|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البيض فى حياة المصريين..يمكن التهامه سواءً كان ملونا أو مسلوقا أو مقليا أو «أومليت» أو«مدحرج».. وهذا هو الطبيعى.. ولكن يبقى للبيض فى حياتنا دلالات أخرى تكدست السيارات ووقف الطريق معلناً عن كمين على ناصية الشارع، هى اللحظة التى يخشى مواجهتها الشعب المصرى مهما تسلح بالرخص المطلوبة أو بالاستعدادات لدفع الغرامة أو صد «رخامة عسكرى المرور»، وقفة ممتدة قد تصل إلى ساعات انتظار تدفعك ببطء قاتل إلى مواجهة أمين الشرطة فى أفضل الظروف، سؤال تقليدى عن الرخص التى غالباً ما تكون مسحوبة فى كمين سابق، تليها محاولات الخروج من الأزمة بالمسايسة أحياناً أو الرشوة أحياناً أخرى. وبمجرد الخروج من الكمين فى حالة «غمز الأمين بـ10 جنيهات»، أو دفع غرامة مسجلة على الحزام أو الحديث فى المحمول، أو غيرها يمر الموقف الأكثر «بيضاً» فى حياة أصحاب السيارات أو قائدى التاكسى والميكروباص. اللى بيبص معاك فى الموبايل والجورنال.. بيييض ستجده حولك فى كل مكان، متجسدا فى أكثر من صورة وهيئة، يجمع بينهم جميعا عامل مشترك واحد إن أردنا تعريفه بكلمة مهذبة سيكون «اللزوجة». هو الشخص الذى يشاركك تصفح حسابك الشخصى على «الفيس بوك» و«تويتر» عبر الهاتف ليسلى وقته خلال المواصلات، يبتسم معك على تعليقات أصدقائك ويود فى بعض الأحيان أن يستأذنك ليضغط «لايك» على صورة أعجبته على «الهوم بيدج» الخاص بك، أو يشاركك فى قراءة جريدتك اليومية وأحيانا يطلب منك أن تنتظر ولا تقلب الصفحة لأنه لم ينته بعد من القراءة! هو نفس الشخص الذى يعظك دون أن تطلب دروسا فى الدين والأخلاق فى المواصلات أو على مواقع التواصل الاجتماعى أو «ينظر» عليك فى السياسة بكلمتين سمعهم من سياسى أو إعلامى، يظن أن كلامه مقدس ويحمل خلاصة الوطنية والإقناع. هو الشخص الذى يحسدك فى وجهك أو يطلب منك معروفا دون أن يذيله بكلمة «من فضلك» و«شكرا» وكأنه حق مكتسب، هو الشخص الذى يدفعك ليصعد أولا عربة المترو المخصصة للنزول قبل أن تنزل أنت أولا، هو الذى يكسر عليك ليتجاوزك بسيارته. البنزين.. والبوتاجاز.. والعيش.. طوابيرك يا مصر.. بييييض طوابير طويلة امتدت بامتداد أسوار المصالح الحكومية، أو بامتداد فترات الأزمات، أو الأماكن التى تعانى من الإهمال، وغيرها من الظروف والأماكن التى تحولت الطوابير إلى جزء لا يتجزأ منها فى حياة الشعب المصرى. طوابير البنزين، العيش، المصالح الحكومية، مراكز المرور واستصدار التراخيص، الشهر العقارى، وأنابيب البوتجاز، والمدارس وغيرها من الطوابير التى أعطت لكل أزمة أو فترة طابعاً معتاداً من الوقوف ساعات طويلة. وعلى الرغم من اعتياد الشعب المصرى على التعامل مع الطوابير الطويلة بصبر امتد بطول الطابور، إلا أن الثلاثة أعوام الماضية كانت لها لمسة خاصة على طوابير مصر التى امتدت بطول الشوارع فى أزمات البنزين والبوتاجاز على وجه التحديد، فخرجت القلشات المصرية تعبر عن مدى تفاعل المصريين مع الطابور الذى تحول إلى جزء لا يتجزأ من حياتهم فى الأزمات المختلفة. شبكات المحمول وتقطيع الصوت وخدمتها.. بيييض من الظلم أن تقضى نصف عمرك تقريبا تقول جملة واحدة «ألو مش سامع... ألو ألو ألو ألو.. الشبكة وقعت»، شبكات المحمول التى ساعدت فى البداية أن تجعل الحياة بالون الـ«بمبى» ولكن سرعان ما تحول إلى «الأسود» الراعى الرسمى