منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 03 - 2014, 05:56 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ح - تفسير سفر المزامير
8 - ح
نصيبي أنت يا رب


[57- 64]
إن كانت الوصية هي عزاء الإنسان في أرض غربته، فهي من جانب آخر تهيئ النفس كعروسٍ تلتقي بعريسها، تتقبله نصيبًا لها، وتقدم حياتها نصيبًا للرب. هنا يختبر المرتل أعماقًا جديدة لغنى نعمة الله التي تربطه به، لا لينال من فيض عطاياه أو يتمتع بنصرات متوالية فحسب، إنما ينال الله نفسه نصيبًا له. فيكون من خاصته، يسمع القول الإلهي: "لا تنال نصيبًا في أرضهم، ولا يكون لك قسم في وسط بني إسرائيل" عد5:16. فيترنم قائلًا: "الرب نصيب قسمتي وكأسي" مز5:16؛ "نصيبي هو الرب قالت نفسي؛ من أجل ذلك أرجوه؛ طيب هو الرب للذين يترجونه، للنفس التي تطلبه" مرا 24:3، 25.
1. بالوصية نتقبل الله نصيبنا
57.
2. بالوصية نعاين عريسنا السماوي
58.
3. بالوصية نسلك طريق العريس
59.
4. بالوصية نتهيأ للعُرس
60،61.
5. بالوصية تُمارس حياة العُرس المفرحة
62.
6. بالوصية نمارس حياة العرس الجماعية
63.
7. بالوصية ننتظر يوم العريس الديان
64.
نصيبي هو الرب
من وحي المزمور 119(ح)
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ح - تفسير سفر المزامير - نصيبي أنت يا رب
1. بالوصية نتقبل الله نصيبنا

غاية وصية الرب أن تقدم لنا الرب عريسًا لنفوسنا، نتحد معه، وننال شركة الطبيعة الإلهية، أي ننعم بسماته فينا، فنتهيأ للعرس الأبدي. سمته الرئيسية هي "الحب"، يقدم ذاته عطية لمحبوبته، يقدم حياته مبذولة كعطاءٍ ثمينٍ أو كعربونٍ للعرس أو كمهرٍ لنا، لذا يقول المرتل:
"حظي (نصيبي) أنت يا رب،
أن أحفظ ناموسك" [57].
* قال الرب لهرون وللاويين: لا ترثوا من أرضهم شيئًا، ولا يكون لكم نصيب معهم، لأني أنا نصيبكم وميراثكم... (عدد18:23). قيل هذا عن جميع الذين يرفضون الأمور العالمية، ويتركون الأرضيات ولا يشتهونها. هؤلاء حظهم (نصيبهم) هو الرب، وهم يحفظون ناموسه القائل: لا تهتموا بما تأكلون ولا بما تشربون، ولا بما تلبسون.
أنثيموس أسقف أورشليم
* الإنسان الذي ترك أمور هذه الحياة، ولم يعد له أي نصيب في الأرض وليس لديه أية شهوة إليها، بل يكتفي بالرب وحده عوضًا عن الكل، مثل هذا يقول: "الرب هو نصيبي". وبالتالي يقول: "أن أحفظ ناموسك"، أي أحفظ الناموس الروحي الذي يقول عنه بولس الرسول: "فإننا نعلم أن الناموس روحي" رو14:7 الخ. فكيف إذًا يستطيع هؤلاء أن يتخذوا الرب نصيبًا لهم ما لم يحفظوا ناموسه؟
العلامة أوريجينوس
كثيرا ما رأى داود النبي الغنائم وصياح الغالبين كل حسب نصيبه، أما هو فكانت صرخات قلبه أعظم وأقوى لأنه وجد في الرب نفسه ميراثًا له وغنيمة عظيمة، بل خالق الكل. وصار من هو أعظم من كل كنوز العالم ملكًا له وهو أيضًا في ملكيته، الأمر الذي لم يتحقق ما لم يتنقَ قلبه بحفظ الوصية أو الناموس الروحي الذي يكمل بالحب. وقد قال السيد المسيح: "إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه نأتي وعنده نصنع منزلًا" يو23:14.
