤلاء الخمسة هم الذين يحكمون على العالم الأسفل، وأول الكل على الفوضى(73). (7) خلق البشرية: وبعدها قال سكالاس (Skalas) لملائكته: لنخلق كائنًا بشريًا على شكل وعلى صورة(74), فشكلوا آدم وزوجته حواء، التي تدعى في السحاب زوي " Zoe- الحياة(75)". لأنه بهذا الاسم تبحث كل الأجيال عن الإنسان, وكل منهم يدعو المرأة بهذه الأسماء, والآن لم [53] يأمر [000] سكالاس (Skalas) فيما عدا [000] الأج[يال..] هذا [000]. وقال [الحاكم] لآدم: "سوف تعيش طويلًا مع أطفالك". (8) يهوذا يسأل عن مصير آدم والإنسانية: وقال يهوذا ليسوع: "[ما] هو مدى الزمن الذي سيعيشه الكائن البشري؟". قال يسوع: "ولماذا تتساءل عن ذلك؟ لقد عاش آدم وجيله مدى الحياة في المكان الذي تسلم فيه مملكته التي طالت بطول وجود حاكمها؟". قال يهوذا ليسوع: "وهل تموت الروح الإنسانية؟". قال يسوع: "لهذا السبب أمر الله ميخائيل أن يعطي البشر أرواحًا كإعارة, ليقدموا خدمة، ولكن الواحد العظيم أمر جبرائيل أن يمنح أرواحًا للجيل العظيم دون حاكم عليها(76) - هذا هو الروح والنفس. ولذا [فبقية] النفوس [54] [.. سطر واحد مفقود..] (9) يسوع يناقش دمار الأشرار مع يهوذا والآخرين: " [000] نور [.. حوالي سطرين مفقودين000] حول [000] دع [000] الروح [التي] بداخلك تسكن في هذا [الجسد] بين أجيال الملائكة ولكن الله سبب المعرفة لتعطى لآدم وأولئك الذين معه(77),حتى لا يحكم عليهم ملوك الفوضى والعالم السفلي". قال يهوذا ليسوع: "وما الذي ستفعله هذه الأجيال أذن ؟". قال يسوع: "الحق أقول لك, ستحضر النجوم لهم كلهم الأمور إلى الكمال (اقرأ مقالًا آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). عندما يكمل ساكلاس (Skalas) مدى الزمن المعين له سيظهر نجمهم الأول مع الأجيال, وسيتمون ما قالوا أنهم سيكّملونه, وبعدها سيزنون باسمي ويذبحون أبناءهم [55] وسوف [000] و[000 حوالي ستة سطور ونصف مفقودة..]، اسمي ، وسوف [000] نجمكم فوق على الأيون الثالث عشر". وبعد ذلك [ضحك] يسوع. [قال يهوذا]: يا سيد، [لماذا تضحك منا]؟". أجاب [يسوع وقال]: أنا لا اضحك [منكم] ولكن على خطأ النجوم، لأن هذه النجوم الستة تهيم ومعها هؤلاء المحاربون الخمسة. وسيدمرون جميعًا مع مخلوقاتهم". (10) يسوع يتكلم عن الذين اعتمدوا وعن خيانة يهوذا: قال يهوذا ليسوع: "انظر, ما الذي سيفعله الذين اعتمدوا باسمك؟". قال يسوع: الحق أقول [لك]. هذه المعمودية [56] [000] باسمي [.. حوالي تسعة سطور مفقودة..] لي. الحق [أنا] أقول لك يا يهوذا: [هؤلاء الذين] يقدمون تضحياتهم سكالاس (Skalas) [000] الله [000ثلاثة سطور مفقودة..], كل شيء شرير. " ولكنك ستفوقهم جميعاَ لأنك ستضحي بالإنسان الذي يرتديني(78). ويرتفع قرنك حالًا. ويضرم عقابك الإلهي. ويظهر نجمك ساطعًا وقلبك(79) [000] [57] " الحق [000] أخرك [000] سيصبح [000 حوالي سطرين ونصف مفقودين..] الحاكم، حيث أنه سيدمر، وسترتفع صورة الجيل العظيم لآدم، لأنه يوجد قبل السموات والأرض والملائكة(80)، ذلك الجيل الذي من العوالم الروحية. أنظر، لقد أُخبرت بكل شيء، ارفع عينيك وانظر إلى السحابة والنور بداخلها والنجوم المحيطة بها. النجم الذي يقود الطريق هو نجمك(81)". ورفع يهوذا عينيه ورأي السحابة المنيرة ودخل فيها(82). وهؤلاء الواقفون على الأرض سمعوا صوتًا آتيًا من السحابة، قائلًا: [58] [000] جيل عظيم [000].. صورة [000 حوالي خمسة سطور مفقودة..] (11) الخلاصة: يهوذا يخون يسوع: " [000] كان رؤساء كهنتهم يتمتمون لأنه دخل حجرة الضيوف للصلاة, لكن بعض الكتبة كانوا يراقبون بحذر كي يقبضوا عليه أثناء الصلاة, لأنهم كانوا خائفين من الشعب, لأن الكل كان ينظر إليه كنبي. واقتربوا من يهوذا وقالوا له: ماذا تفعل هنا؟ أنت تلميذ يسوع". فأجابهم يهوذا كما أرادوا منه واستلم بعض المال وأسلمه لهم(83). انجيل يهوذا(84). (1) أو الحديث السري. أو الكلمة (اللوجوس – logos) السرية الموحى بها. (2) حرفيًا " أثناء ثمانية أيام". - 25 - (3) لا يذكر الكاتب هنا كيفية دعوة التلاميذ الأثنى عشر ويبدو أنه يعتمد على ما جاء في الإنجيل الموحى به بالروح القدس بأوجهه الأربعة (مت10 :1-4؛مر3 :13-19؛لو6 :12-16)، وهذا ما أكده القديس إيريناؤس في قوله أن جميع الهراطقة كانوا يعترفون بها ويبدأون منها فقال " الأرض التي تقف عليها هذه الأناجيل (الأربعة) هي أرض صلبة حتى أن الهراطقة أنفسهم يشهدون لها ويبدأون من هذه الوثائق وكل منهم يسعى لتأييد عقيدته الخاصة منها" (Ag. Haer. 3:11,8.). (*) أنظر الفصل الرابع فقرة (2). (4) حرفيا الأفخارستيا. - 26 - (5) أو " ألم نفعل الصواب؟". (6) الإله الموصوف هنا بإله التلاميذ، في فكر الكاتب، ليس هو الإله السامي المرتفع، الإله