المسيح والأسينيين
لم يرد ذكر لتلك الجماعة في أسفار العهد الجديد، وأن كان البعض يرى أن يوحنا المعمدان كان واحدًا منهم، وكان تعليم المسيح معارضًا في كثير من جوانبه لاتجاهات الأسينيين، فبينما اعتزل الأسينيين الخطاة والعشارين، اقترب منهم يسوع وأكل وشرب معهم (متى 11: 9 ولوقا 7: 34) كما عارض السيد المسيح بشدة التزمت في تنفيذ وصايا الناموس، وأتى يسوع في جسد إنسان مادي، وهو ما عارضه الأسينيين الذين اعتبروا المادة شرا، كما سبق القول. ونبهنا السيد المسيح أنه من داخل الإنسان يخرج الشر، وبينما استنكر الأسينيين الخدمة في الهيكل، كان المسيح يأتي إليه في الأعياد وعلم فيه كثيرًا، وأن كان قد استنكر إساءة استخدامة وتنبًا بخرابه، وقد أُطلق عليه: إنسان أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة (لوقا 7: 34) وهي الصفات التي سخر منها كثيرًا كل من الفريسيين والصدوقيين والأسينيين
هذا وقد أثر الأسينيين كثيرًا على الحياة اليهودية، وقادوا حركة تقشفية نسكية لم تكن معروفة، ولفتوا انتباه الشعب إلى نوع أرقى من الحياة يسمو فوق مستوى الجسد والحياة والمادة.