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ح - تفسير سفر المزامير - نصيبي أنت يا رب
2. بالوصية نعاين عريسنا السماوي

إن كانت الوصية الإلهية تدفعنا إلى طلب الرب نصيبًا لنا عوض الزمنيات، فإنه إذ يلتهب قلبنا شوقًا إليه نطلب رؤيته بالبصيرة الداخلية، أي بالقلب، حتى ننال رحمة فنراه فيما بعد وجهًا لوجه. وكأن حبنا له يزيد شوقنا إليه فلا نستريح حتى نراه أبديًا!
"توسلت إلى وجهك بكافة قلبي،
ارحمني كقولك" [58].
* وجه الله الآب هو ابنه كما سبق فقلنا، وذلك كقول الرسول إنه شعاع مجده وصورة أقنومه. إذًا نتوسل نحن المسيحيون إليه، وذلك بكل قلوبنا في طهارة، لأن طاهري القلب يعاينون الله؛ كما نلتمس الرحمة حسب قوله، أي كوعده.
أنثيموس أسقف أورشليم
* وجه الله هو رسم جوهره (عب3:1). من يشتهي وجه الله بكل قلبه، فيستطيع أن يتأمله بقلب نقي، ويثبت نظره ه يُرحم كقول الرب. مثل هذا الإنسان يستطيع أن ينطق بالكلمات التي أمامنا.
يا لعظمة ذاك الذي يرى وجه الله. ليعلمك الرب يسوع عظمته، إذ يقول: "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" مت8:5.
القديس ديديموس الضرير
* "ارحمني كقولك" [58]، يلزم أن تأتي الرحمة حسب قوله وليس في مخالفة الناموس... الله نور (إش60:19)، ونار أكلة (تث24:4)؛ هو نور للأبرار، ونار للخطاة.
هكذا إذ يعرف داود النبي أنه ليس أحد طاهرًا من دنس، عاد يطلب الرحمة بعدما أخطأ، يطلبها لا عن خطايا حاضرة بل سابقة، لأن "قول" الرب يعلن المغفرة للخطاة بشرط حدوث تغير كلي في النفس، وعدم إبقاء أي أثر للخطية فيها.
بدون رحمة الله ومعونته لن يقدر أحد أن يعاين وجهه، لأن الله يظهر ذاته لذاك الذي يطلب الرحمة.
أي الأحوال لم يذكر الكتاب المقدس أن أحدًا رأى الله (يو18:1)، إنما قيل إن الله يتراءى للأبرار.
العلامة أوريجينوس
* لقد عرف أنه يستحيل عليه في الوقت الحاضر أن يرى ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر قلب إنسان (1كو9:2). إنه يعرف أن مجد الله غير منظور للأعين الجسدية1.
القديس هيلاري أسقف بواتييه
هكذا لا يكف المرتل عن التوسل إلى الله لرؤية وجهه، وهو في هذا لا يتكل بره الذاتي أو قدراته إنما وعود الله الرحيم، لهذا يصرخ: "ارحمني كقولك". كأنه يقول: يبقى قلبي معذبًا حتى يختبر رحمتك التي وعدتني بها، هذه التي تحملني إلى التمتع بوجهك.
كلمة "ارحمني" هنا تعني وجود إحساس بألم الحرمان الذي لن يزول إلا بمراحم الله، تاركًا لها الوسيلة لتحقيق ذلك. فقد تُعلن مراحم الله خلال طول أناته وترفقه وقد تُعلن خلال تأديباته. فإنه لا تشغلني ما هي الوسيلة، إنما أن أكون في دائرة رحمتك التي تدخل بي إلى نور وجهك.
* يمكن للمريض أن يقول لطبيبه: "ارحمني كقولك"، أي عالجني حسبما تقرر مهنتك. فإن من يسأل الطلبة يعرف الوسيلة التي بها تُمارس الرحمة.حقا يؤكد الله خلاصنا بالتأديب، ويحل التأديب لأن الله يحب الآنسان.
