|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل طلعت الشمس أم كان الظلام باق وقت القيامة؟ الانتقاد الثاني: كيف يقول في الزيارة الأولى "إذ طلعت الشمس" (مر16: 2) وفي الأخيرة يقول "والظلام باق" (يو20: 1)؟ الإجابة: إذا نظر أحد عند أول طلوع الفجر سيجد أن السماء ناحية الشرق لونها أبيض أو لبنى فاتح وناحية الغرب لونها أسود أو أزرق قاتم. في التعبير الدارج الشعبى عبارة "طلعت الشمس" يُقصد بها طلوع قرص الشمس، ولكن في التعبير الكتابى نور الشمس هو شمس، وأشعة الشمس هي شمس. فعبارة "طلعت الشمس" تعنى أشرقت أنوار الصباح، هذا هو بصيص النور الذي يبدأ في الظهور ناحية الشرق. وتستمر العملية حوالى الساعة إلا الربع إلى أن يصل النور اللبنى إلى الغرب ثم يبدأ بعد ذلك قرص الشمس في الظهور. فعبارة "طلعت الشمس" تعنى بداية الفجر وعبارة "الظلام باق" تعنى نهاية الفجر. مدة الساعة إلا ربع هذه هي التي زارت فيها مريم المجدلية القبر خمس مرات. لكي تحدد لنا الأناجيل أحداث القيامة بالضبط وبالثانية قالت في الحدث الأول "طلعت الشمس" وفي الحدث الأخير قالت "الظلام باق". لكن إذا قيل في الحدث الأول "والظلام باق" فالظلام باق من الساعة السادسة مساءً. "الظلام باق" وحدها لا تحدد شيئاً لأن "الظلام باق" تستغرق الليل بطوله. ولو قال البشير في الزيارة الأخيرة "إذ طلعت الشمس" فقط فلن تعطى التوقيت الدقيق لأن الشمس طلعت بنورها ثم طلعت بقرصها ثم طلعت في السماء ثم أصبحت فوقنا. فعبارة "طلعت الشمس" أيضاً غير محددة إذ تشير إلى النهار كله. لقد عكست الأناجيل التوقيت بمعنى أنها أوردت طلوع الشمس ليلاً وبقاء الظلام نهاراً لكي تعطينا زمناً معيناً بالتحديد. وبهذه الطريقة يمكن تحديد الزمن متى بدأت أحداث القيامة ومتى انتهت آخر ظاهرة. إذاً تعبير "والظلام باق" ممكن أن يشمل الليل كله، وتعبير "إذ طلعت الشمس" ممكن أن يشمل النهار كله، فإذا ذكر الإنجيل أحدهما فقط يكون قد ترك المدة مفتوحة على الليل كله أو على النهار كله وبالتالي لم يحدد شيئاً،أما بذِكر التعبيران معاً "والظلام باق" و"إذ طلعت الشمس" يكون بذلك قد وضع توقيتاً محدداً جداً، أي: طلوع الشمس في الليل، وبقاء الظلام في النهار. وبالتالي يمكن تحديد الزمن بالدقيقة وبالثانية متى بدأت أحداث القيامة ومتى انتهت الزيارة الأخيرة. عندما يقول في الزيارة الأولى "طلعت الشمس" تعنى باكراً جداً أي مع أول بصيص من النور. وعندما يقول في الزيارة الأخيرة "والظلام باق" تعنى آخر اللون الأزرق القاتم في الغرب والظلمة تتلاشى. "الظلام باق" لا تعنى أن الظلام مخيم بل متبقي منه جزء ضئيل جداً. بهاتين العبارتين معاً حددت الأناجيل ميعاد بداية أحداث القيامة ونهايتها بدقة وبدونهما لما استطعنا تحديد المسافة بين البداية إلى النهاية والتي قد تصل إلى الساعة تقريباً وتصبح مفتوحة دون أية تحديدات. هنا نرى السيمفونية الجميلة التي عزفتها الأربعة بشائر مع بعضها البعض حتى تجعلنا نعيش أحداث القيامة وكأننا كنا نعيش مع الرسل ومع المريمات في فجر أحد القيامة. |
|