|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
والآن نادِ في آذان الشعب قائلاً: من كانَ خائفًا ومرتعدًا فليرجع وينصرف من جبل جلعاد، فرجعَ من الشعب إثنان وعشرون الفًا، وبقيَ عشرة آلاف، وقال الرب لجدعون لم يزل الشعب كثيرًا، إنزل بهم إلى الماء فأُنقِّيهم لكَ هناك، ويكون أنَّ الذي أقول لكَ عنهُ هذا يذهب معك، فهوَ يذهب معك، وكل من أقول لكَ عنهُ هذا لا يذهب معك، فهوَ لا يذهب. فنزلَ بالشعب إلى الماء، وقال الرب لجدعون: كل من يلغ بلسانه من الماء كما يلغ الكلب فأوقفه وحده، وكذا كل من جثا على ركبتيه للشرب، وكان عدد الذين ولغوا بيدهم إلى فمهم ثلاث مئة رجل، وأمَّا باقي الشعب جميعًا فجثوا على ركبهم لشرب الماء، فقال الرب لجدعون: بالثلاث مئة الرجل الذين ولغوا أُخلِّصكم وأدفع المديانيين ليدك. وأمَّا سائر الشعب فليذهبوا كل واحد إلى مكانه " (قضاة 7 : 3 – 7). دع الأرقام تتكلَّم... 31700 أم 300 ؟ ٱنطلقوا مع جدعون 32000، وعند أول اختبار رجع منهم 22000، وعند ثاني ٱختبار رجع منهم 9700، ولم يُكمِل الرحلة معهُ سوى 300 رجلاً، بهم ربح الحرب وحرَّر الشعب من الأعداء. ولاحظ معي دقَّة الكلمات التي قالها الرب لجدعون، عن الذين لم يُكملوا الرحلة معهُ: فليذهبوا كل واحد إلى مكانه... لم يكونوا جاهزين بعد لكي يُكملوا الرحلة مع جدعون، وينفِّذوا المهمة التي أرادها الرب منهم.. نعم، لكل واحد مكانه.. وهذا المكان تُحددهُ أنتَ بنفسك.. وهدف هذا التأمل اليوم هوَ أن أسألك أينَ هوَ مكانك؟ مع الـ 31700 الذين عادوا كل واحد إلى مكانه؟ أم مع الـ 300 الذين أكلموا الرحلة وربحوا المعركة وحرَّروا الشعب؟ نعم، هذا هوَ الهدف الأول من هذا التأمل أن تكتشف مكان وجودك، لكنَّ الهدف الثاني والأهم لهذا التأمل هوَ أن تُغيِّر مكانك، وتنتقل من جماعة الـ 31700 إذا كنتَ بينهم، إلى جماعة الـ 300 وتُكمل الرحلة مع الرب، ليستخدمك ٱستخدامات جديدة ومُميَّزة، وبالمختصر المفيد لكي تغدو في ملء خطته لحياتك، في ملء مشيئته الكاملة والمرضية والصالحة. وقبلَ أن نُكمل تأملنا هذا، أريد أن أضع أمامك بعض الحقائق الدامغة لكي تتوضَّح الصورة من البداية، ولكي لا تُفهم الأمور بطريقة مغلوطة: 1 - الله يُحب أولاده جميعهم المحبة نفسها، وليسَ عندهُ محاباة أو تمييز في المحبة. 2 - إن كنت من جماعة الـ 31700 تأكَّد بأن الرب سيبقى يُحبك ويحتملك إلى المشيب، فكلمته تقول: " وقالَ الرب: إسمعوا يا بيت يعقوب، يا بقية بيت إسرائيل، يا من تحملتهم من الرحم ورفعت شأنهم من الولادة! إلى شيخوختكم أنا هوَ، وإلى شيبكم سأتحملكم. أنا صنعتكم ورفعت من شأنكم، وأنا أتحملكم وأُنجيكم " (إشعياء 46 : 3 – 4). فمحبة الرب لكَ غير مشروطة، وهوَ سيبقى وكما تقول كلمته يتحملنا إلى المشيب والشيخوخة، فليسَ سلوكك وموقعك وجهدك مهما بلغ، هم الذين يُحددوا محبة الرب غير المشروطة لكَ. 