الأب ثيؤدورت
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ح - تفسير سفر المزامير - نصيبي أنت يا رب
3. بالوصية نسلك طريق العرس

إذ نراه بالإيمان خلال نقاوة القلب لا نفكر إلا في طريقه الملوكي، فنرد أقدامنا إلى طريق شهاداته، حتى نسرع إليه بلا تراخٍ، ونجعل من شهاداته قانون سيرنا وسلوكنا الذي لا ننحرف عنه.
"تفكرت في طرقك،
رددت قدمي إلى شهاداتك" [59].
يرى البعض أن التشبيه هنا في عبارة "تفكرت في طرقك" مأخوذ عن التطريز حيث يهتم الشخص بالثوب بدقة شديدة من كل جوانبه، فتسير الأبرة في خط مرسوم لها دون انحراف عنه.
* أعني إنني دائمًا أفتكر في أعمالك، وأرتب سيرتي حسب وصاياك بكونها حق وجيدة للذين يفكرون فيها.
أنثيموس أسقف أورشليم
* "تفكرت في طرقي"، هذا هو ما يريد أن يقوله: إنني لم أنطق قط بتهورٍ أو طياشةٍ أو بغير أن أفتكر إن كان يليق أن أتكلم أم أصمت. لم أسلك بطياشةٍ أو بدون تروٍ مفكرًا ما إذا كان سلوكي مناسبًا.
تتكون طرقنا من أفكارٍ وأعمالٍ، وكأنه يود أن يقول: لقد فعلت كل شيء بتحفظٍ، لهذا وأنا أسلك "رددت قدمي إلى شهاداتك"، حتى لا أسلك خارج شهاداتك، بل تكون كل أرادتي ملتصقة بوصاياك.
العلامة أوريجينوس
* رددتهما عن طرقي الذاتية التي تسرني، حتى تتبعا شهاداتك، وهناك تجدا لهما سبيلًا... هذا بالحري يُنسب إلى نعمة الله، ككلمات الرسول: "الله هو العامل فينا" (في13:2).
القديس أغسطينوس

مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ح - تفسير سفر المزامير - نصيبي أنت يا رب
إذ كاد الابن يموت جوعًا ولم يقدر أن يملأ بطنه من خرنوب الخنازير رجع إلى نفسه (لو17:15) ليدرك غنى أبيه وحبه. فإن المرتل هنا وقد التهب قلبه بالرب نصيبه بدأ يفكر في طرقه [59] لكي يقوم ويذهب إلى بيت عريسه السماوي، بسلوكه في شهادات الرب بلا انحراف.
عجيب هو داود النبي الذي لا يتردد عن أن يراجع نفسه بين الحين والآخر، ليرد قدميه إلى شهادات الرب، فإنه مادام في الجسد يحيا هذه الأرض يتعرض إلى الآنحراف ولو قليلًا. حقًا امتاز داود النبي بالقلب اليقظ والمتضع، الذي لا يتوقف عن تصحيح موقفه من يومٍ إلى آخر. فالخلاص هو طريق التوبة المستمرة والرجوع إلى النفس تحت قيادة الروح، والتجديد اليومي فتُرد القدمان إلى شهادات الرب.
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ح - تفسير سفر المزامير - نصيبي أنت يا رب
4. بالوصية تتهيأ للعُرس

الآن وقد دخلت العرس الملوكي تعمل وصيتك فيّ فتهيئني للعرس، تحت كل الظروف، حتى القاسية. إنني أسرع إليك بغير توانٍ، محتملًا كل ألم لملاقاتك، حافظًا وصيتك.
* جعلت نفسي مستعدًا لاحتمال التجارب التي قد تفاجئني بغتة، وتمنعني عن حفظ وصاياك.
أنثيموس أسقف أورشليم
* "تهيأت ولم أتوان عن حفظ وصاياك" [60].
إن كنا منجذبين (للعريس)، وإن كنا متأهبين ومستعدين كما ينبغي فإننا لن نتوانى ولا تعوقنا القوات المضادة التي تحاربنا لكي تمنعنا عن حفظ الوصايا الإلهية. في هذا يقول الرسول: "من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد؟!" رو35:8.
العلامة أوريجينوس
قدرما أتهيأ للعرس يبذل عدو الخير إبليس كل طاقاته، مستخدمًا كل وسائله ليفسد حياتي في الرب ويحرمني من التمتع بالعرس، لهذا يصرخ المرتل، قائلًا:
"حبال الخطاة التفت ،
ولناموسك ما نسيت" [61].