الحقيقي، بل المقصود هنا هو الإله الذي خلق العالم، وهو أقل من الإله السامي، كما أنه إله شرير بحسب فكر بعض الفرق الغنوسية ومنها الفرقة التي كتبت هذا الإنجيل المنحول. (7) وهنا وبحسب فكر الفرقة التي كتبت هذا الإنجيل المنحول فالمسيح أبن الإله السامي، الحقيقي، المرتفع غير المعروف وغير المدرك وليس ابن إله التلاميذ وخالق العالم الشرير. (8) الغنوسيين يرون أنه لا يقدر أحد أن يعرف طبيعة المسيح إلا هم فقط. (9) يحتمل أن تكون العبارة المفقودة هنا " وقواته " أو ما يشبه ذلك. - 27 - (10) يرى كُتّاب هذا الكتاب المنحول أن يسوع يوضح أن الذي أشعل الغضب في قلوب التلاميذ هو إلههم. ويتحداهم بأن يظهروا الشخص الحقيقي في ذاتهم، أي الإنسان الروحي، ليعبر عن نفسه ويقف أمام يسوع. (11) يستخدم كلمة " الروح " بوضوح للتعبير عن " الكائن الحي". (12) ويزعم هنا أن الوحيد من التلاميذ الذي كان قادرًا على الوقوف أمام المسيح هو يهوذا، ولكنه لا يقدر أن ينظر في عيني يسوع. (13) بخصوص باربيلو أنظر الفصل الرابع. وهنا يزعم أن يهوذا وحده هو الذي يعرف حقيقة " من هو المسيح " ومن أين أتى". على عكس بقية التلاميذ!!! (14) وهنا يقول أن الإله الذي أرسل يسوع أو جاء منه أو من عنده هو الإله، الحقيقي، الغير المدرك والذي لا يعرفه أحد ولا يعرف اسمه، أو كما يصفه، بعد ذلك، وكما تصفه بقية الكتب الغنوسية، بالروح العظيم غير المرئي ولا المدرك، وفي إنجيل توما المنحول 13 يقول عن المسيح - 28 - نفسه " يا معلم, يعجز فمي أن يقول من أنت " . (15) أو " حكم " أي ملكوت حكم الله". (16) وهنا يشير لما ورد في سفر أعمال الرسل (1 :15-26) لاختيار متياس بدلا من يهوذا ليظل عدد التلاميذ كاملًا 12 كما أختارهم الرب يسوع المسيح. (17) هنا يسأل يهوذا أسئلة عن الإعلان الموعود من يسوع والتمجيد النهائي لذلك الجيل ولكن يسوع يتركه ويغادر بشكل مفاجيء بدون إيضاح السبب. (18) أو في فجر اليوم التالي. - 29 - (19) أي ما وراء هذا العالم، إلى عالم آخر، من الواضح أنه يقصد العالم الروحي لذلك الجيل. (20) العوالم أو الأيونات هنا هي الانعكاس للعوالم أو الأيونات التي فوق. (21) في هذه الفقرة يزعم أن يسوع يقول، أن الجيل العظيم يأتي من فوق ولا يقهر وأن الناس الآخرين الذين هم جزء من هذا العالم الأسفل يعيشون في فناء ولا يمكن أن يصلوا لذلك الجيل. (22) يرى المترجمون أن النص هنا يمكن أن تعاد ترجمته ويترجم كالآتي: "لأنه كان لنا أحلام ليل عظيمة والتي فيها جاءوا للقبض عليك "، وفي هذه الحالة فربما يشير التلاميذ إلى توجسهم - 30 - من القبض على يسوع في بستان جيسثماني.(23) وإذا صحت الترجمة أعلاه تكون الإشارة هنا إلى هروب التلاميذ وقت القبض علي المسيح في البستان (أنظر مت26 :56؛مر14 :50-52). (24) وهنا يفترض النص أن التلاميذ رأوا رؤيا للهيكل اليهودي في أورشليم، أو أنهم على الأقل ذهبوا لزيارة الهيكل، ثم يخبرونه بما رأوه. وفي القسم الذي يلي ذلك يشير يسوع بوضوح لما رآه التلاميذ. (25) الاسم هنا يُقصد به اسم يسوع كما يتبين من الفقرة التالية " اسمك " و" أسمي "، وذلك في سياق الكلام عن الهيكل اليهودي في أورشليم. والإشارة إلى اسم يمكن أن يفهم أنه اسم يهوه السامي الذي لا ينطق به في اليهودية. (26) هنا، في هذا القسم، يقدم وصفا جدليا عنيفا لقادة الكنيسة الأرثوذكسية في تفسير مجازي لرؤيا الهيكل. - 31 - (27) " عجز " هنا عبارة تكتيكية في النصوص الشيثية (السيزيان) وغيرها للتعبير عن نقص النور الإلهي والمعرفة التي أثرت في سقوط الأم والمقصود بها صوفيا أو الحكمة، حكمة الله، والخسارة التالية للاستنارة. كما سنوضح في الفصول التالية. (28) الإشارة هنا إلى الأشجار المزروعة، باسم يسوع، بلا ثمر، وتبدو أنها اتهام للذين يبشرون باسم يسوع ولكن ينادون بإنجيل بلا محتوى مثمر، وهذا الفكر نجده في كتب الغنوسية الأخرى مثل رؤيا آدم (76و85). (29) في هذا القسم يستخدم الكاتب الغنوسي تفسير يسوع لما رآه التلاميذ في رؤيا الهيكل ككناية عن التعليم الديني الذي يصور للقاريء أنه تعليم خاطيء، بحسب الفكر الغنوسي، والذي من الواضح أنه يقصد به تعليم الكنيسة الأرثوذكسية المسلم من تلاميذ المسيح وخلفائهم، وذلك بسبب - 32 - رؤيتهم القائلة بأن يهوذا وحده هو الذي يعرف الحق، والكهنة هنا يقصد بهم بقية التلاميذ الأثنى عشر وخلفائهم، والذي يرى الكاتب أنهم لا يعرفون الإله الحقيقي الذي منه يسوع المسيح، والحيوانات المساقة للذبح يصور بها الضحايا من الشعب الذي اتبع ما يزعم أنه التعليم الخاطيء لتلاميذ المسيح وخلفائهم. (30) ربما يقصد هنا رئيس أو حاكم هذا العالم. (31) وربما بعد ذلك. (32) يبدو أن الكاتب هنا يقصد بالذين يقفون قادة الكنيسة الأرثوذكسية القائمة