|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من المعابد إلى أكشاك السجائر.. التدخين.. 7000 عام من طقوس الدين وعادات الحياة ارتبط التدخين فى أذهان الكثيرين بالنضج العقلى والعمرى، وبتقليد الكبار والحكماء، وبشخصيات الممثلين وسياقات الأفلام التى يحبونها، بينما يمارس الكثيرون التدخين كعادة يومية، دون أن يعوا تأثيرها على كيمياء المخ وعلى صحة الجسم، أو يهتمّوا بمعرفة تاريخها وبداية نشأتها. ◄ تاريخ التدخين يرجع تاريخ التدخين إلى عام 5000 قبل الميلاد، حيث تمّ استخدامه فى الطقوس الدينية الشامانية، وقد قامت الكثير من الحضارات - مثل الحضارة البابلية والهندية والصينية - بحرق البخور كجزء من الطقوس الدينية، وكذلك قام بنو إسرائيل، ولاحقًا الكنائس المسيحية الكاثوليكية والأرثوذوكسية، بالفعل نفسه. ويرجع ظهور التدخين فى الأمريكتين - الشمالية والجنوبية - إلى الاحتفالات التى كان يقيمها كهنة الشامان ويحرقون فيها البخور، ولكن فيما بعد تمّت ممارسة هذه العادة من أجل المتعة، أو كوسيلة للتواصل الاجتماعى، كما كان يُستخدم تدخين التبغ وغيره من المخدّرات المسبّبة للهلوسة من أجل إحداث حالة من الغيبوبة أو للتواصل مع عالم الأرواح، ويرجع تاريخ استخدام مواد مثل: الحشيش، الزبد المصفّى "السمن"، أحشاء السمك، جلود الثعابين المجفّفة، وغيرها من المعاجين التى تُلفّ وتُشكّل حول أعواد البخور، إلى 2000 عام على الأقل. وكان تدخين الحشيش رائجًا فى الشرق الأوسط قبل وصول التبغ، وكان شائعًا قديما كنشاط اجتماعى تَمركز حول تدخين نوع من أنابيب التدخين المائية - الذى يطلق عليه اسم "شيشة" - وبعد دخول التبغ أصبح التدخين مكوِّنًا أساسيًّا فى المجتمع والثقافة الشرقية، وأصبح ملازمًا لتقاليد مهمّة مثل الأفراح والجنائز. ◄الاختلاف حول طرق فهم التدخين اختلفت طرق فهم التدخين عبر الزمن، وتباينت من مكان لآخر، من حيث كونه مُقدّسًا أم فاحشًا، راقيًا أم مبتذلاً، دواء عام - ترياق - أم خطر على الصحة، ففى الآونة الأخيرة وبشكل أساسى فى دول الغرب الصناعية، برز التدخين باعتباره ممارسة سلبية بشكل حاسم. وفى الوقت الحاضر، أثبتت الدراسات الطبية أن التدخين يُعدّ من العوامل الرئيسية المسبِّبة للعديد من الأمراض، وقد أدت المخاطر الصحية المثبتة عن التدخين، إلى قيام الكثير من الدول بفرض ضرائب عالية على منتجات التبغ، بالإضافة إلى القيام بحملات سنوية ضد التدخين، فى محاولة للحدّ من تدخين التبغ. ◄الترويج للتدخين فى عام 1612 - وبعد ست سنوات فقط من إقامة مستوطنة جيمس تاون - أصبح جون رولف أول مستوطن ينجح فى رفع مكانة التبغ والوصول به إلى كونه محصولاً نقديًّا، وفى وقت وجيز زاد الطلب على التبغ - الذى وُصِف بـ "الذهب البنى" - بعد أن تسبب فى ازدهار شركة Virginia join stock بعد فشل رحلتها فى البحث عن الذهب. والبداية فى عام 1560، حينما قدم رجل فرنسى يدعى "جان نيكوت" - الذى يُنسب إليه لفظ النيكوتين - التبغ إلى فرنسا، وانتشر التبغ من فرنسا إلى إنجلترا، وفى عام 1556 شوهد أول رجل إنجليزى يدخّن التبغ، وهو بحار شوهد وهو "ينفث الدخان من فتحتى أنفه"، وقدم التبغ فى عام 1600 من قبل التجار الفرنسيين إلى ما يعرف اليوم بـ "جامبيا" والسنغال، وفى الوقت نفسه قدمت القوافل القادمة من المغرب التبغ إلى المناطق المحيطة بمدينة تيمبوكتو، كما قدم