يقول القديس أغسطينوس أن حبال الخطاة أو أربطتهم هي مقاومة الأعداء، سواء الروحية مثل إبليس وجنوده أو الجسديين مثل أبناء المعصية الذين يعمل فيهم الشيطان، الذين يلفونها حول الأبرار، وهي رباطات قوية وخشنة وهكذا يعاني الأبرار منها وذلك بسماح إلهي.
* أي أمر يحدث دون توقع يكون خطيرًا، إذ يدفع حتى الشجعان من الناس للاضطراب والآنذار، وأحيانًا أهوال لا تحتمل. لكن إذا ما ذُكرت أنها ستحدث فإن توقعها يخفف وطأة هجومها، وهذا ما اعتقد معنى عبارة "تهيأت ولم أضطرب".
لهذا السبب فإن الكتاب المقدس الموحى به من الله، يقول حقًا للذين يبغون المجد بسلوكهم المقدس "يا بني إن اقتربت لتخدم الرب هيء نفسك للتجربة ووجه قلبك واحتمل" (ابن سيراخ1:2). وهو لا يتحدث ليوجِد في البشر تكاسلًا واستهتارًا... لهذا فإن مخلص الجميع لكي يهيء مسبقًا التلاميذ أخبرهم أنه سيتألم الصليب ويموت جسديًا ما أن يبلغ أورشليم (مز60:120)1.
القديس كيرلس السكندري
* ما هي هذه الحبال إلا تلك الأفكار الشريرة والقوات الشريرة التي تحارب البار وتحاول إبعاده عن ثباته في الله؟ لكن تصير حبال هؤلاء الذين يلفونها حول البار باطلة مادام يضع البار كل اهتمامه في حفظ الوصايا.
بنفس الطريقة فإن الضيقات التي يسقطها الأشرار البار تُحسب حبالهم، هذه يحتملها الآنسان البار بشجاعة عندما لا ينسى الناموس الإلهي.
أيضًا الذين يحثونه الخطية بكلمات مخادعة يلفونها كالحبال، لكنه متى كان حذرًا لا ينسى ناموس الله.
القديس ديديموس الضرير
ليلقي الأشرار بحبالهم حولي، فإنهم لن يستطيعوا أن يمنعوا عني منافذ النجاة، لأن الذي معي أعظم وأقوى من الذين ! مخلصي هو سندي في كل الطريق!
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ح - تفسير سفر المزامير - نصيبي أنت يا رب
5. بالوصية نمارس حياة العُرس المفرحة

إن كان عدو الخير يبذل كل الجهد ليحول حياتنا الزمنية إلى ليلٍ دامسٍ، باذلًا كل الجهد لتحطيمنا بالأفكار الشريرة وإثارة الشهوات وإلقاء حبال الخطاة علينا، ونصب الشباك في طريقنا، لكننا إذ ننعم ببرّ المسيح يتحول ليلنا إلى شكر وتسبيح وفرح.
"في نصف الليل نهضت
لأشكرك أحكام برك" [62].
لا يقف الأمر عند الصلاة والتضرع والطلبة، لكن داود النبي يحرص حياة الشكر وسط ليل الضيقات والمتاعب. إنه لا يشكره لأنه ينجيه من التجارب، وإنما لأجل أحكام بره، إذ يحول التجارب إلى بركاتٍ مقدسة. لا يشكر الله وسط شعبه فحسب في العبادة الجماعية وإنما يشكره قبل النوم، كما يقوم في وسط الليل من نومه - ربما وسط البرد - ليقدم تشكرات نابعة من القلب تكشف عن علاقة شخصية خفية مع الله مخلصه. في نصف الليل خرج موسى من مصر (خر4:11) حيث قُتل أبكار المصريين وخلص موسى وشعبه. وفي نصف الليل سبَّح بولس وسيلا الله في السجن الداخلي (أع25:16). كما يقول داود النبي: "إذا ذكرتك فراشي، في السَحَر ألهج بك" مز6:36.