على التسليم الرسولي، والذي يدينهم في هذا القسم ويصورهم كمساعدين لحكام هذا العالم. (33) يحاول النص هنا التلميح المضاد لقادة الكنيسة الأرثوذكسية بأنهم غير خالدين في حياتهم ويعرضون أبناء الله ويقودونهم للموت الروحي!! (34) يقصد بالذين ينامون مع الرجال أتهام خصومهم بالشذوذ!! فقد كانوا دائمًا يتهمون خصومهم في جدالهم معهم سواء الدفاعي أو الهجومي بأنهم بدون أخلاق. (35) فقد كانت لهم نظرة سلبية تجاه الصوم. - 33 - (36) يقصد رب الكون = الكل، الذي هو ملء العالم الروحي، فوق. (37) يزعم أن قادة الكنيسة الأرثوذكسية سيعاقبون بسبب ما يزعم أنه عدم تقواهم. (38) يدعي الكاتب هنا أن يسوع يشير إلى أن قادة الكنيسة الأرثوذكسية أقوياء ولكن زمنهم سيأتي إلى نهايته. (39) يعلم إنجيل يهوذا أن لكل إنسان نجم وهذا الفكر يبدو أنه مأخوذ مما قاله أفلاطون في كتابه Timaeus والذي يقول فيه أن الخالق " عين لكل نفس نجم "؛ " الإنسان الذي يعيش حسنًا أثناء وقته المعين كان عليه أن يرجع ويقطن في نجمة في نجمه الموطن". ثم يتكلم عن نجم يهوذا. (40) الإشارة هنا إلى شجرة ولكن الجزء المفقود من المخطوط قد يكون الحديث فيه عن إحدى أشجار الفردوس، خاصة وأن النصوص الغنوسية تتكلم عن أشجار الجنة كثيرًا، بل ويزعمون، في كتابهم يوحنا السري، أن شجرة المعرفة (gnosis)، هي في الأغلب مصدر معرفة الله!! - 34 - (41) جيل هنا وفي بقية إنجيل يهوذا تعني جيل أو سلالة. (42) حرفيًا من الأزل وإلى الأبد. (43) رابي Rabbi لفظ عبري يعني معلم أو سيد. (44) قابل مع يهوذا [39] عن هؤلاء الذين يزرعون أشجار بلا ثمر. (45) الروح هنا تعني النفس أو نسمة الحياة أنظر يهوذا [53]. (46) وهو هنا يشير إلى مثل الزارع في (مت13 :1-13؛مر4 :1-12؛ لو8 :4-15)، وكذلك في إنجيل توما المنحول 9. (47) صوفيا أو الحكمة هنا وفي الفكر الغنوسي، بصفة عامة، هي جزء من اللاهوت، ولكنها تسقط وتنحرف ثم تعود مرة ثانية إلى ملء اللاهوت (البليروما). ويصورها الفكر الغنوسي دائما كمؤنثة، ويشرح كتاب يوحنا السري قصة سقوطها وإنجابها أو بثقها لمولود هو الديميورج(الصانع – نصف الخالق) أو سكالاس أو يلدابوث، أنظر يهوذا [51]. - 35 - (48) يدعو هذا الكتاب المنحول يهوذا بالثالث عشر إشارة إلى خيانته وخروجه من دائرة التلاميذ الأثنى عشر وتعيين متياس بدلا منه، ولكن يصفه بالروح ويزعم أن كينونته الحقيقية روحية وأسمى من التلاميذ الأثنى عشر. (49) يصور الإنجيل المنحول هنا يهوذا وهو يرى رؤيا ويقول أنه رأى فيها معارضة التلاميذ الشديدة لموقفه من خيانة المسيح، ويزعم أن هناك منزل سماوي عظيم سيدخله يهوذا مع الداخلين، وأنه سيصعد ويرتفع، كما يشير إلى ذلك أيضا في فقرات [57و58]. - 36 - (50) تقول النصوص الغنوسية، وخاصة يوحنا السري وكتاب الروح العظيم غير المرئي، أن مسكن القديسين في العالم الروحاني الثالث مع المنير الثالث Daveithai الذي هو موطن نسل شيث. (51) النسل هنا في الفكر الغنوسي يعني الجزء الروحي من الإنسان، الشعلة اللاهوتية، داخله، وفي فكر أتباع شيث المقصود به نسل شيث. - 37 - (52) الحكام هنا وفي بقية نصوص هذا الكتاب المنحول تعني حكام هذا العالم، الأيونات، خاصة القوى الكونية المتعاونة مع الديميورج خالق العالم المادي الشرير. ويمكن أن تترجم العبارة " أن نسلي سيخضع الحكام". (53) يصف هذا الكتاب المزيف يهوذا بالروح الثالث عشر هنا وفي فقرة [44] بسبب خيانته للمسيح وخروجه من دائرة التلاميذ الأثنى عشر. (54) أو " عودتك لأعلى "، ويقصد صعوده إلى مكان أسمى من بقية التلاميذ بكثير. (55) أو " أشياء خفية". هذه الأسرار تختص بفكر الجماعات الغنوسية الخاص بالآلهة؛ كيفية وجودها ونوعياتها.. الخ وهذا مشروح تفصيليا في كتابهم يوحنا السري وكتابهم الروح غير المرئي العظيم. (56) تشترك جميع الفرق الغنوسية في الإيمان بوجود روح مطلق غير مرئي أو معروف، يسمونه باللاهوت الفائق، وهذا الفكر مأخوذ أصلا من كتاب أفلاطون Timaeus، والفكرة نفسها مشروحة في النصوص الشيثية تفصيلا في كتابي يوحنا السري والروح غير المرئي العظيم. - 38 - (57) أو " سحابة النور". (58) المولود الذاتي يساوي ويتطابق مع ابن الله في النصوص الشيثية، خاصة يوحنا السري والروح غير المرئي العظيم وألوجينيس وZorostians. (59) يسمى المنيرون الأربعة في يوحنا السري Harmozel,Oroiael,Daveithai and Eleleth ويقول أنهم جاءوا إلى الوجود بواسطة الإله المولود الذاتي. - 39 - (60) بحسب نص هذا الكتاب الأبوكريفي المنحول يمتلىء عالم اللاهوت بالمنيرين والأيونات والملائكة الذين جاءوا إلى الوجود بكلمة المولود الذاتي الخلاقة، ليخدموا اللاهوت ويمجدوه. (61) آداماس هنا هو آدم، أول كائن إنساني، كما جاء في سفر