تخوفات المستقبل
وعندما يقترب موعد دخول الدير، فإن الخوف والقلق ينتابان الشاب، إذ يتذكر أنه في الدير سيواجه حربًا ضارية، ويسمع من الناس، ويقرأ في بستان الرهبان عن تفرغ الشيطان لقتال الراهب وتفننه في ابتكار الطرق لإسقاطه، فيجد ذاته سبحًا في لجة هذه الأفكار، مستعرضًا أمامه أمثلة هذه القتالات، فتارة يتخيل ذاته أمام الشيطان الذي يحاول قتله، ومرة أخرى أمام شيطان آخر في صورة امرأة تريد سلبه بتوليته، وثالثه قباله جماعة منهم يمنعونه من الصلاة.. إلى غيرها من مظاهر الحروب المختلفة، إلى جانب حروب الفكر.
هنا ونقول أن الله لا يسمح للشيطان أن يجرب أي راهب أو أي إنسان إلا بالقدر الذي يتناسب مع امكاناته ورصيده الروحي، وبالتأكيد أن الله لن يتخلى عنه في الحروب التي سيواجهها في الدير.