قدم لنا القديس جيروم كلمات المرتل هنا كمثال للالتزام بالسهر، قائلًا بأن السيد المسيح أوصانا أن نسهر لكي لا ندخل في تجربة (مت40:26،41) وأنه هو نفسه كان يقضي ليالٍ كاملة في الصلاة (لو12:6)، وكان الرسل يقضون لياليهم في السجن ساهرين يسبحون بالمزامير (أع25:16-38). وقد طالبنا الرسول بولس أن نصلي بلا انقطاع في سهرٍ دائمٍ (كو2:4)، كما تحدث عن نفسه قائلًا: "في أسهار" 2 كو27:11. وقد لام فيجلأنتيوس Vigilantius لأن اسمه يعني "السهر" وهو يرفض تمامًا السهر ويقاومه:
[في هذا بالتأكيد يسلك عكس اسمه...
لينمْ فيجلأنتيوس إن أحب ذلك وربما يغط في نومه، فيهلك بواسطة ذاك الذي أهلك مصر والمصريين. أما نحن فنقول مع داود: "هوذا حارس إسرائيل لا ينعس ولا ينام" مز4:121. هكذا ليأتِ إلينا القدوس الساهر. وإن كان بسبب خطايانا ينام فلنقل له: "قم، لماذا تنام يا رب؟" مز23:44. وعندما تُضرب سفينتنا بالأمواج نوقظه، قائلين: "يا سيد خلصنا، فإننا نهلك" مت25:8؛ لو24:8]1.
* هذه الحقيقة عينها الخاصة بكون رباطات الخطاة تلتف حول الأبرار هي إحدى أحكام الله البارة، بسببها يقول الرسول بطرس: "لأنه الوقت لابتداء القضاء من بيت الرب" 1بط4:17. يقول هذا عن الاضطهادات التي تعاني منها الكنيسة عندما تلتف حبال الخطاة حولها. لهذا أظن أن قوله "نصف الليل" يُقصد به الأزمنة الصعبة للمتاعب. لهذا يقول: "نهضت"، وكأن الضيق لم يُحطمه بل أنهضه، حيث ينمو ويقدم اعترافًا أفضل في نفس وقت الضيق؟
القديس أغسطينوس
* هذا يعلمنا أن نتلو نحن المسيحيون صلاة نصف الليل، لأن العريس المذكور في الآنجيل يأتي إلى العذارى في نصف الليل، ويدخل بهن إلى الخدر السماوي.
يعني القول هنا بأن العمر مثل ليلة مظلمة؛ حيث يأتينا الرب في ساعة لا نعرفها. سبيلنا إذن أن نكون مستيقظين، ننتظر حضوره بمصابيح الطهارة والرحمة، ولا نغفل لئلا نلبث خارج ملكوت الله. لأجل هذا كان الرسولأن بولس وسيلا يصليان في نصف الليل وهما في السجن.
أنثيموس أسقف أورشليم
* أراد النبي أن يوضح في كلامه أنه لا يهمل الصلاة الليلية أبدًا، حتى أنه يقوم في منتصف الليل أو من عمق نومه. وإننا نجد في سفر الأعمال أن الرسل كانوا يصنعون هكذا: "ونحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله، والمسجونون يسمعونهما" أع 25:16. لأنه في هذا الوقت بالذات تنشط القوات المضادة، وفيه أيضًا قُتل أبكار المصريين يد المهلك (خر23:12). والعكس في وقت الظهيرة تنشط القوات المقدسة، فنحو الظهر رفع إبراهيم نظره وإذا به يرى ثلاثة رجال واقفين لديه، استقبلهم كضيوف عنده (تك 1:18-5). ويمكنك أن ترى في الأحداث الواردة هنا رمزًا.
حقًا، متى يمكن أن يتحقق الظهور الإلهي إلا في أوج النهار؟ وفي المفهوم الروحي الذين يقتنون روح المسيح ويشرق عليهم النور الحقيقي هم نهار، أما الذين يسقطون في الشر ويسيطر عليهم الفساد فهم ليل. لهذا فإن النهوض يكون في نصف الليل. بما أن القوات الشريرة تختار نحو نصف الليل بالذات لكي تعمل، لذلك نهضت - بجسدي كما بروحي- لأشكرك أحكام عدلك.