التكوين الذي يعول عليه الشيثيون كثيرًا، ويرون أنه الإنسان النموذجي لعالم اللاهوت. (62) السحابة المنيرة الأولى هنا تعني الظهور الأول للاهوت، أنظر فقرة [47]. (63) شيث هنا هو نفسه شيث الابن الثالث لآدم، كما هو مذكور في سفر التكوين(تك4 :25-5 :8)، وهو الجد الأعلى لجيل شيث في عالم اللاهوت. أنظر فقرة [52]. - 40 - (64) تعبير عذراء مستخدم في النصوص الشيثية كصفة تشير إلى طهارة أنواع من الظهورات والقوات، وعلى سبيل المثال يذكر كتاب الروح غير المرئي العظيم، أن الروح غير المرئي باربيلو وYouel وPlesithea عذارى. (65) تمثل الأيونات والمنيرين والقوات الروحية للكون، بالنسبة لكاتب هذا الكتاب المنحول، مظاهر العالم الزمنية ووحدات الزمن؛ فمثلا الأيونات الأثنا عشر تتماثل مع شهور السنة الأثنى عشر أو علامات الأبراج الفلكية، كما تتماثل الـ 72 سماء والمنيرين مع العدد التقليدي للأمم الذي كان معروفًا قديمًا، وتتماثل الـ 360 جلد الخاصة بالسماء مع عدد أيام السنة الشمسية بمعدل 30 يومًا لكل شهر. وهذا الجزء من إنجيل يهوذا يتماثل مع ما جاء في كتاب Eugonostos The Blessed 111 : 83-84. والذي يقول كاتبه نفس ما قاله كاتب إنجيل يهوذا عن عدد الأيونات والسموات والجلد. (66) يقصد هنا الكون Cosmos الذي على عكس عالم اللاهوت، فوق، فهو قابل للانحلال ولذا يعبر عنه بعالم الهلاك. (67) المعرفة هنا هي gnosis . - 41 - (68) لقب إيل El هو أحد ألقاب الله في العهد القديم، ويعني الإله، ويستخدمه الكاتب هنا كاسم لأحد الملائكة أو القوات الروحية. (69) نابرو موجود في كتاب الشيثيين " الروح غير المرئي العظيم " Nebruel وهو موصوف كروح عظيم ورفيق لسكالاس Skalas . (70) يلدابوث اسم أخر للديميورج، الصانع، نصف الخالق الذي يقولون عنه أنه خلق عالم المادة فقط. (71) Skalas أو Skala كما في الفقرة [52] هو اسم أخر للديميورج في النصوص الشيثية. ويعني الأحمق. - 42 - (72) يوصف المسيح هنا وفي نصوص شيثية أخرى بالظهور الأول لشيث في هذا العالم، كما يوصف في كتاب الروح غير المرئي العظيم بـ " غير الفاسد الذي حبل به بالكلمة (لوجوس)، يسوع الحي الذي فيه ارتدى (حل) شيث العظيم " ويصور في ثلاثة أشكال للفكر الأول والكلمة أو اللوجوس، ويعلن " أنا ارتديت (أي حللت في) يسوع، لقد حملته من الشجرة الملعونة (أي الصليب) وثبته في أماكن إقامة الآب " أنظر فقرة [56] هنا في يهوذا. (73) يتفق كاتب يهوذا هنا مع ما جاء في كتابهم " الروح غير المرئي العظيم " في خلق 12 ملاك عن طريق نابرويل Nabruel وسكالا Skala وقد سمي بعضهم بنفس الأسماء المذكورة هنا. (74) يحول الكاتب هنا، بحسب فكره الغنوسي الشيثي، ما جاء في سفر التكوين (1 :26) عن خليق الله للإنسان على صورته ويقول أن الإله سكالاس هو الذي خلق الإنسان بالاشتراك مع ملائكته حكام العالم. - 43 - (75) Zoe كلمة يونانية تعني الحياة. (76) المملكة التي لا حكام لها هي، بحسب فكر هذا الكاتب الغنوسي الشيثي، هي سلالة أو جيل شيث، والذي تصوره النصوص الشيثية بأنه شعب لا يقهر. - 44 - (77) تصور هذه الفقرة المعرفة وكأنها معطاة لآدم ومن خلاله للبشرية، كما تصور النصوص الشيثية الأخرى بالتفصيل الأيونات حكام هذا العالم، المصابين بجنون العظمة، بأنهم لا يملكون هذه المعرفة التي يملكها آدم والبشرية. - 45 - (78) حرفيًا " الذي يحملني". وهنا يزعم الكاتب أن المسيح طلب من يهوذا أن يساعده ليضحي بجسده اللحمي " الإنسان " الذي يرتدي أو يحمل نفس يسوع الروحية أو اللاهوت، أي أن موت يسوع على الصليب بمساعدة يهوذا يعني في نظر هذا الكاتب تحرير الشخص الروحي بداخل يسوع. (79) يصور الكاتب في هذه السطور الشعرية يهوذا بأنه مُعد من قبل لمهمة خيانة المسيح. - 46 - (80) يقول الكاتب هنا، بحسب فكره الغنوسي الشيثي، أن جيل شيث موجود سابقا وأنه أتى من الله، الروح العظيم الغير مدرك، مباشرة. (81) يقصد الكاتب أن يهوذا حرفيا هو نجم النص هنا. (82) قد تفسر هذه الفقرة، بناء على فكر الكاتب، على أنها نوع من التجلي ليهوذا، بهدف تبرئته من فعل الخيانة، التي صورها الكاتب على أنها قمة الطاعة والتضحية وإنكار الذات، وتصويره على أنه دخل في سحابة منيرة وتحدث إليه صوت من الأعالي. - 47 - (83) والإشارة واضحة هنا لما جاء في الإنجيل القانوني بأوجهه الأربعة، أنظر الفصل الأول. (84) عنوان الكتاب هنا هو " إنجيل يهوذا " وليس الإنجيل بحسب أو كما كتبه يهوذا ، كما هو الحال في الإنجيل القانوني الموحى به بأوجهه الأربعة، مما يؤكد أنه مكتوب عن يهوذا ومكانة يهوذا وليس إنجيل عن المسيح. |
||||
28 - 04 - 2014, 04:53 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إنجيل يهوذا - هل يؤثر اكتشافه على المسيحية؟!
