|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رسالة الرب لنا اليوم: إسهروا.. إسهروا.. إسهروا معي ولو لساعة واحدة !!! " ثمّ جاءَ إلى التلاميذ فوجدهم نياما، فقال لبطرس: أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة؟ ﭐسهروا وصلّوا لئلاَّ تدخلوا في تجربة، أمَّا الروح فنشيط وأمَّا الجسد فضعيف، فمضى أيضًا ثانيةً وصلّى... ثمَّ جاء فوجدهم أيضًا نياما، إذ كانت أعينهم ثقيلة، فتركهم ومضى أيضًا وصلّى ثالثةً... ". (متى 26 : 40 – 44). جَرَتْ أحداث هذه القصة في بستان جثسيماني مباشرةً قبل أن يُسلَّم الرب لكي يُصلب. حوالي ثلاث سنوات ونصف، أمضى الرب مع تلاميذه، لكي يُعدّهم ويُدرّبهم ويكشف لهم أمور الملكوت، أمور الشيطان والحرب الروحية، موته وقيامته، والمهمة التي ينبغي عليهم القيام بها، ورأوا معجزاته.. والكثير من الأمور الأخرى الهامة.. وفي اللحظات الحاسمة، قبل موت الرب مباشرةً. التلاميذ نيام.. والرب يطلب منهم أن يسهروا معه، ولو لساعة واحدة.. والرب يُنبِّههم أنَّ عدم السهر والصلاة سيُدخلهم في التجربة.. ثمَّ يمضي ليُصلي ويعود إليهم ثانيةً، ويجدهم نياما أيضًا.. والسبب واحد: أعينهم كانت ثقيلة.. وليس المهم الثقل الجسدي لأعينهم.. بل الأخطر الثقل الروحي.. لم يُدركوا، بسبب ثقل عيونهم ماذا كان يدور من حولهم.. فباغتتهم التجربة وتغلّبت عليهم.. بطرس أنكرَ الرب.. والباقون تركوا الرب وهربوا.. وسنين طويلة مضت.. وسنين طويلة ستمضي أيضًا قبل عودة الرب.. والرب سيبقى يطلب من شعبه أن يسهروا معه: " وما أقولهُ لكم، أقولهُ للجميع، ﭐسهروا " (مرقس 13 : 37). الدعوة للجميع.. ليست محصورة بأشخاص.. ولا بزمن قد مضى. وشعب الرب اليوم كالتلاميذ: لا يُلبُّون الطلب.. بل ينامون.. إذ أنَّ أعينهم ثقيلة. لماذا السهر مع الرب؟ " ﭐسهروا إذًا لأنكم لا تعلمون في أيَّة ساعة يأتي ربّكم، وﭐعلموا هذا أنَّه لو عرف رب البيت في أيَّة هزيع يأتي السارق، لسهر ولم يدع بيته يُنقب ". (متى 24 : 42 – 43). أنا أؤمن أن كلمات الرب هذه، هيَ على قدر عال من الأهمية لهذه الأيام، ودعني أُعيد صياغة هذه الآيات لكَ، لكي تفهم قصد الرب منها: إذا سهرنا، فسوف نعرف أمرين هامين: 1 - وقت زيارة الرب لنا. 2 - الوقت الذي سيأتي فيه السارق.. أي إبليس. وكل من يعرف الأمور قبل حصولها، سيتمكن من الاستعداد لمواجهتها أو الاستفادة منها. نستفيد من زيارات الرب الخاصة لنا، ومن الجلوس معه، والتمتع فيه، والاستماع إلى توجيهاته وإعلاناته. هذا الكلام لا ينفي أبدًا ضرورة الخلوة اليومية مع الرب، لكن أنا هنا أتكلم عن جلسات خاصة ومميّزة مع الرب، والذي منكم ﭐختبرَ نكهة ونوعية الجلسات مع الرب، عندما يُثقِّل ويُلِّح عليه الروح القدس للجلوس مع الرب في أوقات مُحدَّدة، سيفهم المغزى العميق لهذا الكلام. كذلك سنستفيد أيضًا عندما نعرف مسبقًا الوقت الذي سيأتي فيه السارق، إذ نحضّر أنفسنا وننتظره، حتى متى جاء لا نُفاجئ، بل نستطيع رؤيته من بعيد، ونستطيع أن نمسك به ونمنعهُ من سرقتنا، ونفشل خططه، ونقضي عليه. أحبائي: شئنا أم أبينا، فنحن أولاد الرب، جنود الملكوت، قد دخلنا في الحرب ضد إبليس ومملكته، ونحن