السلام في وقت التجربة
لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر... وسلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع ( في 4: 6 ،7)
توجد أربعة أشياء لازمة لإعطائنا السلام النفسي في وقت التجربة.
أولاً: اجعل ذهنك مستقراً على الرب واتكل عليه. "ذو الرأي الممكن تحفظه سالماً سالماً (أي في سلام تام) لأنه عليك متوكل" ( إش 26: 3 ).
ثانياً: كن متصلاً بالله دائماً بالصلاة. "لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتُعلم طلباتكم لدى الله. و سلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" ( في 4: 6 ،7).
ثالثاً: تأمل دائماً في كلمة الله. "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيَّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم" ( يو 16: 33 ). "سلامة جزيلة (أو سلام جزيل) لمُحبِّي شريعتك، وليس لهم معثرةٌ" ( مز 119: 165 ) .. "لأن كل ما سبق فكُتب كتب لأجل تعليمنا، حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء" ( رو 15: 4 ).
رابعاً: أخضع إرادتك لله واعمل بحسب مشيئته في التجربة. "ولكن كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن. وأما أخيراً فيُعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام" ( عب 12: 11 ). وهو أيضاً "لأجل المنفعة، لكي نشترك في قداسته" (ع10). وكلمة تأديب هنا تشمل كل ما يجري لتربية الولد بحسب الأصل اليوناني.
ولنلاحظ الغاية العظيمة من كل هذا وهي أن نكون متشبهين بالله أكثر في البر والقداسة. وعندما نُخضع إرادتنا لله ونأتي إليه راغبين أن نتعلم وطالبين منه أن يكشف لنا عن سبب تلك التجارب، فإننا نتعلم الدرس بأكثر سرعة وسهولة.
ولكن إذا سرنا بإرادة غير مُخضعة متشكين ومتذمرين وغير مستعدين للتعلم، فيضطر الله إلى مضاعفة التجربة حتى تأتي بالنتيجة المرجوّة.
وأخيراً لا ننسَ أنه وإن كان الله لا يزيل الأشواك سريعاً بل يسمح بأن تستمر وخزاتها لأنه يرى أن ذلك هو الأفضل لخير جزيل يقصده لنا، إلا أن نعمته تكفينا، وهو يسند النفس التي تخضع له وتسلم تسليماً تاماً.
لنقرأ 2كورنثوس12: 7-10 ونرى كيف استطاع بولس أن يفتخر ويُسر فعلاً بالأشياء التي صلى مرة أن تفارقه وذلك لأنه بواسطتها اختبر نعمة المسيح المدعمة بطريقة أتم.