ياسلام سلم الحائط يتكلم!

[Mary Naeem]

ياسلام سلم الحائط يتكلم!






فى رجب سنة 781هـ، ظهرت حكاية عجيبة وفريدة من نوعها وهى" ياسلام سلم، الحائط يتكلم"، لرجل يسمى ابن الفيشى يسكن فى منزله، وذات يوم سمع صوتا من جدار يقول له اتقى الله وعاشر زوجتك بالمعروف!
ظن الفيشى أن هذا الصوت من الجان، حدث أصحابه فصاروا معه إلى بيته فسمعوا الكلام، فسألوه عما بدا لهم فأجابهم المتكلم من غير أن يروا شيئا، فغلب على ظنهم أنه جان، فذاع الأمر بين الناس وأقبلوا لسماع كلام الحائط، وصاروا يحادثونه، فكثر بين الناس قولهم "ياسلام سلم الحائط يتكلم".
وحسب ما ذكره كتاب "ألف حكاية وحكاية من الأدب العربى القديم"، أن الناس كادوا يفتنون، ولما علم محتسب القاهرة (وهو من كان يتولى منصب الحسبة)؛ توجه إلى بيت الفيشى ووقف عند الحائط فحادثها فأمر بهدمها، ولكنه لم ير شيئا.
بعد فترة ذهب المحتسب هو وأصحابه وأخذوا يقرأون القرآن عند الحائط ونادى على أصحاب البيت، وقال له قل لهذا المتكلم القاضى المحتسب يسلم عليك فقال المتكلم، وعليه السلام ورحمه الله فقال المحتسب: إلى متى هذا الفساد، فأجابه الحائط إلى أن يشاء الله.
ظل هذا الوضع فترة من الزمن ولكن كان المحتسب يدبر خطة لكشف الحقيقة، فقبض يوما على الفيشى وزوجته وعاد بهما إلى بيته وما زال يستدرجهم حتى اعترفت الزوجه بأنها هى التى كانت تتكلم بسبب أن زوجها كان يسىء إليها فى عشرته لها.
ركب المحتسب إلى الأمير الكبير وأعلمه بذلك فأمر بضرب الفيشى بالمقارع وزوجته بالعصى وشهر بهما، فكان يوما شنيعا وفيه بكاء من الناس على المرأة