تأمل في عيد الميلاد 2009 للأنبا بيشوي
تأمل أبينا الحبيب نيافة الأنبا بيشوى
فى عيد الميلاد المجيد لعام 2009
بناتنا المباركات راهبات دير القديسة دميانة وطالبات الرهبنة..
تهنئتى لكم بعيد الميلاد المجيد أي بحلول الله الكلمة بيننا حلولاً حقيقيًا، وليس مجرد ظهور مؤقّت...
كانت ظهوراته في العهد القديم هي نوع من التمهيد ليبرهن على إمكانية معايشته لنا.. مثلما أكل تحت بلوطات ممرا مع أبينا إبراهيم، وتحاور مع سارة واعدًا إياهما بابن الموعد. كذلك كانت هذه الظهورات هي براهين تم تسجيلها في الكتب المقدسة لتساهم في إثبات تجسّد الابن الوحيد.
لم يستطع الإنسان أن يرتفع ليصل إلى الله وكان يشعر أن الله عنه بعيد. فتنازل الله بأن أخلى الكلمة نفسه واتخذ طبيعة بشرية كاملة، وإذ وُجد في الهيئة كإنسان أشبع البشرية من حنينها إليه واشتياقها أن تراه، وأن تتلامس معه، وأن تسمعه بكل الحب يناغيها وتناغيه...
ما أعجب الحمامة الصبية وهي تناغى الطفل الصغير، وتحمله وهو مثل النسر العتيق الأيام "نشرو عَتيق يَوموثو"(1). لقد سبّحته البشرية -أعنى الكنيسة عروس المسيح- من خلال تسابيح العذراء مريم التي لم تنقطع وهي ممتلئة من الروح القدس: وهو في أحشائها،وهي تحمله على ذراعيها.. وهي ترضعه من لبنها.. وهي تهتم به من كل ناحية كطفل وكصبى وحتى كشاب كبير.. وتسبّحه حتى إلى الصليب، ومن بعد قيامته وصعوده.
طوباك يا مريم يا من صرت مثل القيثارة التي تهز الكاروبيم، وأنتِ أوّل من سبّح الكلمة المتجسّد من بين البشر.. سبحتِه بعقلك وبمشاعرك وبوجدانك وبفهمك الذي فاق في كرامته تسابيح السمائيين؛ إذ أنك صرت سماءً ثانية وعرشًا وأمًا لمصدر النور والفرح وصانع السلام.
كلنا يا مريم نسبّحه معكِ ونناغيه وهو يناغينا، مثلما قال: "كإنسان تعزيه أمه هكذا أعزيكم أنا" (إش66: 13) فمن هو الذي يناغى الآخر؟ ومن هو الذي يحمل الآخر؟ ومن هو الذي يحتضن الآخر؟ ومن هو الذي يُرضع الآخر؟ أهو أنتِ أَم ابنِك الذي ولدتِه وهو الأصل "avrch," الذي منه نولد نحن بالروح القدس والذي به قد دخلنا إلى الوجود عندما لم نوجد.
الرب يُشرق بنوره في قلوبكن جميعًا كما أشرق في قلب العذراء مريم والدة الإله "Qeoto,koj".
بيشوى
خادم الدير