أقول إن وقت التجارب هو الليل، أما النهار فلا أُجرب فيه ولا أكون فيه في خطر. أيضًا لم استسلم للتجارب في شدتها، وإنما كلمتك التي أيقظت روحي لتشكرك، فأعترف لك بخطاياي أو أحمد نعمتك. فإن هذه الكلمة (اعترف) تُستخدم في الحالتين.
يلزمنا كل حال أن نشكر أعمال عدل الله، لأن كل شيء إنما يأتي بحكم من الله، سواء في هذه الحياة أو الدهر الآتي. حقًا، إن كل أحكام الله تعبر عن عدله. يليق بنا أن نشكر الله أحكامه في كل وقت، ليس فقط في النهار، وإنما في الليل أيضًا.
العلامة أوريجينوس
* من هو صديق لنا أعظم من ذاك الذي بذل جسده لأجلنا؟
منه طلب داود في نصف الليل خبرات (لو5:11-8) ونالها، إذ يقول: "في نصف الليل سبحتك أحكام عدلك" [62]. نال هذه الخبرات التي صارت غذاءه... لقد طلب منه في الليل... (مز7:6)، ولا يخشى لئلا يوقظه من نومه، إذ عارف أنه دائم السهر والعمل.
ونحن أيضًا فنتذكر ما ورد في الكتب ونهتم بالصلاة ليلًا ونهارًا مع التضرع لغفران الخطايا، لأنه إن كان مثل هذا القديس الذي يقع عاتقه مسئولية مملكة كان يسبح الرب سبع مرات كل يوم (مز164:119) ودائم الاهتمام بتقدماتٍ في الصباح والمساء، فكم بالأحري ينبغي نا أن نفعل نحن الذين يجب نا أن نطلب كثيرًا من أجل كثرة سقطاتنا بسبب ضعف أجسادنا وأرواحنا حتى لا ينقصنا لبنياننا كسرة خبز تسند قلب الآنسان (مز14:104،15)، وقد أرهقنا الطريق وتبعنا كثيرًا من سبل هذا العالم ومفارق هذه الحياة1.
القديس أمبروسيوس
* لا تسيطر كم محبة المجد الباطل، كيف يكون ذلك والكل نائمون لا ينظرون إليكم (وأنتم تصلون في نصف الليل)؟
لا يحل بكم الكسل ولا التراخي؛ كيف يحل بكم ونفوسكم مستيقظة في هذه الأمور العظيمة؟!
فبعد مثل هذه الأسهار يحل بكم النوم اللذيذ والاستعلأنات العجيبة.
ليفعل هذا ليس فقط السيدة بل والرجل. ليكن البيت كنيسة تجمع الرجال والنساء2.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* يجب أن يشمل وقت الصلاة الحياة كلها. لكن إذا كانت هناك ثمة حاجة ملحة في فترات معينة لأن نتوقف عن السجود والترنم بالمزامير، فإنه يلزمنا مراعاة الساعات المحددة للصلاة بواسطة القديسين. يقول داود القوي: "في نصف الليل أقوم لأحمدك أحكام برك". ونجد بولس وسيلا يقتديان به لأنهما سبَّحا الله في السجن في منتصف الليل (أع25:16). ويقول نفس النبي: "مساءً وصباحًا وظهرًا" مز6:5.3.
القديس باسيليوس الكبير
* لا ينبغي أن يتحول النوم لإضعاف الجسد كلية لكن لراحته واسترخائه، وأقول لا ينبغي أن يحل بنا لغرض الاسترخاء (التساهل)، لكن لنستريح من العمل. لهذا يليق بنا أن ننام نومًا يسهل معه استيقاظنا (لو35:12-37)... لأنه لا فائدة من إنسان نائمٍ كمن هو ميت. لهذا ينبغي نا دائمًا أن نستيقظ ليلًا ونبارك الله. لأنه طوبى للذين يطلبونه ومن ثم يصيرون أنفسهم كملائكة، فندعوهم "المراقبين" لكن إنسانًا نائمًا لا يساوي شيئًا، فهو لا يعدو أن يكون أكثر من ميت4.
