الصليب وسر الميرون ينال المعمد سر الميرون بعد المعمودية مباشرة، وهو سر المسحة، أو سر التثبيت. المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). ففى سر المعمودية يحل الروح القدس على الماء فيقدسه لنوال نعمة الميلاد الثاني، ليصير المؤمن ابنًا لله، ومن قطيعه المقدس الذي اقتناه بدمه على الصليب ليرث الحياة الأبدية. وفى سر الميرون يحل الروح القدس في المؤمن للامتلاء. الكاهن في سر الميرون يمسح جسم الطفل بمثال الصليب ويرشم على مختلف أعضائه بالميرون المقدس ستة وثلاثين صليبًا، للتقديس فيصير هيكلًا مقدسًا لسكنى الروح القدس فيه. فهو يختم المؤمن بالميرون بشكل صليب على جبهته، وعينيه وأنفه وفمه وأذنيه، ثم القلب، والسرة، والظهر و الصُلب. ثم ذراعيه، وساقيه، ويقول "أدهنك يا فلان بدهن مقدس" باسم الآب والابن والروح القدس. ثم يرتدى المعمد الثياب البيضاء. ثم يشد وسط المعمد بزنار كمثال الصليب. أننا قد رُشمنا بالميرون المقدس بمثال الصليب لنبارك الرب في كل حين، ونسبح قيامته، لأنه من قبل الصليب قد أمات الموت بموته. ونشهد أنه قام من الأموات وصعد إلى السموات، وأرسل لنا الروح القدس المعزى ليثبت فينا. إن رشم المعمد بالميرون بمثال الصليب هو تعهد المسيحي المؤمن أمام الرب أن يصير تلميذًا حقيقيًا للرب ويحمل الصليب كل يوم ويتبعه شاهدًا للرب بحياته. فالصليب هو رمز إيماننا ومحور حياتنا، التي نعيشها على الأرض في جهاد مستمر، قابلين الألم كشركة مقدسة مع المسيح لننال إكليل المجد المعد لنا.