مدعوين لكي نحارب، ليس فقط لكي نحمي أنفسنا، لكن مهمتنا أبعد وأكبر وأعمق وأشمل من ذلك، إنها معركة ﭐمتداد الملكوت، معركة ﭐقتحام أبواب الجحيم وهدمها وخطف النفوس منها، وعوضًا أن ندخل غرفنا وننام بسبب ثقل أعيننا، فنحن مدعوين لكي نجعل ملكوت الله يغزو كل المسكونة، وكل مكوِّنات مجتمعاتنا وبلداننا، لكن ينبغي علينا أن نعلم كمقاتلين مهرة، أنهُ مع كل تقدُّم عظيم للملكوت، سنواجه مقاومة شرسة من العدو، ولأجل ذلك ينبغي علينا أن نسهر مع الرب ونُراقب جيّدًا، نراقب ما قد يقتحم حياتنا، حياة عائلاتنا، حياة مدننا، وحياة بلدنا، فبدون السهر والمراقبة، سيغزو العدو أرضنا ونحن نيام، وﭐسمع معي ما قاله الرب في هذا السياق: " قدَّمَ لهم مثلاً آخر قائلاً: يُشبه ملكوت السموات إنساناً زرع زرعًا جيّدًا في حقله، وفيما الناس نيام جاء عدوّه وزرع زوانًا في وسط الحنطة ومضى ". (متى 13 : 24 – 25). نيام.. أعين ثقيلة.. سيغزو العدو أرضنا، ويخلط الزرع الجيّد بالزرع المزيّف والمؤذي والضار.. وتقول كلمة الرب أيضًا: " هوّذا تخت سليمان حوله ستون جبّارًا من جبابرة إسرائيل، كلّهم قابضون سيوفًا ومتعلّمون الحرب، كل رجل سيفه على فخذه من هول الليل ". (نشيد الأنشاد 3 : 7 – 8). ساهرون، يحملون سيوفهم بإحكام، متعلّمون الحرب، متنبِّهين من هول الليالي.. هكذا أشخاص، هكذا مؤمنين، لا يمكن للعدو أن يدخل بيوتهم وحقولهم ومدنهم وبلدانهم. عندما نسهر ونراقب، فهذا يعني أننا في حالة إنذار قصوى، فيُمكننا أن نحمي أرضنا، ونكون جاهزين لأي شيء قد يظهر في طريقنا، وجاهزين لكي نتحرَّك بسرعة عندما نتلقَّى أي أمر من الرب. الحارس لديه مهمة محدَّدة من الرب، ولديه تثقيل أن يطلب أوامر وتوجيهات الرب لحظة بلحظة، الحارس مدعو لكي يُدرك ويعرف كيف يضمن ويُحقّق أهداف الرب على هذه الأرض. ينبغي علينا أن نكون كالمراقبين الذين يسهرون في أبراج المراقبة، لكي يُراقبوا تحركات العدو، فينبِّهوا الشعب ويتصدُّوا لخطط العدو، كما تقول كلمة الله. ومهمة أُخرى تتخطى نطاق المراقبة والسهر من أجل أنفسنا، قال الرب لحزقيال النبي: " وﭐنتَ يا ﭐبن آدم فقد جعلتك رقيبًا لبيت إسرائيل، فتسمع الكلام من فمي وتحذرهم من قِبَلي، إذا قلتُ للشرير: يا شرير موتًا تموت، ولم تعمد إلى تحذيره من طريقه، فإنَّ ذلك الشرير يموت بذنبه، أمَّا دمه فمن يدك أطلبه... قُل لهم: حيٌّ أنا يقول السيد الرب إنِّي لا أسرُّ بموت الشرير، بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا، ﭐرجعوا ﭐرجعوا عن طرقكم الرديئة، فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل؟ " (حزقيال 33 : 7 – 11). أقام الرب النبي حزقيال رقيبًا على شعبه، لكي يسهر مع الرب، ويسمع كلامه، ويرى السيف والخطر قبل أن يُداهما الشعب، فيقوم بتنيه الشعب وحمايتهم، لأنَّ الرب دومًا أمين ومحب، يريد أنَّ الجميع يخلصون، ولا يريد لأحد أن يهلك، وهوَ يقول أنَّهُ لا يُسرّ بموت الشرير بل يُسرّ بتوبته.. لكنها مهمتنا نحن.. والرب حمَّلَ المسؤولية للنبي حزقيال. هذا في العهد القديم.. فماذا عن العهد الجديد؟ تطابُق 100%، ﭐستمع معي لما قاله الرسول بولس: " لذلك أشهد لكم اليوم إنِّي بريء من دمكم جميعًا، لأنِّي لم أؤخِّر عن إبلاغكم جميع مقاصد الله، فاسهروا إذن على أنفسكم وعلى جميع القطيع الذي عينكم بينه الروح القدس نُظَّارًا ، لترعوا كنيسة الله التي ﭐقتناها بدمه، لأني أعلم هذا أنهُ بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تُشفق على الرعية... لذلك ﭐسهروا متذكرين أني ثلاث سنين ليلاً ونهارًا لم أفترِ عن أن أُنذر بدموع كل واحد " (أعمال 20 : 26 – 31). رقيب آخر.. حارس آخر يسهر مع الرب لينقل لشعبه، مقاصد الله، وهوَ بجرأة يقول لهم: إنِّي بريء من دمكم، لأنهُ قام بواجبه، راقب، سهر عليهم، وهوَ يُنبِّههم أن الذئاب الخاطفة ستُحاول خطف الرعية بعد ذهابه، أي عندما لا يوجد ساهر ورقيب، لذلك طلب منهم أن يفعلوا مثله، أن يسهروا ويُراقبوا لكي يحموا كنيسة الرب.. وﭐنتبه معي لدقة الوحي هنا: كنيسته التي ﭐقتناها بدمه.. لكي يجعلهم يُدركون أنَّ من ينبغي أن تسهروا من أجلهم وتحمونهم وتُنبِّهونهم.. هم أشخاص دفعَ الرب دمه الثمين، ثمناً لاستردادهم من مملكة الظلمة، فلا تسمحوا لهذه المملكة أن تؤذيهم.. كم هيَ كبيرة وحسَّاسة المهمة التي ألقاها الرب على عاتقنا، وكم ينبغي علينا أن نصرخ إليه لكي يساعدنا ويؤهِّلنا لكي نغدو حرَّاس ورقباء نسهر معه، نراقب تحركات العدو، ونحمي الرعية، ونحمي بلدنا، ونقوم بدورنا بأمانة. دون السهر والمراقبة الدائمين، ستفوتنا أزمنة ﭐفتقاد الرب لنا ولخدمتنا ولبلدنا، فالرب قال لأورشليم: " فإنَّهُ ستأتي أيام ويُحيط بكِ أعداؤكِ بمترسة ويُحدقون بكِ ويحاصرونكِ من كـل جهـة، ويهدمونـكِ وبنيكِ فيكِ ولا يتركـون فيـكِ حجـرًا علـى حجـر، لأنـكِ لـم تعرفـي زمـان ﭐفتقـادك " (لوقا 19 : 43 – 44). وقد حصل ذلك فعليًا سنة 70 عندما حاصرها ودمّرها القائد الروماني تيطس، والسبب أنها لم تعرف زمن ﭐفتقادها.. الرقباء والحرَّاس.. لم يقوموا بدورهم.. ناموا.. إذ كانت أعينهم ثقيلة.. لم تستطع أن تُميِّز الأوقات وزمن الافتقاد، لم يرى الرقباء والحراس الأعداء وهم ما زالوا بعيدين لكي يصرخوا للشعب لكي يتأهب ويتجهَّز، كانوا نياما.. فوصل العدو وحاصرها من كل جهة، وهدمها، ولم يترك حجرًا على حجر.. قال الرب لتلاميذه: " ... ﭐنظروا إلى شجرة التين وكل الأشجار، متى أفرخت تنظرون وتعلمون من أنفسكم أن الصيف قد قرب... فاحترزوا لأنفسكم لئلاَّ تتثقَّل قلوبكم بالانغماس في اللذات وبالسكر وهموم الحياة، فيدهمكم ذلك اليوم بغتة، لأنَّهُ كالفخ يأتي على جميع الجالسين على وجه كل الأرض " (لوقا 21 : 29 – 35). كل الأنبياء والرسل والمعلمين والرعاة والمبشرين حول العالم يقولون، أن هذه الأيام هيَ أيام لزيارات خاصة من الرب لشعبه من أجل نهضة عظيمة تجتاح العالم، وفي الوقت نفسه هوَ وقت لمواجهة شرسة مع العدو الذي سيحاول إيقاف هذا العمل.. وهذا ما تختصره كلمة الرب الذي ذكرناها، أن نسهر ونراقب بدقة، لكي نعلم ساعة زيارة الرب، ولكي نعرف ساعة مجيء السارق إبليس، وعندها لن تفوتنا نهضة الرب ولن يتمكَّن الشيطان من تعطيلها.. شجرة التين وكل الأشجار أفرخت.. والصيف أصبح قريبًا.. وكلمة الرب تقول: ﭐحترزوا لأنفسكم لئلاَّ تتثقَّل قلوبكم بالانغماس في اللذات وبالسكر