|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مرقس الرسول في مصر وقد إتفق عموم المؤرخين على كتابته للإنجيل وعلى كرازته في مصر، وجانب من البلاد المجاورة لها كالخمس المدن التي وطىء أرضها قبل سواها، وتلمذ كثيرين من أهلها للإنجيل بقدوته الصالحة وأعماله الفاضلة والخوارق والأشفية التي كانت تجر بواسطة صلواته المتواترة وتقربه من العزة الإلهية. ثم إنتقل إلى بلاد ليبيا وبلاد الصعيد فأذاع في أرجائها بشرى الخلاص وهدى جمعاُ غفيرًا إلى طاعة الحق الإلهى. وفى سنة 61م قصد الإسكندرية التي كانت يومئذ قصبة ولاية مصر فأراد أن يجعلها مركز أعماله جريًا على عادة الرسل الذين كانوا يتخذون عاصمة كل جهة مركزًا لهم بقصد أن يجذبوا في الأول الرؤوس ليتسنى لهم جذب الأطراف، فإن الرأس إذا إستقامت إستقام معها ما يتعلق بها وبالعكس إذا كانت معوجة فإن كل ما يتصل بعا يكون حينئذ غير معتدل بل معوج وملتو. وقبل أن يدخل مرقس أبواب الإسكندرية صلى صلاة طويلة إذ كان مزمعًا أن ينزل إلى ميدان الكفاح ليحارب العبادة الوثنية، ويستأصلها من قلوب بنى الإنسان، ويغرس بدلها عبادة المسيح، وطلب منه الأرفاد. ودخل المدينة،وجعل يجول في أزقتها ويتأمل أحسن الأماكن ليلقى عصا ترحاله فيه. فأدت به خاتمة المطاف إلى إسكاف يدعى إنيانوس، وذلك أن حذاءه تقطع وإحتاج التصليح. فعرج عليه وطلب إليه، وجلس بإزائه ينتظر ذلك. فحدث أن الإسكاف بينما كان يشتغل بهذا الحذاء دخل المخراز في يده فأدماها حالًا، فصرخ لوقته من شدة الألم قائلًا: يا الله الواحد. فبادر الرسول إلى طينة وتناولها من الأرض ووضعها على الجرح فكف عنه الوجع للحال وشفى الجرح. فبعت الرجل متعجبًا من تأثير هذا العلاج الإلهى. كما أن الرسول تعجب أيضًا لما سمعه يدعو الإله الواحد فقال: له ماذا يحملك على عبادة آلهة لا عدد لها ما دمت تعرف وتيقن أن الإله واحد لا أكثر.فلم يجد جوابًا للإعتذار،وبدا ذلك دعاه إلى منزله.فقبل الدعوة مسرورًا،ولما شاهد جماعة من أقاربه طفق يخاطبهم من أجل ملكوت السموات، وبشرهم بالخلاص شارحًا لهم تعليم الإنجيل. فأمنوا بالمسيح وفى مقدمتهم رب المنزل. فلما إعتمدوا جميعًا وشاع أمرهم في المدينة، وأمسى موضوع حديث العامة والخاصة،لأن هؤلاء المؤمنين ظهروا بمظهر جديد وشكل غريب في التصرف والمعاملة والصداقة والعفة والقناعة. الأمر الذي لم يكن مألوفًا أومعروفًا بين سكان المدينة أصحاب اللهو والمجون والقصف واللعب والطرب. فحسدوا سيرة هؤلاء الغروس الإنجيلية، وشكوهم لولاة الأمور بداعى كونهم يشتمون الألهة، فقصدوا معاقبة الرسول الذي هو السبب في تغيير ديانة أولئك القوم، وجعلوا يترصدون خطواته مفتشين عليه في كل مكان، فلما شعر بقصدهم الردىء جمع أعضاء الكنيسة ورسم لهم ثلاثة قسوس وسبعة شمامسة، وكرس إنيانوس أسقفًا وسلمه تدبير البيعة. وكان ذلك في سنة 64م. ثم بارح الثغر قاصدًا أن يفتقد رعاياه في البلاد التي طافها أولًا كارزًا ومُعلمًا. وقد ذهب البعض إلى أن الدين المسيحى دخل الثغر الإسكندرى قبل هذا الوقت. أولًا بداعى قرب المكان من بلاد فلسطين، وقد يوجد فيه أحياء لليهود وعلاقتهم كانت متصلة دائمًا مع يهود بيت المقدس. وثانيًا بدليل كون لوقا كتب إنجيله إلى أحد أشراف الإسكندرية المدعو تاوفيلس. لكن لم يستقم لهم الحال إلا بعدما وافى الرسول. ثم أن الرسول بعد أن طاف بلاد كرازته ووجد غروسها نامية ومفرعة تستقى من المياه الإنجيلية عاد إلى مركزه الرسولي، وفى يقينه أنه مزمع أن يعانق آلة العذاب.، ويموت شهيدًا. وكانت حينئذ كنيسة إنيانوس قوية الجانب، وقد شاد لها مركزًا بجانب البحر في المكان المعروف بمرعى البهائم، وخصص جانبًا للعبادة والباقى جعله مساكن للفقراء والغرباء وقيل أن عشية أعضاء هذه الكنيسة كانت روكية، وكانوا يتناولون الطعام كل يوم مرة واحدة بعد الغروب، وبعضهم كلن يصوم ثلاثة أيام،وكانوا يأكلون خبزًا ويشربون ماء فقط. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس مار مرقس الرسول |
من هو القديس مرقس الرسول |
مار مرقس الرسول!!! |
مرقس الرسول القديس |
مرقس الرسول |