البرتغاليون السلعة والنبات إلى جنوب إفريقيا، ومنها انتشر التبغ فى كل أنحاء إفريقيا بحلول منتصف القرن السابع عشر. ◄تأثير التدخين على جسد المرأة تصاعد أبخرة التدخين يضعف الشعر، ويؤدى إلى تقَصُّفه وتغير لونه - لاسيّما الشعر الفاتح - كما يصيب عينى المرأة بالاحمرار، وتتفتح الجفون وتنتشر التجاعيد المبكّرة على الوجه وحول منطقة العينين، ويصيب أسنان المرأة بضعف القدرة على الصمود، كما يؤدى إلى اصفرار لونها وظهور بقع سوداء عليها، ونفس الحال فى اصفرار الأصابع نتيجة للتعرض للأدخنة الناتجة عن احتراق أوراق السجائر مع التبغ. كذلك فإن التدخين يصيب بشرة المرأة بالجفاف، نتيجة امتصاص أبخرة الدخان بواسطة مسام البشرة، وقد ثبت طبيًّا أن الإصابة بسرطان الرئة بين النساء المدخنات أكبر من الإصابة بسرطان الثدى بنسبة 30 %. ◄تأثير التدخين على الأطفال يتأثّر الجنين أولًا بتدخين الأب والأم، كما ثبت أن تدخين الزوج - حتى لو كانت زوجته غير مدخّنة - يكون له تأثير على الجهاز التنفسى للأطفال المولودين، نتيجة لتسرّب الدخان المستنشق بواسطة الزوجة غير المدخِّنة إلى الدم الذى يتغذى عليه الجنين من خلال المشيمة. أما من جهة الأم فقد أصبح مؤكدًا أن تدخين الأم الحامل يضرّ الجنين، فقد ثبت أن أطفال المرأة المُدَخِّنة يولدون أقل وزنًا من أطفال غير المُدَخِّنة بحوالى 200 جرام فى المتوسط، وهناك أبحاث تشير إلى احتمال زيادة نسبة الإصابة بالعيوب والتشوُّهات الخليقة فى الأطفال الذين يولدون لأمّهات مدخّنات بنسبة 4 أضعاف لغير المدخنات. ◄5 خطوات للإقلاع عن التدخين مع تسليمنا بالقدرة الإلهية فى الإقلاع التام والنهائى الذى اختبره كثيرون، إلا أن هناك نوعيات يحدث بها الانسحاب المفاجئ للنيكوتين أضرار جسدية، لمثل هؤلاء يجب أن يبدأ الامتنعا بالتدريج خلال 45 يومًا، ويمكن هذا عبر اتّباع هذه الخطوات: 1- دخن عدد أقل من السجائر يوميًا. 2- دخن جزءًا أقل من كل سيجارة من هذا العدد الأقل. 3- خذ عددًا أقل من الأنفاس من كل جزء تدخّنه من السيجارة يوميًا. 4- لا تبتلع الدخان، وقلّل من عمق التدخين. 5- اختر صنفًا من السجائر يحتوى على كمية أقل من النيكوتين. * 10 فوائد للإقلاع عن التدخين ◄التخلص من رائحة الدخان من أكثر الأشياء المزعجة بالنسبة للمدخنين، ثبات رائحة الدخان على الملابس والشعر، وتسىء هذه الرائيحة لهم عند المقابلات وجلسات العمل، والإقلاع عن التدخين يبعد عنك هذه الرائحة، فتتخلّص منها على الفور، ولا تحتاج لمزيد من المعطّرات لتغطية رائحة التدخين. ◄ تقليل التجاعيد فى الوجه يسبب التدخين عادة زيادة التجاعيد فى الوجه، وخاصة عند النساء، حيث يؤثر النيكوتين على الجلد، وأيضاً حرارة السيجارة الساخنة، بالإضافة إلى تقليل فيتامين A فى الجسم، والذى يحمل الأكسجين إلى سطح الجلد، ممّا يقلّل الكولاجين والإيلاستين اللذين يعطيان الجلد نضارته. ◄توفير المال الإقلاع عن التدخين يمكن أن يوفر لك المال بشكل جيد، حيث إن تكلفة السجائر تزداد كل يوم، لفرض المزيد من الضرائب عليها، كنوع من التمويل لعجز موازنة الدولة، ووسيلة للضغط على المدخنين للإقلاع عن التدخين. ◄تقليل أقساط التأمين تستطيع - من خلال الإقلاع عن التدخين - أن تقلل قسط التأمين على حياتك، لأن أى وثيقة تأمين تفرق بين المدخّن وغيره أثناء دفع قيمة التأمين، لأنها تضع فى حسابها المخاطر التى يتعرض لها المدخّن، على عكس أى شخص آخر. ◄تحسين حاسة الشم والتذوق أظهرت دراسات متعدّدة أن التدخين يميت حواس الشمّ والتذوق، فأغلب المدمنين يفتقدون لحاسة الشمّ والتذوق، فالإقلاع عن التدخين قد يحسن وظائف الفم والأنف، ممّا يجعل الشخص المقلع عن التدخين يستمتع بكل ما يتناوله من طعام. ◄الحصول على شكل أفضل غاز أول أكسيد الكربون فى السجائر يمنع الأكسجين من الوصول إلى الدم على المدى الطويل، كما يخلق مشكلات للصحة فى قلوب المدخنين على المدى القصير، ويعمل ذلك على تقليل ممارسة الرياضة والشعور بالإجهاد طوال الوقت، كما يؤدى إلى ضيق التنفس خلال الأنشطة اليومية، وعند الإقلاع ستجد الأكسجين يصل إلى الدم بشكل جيد، ممّا يُحسّن شكلك العام. ◄انخفاض خطر الإصابة بالسرطان يزيد التدخين من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة، بالإضافة إلى سرطان المعدة والفم والحنجرة والكلى وغيرها، و40 % من الوفيات فى الولايات المتحدة الأمريكية تكون بسبب التدخين، وعن طريق الإقلاع عن التدخين ستقلل احتمال الإصابة بهذه الأمراض. ◄العائلة والأصدقاء الإقلاع عن التدخين يجعل المقربين منك فى العائلة والأصدقاء محبّبين لك أكثر، وخاصة الأطفال - سواء أبنائك أو أبناء أقاربك - علمًا بأن التدخين يضر بهم، ويؤثر على كل من حولك، الذين يصبحون أكثر عرضة لمخاطر التدخين السلبى. ◄التحرر من الإدمان يعتبر النيكوتين مادة ذات تأثير على كيمياء المخ - مثل أى نوع من المواد التى تؤدى إلى الإدمان - فتجد أغلب المدخنين يدخنون السجائر بشكل منتظم على مدار اليوم، وقد يصبح الأمر إدمانًا بالنسبة لهم، وربما يستيقظون فى وقت متأخّر من الليل من أجل تدخين سيجارة. ◄تحسين الصحة بشكل عام الإقلاع عن التدخين يعمل على تحسين الصحة بشكل عام، فيتخلّص الإنسان من المخاطر الصحية التى يسببها التدخين على المدى الطويل، مثل الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الجهاز التنفسى المزمنة، ويتم استبدال الأكسجين بأول أكسيد الكربون المدمر للصحة، فالإقلاع عن التدخين هو السبيل الوحيد لأى مدخن للتمتع بصحة جيدة. ◄السينما والتدخين منذ فترة الأفلام الصامتة، كان للتدخين دور أساسى فى دراما الأفلام وبناء الشخصيات فيها، وخاصة فى أفلام الجريمة التشويقية - التى تتميز بجفاف المشاعر - والتى يطلق عليها "الأفلام السوداء"، حيث نجد أن دخان السيجارة غالبًا يحيط بالشخصيات، ويستخدم باستمرار لإضفاء هالة من الغموض والعدمية عليها. وقد تم الربط بين النساء المدخّنات وصورة الإغراء، وقد جسدت الممثلة الألمانية "مارلينيه ديتريش" هذه الصورة بشكل واضح، وبالمثل فإن بعض الممثلين أمثال "هيمفري بوجارت" و"أودري هيبورن" قد عُرفا بشخصياتهم التمثيلية المدخِّنة، كما اتّسمت بعض أشهر صورهما وأدوارهما بسحابة كثيفة من دخان السجائر، ومنذ الحرب العالمية الثانية أصبح ظهور التدخين على الشاشة أقل تكرارًا، نظرًا لانتشار الوعى بالمخاطر الصحية الواضحة للتدخين، ومع اكتساب الحركة المناهضة للتدخين مزيدًا من الاحترام والتأثير، أصبحت هناك محاولات جادة لمنع ظهور التدخين على الشاشة، لتجنب التشجيع على التدخين أو ربطه بأشياء إيجابية، ولا سيّما فى أفلام الأسرة، واليوم أصبح التدخين على الشاشات شائعًا بين الشخصيات الدرامية التى تظهر فى صورة الأشخاص المعادين للمجتمع أو حتى المجرمين. |
|