وهموم الحياة.. نعم هذا ما يمنعنا من السهر مع الرب والمراقبة لنقوم بدورنا، هموم الحياة، لذاتنا الشخصية.. الرب ليس الأول، اليد ليست على المحراث... فلننتبه.. أحبائي: قد يدعونا الرب في أوقات معيَّنة ليس للسهر فحسب، بل قد يدعونا لكي لا ننام قطعًا ليل نهار.. وقد سجَّل لنا الكتاب المقدس حالات مشابهة: في سفر التكوين 14، سار إبراهيم ورجاله كل الليل وقاتلوا كل النهار، فلم يستردوا عندها لوط فقط، بل كل المسبيين وغنائم كثيرة. وفي سفر يشوع 10، سار شعب الله كل الليل وحاربوا كل النهار، فأنقذوا الجبعونيين، ويشوع أمرَ الشمس أن لا تغيب قبل تحقيق النصر الكامل. وفي سفر صموئيل الأول 30، سار داود ورجاله كل الليل وحاربوا في النهار العماليقيين الذين أحرقوا صقلغ وسبوا النساء والأولاد، فاستردوا الكل وغنائم كثيرة. والمثال الأخير هوَ الرب، كان يُصلّي الليل كلّه، ثم يحارب النهار كلّه لكي يسترد ذريته من العدو.. هذه الخطة تُمسك الشيطان على غفلة منه، باستراتيجية وحكمة بعيدة كل البعد عن فهمه. الرب يقول لنا: تمركزوا في مواقعكم أثناء الليل، لكي تقدروا أن تحاربوا خلال النهار. فهل هذا صعب؟ نعم.. أنا لن أقول لكَ أنّ هذا الأمر سهل، لا بل مستحيل إن حاولت القيام به بقوتك.. لكن عندما ندرك اليوم مهمتنا، ونقرِّر أن نقوم بدورنا بأمانة، ونطلب القوة من الرب، فهوَ سيفعل بكل تأكيد، ولن تعود أعيننا ثقيلة.. بل منتظروا الرب، الحرَّاس الساهرين معهُ، والرقباء الجاهزين، فيُجدّدون قوّة، يرفعون أجنحة كالنسور، يركضون ولا يتعبون، يمشون ولا يعيون. هكذا نهضة لامتداد الملكوت.. هكذا حرب شرسة، لا يُمكن قطعًا تحقيقها دون أن نقوم بهذه الأمور التي تأملنا بها. خادمة الرب " كاندي ماكالبين " تقول أنها سمعت الرب يقول لها في إحدى خلواتها معه: " ﭐستردي لي الليل، إنَّهُ ملكي "، لكنها لم تُعِرْ هذا الكلام الأهميّة اللازمة، لكن بعـد حوالـي سنة، وبينما كانت تتأمَّل بالمزمور 74 : 16 الذي يقول: " لكَ النهار والليل أيضًا... ". تابت عن عدم إعطائها كلام الرب لها الأهمية اللازمة، وتُكمل لتقول: لا أستطيع إخباركم عن الاختبارات والإعلانات التي أراني إياها الرب، عندما بدأت بالسهر معه، وبالمراقبة معه. أحبائي: لنسترد الليل، لأنَّهُ للرب وليس لأعمال مملكة الظلمة، لنسهر معه في الليل، لنمشِ في الليل ولنحارب في النهار، لكي نهزم العدو، ونسترد النفوس والأسرى، وننهب غنائم كثيرة. لنكن رقباء وحرَّاس أمناء، لكي نحمي أنفسنا، عائلاتنا، كنائسنا، مدننا، بلدنا... لنسهر، لكي نستقبل الرب عندما يزورنا، ولكي نكتشف خطط العدو وندمِّرها. وأخيرًا: " ﭐسهروا، ﭐثبتوا في الإيمان، كونوا رجالاً، تقوّوا " (كورنثوس الأولى 16 : 13). وﭐسمعوا معي الرب يقول للشيطان ولأجناده ولأبواب الجحيم: ﭐحترسوا.. شعبي.. يسهر معي.. شعبي سيسير الليل كلّه وسيُقاتل النهار كله.. فمن سيقف في وجهه !!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هكذا كانت تقدمة قايين القاتل مرفوضة |
مهما كانت الضيقة اللي في حياتكم تقيلة |
مهما كانت الشيلة تقيلة |
مهما كانت الضيقات والتجارب تقيلة |
ان كانت احمالك ثقيلة فألقها على الرب |