صارت الغلبة مناحة!!
جاء يوآب قائد الجيش ودخل فرحًا مفتخرًا فوجد الملك يبكى وينوح. وتسلل العسكر ورجال الحرب للدخول إلى المدينة بسكوت عندما سمعوا أن الملك يبكى وينوح. دخلوا كما يتسلل القوم الخجلون عندما يهربون في القتال، وكانوا خائفين لئلا يقع بهم داود أو يعاقبهم من أجل مقتل ابنه. فدخل قائد الجيش، وقال له: ما الذي فعلته؟! قال له ابني مات، قال له ابنك هذا خائن وقد رأيت كيف قام بثورة عليك، قال له داود: لكن هل نسيت إنه ابني؟!
أجابه يوآب وقال: قد أخزيت اليوم وجوه جميع عبيدك منقذي نفسك وأنفس بنيك وبناتك وكل من لك..! وقد رأيت كيف خاطر كل منا ووضع روحه على كفه، وضحى بحياته من أجل ملكك ومن أجل كرسيك وعرشك وتاجك. فالآن قم وأخرج وطيّب قلوب عبيدك وأشكرهم على ما صنعوه، لأنه إن لم تخرج لا يبيت أحد معك هذه الليلة، ويكون ذلك أشر عليك من كل شر أصابك منذ صباك إلى الآن.
فقام داود وغسل وجهه، ولبس ملابسه، وتحامل على نفسه، وجلس على الكرسي، وابتدأ يستقبل التهاني وقلبه يتمزق من الداخل ويقول في قلبه أبشالوم يا ابني يا ليتني مُت عوضًا عنك.