|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المقطع الأول: سفر الملوك الثاني 13 : 14 – 19. " ... فَقَدِمَ إليه يوآش ملك إسرائيل، وقال: " يا أبي يا أبي، يا حامي حمى إسرائيل ". فقال له أليشع: " خذ قوساً وسهاماً "، فأخذ قوساً وسهاماً. ثم قال له: " ضع يدك على القوس "، فوضع يده. ووضعَ أليشع يده على يد الملك وقال له: " إفتح النافذة من جهة الشرق "، ففتحها. ثم قال: " ارمِ السهم "، فرماه. فقالَ أليشـع: " هذا سهم نصر من الرب سهم نصر على آرام، ستضرب الآراميين في أفيق حتى تبيدهم ". ثـم قال للملك: " خذ السهام ". فأخذها. وقال له: " إرمِ بها إلى الأرض "، فرمى ثلاثة سهام وتوقف. فغضب عليه رجل الله وقال له: " لو رميتَ خمسة سهام أو ستة، لكنتَ ضربتَ الآراميين حتى أبدتهم. لكن الآن تهزمهم فقط ثلاث مرات ". المقطع الثاني: سفر أخبار الأيام الثاني 14 : 2 – 4 + 15 : 16 – 17 + 20 : 31 – 33 + 25 : 1 – 2 + 26 : 3 – 4، 16 + 31 : 20 + 32 : 25. " ومات أبيا ودفن مع آبائه في مدينة داود، وملك آسا ابنه مكانه وفي أيامه استراحت البلاد من الحرب عشر سنين. وعمل آسا ما هو خير وقويم في نظر الرب إلهه، وأزال المذابح الغريبة والمعابد التي على المرتفعات، وحطَّمَ الأنصاب وقطعَ أصنام الإلهة عشيرة، وأمرَ شعب يهوذا بأن يعبدوا الرب إله آبائهم ويعملوا بشرائعه ووصاياه ... ونزعَ آسا عن جدته معكة لقب المُلك لأنها أثمت فصنعت لعشتاروت تمثالاً، وكسَّرَ التمثال في وادي قدرون. وأمَّا المعابد التي على المرتفعات فبقيت في إسرائيل... ". " وكان يوشافاط ابن خمس وثلاثين سنة حين ملكَ على يهوذا، وملكَ في أورشليم خمساً وعشرين سنة. كان اسم أمه عزوبة بنت شلحي. وسارَ في طريق أبيه آسا ولم يحد عنها، وعملَ ما هو قويم في نظر الرب. وأمَّا أماكن عبادة الأصنام على المرتفعات فلم يزلها يوشافاط ... ". " وكان أمصيا ابن خمس وعشرين سنة حين ملكَ، وملكَ تسعاً وعشرين سنة بأورشليم، وكان اسم أمه يوعدان من أورشليم. وعملَ ما هو قويم في نظر الرب، لكن لا من كل قلبه ". " وكان عزيَّا ابن ست عشرة سنة حين ملكَ، وملكَ اثنتين وخمسين سنة في أورشليم, وكان اسم أمه يكليا من أورشليم. وعملَ ما هو قويم في نظر الرب مقتدياً بأمصيا أبيه ... لكنه حين قويَ، تعجرفَ وعملَ ما هو فاسدٌ وهو ما أدَّى إلى هلاكه ... ". " هكذا فعلَ حزقيا ما هو خيرٌ وقويمٌ وحقٌ أمام الرب إلهه. وكان موفقاً في ذلكَ ... إلاَّ أن كبرياءه حالت دون اعترافه بفضل الله عليه، فكان غضب الله عليه وعلى يهوذا وأورشليم ". المقطع الثالث: إنجيل متى 5 : 44 – 48 + 19 : 16 – 22 + مزمور 101 : 2 + رسالة فيلبي 3 : 12 – 13. " أمَا أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، وصلّوا لأجل الذين يضطهدونكم، فتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات. فهو يُطلع شمسه على الأشرار والصالحين، ويُمطر على الأبرار والظالمين. فإن كنتم تحبون الذين يحبونكم، فأي أجرٍ لكم ؟ أما يعمل جباة الضرائب هذا ؟ وإن كنتم لا تسلمون إلاَّ على إخوتكم، فماذا عملتم أكثر من غيركم ؟ أما يعمل الوثنيون هذا ؟ فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم السماوي كاملٌ ". " وأقبلَ إليه شابٌ وقالَ لهُ: " أيها المعلم، ماذا أعمل من الصلاح لأنال الحياة الأبدية ؟ " فأجابه يسوع: " لماذا تسألني عمَّا هو صالحٌ ؟ لا صالح إلاَّ واحدٌ. إذا أردتَ أن تدخل الحياة فأعمل بالوصايا ". فقالَ لهُ: " أي وصايا ؟ " فقالَ يسوع: " لا تقتل، لا تزنِ، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباكَ وأمكَ، أحب قريبك مثلما تحب نفسكَ ". فقالَ لهُ الشاب: " عملتُ بهذه الوصايا كلها، فما يعوزني ؟ " أجابه يسوع: " إذا أردتَ أن تكون كاملاً، فاذهب وبع كل ما تملكهُ ووزع ثمنه على الفقراء، فيكون لكَ كنزٌ فـي السماوات، وتعالَ اتبعني ! ". فلمَّا سمعَ الشاب هذا الكلام مضى حزيناً لأنه كان يملك أموالاً كثيرةً ". " بتعقل أسعى إلى الكمال، مهما يا ربُ حلَّ بي. بقلبٍ سليمٍ أسلك في بيتي ". " ولا أدَّعي أني فزت بذلك أو بلغتُ الكمال، بل أسعى لعلي أفوز بما لأجله فاز بي المسيح يسوع. أيها الأخوة لا أعتبر أني فزت، ولكن يهمني أمرٌ واحدٌ وهو أن أنسى ما ورائي وأجاهد إلى الأمام ". تستطيع وبكل سهولة أن تكتشف أنه وفي مواضع كثيرة من الكتاب المقدس، أن الرب كان يردد هذه العبارة عدة مرات: " الملك ... كان جيداً لكن ليسَ كداود عبدي "، ولو استطعتَ أن تتأمل بتمعن في سيرة حياة داود لأكتشفتَ وبسهولة أيضاً أن حياته لم تكن خالية من الخطايا والضعفات، وكان أهمها خطيئته المعروفة مع " بتثبع " زوجة أوريا الحثي، حيث عمدَ بعدها أيضاً إلى تدبير مقتل زوجها. لكن المميز في حياة داود والذي جعلَ الرب يردد هذه العبارة عدة مرات، هو إتجاه قلب داود الذي كان بكامله للرب، فهو الذي قال في المزمور الذي أوردناه في المقاطع الكتابية التي نتأمل بها " بتعقل أسعى إلى الكمال، مهما يا رب حلَّ بي. بقلبٍ سليمٍ أسلك في بيتي ". من هذا المنطلق أريد أن أبدأ هذا التأمل لكي لا يمتلكنا شعور ونحن نتأمل أن المطلوب منا هو الكمال المطلق، ونقع عندها في فخ " هوس الكمال " ونصبح غير راضين عن تصرفاتنا وخدمتنا للرب إن كانت بسيطة لكنها من القلب، ونصبح دون أن نشعر نطلب دوماً المزيد بطريقة خاطئة، لكنني أثق أن الرب سيحفظنا دوماً في البساطة التي في المسيح ويحمينا من هوس الكمال والتعالي الروحي. لو تأملتَ ببساطة في الفصول الكتابية التي أدرجناها في المقطعين الأول والثاني لوجدتَ قاسماً مشتركاً بينها كلها وهو بداية جيدة ونهاية ليست كافية أو سيئة إن جاز التعبير. ولو تأملتَ في الفصول الكتابية التي أدرجناها