الفصل الثالث - مصدر تأليف أنجيل يهوذا الأبوكريفى: جماعة القاينيين وجماعة السيزيان -1- الغنوسية والفكر الغنوسي يجمع الذين درسوا هذا الكتاب الأبوكريفي المنحول، ونحن منهم، على أن من كتبوه وما خرج من أفكارهم ومعتقداتهم هم جماعة القاينيين(1) الغنوسية، كما يتفق فكر الكتاب كثيرًا مع فكر جماعة السيزيان (الشيثيين)(2) الغنوسية أيضًا. والسؤال هنا هو: من هم القاينيون؟ ومن هم السيزيان؟ وكيف يتفق فكر الكتاب وما جاء فيه مع أفكارهم الغنوسية وعقائدهم الهرطوقية؟ 1 – الغنوسية والفكر الغنوسي: الغنوسية "gnosis" وتعني "حب المعرفة" ومنها "Gnostic - غنوسي - محب المعرفة". وهي عبارة عن مدارس وشيع عديدة كانت تؤمن بمجموعات عديدة من الآلهة، وهذا ما نجده واضحًا في هذا الإنجيل المنحول(3). وكانت أفكارهم ثيوصوفية سرية غامضة جدًا نتيجة لخلطها لأفكار عديدة من فلسفات وديانات عديدة. وهي في الأصل حركة وثنية امتزجت بأفكار مسيحية وترجع جذورها إلى ما قبل المسيحية بعدة قرون. وكان أتباعها يخلطون بين الفكر الإغريقي - الهيلينتسي - والمصري القديم مع التقاليد الكلدانية والبابلية والفارسية (خاصة الزردشتية التي أسسها الحكيم الفارسي ذردشت (630-553 ق م) وكذلك اليهودية، خاصة فكر جماعة الأسينيين (الأتقياء) وما جاء في كتابهم " الحرب بين أبناء النور وأبناء الظلام "، والفلسفات والأسرار والديانات الثيوصوفية(4). وذلك إلى جانب ما سمي بالأفلاطونية الحديثة، التي كانت منتشرة في دول حوض البحر المتوسط في القرن الأول. وكان الفيلسوف اليهودي فيلو من أكثر مناصريها، فقد أعتقد أن الله غير مدرك ولا يتصل بالمادة، وأن هناك قوة سامية " اللوجوس " التي خلقت العالم المادي، وهو كلمة الله أو عقل الله". وأن البشر يصارعون من أجل التحرر من سجن الجسد، وانه يمكن إعادة التجسد (التناسخ - أي تعود الروح في أجساد أخرى أكثر من مرة - Reincarnation) لأولئك الذين لم يتحرروا بالموت. بل ويرى بعض العلماء أن كل أصول الغنوسية موجودة عند أفلاطون(5) لذا يقول العلامة ترتليان "أنا أسف من كل قلبي لأن أفلاطون صار منطلق كل الهراطقة"(6). وكانت الفرق الغنوسية تنظر للمادة على أنها شر! وآمنت بمجموعة كبيرة من الآلهة، فقالت أنه في البدء كان الإله السامي غير المعروف وغير المدرك الذي هو روح مطلق، ولم تكن هناك المادة، هذا الإله السامي والصالح أخرج، انبثق منه، أخرج من ذاته، عددًا من القوات الروحية ذات الأنظمة المختلفة التي أسموها بالأيونات (Aeons)، قالت أكثر فرقهم أنه بثق من ذاته 365 أيونا وكل أيون بثق من ذاته 365 أيونًا وهكذا إلى ما لا نهاية!! هذه القوات المنبثقة من الإله السامي كان لها أنظمة مختلفة وأسماء مختلفة وتصنيفات وأوصاف مختلفة(7). وتكون هذه الأيونات مع الإله السامي البليروما (Pleroma)، أو الملء الكامل، دائرة الملء الإلهي. وأن هذا الإله السامي الذي أخرج العالم الروحي من ذاته لم يخلق شيئًا، فهو ليس خالق الكون المادي، بل الذي خلق الكون المادي إله أقل من الإله السامي غير المدرك. وقد بثق، الإله السامي، من ذاته الابن، الوحيد الجنس، ثم مجموعة من الأيونات (العوالم الروحية = الحكام الروحيين = آلهة + سماوات روحية وعوالم روحية). ومن هذه الأيونات قامت الحكمة، صوفيا (Sophia)، التي بثقت، أخرجت، من ذاتها كائنًا واعيًا، هو الذي خلق المادة والعوالم الفيزيقية، وخلق كل شيء على صورته، هذا الكائن لم يعرف شيئًا عن أصوله فتصور أنه الإله الوحيد والمطلق، ثم أتخذ الجوهر الإلهي الموجود وشكله في أشكال عديدة، لذا يدعى أيضا بالديميورج (Demiurge)، الصانع ونصف الخالق. فالخليقة مكونة من نصف روحي لا يعرفه هذا الديميورج، نصف الخالق، ولا حكامه(8). ومن هنا فقد آمنوا أن الإنسان مكون من عنصرين عنصر إلهي المنبثق من الجوهر الإلهي للإله السامي ويشيرون إليه رمزيا بالشرارة الإلهية، وعنصر مادي طبيعي فاني. ويقولون أن البشرية بصفة عامة تجهل الشرارة الإلهية التي بداخلها بسبب الإله الخالق الشرير وارخوناته (حكامه). وعند الموت تتحرر الشرارة الإلهية بالمعرفة، ولكن أن لم يكن هناك عمل جوهري من المعرفة تندفع الروح، أو هذه الشرارة الإلهية، عائدة في أجساد أخرى داخل الآلام وعبودية العالم(9). وأعتقد بعضهم بالثنائية (Dualism) الإلهية أي بوجود إلهين متساويين في القوة في هذا الكون؟ إله الخير، الذي خلق كل الكائنات الروحية السمائية، وإله الشر الذي خلق العالم وكل الأشياء المادية!! وربطوا بين إله الشر وإله العهد القديم!! وقالوا أن المعركة بين الخير والشر هي معركة بين مملكة النور ضد مملكة الظلمة!! وأعتقد بعضهم أن إله الخير خلق الروح وقد وضعها إله الشر في مستوى أدني في سجن الجسد المادي الشرير. وهكذا فأن هدف البشرية هو الهروب من سجن الجسد المادي الشرير والعودة إلى اللاهوت أو التوحد مع إله الخير!! وقد فهموا خطأ قول القديس بولس بالروح " إذا أن كنتم قد متم مع المسيح عن أركان العالم فلماذا كأنكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض لا تمسّ ولا تذق ولا تجس. التي هي جميعها للفناء في الاستعمال حسب وصايا وتعاليم الناس. التي لها حكاية حكمة بعبادة نافلة وتواضع وقهر الجسد ليس بقيمة ما من جهة إشباع البشرية " (كو20:2-23) وتكمل أسطورة الخلق الغنوسية، وذلك من خلال ما جاء في كتبهم الأبوكريفية، والمكتشفة في نجع حمادي سنة 1947 م.