|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نجنى من الدماء يا الله داود النبي في توبته قال في المزمور "نَجِّنِي مِنَ الدِّمَاءِ يَا اللهُ إِلَهَ خَلاَصِي فَيُسَبِّحَ لِسَانِي بِرَّكَ" (مز51: 14).. وماذا يعنى بعبارة نجنى من الدماء؟ بالنسبة لداود تعنى أن يغفر له خطية قتل أوريا الحثى. ولكن بالنسبة لمن يصلى الآن بهذا المزمور؛ هل هي تعنى أن لا يمسك الإنسان السكين لكي يذبح الناس..؟ كلا. لكنها تعنى أن مجرد العثرات، والظلم، والكراهية، وعدم المحبة، كل هذه دماء مسفوكة. أي إنسان تسببت له في عثرة ما، فدمه يُطلب من يدك. وإن قلت لله "نَجِّنِي مِنَ الدِّمَاءِ يَا اللهُ إِلَهَ خَلاَصِي فَيُسَبِّحَ لِسَانِي بِرَّكَ"، سيقول لك: "اِغْتَسِلُوا. تَنَقُّوا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ" (إش1: 16). اغسل يدك من الدم، انظر من أعثرت، واغسل يدك من دمه.. لكن احذر... أن تفعل مثلما فعل بيلاطس الذي قال "إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ. أَبْصِرُوا أَنْتُمْ" (مت27: 24)،وغسل يديه وفي نفس الوقت جلس على كرسي القضاء وحكم على السيد المسيح بالإعدام صلبًا!! وقال أنا بريء من دم هذا البار!! لكن العدل الإلهي لم يغسل هاتين اليدين الأثيمتين، وظل بيلاطس مسئولاً أمام الله عن هذه الجريمة الشنعاء؛ إذ كيف يحكم على إنسان في نفس الجلسة بالبراءة والإعدام في وقت واحد؟! وتهلل اليهود وقالوا "دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا" (مت27: 25). وقال السيد المسيح لبيلاطس "لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ. لِذَلِكَ الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ" (يو19: 11). إذا كان دمى مطلوب من يدك أنت يا بيلاطس، لكن هؤلاء اليهود سيُطلَب دمى من أيديهم أكثر وأكثر، لأنه إذا كنت أنت إنسانًا وثنيًا ورومانيًا مطالَب بأن تحفظ الحق بدرجة، لكن هؤلاء مطالبون بالأكثر أن يحفظوا الحق لأنهم قالوا إنهم حماة الحق وحماة الشريعة وشعب الله، فكان لابد أن يعرفوا كيف يسلكون بالاستقامة. |
|