في المقطع الثالث لوجدتَ أيضاً قاسماً مشتركاً بينها كلها، وهو ضرورة أن أكون كاملاً ولكن أسعى إلى ذلكَ بتعقل وهدوء، متكلاً على قوة الروح القدس وليس قوة النفس والجسد، والأهم من ذلكَ وكما بدأنا هذا التأمل أن يكون موقف قلبي أن أكون كاملاً كما أن أبي السماوي كامل. لم ولن يقبل الرب من أي واحد من أبنائه أقل من أن يسلمه قلبه بالكامل، ولن يقبل الرب شريك آخر لهُ في إمتلاك هذا القلب، وأريد هنا أن ألفت أنتباهكَ على موضوع هام للغاية أن السبب الرئيسي لذلك هو ليس أنانية في شخصية الرب، لكي يحتكر قلبك بل هي محبته الكاملة، لأنه يعرف أن حياتك لن تكون بأمان وسلام إلاَّ حينما يمتلك قلبك بالكامل لأنه الوحيد الذي يريد الخير لكَ ويريد حمايتك من سيطرة أي شيء على قلبك أو حتى على جزء صغير منه. ثانياً لأن الرب يعرف أنه من هذا القلب مخارج وينابيع الحياة ، فإذا كان هذا القلب متجهاً بكامله نحو الله، أثمرَ أفعالاً جيدة، وإذا كان إتجاهه ناقصاً سيثمر أفعالاً غير كاملة، وأهمها الخلط بين الله والعالم، حتى ولو كان هذا الخلط صغيراً للغاية لأن الرب يعرف أن الثعالب الصغيرة تتلف الكروم. ولو بدأنا تأملنا من القصة الأولى التي تدور أحداثها بين أليشع النبي والملك يوآش، لاستخلصنا منها الدرس الذي يريد الروح القدس أن يوصله لنا من خلالها. أليشع طلبَ من الملك أن يرمي السهام كلها إلى الأرض، لكن الملك لم يرمِ سوى ثلاثة فقط مما جعلَ أليشع يغضب ويقول لهُ بما معناه: " لو رميت خمسة سهام أو ستة لكنتَ أبدتَ الأعداء لكنك الآن لن تهزمهم سوى القدر الذي رميتَ به "، فلقد كانت وما زالت المشكلة الكبرى بين المؤمنين، الإكتفاء وعدم تكملة الرحلة حتى نهايتها. كثيراً ما نبدأ أمورنا وخدمتنا مع الرب بحماس كبير لكن في وسط الطريق نرى أنفسنا قد تعبنا أو قد مللنا ونتوقف ونفوِّت على أنفسنا الحصاد الكبير والكامل الذي أعده الرب لنا، وتتعدد الأسباب: حروب شرسة من العدو، عدم المثابرة على الصلاة عندما لانرى ثمر بصورة سريعة، خلط بين عمل الله ومحبة العالم ... إلخ. ولو تأملنا في سيرة الملوك الخمسة التي أوردناها في المقطع الثاني، لرأينا بوضوح القاسم المشترك بينهم جميعاً والذي يمكن إختصاره بما يلي: " وكان الملك الفلاني مخلصاً للرب ... ولكنه لم يكمل الطريق ...". دائماً كانوا يتركون في حياتهم وفي سيرتهم وفي علاقتهم مع الرب معوقات تتحول فيما بعد إلى إعاقة تحقيق دعوة الله الكاملة في حياتهم، لا أستطيع أن أحكم، لكن مما نقرأه في كلمة الله من خلال مقارنته لهم بداود نستنتج أنه لم يكن لهم قلب داود الذي كان بكامله للرب. بالرغم من أنه يجب على كل واحد منا أن يترجم ما يؤمن به إلى أعمال، لأن الإيمان القلبي دون أعمال ميت، لكن لا تتفاجأ إن قلتُ لكَ أن الرب لا يركّز كثيراً على الأعمال، بل يركّز على إتجاه القلب إن كان