، وما كتبه آباء الكنيسة في القرون الثلاثة الأولى، وخاصة ما كتبه معاصرهم القديس إيريناؤس أسقف ليون سنة 180 م. والتي أخذوها كلية، كما يقول العلماء، من أسطورة الخلق Timaeus لأفلاطون مع مزجها بما جاء في سفر التكوين. وتتحدث عن المسيح (أو الممسوح)؛ والذي تصفه بالكائن الميتافيزيقي، الآتي من عالم ما وراء الطبيعة وظهر في هيئة إنسان أو شكل جسد نجمي أو أثيري ولم يتخذ الجسد المادي لأنه شر، وقال عدد قليل منهم أن المسيح إله نزل من السماء وتوحد مع يسوع الناصري. وعن وجود ما يسمى بالمنيرين الأربعة؛ هارموزيل (Harmozel) وأورويائيل (Oroieal) وداوإيثاي (Daueithai) وإيليليث (Eleleth). وهم أيونات وكائنات روحية. وكعوالم روحية فهم الأماكن التي تقطنها النماذج الرئيسية (Geradama) أو آداماس، أي آدم السمائي؛ شيث الذي هو النموذج السمائي لابن آدم؛ الذرية السمائية لشيث ونماذج الكنيسة الغنوسية. ثم تتحدث، أسطورة الخلق، عن خليقة الكون المادي؛ بعد اكتمال انبثاق الكون الروحي ولكي تستمر الخليقة فوق كل حدود الوجود الروحي وجد الصانع، (الديميورج -Demiurge ). ثم يقولون أنه، صانع العالم، ويسمونه أيضًا يالدابوس، ويقولون أنه صنع كونًا مركبًا من أيونات (عوالم) مادية، أي كواكب ونجوم وسلاطين وقوات وأرواح وملائكة.. الخ. هذا الصانع للكون الذي يصفونه بأنه منقوص بالجهل والأنانية شعر بجاذبية طبيعية تجاه العوالم الروحية، ويقولون أن هذه الجاذبية أيضًا أختبرها كجهل وأنانية ورغبة شهوانية لامتلاك اللاهوت ليفسده(10). ووصفوا يالدابوس هذا وأتباعه من السمائيين " الحكام" بأنهم متملكون ومتعجرفون يحاولون السيادة على كل الأمور البشرية، وتقودهم رغبتهم للسيادة لخلق الشهوة الجنسية وقيد القدر (سيطرة النجوم) التي عن طريقها يريدون استعباد البشرية. وتصف خليقة آدم وحواء وأبنائهم بقولها أن الحكمة التي كانت تؤيدها الأيونات العليا للكون الروحي لتستعيد القوة المسروقة التي صارت مشتتة بعد خليقة آدم في الأجيال المتعاقبة, التي استعبدها نسل يلدابوث بخلق المقدر وروح الخداع البغيض. وتقول الأسطورة أن قوة اللاهوت المسروقة والمشتتة استقرت في نسل شيث ابن آدم إلى هذا اليوم. وبحسب فكر هؤلاء الغنوسيين يصل الفصل النهائي للدراما عندما يُرسل المخلص السمائي، بل وتصل هذه الدراما غايتها في المجيء النهائي للمخلص، المسيح، في شكل إنسان وأن كان يظهر في أشكال كثيرة، بدون تفصيلات تاريخية. " ليوقظ " الإنسانية وليحرر نفوس البشر من المقدر ومن رباطات (عبودية) الجسد بالمعرفة، وهؤلاء المحررون هم الغنوسيون، محبو المعرفة. ويقولون أن كل نفس تستجيب وتكسب معرفة تتحرر من الجسد, أو أنها تهرب وتعود إلى الحق أو تصبح متجسدة في جسد آخر؛ خاص " عقاب أبدى " محفوظ للمرتدين عن الفرقة. كما يؤمنون بأن الخلاص لا يتم إلا بالمعرفة والتي يسمونها بالمعرفة المؤدية للخلاص، وهذه المعرفة تعني ثلاثة أمور؛ (1) معرفة الإله الحقيقي غير المدرك ولا اسم له، (2) ومعرفة أن الإله الذي خلق العالم ليس هو الإله الحقيقي بل أنه إله أقل وشرير، (3) ومعرفة أن الإنسان، أو بمعنى أدق الغنوسي، المحب للمعرفة، ليس من هذا العالم بل أنه أصلا شرارة إلهية وطنه هو العالم الروحي الذي جاء منه ولابد أن يعود إليه، ويرى معظم الغنوسيين أنهم محبوسون هنا في هذا العالم في أجسادهم المادية التي وضعهم فيها الإله الخالق. ويرون أن هذه المعرفة لا تتم إلا عن طريق المسيح الذي يقدم هذه المعرفة السرية من فوق ويكشفها لأتباعه المقربين، والذي يرى إنجيل يهوذا المنحول أن يهوذا وحده من دون التلاميذ هو الذي كان مقربا من المسيح وأنه هو وحدة الذي كان مستحقا لنوال هذه المعرفة ومن بعده الغنوسيون محبو المعرفة، أما بقية البشر ومنهم بقية تلاميذ المسيح ورسله وجميع المسيحيين من غير الغنوسيين فليسو مستحقين ولا مؤهلين لهذه المعرفة، فهم من جيل غير الجيل المقدس الذي استحق يهوذا أن يكون منه(11)!! وكان الغنوسيون يرفضون بصورة مطلقة نقدهم لأنهم كانوا يؤمنون أنهم، وهم وحدهم دون بقية الخلق، الذين لديهم المعرفة الحقيقية التي كشفها لهم المسيح لأنهم، هم وحدهم، الذين كانوا مؤهلين لذلك. وقد كشف آباء الكنيسة كذب ادعاءاتهم وخرافاتهم وهرطقاتهم وأكاذيبهم وفكرهم الوثني. ___________________ (1) الذين كانوا يكرمون قايين وكل أشرارا العهد القديم كما سنرى لاحقًا. (2) نسبة على شيث الابن الثالث من آدم فقد كانوا يقدسونه كما سنرى لاحقًا. - 49 - (3) منحول أي مزيف ومنسوب زورا لمن هو منسوب إليه. وعندما نقول إنجيل يهوذا المنحول أي المزيف والمنسوب زروًا ليهوذا. (4) See Pre-Christian Gnosticism Edwin M. Yamac chi pp. 21-27 & The Secret Books of the Egy. Gmo. Jeam Doresse. - 50 - (5) A Comprehensive Study of Heretical Beliefs Spaning 2000 Years History (From 33-200AD) . (6) Tertullian A Treatise On The Soul. (7) A Comprehensive Study of Heretical Beliefs Spaning 2000 Years History (From 33-200AD). - 51 - (8) The Gnostic World View , A Brief Summary of Gnosticism. (9) Ibid. - 52 - (10) See Reality do Rules, 89,18. - 54 - (11) Christianity Turned on Its Head: The Alternative Vision Of The Gospel Of Judas. P.85. |
||||
28 - 04 - 2014, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إنجيل يهوذا - هل يؤثر اكتشافه على المسيحية؟!
