|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حكمة الكنيسة في ترتيب صلوات الأجبية أن مبدأ الصلوات المحفوظة قدمه لنا ربنا يسوع المسيح نفسه عندما علمنا صلاة محفوظة هي الصلاة الربانية، فعندما رأى التلاميذ معلمهم الأعظم يصلي بقوة وحرارة وعمق لكي يترك لنا مثالا نتبعه في الصلاة "تَارِكًا لَنَا مِثَالًا لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 21)، أعجبتهم طريقته في الصلاة فتقدم إليه واحد منهم وطلب منه بلسانهم جميعًا قائلًا: "أبانا الذي في السموات..." (لو1:11، 2). وكانت الكنيسة منذ أيام الرسل تتلو المزامير في صلواتها كما يتضح من قول معلمنا بولس الرسول "بمزامير وتسابيح وأغاني روحية" (كو6:3) وقوله "متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور" (1كو26:14). ولا شك أن الكنيسة عندما وضعت لنا بإرشاد الروح القدسصلوات الأجبية السبع إنما كانت تهدف من وراء ذلك منفعتنا الروحية وتقدمنا في النعمة والقامة حتى نصل إلى قياس قامة ملء المسيح (أف13:4) ونتعمق في حياة الشركة معه والصلة القوية المقدسة به. وقد أخذت الكنيسة صلوات الأجبية من ثلاثة مصادر هي: 1. المزامير. 2. الأناجيل. 3. طلبات وصلوات رجال الله القديسين. تحتل المزامير المقام الأول في هذه الصلوات إذ أن كل صلاة تحوي 12 مزمورًا في العادة بينما تحوي فصلا واحدًا من الإنجيل وثلاث أو ست قطع من صلوات الآباء ثم تحليل واحد مناسب للصلاة من صلوات الآباء القديسين أيضًا. وقد أمر الآباء الرسل باستعمال المزامير في الصلاة بدليل قول الرسول بولس "متى اجتمعتهم فكل واحد منكم له مزمور له تعليم" (1كو26:14)، وقد جاء في أوامر الرسل قولهم: لتكن أكثر الصلوات في كل يوم ليلًا ونهارًا من المزامير لما فيها من الشكر والتسبيح والتضرع والإقرار بوحدانية الباري والاعتراف له بالذنوب". وقد قال القديس أثناسيوس الرسولي "التسبيح بالمزامير دواء لشفاء النفس". وقال مار اسحق "ليكن لك محبة بلا شبع لتلاوة المزامير لأنها غذاء الروح". وقال القديس نيلس السينائي "دوام على تلاوة المزامير لأن ذكرها يطرد الشياطين". ولما كانت المزامير موافقة لكل إنسان في كل زمان ومكان فقد اجتمعت الكنائس الرسولية شرقًا وغربًا على استعمالها في العبادة، لأن في المزامير كل احتياجات الإنسان في كل الظروف. وقد رتبت الكنيسة الصلوات السبع اليومية، كما هو مدون في الأجبية بإرشاد إلهي حسب قول المرنم "سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك" (مز164:119). وضعتها الكنيسة لكي تجعل أولادها يعيشون في حياة الصلاة والالتصاق بالله والصلة الدائمة به، إلى جانب ما تحويه من تعاليم روحية نافعة وطلبات قوية رابحة. وقد رتبتها الكنيسة على أهم الحوادث الخاصة بالسيد المسيح مخلصنا الصالح حتى تجعل تدابير الخلاص والفداء ماثلة دائمًا ومعاشة في ذاكرة وحياة أولادها على الدوام. |
|