بالكامل نحوه أم لا، لأنكَ قد تقوم بأعمال كثيرة ولكن دافعها قد لا يكون جيداً، بسبب موقف قلبك السيء أو الناقص بتبعيته للرب، كما قد ترتكب بعض الأخطاء والهفوات وتقوم منها فوراً، ويكون موقف قلبك صادقاً ومتجهاً بكامله نحو الرب، وهذا ما حصلَ مع داود. لأن الرب كما نعلم جميعنا ينظر إلى القلب ولأن الرب أيضاً يعرف أن من يمتلك قلباً يتجه نحوه بالكامل، هو الوحيد الذي يستطيع الإستمرار حتى النهاية مهما أعترضه من صعوبات ومعوقات في الطريق. كما أن إبليس يعرف تمام المعرفة شخصية وطباع كل واحد منا وهو لا يخاف ولا يهتز أبداً من أصحاب القلوب غير المتجهة بكاملها إلى الرب، فعندما نأخذ قرارات جريئة وبدايات قوية لنتحرك في خطة الرب لحياتنا، وننطلق بقوة وزخم جديدين، وكون إبليس يلِّم بتفاصيل حياتنا السابقة ومحاولاتنا السابقة، يعرف أنه بعد هذه الانطلاقة سنتوقف، لنعود ونبدأ بنفس الرحلة من جديد، لكن ما يخيف إبليس انطلاقة أصحاب القلوب المتجهة بكاملها نحو الرب، والتي لا تتوقف في وسط الطريق مهما صادفها من معوقات ومشاكل، إنه يخاف من الأشخاص المثابرين والذين لا يتوقفون في وسط الطريق مهما غلت التضحيات وكبرت. لقد أحبَّ يسوع الرجل الغني كثيراً، لكنه لم ينبهر بإعلان هذا الرجل عندما قال للرب أنه يتبع الوصايا كلها منذ حداثته لأن الرب كان يعرف أن قلبه لم يكن بالكامل لهُ، وها هو الرب يضع إصبعه على مكان مرض هذا الرجل الغني، وهو محبة المال أكثر من محبة الرب، وها هو هذا الرجل يمضي حزيناً لأنه لم يتمكن من تلبية طلب الرب. إتجاه قلبه لم يكن كاملاً تجاه الرب !!! وها هو الرب يوصي تلاميذه أن يكونوا كاملين، عندما طلب منهم أن يحبوا أعداءهم، ويصلّوا لأجل الذين يضطهدونهم، لأنه عرفَ أن أصحاب القلوب غير المتجهة بكاملها نحو الرب، تستطيع أن تحب الذين يحبونها، وتحسن للذين يحسنون إليها، ولكنها ستقف في منتصف الطريق وتمضي حزينة كالرجل الغني، عندما نطلب منها أن تحب أعداءها أو الذين اضطهدوها، ووحدها القلوب المتجهة بكاملها نحو الرب تستطيع أن تكمل المسيرة، لذلك أوصاهم الرب ويوصينا نحن أيضاً أن نكون كاملين كما أن أبانا السماوي كامل. والقلب المنقسم يا أحبائي لن يستطيع أن يكمل الرحلة، كما لم يستطع أحد من هؤلاء الملوك أن يكمل الرحلة كما بدأها، فكلهم كانت بدايتهم رائعة لكن النهاية كانت محزنة، وغالباً، لا بل أستطيع أن أقول دائماً القلوب المنقسمة أو القلوب التي يملك عليها أو على جزء منها شيء آخر غير يسوع، عاجلاً أم آجلاً إذا لم نملّك يسوع بالكامل سيتحول هذا الشيء الصغير إلى حجم أكبر وسيمتلك قلبنا بكامله بدلاً من يسوع، وأكبر برهان على ذلك من كلمة الله، هي قصة الملك هيرودوس الذي كان يهاب ويحمي يوحنا المعمدان، كما كان يقول عنه أنه رجل صالح وقديس وكان يسره أن يستمع إليه لكن هذا الملك في نفس الوقت