المسيح في الفكر الغنوسى المسيح في الفكر الغنوسي يعتمد بالدرجة الأولى على الفكر الدوسيتي، فما هو الفكر الدوسيتي؟ والفكر الدوسيتي جاء من التعبير " dokesis " و" dokeo " والذي يعني " يبدو "، " يظهر "، " يُرى "، ويعني الخيالي phantastic . فقد آمنوا أن المسيح كان مجرد خيال وشبح (phantom)، وأنه أحد الآلهة العلوية وقد نزل على الأرض في جسد خيالي وليس فيزيائي، مادي، حقيقي، أنه روح إلهي ليس له لحم ولا دم ولا عظام، لأنه لم يكن من الممكن، من وجهة نظرهم، أن يتخذ جسدا من المادة التي هي شر في نظرهم ! لذا قالوا أنه نزل في صورة وشبه إنسان وهيئة بشر دون أن يكون كذلك، جاء في شكل إنسان دون أن يكون له مكونات الإنسان من لحم ودم وعظام، جاء في "شبه جسد" و"هيئة الإنسان"، وقالوا أنه لم يكن يجوع أو يعطش أو ينام، ولم يكن في حاجة للأكل أو الشرب.. الخ وأنه كان يأكل ويشرب وينام متظاهرا بذلك تحت هيئة بشرية غير حقيقية. وشبهوا جسده بالنور أو شعاع الشمس، فأن النور وشعاع الشمس يمكن لهما أن يخترقا لوحا من الزجاج دون أن يكسرا هذا اللوح". كان مجرد خيال(12). وجاء في أحد كتبهم والذي يسمى بـ " أعمال يوحنا "(13)، أن المسيح عندما كان يسير على الأرض لم يكن يترك أثرا لأقدامه وعندما كان يوحنا يحاول الإمساك به كانت يده تخترق جسده بلا أي مقاومة حيث لم يكن له جسد حقيقي. وكانت طبيعة جسده متغيرة عند اللمس، فتارة يكون لينًا وأخرى جامدًا ومرة يكون خاليًا تمامًا. كان بالنسبة لهم مجرد شبح وحياته على الأرض خيال. وكان يظهر بأشكال متعددة ويغير شكله كما يشاء وقتما يشاء !! أي كان روحًا إلهيًا وليس إنسانًا فيزيقيًا(14). + وقال بعضهم أنه اتخذ جسدا نفسيا Psychic، عقليا، وليس ماديا. + وقال بعض آخر أنه اتخذ جسدًا نجميًا Sidereal. + وقال آخرون أنه اتخذ جسدا ولكنه لم يولد حقيقة من امرأة(15). وجميعهم لم يقبلوا فكرة أنه تألم ومات حقيقة، بل قالوا أنه بدا وكأنه يتألم وظهر في الجلجثة كمجرد رؤيا وقد أشار إليهم القديس أغناطيوس الإنطاكي (35-107) تلميذ القديس بطرس الرسول وحذر المؤمنين من أفكارهم الوثنية قائلا: "إذا كان يسوع المسيح -كما زعم الملحدون الذين بلا إله- لم يتألم إلا في الظاهر، وهم أنفسهم ليسو سوى خيالات (بلا وجود حقيقي) فلماذا أنا مكبل بالحديد "(16)، " وهو إنما أحتمل الآلام لأجلنا لكي ننال الخلاص، تألم حقا وقام حقا، وآلامه لم تكن خيالا، كما أدعى بعض غير المؤمنيين، الذين ليسوا سوى خيالات "(17)، " لو أن ربنا صنع ما صنعه في الخيال لا غير لكانت قيودي أيضا خيالا "(18). (4) كما كان لهذه الجماعات، أيضا، اعتقادات أخرى في المسيح، فقالوا أن المسيح الإله نزل على يسوع الإنسان وقت العماد وفارقه على الصليب، وقالوا أيضا أن المسيح الإله والحكمة الإله نزلا على يسوع واتحدا به وفارقاه أيضا عند الصليب !! أي أن الذي صلب، من وجهة نظرهم هو المسيح الإنسان وليس المسيح الإله !!! وهؤلاء يؤمنون أن المسيح هو في ذاته كيان إنساني، كانت نفسه عبارة عن كيان إلهي وليست مجرد شرارة إلهية داخله، بل كيانا إلهيًا خاصًا، جاء من أعلى وسكن مؤقتًا في يسوع الناصري ليكشف من خلاله الحقائق الضرورية لأتباعه المقربين(18). |
||||
28 - 04 - 2014, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إنجيل يهوذا - هل يؤثر اكتشافه على المسيحية؟!
جماعه القاينيين الغنوسية كان القاينيون بصفة عامة، مثل معظم الفرق الغنوسية، يؤمنون بانبثاق عدد ضخم من الآلهة أو الأيونات من الإله السامي غير المدرك، وكانوا يؤمنون بأن المسيح منبثق من هذا الإله السامي، الآب، وقد جاء من العالم الروحي، من الآب غير المدرك، ليخلص البشرية وبصفة خاصة الذين يصفهم الكتاب المقدس بأنهم خطاة، مثل قايين بن آدم الذي قتل أخاه هابيل ونمرود " الذي ابتدأ يكون جبارا في الأرض " (تك10:8)، وقورح الذي تمرد ضد موسى النبي (عدد16)، ثم يهوذا الذي أسلم المسيح لليهود والرومان!! وكانت هذه الجماعة تكّرم هؤلاء الأشخاص كأبطال في الإيمان لأنهم كانوا ضد يهوه إله العهد القديم، الذي قالوا عنه أنه ليس هو الإله الحقيقي الذي يجب عبادته، وآمنوا أنه إله أقل وجاهل لهذا العالم الذي يجب الهروب منه والذي وصفوه بالشر وطابقوه مع الديميورج خالق المادة الشرير وسكالاس الخالق الشرير أيضًا!! وزعموا أنه هؤلاء الأشخاص عرفوا الحق وفهموا الأسرار الضرورية للخلاص لأنهم كانوا يبحثون عن المعرفة(19)!!وكان أول من ذكر هذه الفرقة وعقائدها، من آباء الكنيسة الأولى، وكتب عن تأليفهم لإنجيل يهوذا، هو القديس إيريناؤس أسقف ليون بالغال (فرنسا حاليا) سنة 180 م.