3 – ليسَ نوع الخدمة التي تقوم بها مع الرب، هيَ التي تجعلك من جماعة الـ 31700 أو من جماعة الـ 300، بل موقف قلبك، وكدَّك وتعبك وسهرك وتفانيك في العمل... الذين تضعهم في هذه الخدمة التي تقوم بها مهما كان نوعها، هم الذين يحددون المكان الذي أنتَ فيه الآن، فالرسل عندما قرروا أن يتفرغوا لأمور الصلاة والتبشير بكلام الله، ويسلموا أمور المعيشة لأشخاص آخرين، اختاروا سبعة رجال، ومن بينهم كما تخبرنا الكلمة، استفانوس وفيلبس، وجميعنا يعرف ماذا فعل استفانوس وهوَ المُكلَّف الإهتمام بأمور المعيشة، عندما بدأ يصنع الآيات والعجائب، وخطبته الشهيرة التي ٱستشهد بنهايتها، وهذا الشخص جعلَ الرب يسوع المسيح بنفسه يقف لكي يستقبله في السماء، وماذا فعلَ فيلبس أيضًا عندما بشَّرَ الوزير الحبشي وعمَّدهُ... وإذا أحببت يُمكنك قراءة سفر أعمال الرسل، الإصحاحين السابع والثامن لكي تتأمل بخدمة هذين الشخصين. لم يُميز الرب بالإكرام بين صاحب الوزنات الخمس وصاحب الوزنتين، لأنَّ كلاهما قاما بالعمل المطلوب منهما بأمانة، وفهما على الرب ماذا يُريد، فاستغلا الوقت أفضل ٱستغلال، وكانا جاهزين ليستغلاَّ كل الظروف والفرص السانحة للمتاجرة بوزناتهم فربحا وزنات أخرى، كانا جاهزين عندما ٱحتاجهما الرب لعمل معيَّن، فلم تضيع الفرصة عليهما، أمَّا صاحب الوزنة الواحدة فقد أدانه الرب، ليسَ لأنهُ يمتلك واحدة فقط، بل لأنهُ كان شرير وكسلان ولم يتاجر بهذه الوزنة، لم يكن جاهزًا عندما ٱحتاجهُ الرب !!! أحببت أن أوضح لكَ هذه النقاط، لكي تُفهم الأمور بطريقة صحيحة وغير مُشوَّهة، وتعرف أنه ليسَ نوع الخدمة ولا عدد الوزنات هوَ المقصود بهذا الكلام، لكن هل تستغل الوقت بطريقة صحيحة وتسعى دومًا لكي تكون جاهزًا لكل عمل قد يطلبه الرب منكَ أو لأي إشارة يرسلها الرب لكَ، فتفهم عليه سريعًا وتقوم بما يطلبهُ منكَ؟ هل تعمل دومًا على تنقية نفسك وتدريبها لكي تستطيع القيام بأي مهمة قد يوكلها الرب لكَ؟ أم أنكَّ رقم من ضمن أرقام كبيرة، مثل الجيش الذي خرج مع جدعون، لتكتشف فيما بعد أنكَ لستَ جاهزًا بعد لكي تنفذ المهمة التي يريدها الرب منكَ، وتسمع صوته يدعوك للعودة إلى مكانك، لأنكَ لم تصبح بعد جاهزًا لهذه المهمة، بالوقت الذي كانَ ينبغي فيه أن تكون جاهزًا لكل عمل صالح؟ قال كاتب الرسالة إلى العبرانيين: " لأنكم إذ كان ينبغي أن تكونوا معلِّمين، لسبب طول الزمان، تحتاجون أن يُعلمكم أحد، ما هي أركان بداءة أقوال الله، وصرتم محتاجين إلى اللبن لا إلى طعام قوي، لأنَّ كل من يتناول اللبن هو عديم الخبرة في كلام البرّ لأنه طفل، وأمَّا الطعام القوي فللبالغين، الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر " (عبرانيين 5 :12 – 14). ولو أخذنا مثلاً عمليًا من حياتنا نحن البشر لأمكننا فهم ما يريد الروح القدس أن يعلمنا إياه في هذا الصباح، وهذا المثل سيفهمهُ بنوع خاص الآباء والأمهات الذين لديهم أولاد. فعندما يكون ابنك في سن الطفولة، سيقع وسيقوم عدة مرات، وسيتصرف تصرفات صبيانية، وسيقوم بأمور تتناسب مع عمره هذا، وسوف تحب أن تراه يقوم بهذه الحركات، قد يكسر أشياء ثمينة في المنزل لكنك لن تغضب منهُ، فهذا عمره.. لكن ماذا لو بقيَ على هذه الحال بعد أن بلغ سن الرشد؟ أو كما يقول بولس بعد طول الزمان؟ هل سيتوقف حبك لهُ؟ بالطبع لا، فهوَ ابنك، فلذة كبدك، ولا يُمكن أن تتوقف عن محبته، لكنك ستتأسف وستحزن في داخل قلبك، وأنتَ الذي كانَ يتوقع أن يغدو رجلاً، يقف إلى جانبك، يقوم بدوره في المنزل وفي المجتمع، يبني مستقبلاً زاهرًا وناجحًا... ولو كان لكَ ولدًا آخر، نجحَ في حياته، وبرزَ في المجتمع، وٱمتلكَ صفات كثيرة تؤهله ٱستلام أفضل وأدقّ الوظائف والمهام، ستفرح به بكل تأكيد، ولو كانت لديك مشاريع معينة لكنتَ ستسلمها لهُ وليسَ لأخيه الآخر، بالرغم من أنَّ محبتك للإثنان هيَ نفس المحبة، لا تمييز في المحبة. هل بدأت الصورة تتوضَّح؟ هذا من المنظار البسيط والعملي للمعاني التي يحملها هذا المقطع الكتابي، وهذا التأمل في بدايته، لكن الآن تعالَ نتوغَّل معًا إلى مياه أعمق إلى الركبتين.. إلى الحقوين.. ثمَّ إلى نهر سباحة.. أريدك أن تعلم بأن الرب لا يرفض الأعداد الكبيرة، ويُفضِّل الأعداد الصغيرة، فهوَ لم يُرسل الـ 31700 كلٌ إلى مكانه كما تقول الكلمة، لأنهُ لا يحب هذه الأعداد، بل لأنَّ الـ 22000 خافوا وٱرتعدوا.. لم يكونوا جاهزين بعد، والـ 9700 الباقون لم تتوافر فيهم الصفات التي تُمكِّنهم من ربح الحرب أو تنفيذ المهمة الموكلة لهم من الرب، لم يكونوا كما تعلمنا الكلمة: " كاملين مستعدين لكل عمل صالح كما ينبغي على رجالات الله أن يكونوا ". (2 تيموثاوس 4 : 17). أحبائي: إنني أشعر وبقوة، أنَّ الروح القدس يريد أن يوصل لنا رسالة عميقة في هذا الصباح، وليسَ أي رسالة عادية، وأصلِّي أن يلمس الروح القدس أذهاننا وينير بصائرنا، لكي نستوعب هذه الرسالة بمعانيها العميقة، لمنفعة كل واحد فينا ولمنفعة الملكوت، يريد الروح القدس أن يأخذنا إلى نهر سباحة بكل تأكيد !!! كاملين مستعدين لكل عمل صالح كما ينبغي على رجالات الله أن يكونوا.. تعال نتأمل معًا ببعض المقاطع الكتابية، تاركين الحرية للروح القدس أن يعلن لأرواحنا معانٍ عميقة كما يشاء. " هوذا تخت سليمان حولهُ ستون جبارًا من جبابرة إسرائيل، كلهم قابضون سيوفًا ومتعلمون الحرب، كل رجل سيفه على فخذه من هول الليل ". (نشيد الأنشاد 3 : 7 – 8). هؤلاء حفنة من الرجال الجاهزون، سيوفهم بيدهم دومًا، تحسبًا من هول الليالي، وجميعهم متعلمون الحرب، ولهذا السبب ٱختارهم الملك سليمان ليكونوا من حرسه الخاص، جاهزين لأي إشارة من الملك.. كانوا من جماعة الـ 300 التي يمكنها أن تخوض كل أنواع الحروب المطلوبة منها.. لكنَّ الوضع مع العروس لم يكن هكذا... " أنا نائمة وقلبي مستيقظ، صوت حبيبي قارعًا، ٱفتحي لي يا أختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي لأنَّ رأسي ٱمتلأ من الطل وقصصي من ندى الليل، قد خلعتُ ثوبي فكيف ألبسه، قد غسلت رجليّ فكيف أوسخهما، حبيبي مدَّ يـدهُ من الكوَّة فأنَّت عليه أحشائي، قمت لأفتح لحبيبي ويداي تقطران مرًّا وأصابعي مر قاطر على مقبض القفل، فتحت لحبيبي، لكن حبيبي تحوَّل وعبر، نفسي خرجت عندما أدْبرَ، طلبته فما وجدته دعوته فما أجابني، وجدني الحرس الطائف في المدينة، ضربوني جرحوني، حفظة الأسوار رفعوا أزاري عني " (نشيد الأنشاد 5 : 2 – 7). لم يكن قلبها مستيقظ، كما أدعت، لم تكن كجبابرة سليمان جاهزة لأي طلب، جاهزة لاستخدام السيد، أثقل النوم حركتها، فعندما ٱحتاجها السيد ٱعتذرت.. قد خلعتُ ثوبي فكيف ألبسه، قد غسلت رجليّ فكيف أوسخهما.. وعندما أصبحت جاهزة كان الآوان قد فات.. حبيبي تحوَّل وعبر.. ولم يكن وضعها سهل وبسيط كوضع الـ 31700 الذين أعادهم الرب كلٌ إلى مكانه.. بل تعرضت للأذى.. ضربوني.. جرحوني.. رفعوا أزاري عني.. دع هذه الآيات تتكلم إلى قلبك.. دعها تُزرع بداخلك.. لتوصل لكَ الدرس والعبرة من فم الله.. آخرون أيضًا لم يكونوا جاهزين.. " حينئذٍ يشبه ملكوت السموات عشر عذارى أخذنَ مصابيحهنَّ وخرجنَ للقاء العريس، وكان خمسٌ منهنَّ حكيمات وخمسٌ جاهلات، أمَّا الجاهلات فأخذنَ مصابيحهنَّ ولم يأخذنَ معهنَّ زيتًا، وأمَّا الحكيمات فأخـذنَ زيتًا في آنيتهنَّ مع مصابيحهنَّ، وفيما أبطأَ العريس نعسن جميعهنَّ ونمنَ، ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مُقبل فأخرجنَ للقائه، فقامت جميع أولئك العذارى وأصلحن مصابيحهن، فقالت الجاهلات للحكيمات أعطيننا من زيتكنَّ فإنَّ مصابيحنا تنطفئ، فأجابت الحكيمات قائلات لعله لا يكفي لنا ولكنَّ بل اذهبن إلى الباعة وابتعنَ لكنَّ، وفيما هنَّ ذاهبات ليبتعنَ جاء العريس والمستعدات دخلن معه إلى العرس وأُغلق الباب... " (متى 25 : 1 – 10). أرقام تتكلَّم من جديد.. خمسة أم خمسة.. خمس حكيمات جاهزات في أي وقت.. وخمس جاهلات، جاهزات لوقت قليل فقط.. ولظروف معينة فقط.. لا تخف ليسَ هذا الكلام معناه أنكَ لن تدخل السماء، إن كنتَ من العذارى الجاهلات.. ستدخلها بالطبع على حساب النعمة الغنية.. حساب الدم الثمين الذي آمنتَ به.. لكن كما بنار.. عملك سيحترق وستخسر أجرك.. وستقف أمام كرسي المسيح تبكي وتتحسر على الوقت الذي أضعته على هذه الأرض.. لأنك لم تكن جاهزًا لأي إشارة من السيد.. لأي عمل أو مهمة من السيد.. ضيَّعتَ الفرص السانحة لكي تجهِّز نفسك.. لم تدع الأرقام تتكلَّم لحياتك.. أحببت الأرقام الكبيرة 31700.. وهزئت من الأرقام الصغيرة 300.. دع الأرقام تتكلَّم... " ألستم تعلمون أنَّ الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون، ولكنَّ واحدًا يأخذ الجعالة، هكذا ٱركضوا لكي تنالوا " (1 كورنثوس 9 : 24). واحدًا يأخذ الجائزة.. أرقام تتكلَّم.. فهل تريد أن تكون هذا الواحد؟ أم تريد أن تكون رقم من بين كل الراكضين الذين سيعودوا إلى منازلهم كما عاد الـ 31700 وكما عادت العذارى الخمس الجاهلات؟ هذا الواحد الذي يربح الجائزة، تقول عنه الكلمة في رسالة كورنثوس الأولى: " وكل من يُجاهد يضبط نفسه في كل شيء " (1 كورنثوس 9 : 24). يتدرب، يتبع نظام أكل معين، يمتنع عن كل ما يجعله غير جاهز... إلخ، هكذا ينبغي علينا أن نكون جاهزين لكي نكون ذلكَ الواحد الذي يفوز بالجائزة.. واحد.. أمَّا الآن فإلى الرقم إثنين.. " فاقتنع قوم منهم وانحازوا الى بولس وسيلا، ومن اليونانيين المتعبدين جمهور كثير، ومن النساء المتقدمات عدد ليس بقليل... ولما لم يجدوهما جرّوا ياسون وأناسًا من الإخوة إلى حكام المدينة صارخين أنَّ هؤلاء الذين فتنوا المسكونة، حضروا إلى ههنا أيضًا " (أعمال 17 : 4 – 6). إثنان فتنا المسكونة... إثنان حوَّلا السجن.. مكان البكاء والحزن والألم.. إلى مكان للتسبيح والفرح وفي منتصف