الذين يعانون من متاعب زوجية أو أسرية أو معيشية
يتكرر ذلك عندما يقرر الزوج أن يترك منزله هاربًا من مشاكل أسرية أحاطت به وعكرت صفو حياته، وتضيق أمامه السبل، فيتجه بفكره إلى أديرة الرهبان، حيث يجد هناك الإقامة والطعام. وقد يؤدي هناك بعض الأعمال التي تتناسب وخبرته العملية، وقد يأتي ذلك بدايةً في شكل تهديد، كأنه سينتقِم ممن حوله الذين ضايقوه.. غير أن الأديرة في مجملها تعتذر لأمثال أولئك، وذلك لكي تضعهم أمام مسئولياتهم، حيث يجب عليهم ألا يهربوا من دورهم في الحياة، وعليهم بالتالي البحث عن حلول مناسبة وواقعية، وقد يكون من الصعب على شخص عاش حياة اجتماعية متشعبة مابين أسرة وأصدقاء وأقارب، الاستمرار في الدير، بعكس شاب كان يعد ذاته للرهبنة والإقامة في الدير منذ سنوات سابقة على التحاقه بالدير فتدرب كثيرا حتى ترهب.
وهناك مشهد أخذ يتكرر كثيرا في السنوات القليلة الأخيرة، إذ يحضر بعض من الرجال يسألون عن شخص متغيب عن منزله متوقعين أن يكون قد انزوى في أحد الأديرة، ربما بسبب خلافاته معهم وربما رغبة منه في مفاجئتهم وربما لتوارث الفكرة لدى الناس بأن الدير يقبل كل من يفد إليه دون مراجعة أو قيد أو شرط.
ولكن مثل هذا حدث في الأزمنة الغابرة عندما كان الزوج يتفق مع زوجته على ترك الأولاد في بيوت مخصصة لهم، وبينما يتجه الأب إلى دير للرهبان، تتجه الزوجة إلى بيت للعذارى، وقد حدث أيضا أن حضر بعض الآباء إلى الرهبنة وبصحبتهم أولادهم بينما اصطحبت الأم بناتها إلى دير الراهبات (حدث ذلك مع القديس قاريون الذي ترك زوجته وابنه وابنته وترهب، فلما ضاق الأمر بالأسرة حضروا إليه جميعا وكان يفصلهم عنه بحيرة ماء وفيما هو يكلمهم عبر الابن زكريا إليه فقال الأب للأم أنها قسمة عدل: فليكن الولد معي ولتبق الابنة معك، وهكذا عاش زكريا مع أبيه وقد صار من أشهر رهبان الإسقيط فيما بعد).