، وهذا الرجل كان تلميذًا للقديس بوليكاربوس الذي كان بدوره تلميذا للقديس يوحنا تلميذ المسيح، فقال: " يقول الذين يدعون قاينيين أن قايين كان من العالم السامي للقوة المطلقة ويعترفون أن عيسو وقورح وأهل سدوم وأمثال هؤلاء الأشخاص مختصين بأنفسهم. ويضيفون في هذه الرواية أن الخالق (إله العهد القديم – يهوه) كان يكرههم بشدة ومع ذلك لم يتعرض أحد منهم لضرر لأن صوفيا (الحكمة) كان من عادتها اختطاف الذين يخصونها منهم لذاتها. ويعلنون أن يهوذا الإسخريوطي الخائن كان يعرف هذه الأشياء، فقد كان وحده الذي يعرف الحق كما لم يعرفه أحد. فقد أُكمل سر الخيانة بواسطته، كل الأشياء، سواء السمائية أو الأرضية وضعت في الحيرة. ولذا فقد لفقوا تاريخا مزيفًا أسموه إنجيل يهوذا". ويوضح هذا إنجيل يهوذا المنحول نفسه فكر هؤلاء بصورة واضحة وجلية، فيتكلم عن إله سامي غير محدود وغير مدرك ولا يمكن أن يدركه أحد إلا نفسه هذا الإله انبثقت منه العوالم والمخلوقات الروحية وقد جاء المسيح منه أو من قبله، وكانت تؤمن، أيضًا، بسلسلة من الآلهة منها باربيلو والموجود الذاتي، كما سنوضح لاحقا وكما عرفنا من نص الإنجيل المنحول نفسه، كما كانت تؤمن بإله ثانٍ أقل من الإله السامي وشرير وقالت أنه هو الذي خلق الكون المادي، هو سكالاس، والذي خلق، هو وملائكته آدم وحواء، وأن المسيح قد جاء ليخلص العالم من هذا الإله الشرير، بالمعرفة، معرفة الإله السامي ومعرفة الإنسان لذاته الداخلية. إي كان جوهر إيمانهم هو تعدد الآلهة مع ثنائية الخير والشر، إله للخير وآخر للشر مثل الزردشتية. كما قدست هذه الفرقة كل الأشخاص الموصوفين بالشر في العهد القديم، كما بينّا أعلاه، مثل قايين الذي قتل أخاه هابيل واعتبرته بطلًا، لأنه من وجهة نظرهم كان يبحث عن المعرفة كما كان يحد من سلطان يهوه!! وفي نفس الوقت أدانوا قديسي العهد القديم مثل نوح وموسى النبي وإبراهيم أبي الآباء..الخ لأنهم أتباع يهوه إله العهد القديم!! " وعلاوة على ذلك فقد خرجت هرطقة أخرى تدعى القاينيين لأنهم يقدسون قايين لأنه (في فكرهم) حبل به بفضيلة فعالة عملت فيه. لأن هابيل (كما يزعمون) وًلد بعد أن حبل به بفضيلة أقل وبسبب ذلك كان أقل. وهؤلاء الذين يقولون بهذه القول يدافعون عن يهوذا الخائن، ويقولون لنا أنه مقبول وعظيم بسبب ما تميز به عن البشرية، ويعتقد بعضهم بتقديم صلاة شكر ليهوذا في رواياتهم هذه. ويقولون أن يهوذا لاحظ أن يسوع أراد أن يتراجع عن الحق، فخانه لكي لا يكون هناك أي إمكانية لهدم الحق. ويجادل آخرون ضدهم قائلين: أن قوات هذا العالم كانت غير راضية عن آلام المسيح لئلا يتم بموته الخلاص المعد للبشرية تشاور (يهوذا) لأجل خلاص البشرية وخان المسيح حتى لا يكون هناك أي إمكانية على الإطلاق لإعاقة الخلاص الذي كان قد أُعيق بواسطة القوات التي كانت تعارض آلام المسيح، وحتى لا يكون هناك إمكانية للتراجع عن خلاص البشرية". أي أن خيانة يهوذا، من وجهة نظرهم، كان لها تفسيران؛ الأول هو أن يهوذا بخيانته للمسيح منع يسوع من التراجع عن الصلب والفداء وتحمل الآلام، فسلمه حتى لا يعطيه فرصة لهذا التراجع!! والتفسير الثاني هو خيانته كانت لمنع إي إعاقة خلاص البشرية من قوات هذه العالم!! وفي كلتا الحالتين فقد كانت خيانته من وجهة نظر الفريقين لأجل خلاص البشرية. وهم لا يختلفون مع الكنيسة المسيحية من جهة صلب المسيح وموته وقيامته، وأن هذا غير ظاهر بشكل مباشر في إنجيل يهوذا المنحول، ولكنهم كانوا يختلفون من جهة النظرة إلى يهوذا الذي أرادوا أن يحولوا ما فعله من خيانة إلى بطولة، فبينما يقول الإنجيل الموحى به أن المسيح حذره وقال له " أن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه. ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان. كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد " (مت26 :24؛مر14: 21) (انظر نص السفر هنا في موقع الأنبا تكلا)، قالوا، كما نقل عنهم أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص في القرن الرابع، أنه: " عمل عملًا جيدًا من أجل خلاصنا " (ضد الهراطقة 38). ويقول هذا الكتاب، إنجيل يهوذا الأبوكريفي المنحول، الذي زيفوه، أن المسيح قال ليهوذا: + " تعالَ بعيدا عن الآخرين وسأخبرك بأسرار الملكوت. فمن الممكن لك أن تصل إلى ذلك. ولكنك ستحزن كثيرًا، لأن آخر سيحل محلك ليصل الأثنا عشر إلى الكمال مع إلههم". + ويقول أيضًا أن المسيح قال له: "ستكون أنت الثالث عشر, وستكون ملعونًا من الأجيال الأخرى – ولكنك ستأتي لتسود عليهم. وفي الأيام الأخيرة سيلعنون صعودك؟". وأيضًا: "في الحقيقة فالإنسان الذي يحملني، هل هو أنت يا يهوذا؟ ستضحي. الآن الكل.. ازددت وجسدك الأرضي مات واحترق نجمك ويكون قلبك". + وأيضًا " ولكنك ستفوقهم جميعًا لأنك ستضحي بالإنسان الذي يرتديني. ويرتفع قرنك حالًا. ويضرم عقابك الإلهي. ويظهر نجمك ساطعًا". + وينتهي هذا الكتاب المنحول عند قوله: "000 لكن بعض الكتبة كانوا يراقبون بحذر كي يقبضوا عليه أثناء الصلاة, لأنهم كانوا خائفين من الشعب, لأن الكل كان ينظر إليه كنبي. واقتربوا من يهوذا وقالوا له: ماذا تفعل هنا؟ أنت تلميذ يسوع". فأجابهم يهوذا كما أرادوا منه واستلم بعض المال وأسلمه لهم". وهنا نرى التطابق الواضح بين ما قاله آباء الكنيسة عن فكر هذه الجماعة الغنوسية الهرطوقية وبين ما جاء في هذا الكتاب المنحول والمدعو إنجيل يهوذا. |
||||
|