لأى حاجة فى مصر، فهل تعلم أنه من الأسهل والأفضل لصحتك وضغط الدم الخاص بك أن تذهب إلى صديقك فى السادس من أكتوبر بدلا من أن تجرى معه مكالمة هاتفية تنقطع فيها الشبكة أكثر من أربع مرات وتقطيع فى الصوت ما يزيد عن 6 دقائق بالإضافة أنه من الممكن أن تسمع صوت صديقتك أقرب إلى صوت عم حسن البواب. تغيرت الأسماء وسوء الخدمة واحد فمهما كان لون شبكتك أو اسمها أو حتى شكلها «نحب نقولك» «الشبكة وحشة.. الشبكة وحشة»، فمن المفارقات أن مصر استطاعت أن تطلق قمرا اصطناعيا فى حين أنه لا يوجد شخص فى مصر بأكملها يستطيع أن يجرى مكالمة هاتفية دون أن يسمع «تيت تيت تيت تيت» فى منتصف المكالمة. انقطاع الكهرباء والضلمة.. و«الراجل اللى بياخد 20 جنيه».. بيييض 6 ساعات هى العدد الذى استقرت عليه الحكومة الحالية كمتوسط الوقت الذى سينقطع فيه التيار الكهربائى خلال أشهر الصيف المقبلة، إعلان صريح من الحكومة بأن الأيام القادمة مظلمة أو بمعنى أدق «أيام سودا» كل ترتيبات الصيف المقبل أصبحت الآن لا مكان لها سوى فى أحلام اليقظة بداية من «فورمة الساحل» وحتى «الحفلات والسهرات الصباحية التى اندثرت فى ظلمة لا تنتهى». انقطاع التيار الكهربائى الذى تزايد فى الفترة الأخيرة- وذكرنا بالمعزول والراجل اللى بياخد 20 جنيه- أصبح من الممكن أن يفسد عليك أسعد لحظات حياتك، فتكون اللحظة التى ينقطع فيها التيار هى الأسوأ على الإطلاق مثل استكمال حفل زفاف على كشافات الهواتف المحمولة أو غيرها من المناسبات السعيدة التى أفسدها انقطاع التيار الكهربائى لتتحول مصر من بلد «منور بأهله» إلى «البلد اللى ضلم على أهله». رصف الشوارع ثم حفرها ثم رصفها ثم تغيير رصيفها ثم رصفها وهكذا.. بييييييض طريق طويل تمر فوقه يومياً، تحفظ عن ظهر قلب ما به من حفر وغرز ومطبات غير ممهدة تدفع بسيارتك إلى نهاية عمرها الافتراضى مبكراً، على إحدى جوانب الطريق سجلت ذاكرتك عدد المرات التى قطع فيها الشريط الأصفر المصاحب لعلامة «إصلاحات»، منتصف الطريق بحجة «سفلتة» الشارع للمرة المليون دون جدوى، مئات المرات من إصلاح الطريق نفسه بينما بقت الحفر والغرز فى أماكنها ولم تتحرك مطبات الطريق عن أماكنها سنتيمتراً واحداً. سفلتة الشوارع مرة تلو أخرى بنفس الأخطاء القديمة، هو الشارع الذى ترفعه دائماً بفخر هيئة الطرق والكبارى المسؤولة عن أعمال صيانة الطرق التى لا تكف عن إصلاحها بينما لا تتوقف فوقها حوادث الموت، والوقفات الخانقة بسبب غلق الطريق شهوراً متواصلة للإصلاحات التى تنتهى بالعيوب نفسها، ناهيك عن الزحام الخانق على أهم الطرق وأكثرها حيوية مثل الطريق الدائرى بطل الإصلاحات الأول، وطريق المحور، وكوبرى أكتوبر، والطريق الزراعى الواصل بين محافظات الدلتا وغيرها من الطرق التى لم تكف الحكومة عن إصلاحها منذ إنشائها، حتى تحول إصلاح الطرق وسفلتة الشوارع إلى إحدى التفاصيل اليومية التى اعتادها المصريون. المواصلات وخنقتها وزحمتها وندرتها ورخامتها.. بييييض مثل كل شىء فى حياتنا سيئة ومليئة بالمشكلات، فوسائل النقل فى مصر ليست كمثيلاتها فى جميع أنحاء العالم فقد صنعت فى الأساس لراحة مستخدميها ولأن مصر تختلف عن باقى بلدان العالم فوسائل المواصلات بها هى سبب التعاسة والألم لملايين المواطنين المعذبين فى الأرض والمجبرين على استخدامها بشكل يومى فاعلم أنك الخاسر الوحيد إذا اخترتها وسيلة لكى