الليل.. فتزعزعت أساسات السجن.. وفُتحت الأبواب.. وفُكت قيود المساجين.. وحصل خلاص في بيت سجان فيلبي.. إثنان فقط.. واحد.. إثنان.. والآن ثلاثة.. " فلمَّا جاءَ إلى البيت، لم يدع أحدًا يدخل إلاَّ بطرس ويعقوب ويوحنا، وأبا الصبيه وأمها... وبعدَ هذا الكلام بنحو ثمانية أيام، أخذَ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد الى جبل ليصلّي... ثم أخذَ معهُ بطرس ويعقوب ويوحنا وٱبتدأ يدهش ويكتئب... " (لوقا 8: 51، 9 : 28، مرقس 14 : 33). كانوا إثنا عشر تلميذًا.. وكلهم قام بدور معين.. ولسنا نستخف أبدًا بأي واحد منهم.. لكنه ملفت للنظر أن نرى الرب وفي المهمات الدقيقة.. إقامة ابنة رئيس المجمع من الموت.. حادثة التجلي.. قبل الصلب مباشرة.. لا يصطحب معهُ إلاَّ ثلاثة من هؤلاء التلاميذ بطرس ويعقوب ويوحنا... بالطبع لذلكَ معنى ودلالة... كانوا يمتلكون شيئًا مميزًا عن غيرهم... كان يرتاح الرب أن يصطحبهم إلى المهات الخاصة إن جازَ التعبير.. واحد يربح الجائزة.. إثنان يفتنا المسكونة.. ثلاثة لمهمات الرب الخاصة.. خمس عذارى عرفنَ كيف ينتظرن العريس عندما تباطأَ في المجيء.. ستون جبارًا جاهزون حول الملك، كلهم قابضون سيوفًا ومتعلمون الحرب.. ثلاثمائة جاهزون لربح الحرب وتحرير الشعب من الأعداء.. لكــن... بالمقابل أعداد كبيرة أخرى تسير باتجاه السماء.. وستصل بسبب النعمة الغنية.. ستخلص لكن كما بنار.. حيثُ ستقف أمام كرسي المسيح.. لتجهش بالبكاء.. تحسرًا على الوقت الضائع على هذه الأرض.. وعوضًا عن إكليل بر يمسكه الرب ليضعه على رؤوسها.. سيحمل بيده منديل ليمسح به الدموع المنهمرة.. دع الأرقام تتكلَّم إلى قلبك في هذا الصباح.. وحدد موقعك.. أين أنت من هذه الأرقام؟ وٱنتقل إلى الأرقام المناسبة.. وكلمة أخيرة.. في نظر الله.. ليس الرسول أفضل من الواعظ والمُعلِّم.. وليسَ الواعظ أفضل من المُبشِّر.. وليس المُبشِّر أفضل من المُسبِّح.. وليس المُسبِّح أفضل من المُدبِّر.. وليس المُدبِّر أفضل من الذي يُرتب الكراسي ويجمع النفايات.. لكن المطلوب من هذا التأمل في هذا الصباح.. أنهُ في أي مجال من الخدمات تعمل الآن، عليكَ أن تكون كالواحد الذي يربح الجائزة وكبولس وسيلا اللذين فتنا المسكونة وكبطرس ويوحنا ويعقوب الذين ٱصطحبهم الرب في مهمات خاصة.. والخمس عذارى الحكيمات.. والستون جبارًا الجاهزين للحرب دومًا.. والثلاثمئة الذين ربحوا الحرب وحرروا الشعب.. ليسَ نوع الخدمة التي تقوم بها.. بل كيفَ تقوم بها.. وإن لم تكن تخدم بعد.. لا تتأخر.. خذ خدمتك من يد الرب.. وكن أمينًا فيها كالأشخاص الذين تأملنا بهم.. أنتَ خلصت وستذهب إلى السماء.. لكن ماذا عن أهلك وعائلتك وأصدقاءك ومعارفك ومحيطك وبلدك؟ من سيدعوهم إلى عرس الحمل في السماء؟ بالطبع ليست الأرقام الكبيرة 31700. بل الأرقام الصغيرة: 1، 2، 3، 5، 60، 300. فكن منها.. ودعها تتكلَّم في هذا الصباح إلى قلبك. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بين الأرقام والراحة |
ساعات بتكون مش عارف تتكلم ومش عاوز تتكلم |
الله يريدك ان تتكلم معه اكثر من ان تتكلم عنه |
عجائب الأرقام |
الأقباط و عصر الأرقام |