كان يحب هيروديا وقد تزوجها بطريقة غير شرعية، فقد كان قلبه منقسماً بين هيروديا ويوحنا المعمدان، وها هي هيروديا تتغلب في النهاية على يوحنا المعمدان وتفوز بقلب الملك بكامله، وها هو الملك يقتل يوحنا المعمدان إكراماً لها، بالرغم من محبته لهُ في البداية، وتقول الكلمة أن الملك حزن قبل أن يقتل يوحنا، لكن حزنه لم يكن كافياً، وهو كحزن الرجل الغني بعدما كلمه يسوع، لكنه مضى دون أن يلبي طلب يسوع، وهيرودس قتل يوحنا أيضاً ولم يلبِ رغبة يسوع، أحبائي حذار من القلب المنقسم غير المتجه بكامله نحو الرب، لن يستطيع أن يكمل الطريق. الملك يوآش لم يرمِ السهام كلها، الملوك الخمسة لم تكن نهايتهم جيدة كالبداية، الرجل الغني مضى حزيناً ولم يستطع أن يتبع يسوع، وهيرودس قتلَ من كان يحب ومن كان يعتبره صالحاً وقديساً، حذار حذار حذار !!! هذه من ناحية القلب الكامل، وتبقى ناحية أخرى وهي المثابرة في ميدان السباق حتى النهاية، بالرغم من الصعوبات، وبالطبع لن يثابر إلاَّ صاحب القلب المتجه بكامله نحو الرب، لكنني رأيت أنه لا بد من الإشارة إلى هذه الناحية، فالمطلوب من أولاد الرب ليس البداية القوية والمندفعة فقط، بل المثابرة حتى النهاية، يسوع وفي مقطعين منفصلين من الأناجيل الأربعة نبهنا إلى ذلك، ففي قصة قاضي الظلم وفي قصة الرجل الذي يذهب إلى صاحبه عند منتصف الليل، أراد يسوع أن يعلمنا ضرورة الصلاة بلجاجة وإكمال الطريق حتى آخره دون ملل ودون توقف، لأنه يعرف تماماً أنه ستعترضنا مشاكل ومعوقات من العدو في الطريق، مما جعله ينبهنا قبل حدوثها، وهذا ما يصيب أغلبنا في وسط الطريق، عندما نجاهد ونجاهد ونصلي ونحارب ولا نرى نتائج سريعة، فما تلبث أن تنهار عزيمتنا وقوتنا ونتوقف في منتصف الطريق، وهذا بكل تأكيد ما يجعلنا نخسر رؤية النهايات السعيدة والمثمرة والحصاد الكثير على الصعيد الشخصي أو على صعيد عمل الملكوت ككل، ولستُ أعلم لو كان دانيال قد توقف عن الصلاة في اليوم الخامس عشر، إن كان الملاك سيكمل طريقه نحوه ويبلغه إجابة الرب على صلواته ؟ نعم لقد صلى وصام واحد وعشرون يوماً، إلى أن وصل إليه الملاك حاملاً لهُ إجابة الله، وقال الملاك لهُ : " صلاتك سمعها الله من اليوم الأول، لكن الأرواح الشريرة أعاقتني كل هذه المدة من الوصول إليك "، ولو لم يكمل دانيال صلاته حتى النهاية، فإنني شخصياً لا اعتقد أن هذا الملاك كان سيصل إليه، وبالتالي فإن إجابة الله ونتيجة الصلاة لم تكن ستصل إليه أيضاً. وهنا أريدك أن تتوقف قليلاً معي وتسأل نفسك كم من أمور ومواضيع بدأتَ بالصلاة من أجلها وتوقفتَ في منتصف الطريق دون أن تنال إجابة أو نتيجة ؟ وأنا أعتقد أنه عندما سنذهب إلى السماء، كلنا سنكتشف دون استثناء كم من الأمور كانت على وشك أن تتحقق في حياتنا أو على صعيد خدمتنا، لو أكملنا الصلاة والصوم والحرب من أجلها، وربما لوقت قصير بعد. أعتقد أنها حقيقة دامغة لا يستطيع أحد أن يتجاهلها. فكاتب الرسالة إلى العبرانيين يقول: " ولكننا نرغب في أن يُظهر كل واحدٍ منكم مثل هذا الإجتهاد إلى النهاية، حتى يتحقق رجاؤكم. لا نريد أن تكونوا متكاسلين، بل أن تقتدوا بالذين يؤمنون ويصبرون فيرثون ما وعدَ الله " (عبرانيين 6 : 11 – 12). أحبائي: لنشجع بعضنا البعض في هذا الصباح، ولنتجه بقلوبنا بصورة كاملة نحو الله، فلماذا أقبل بالخطة رقم 2 لحياتي، بل لنصرخ إلى الرب ونقول لهُ أريد الخطة رقم 1 لحياتي، أريد مشيئتك الكاملة المرضية الصالحة، ولا ننسى أن ما يطلبه الرب هو القلب، إتجاه القلب الكامل نحوه، قد تكون أعمالك ناقصة، ليس مهماً، المهم هو موقف قلبك، يقول المزمور 104 : 18 " للوعول جبالها الشامخة، وللوبار ملجأها في الصخور "، فأن كنتَ وعلاً قوياً إصعد إلى قمم الجبال، وأن كنتَ وبراً صغيراً (أرنب) إختبىء في الصخر، صخر الدهور يسوع المسيح، المهم موقف قلبك، إذا سقطتَ في الطريق لا تخف، فالصدِّيق يسقط سبع مرات ويقوم ويقول: " لا تشمتي بي عدوتي إن سقطتُ أقوم "، المهم موقف قلبك، وردد مع داود ما قالهُ في: المزمور 101 : 2 " بتعقل أسعى إلى الكمال، مهما يا رب حلَّ بي. بقلبٍ سليمٍ أسلك في بيتي "، المهم أن تسعى إلى الكمال، كمال القلب تجاه الرب. وهنا لا أريدك أن تقع في فخ " هوس الكمال " وتطلب دائماً الأعمال الكاملة والناجزة والتي لا يعتريها أي خلل، لا ليسَ هذا المقصود، فما دمنا في هذا الجسد، كلنا سيخطىء في الطريق، نقع ونقوم، وسأقول لكَ لن تبلغ الكمال التام على هذه الأرض، لكن السؤال الأساسي الذي أتركه بين يديك اليوم هوَ: هل أسعى إلى الكمال دوماً مهما حلَّ بي ؟ هل إتجاه قلبي بكامله نحو الله ؟ ولنقرأ معاً ما قاله بولس الرسول في رسالته إلى أهل فيلبي " ولا أدّعي أني فزت بذلك أو بلغتُ الكمال، بل أسعى لعلي أفوز بما لأجله فاز بي المسيح يسوع. أيها الإخوة، لا أعتبر أني فزت، ولكن يهمني أمر واحد وهو أن أنسى ما ورائي وأجاهد إلى الأمام ". نعم ما زلتُ أسعى، هذا ما قالهُ بولس، وهذا هو المهم، أنسى ما هو وراء وأمتد إلى الأمام، وهذا هو المطلوب من كل واحد منا. ويوصي بولس الرسول تيموثاوس قائلاً لهُ: " ليكون رجل الله كاملاً مستعداً لكل عمل صالح ". نعم لنكون كاملين كما أن أبونا السماوي كامل، وتذكر دائماً ليس المهم في البداية أعمال وإنجازات كاملة لا تشوبها شائبة، إنما إتجاه قلب بكامله نحو الرب. |
24 - 08 - 2016, 12:23 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: لو رميت السهام كلّها
تأملات رائعة
شكرا جدا |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خذ، يا رب، وأقبل حريتي كلّها، ذاكرتي وعقلي وإرادتي كلّها |
سمك رامي السهام |
كلما رأيت فقيراً رأيت الله |
خذ السهام |
السهم | السهام |