تصل إلى عملك فمنذ أن تطأ أقدامك أرض أى نوع من أنواع وسائل المواصلات اعلم أنك ستذوق أنواع العذاب، إذا كان حظك جيدا فستجد كرسيا مريحا تجلس عليه دون أن يجبرك السائق بأن يجلس زبونا آخر بجوارك «على حجرك يعنى» أملا فى زيادة الأجرة جنيها، أما إذا كنت ممن كتب عليهم الوقوف فى المواصلات فاعلم أنك معرض لجميع أنواع التحرش المقصود وغير المقصود فستجد من يسند على ظهرك وآخر ينام على كتفك إلا أن يصل إلى المكان الذى يريده، هذا العذاب ستتعرض له مع وصلة من أغانى السائقين الحزينة التى تساعدك على الانتحار فى خمس ثوانٍ على الأكثر. المصالح الحكومية والروتين والرشوة.. بييييييض «يارب ياخد كل حاجة ويسيب لى بس البطاقة والورق»، عبارة اعتدنا سماعها وترديدها فور أن يتعرض أحدنا للسرقة، فأى خسائر تعد هينة أمام الاضطرار إلى استخراج ورقة رسمية. الروتين والكوسة والطوابير وكسل الموظفين، وتعسفهم أهم الأسباب التى جعلت من المصالح الحكومية أسوأ كوابيس المواطن المصرى على الإطلاق، فضلاً عن الرشاوى. ورغم الادعاء بأن لدينا «حكومة ذكية» و«كل حاجة بالكمبيوتر علشان توفر وقت»، إلا أن هذا لم يسهل الأمور بل زادها تعقيدًا، ومنح الموظفين حججًا جديدة لتعطيل أمورك، فمرة «السيستم واقع»، وأخرى «الكمبيوتر عطلان» وثالثة «النور قاطع» وهذه لم تعد مجرد حجة فى الآونة الأخيرة، فضلاً عن أن غالبية مصالح «الحكومة الذكية» تعج بالموظفين الجهلاء الذين يتسبب جهلهم بالتكنولوجيا فى استهلاك المزيد من الوقت وزيادة تعقيد الأمور مما يهدد بـ«فقع» مرارة المصريين! صورة بطاقة الرقم القومى وكآبتها.. وقبحها.. بيييض مهما كان وضعك أثناء التقاط صورة بطاقة الرقم القومى لا أمل أبدًا فى أن «الصورة تطلع حلوة»، فدائمًا ترى شخصًا بائسًا يقول الاسم المجاور له إنه أنت، ملامح غير واضحة، وعيون مندهشة أو مفزوعة، فضلاً عن الأبيض والأسود، الذى يجعلها أقرب إلى «نيجاتيف» منها إلى صورة، مما يجعلك توارى البطاقة بخجل فى محفظتك فور تسلمها، وتحرص على ألا يراها أحد، حتى أقرب المقربين لك، وحين تضطر لإخراجها لأى سبب، تحاول قدر الإمكان إن تجعلها مقلوبة بحيث لا يراها أحد، حتى أن البعض يعتبر طلب رؤية صورة البطاقة إهانة مستترة. لذا ليس غريبًا أن نرى عشرات المجموعات على مواقع التواصل تطالب بتغيير «الراجل اللى بيصورنا للبطاقة» أو محاسبته، وفى بعض الأحيان بتغيير صورة البطاقة إلى أخرى بالألوان. المدارس الحكومية وإهمالها وفسادها.. بييييييض حوادث الإهمال وموت الأطفال أو تسممهم أو تشوههم نفسياً، هى أحدث عناوين المدارس الحكومية التى وضعت مفهوماً جديداً للتربية والتعليم اكتسى بالحوادث الكارثية التى لم تكف عن الظهور منذ بداية الفصل الدراسى الثانى بداية من حادثة وفاة طفلة استقرت بوابة المدرسة على رأسها فى اليوم الأول لبداية الدراسة، ومروراً بالحوادث المتكررة لتسمم الأطفال من الوجبة المدرسية، ونهاية بحادث تجريد 120 فتاة فى الصف الأول الثانوى من ملابسهن وبتر يد طفل بفعل صندوق كهرباء مكشوف بجانب سور المدرسة. حوادث الإهمال أعلنت عنها المؤشرات منذ سنوات طويلة مضت، حيث دخلت المدارس الحكومية فى حيز الخطر على الطلبة نتيجة لإهمال التعليم، والحالات المتكررة للضرب من المدرسين، وتكدس الفصول بشكل مبالغ فيه وغيرها من المظاهر التى وضعت التعليم على حافة الانهيار. اليوم السابع |
|