القديس إكليمنضس الإسكندري
يرى القديس أثناسيوس الرسولي أن حياة القديسين أشبه بعيد لا ينقطع، حياة فرح داخلي، وقد وجد داود النبي في الصلاة الدائمة عيدًا مفرحًا.
* بمثل هذه الاتجاهات والسلوك كان القديسون بحياتهم يشبهون أناسًا في حالة عيدٍ. وُجد واحد راحته في الصلاة للَّه، كما فعل الطوباوي داود، الذي كان يقوم في منتصف الليل ليفعل هكذا [62]. آخر عُرف بتسابيح الحمد مثل موسى، الذي سبح أغنية الحمد من أجل نصرته فرعون ورجاله (خر15). آخرون عبدوا بفرحٍ دائمٍ مثل العظيم صوئيل والطوباوي إيليا1.
البابا أثناسيوس الرسولي
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ح - تفسير سفر المزامير - نصيبي أنت يا رب
6. بالوصية نمارس حياة العرس الجماعية

جيد أن يمارس الآنسان حياة الشكر والتسبيح في نصف الليل في مخدعه، لكنه أينما وجد -سواء في المخدع أم في الكنيسة- فهو عضو حيّ في الجماعة المقدسة. ما يمارسه إنما باسم الجماعة كلها، لأنه شريك مع خائفي الرب وحافظي وصاياه.
"شريك أنا لكافة الذين يخافونك،
وللحافظين وصاياك" [63].
وجد داود النبي لذته في شركة القديسين "خائفي الرب"، إذ يشعر بالآنتماء إليهم. إنه شريك لكافة خائفي الرب: الأغنياء والفقراء، العظماء والعامة، الرجال والنساء، الشيوخ والشباب والأطفال جميعًا. يقول: "القديسون الذين في الأرض والأفاضل كل مسرتي بهم" مز3:16. يحدثنا الرسول بولس عن شركة القديسين في الضيق، قائلًا: "من جهة مشهورين بتعييرات وضيقات، ومن جهة صائرين شركاء الذين تُصرف فيهم هكذا" عب33:10.
* من كان كاملًا وبارًا، يتحد في مشاعره مع كل إخوته في الإيمان، ولا ينفصل عنهم بأية حال من الأحوال... يمكنه أن ينطق بالعبارة التي نفسرها.
يُوجد بعد "الذين يخافونك" "حافظوا وصاياك"، هؤلاء الذين هم أغنياء بالأكثر في الحب لأنهم شركاء في محبة الله.
العلامة أوريجينوس
* يمكن القول بأن الآنسان الكامل هو "شريك" للمسيح كقول العبارة: "لأننا قد صرنا شركاء المسيح" عب 14:3. لكن المرتل يقول في بداية كلامه: "شريك أنا لكافة الذين يخافونك"، ليس فقط لأجل الذين يخافونك، بل والذين في خوفهم يحفظون الوصايا الإلهية. علامة مخافة الرب هي أن نحفظ وصاياه.
القديس أثناسيوس الرسولي
* نفهم أيضًا من كلمة "شريك" الصديق الرفيق والشريك، وذلك بالمعنى الذي جاء في سفر الجامعة: "لأنه إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه" جا 10:4.
لعله أراد القول: إني صديق وشريك لكل الذين يخافون الله ويحفظون وصاياه لأني أنا أيضًا أخافه وأحفظ وصاياه.
القديس ديديموس الضرير
* يرى القديس أغسطينوس أن المتحدث هنا هو السيد المسيح الذي جعلنا إخوة له وأصدقاء وشركاء وأعضاء جسده خلال عمله الخلاصي.
* إنها تخص الرأس نفسه كما جاء في الرسالة التي وردت في العبرانيين: "لأن المُقدِس والمقدَّسين جميعهم من واحدٍ فلهذا السبب لا يستحي أن يدعوهم إخوة" عب11:2. لذلك يتحدث يسوع نفسه في هذه النبوة عن أمورٍ تخص أعضاءه ووحدة جسده، كما في إنسان واحدٍ منتشر في كل العالم، وقام بالتتابع خلال العصور، وعن أمورٍ تخص نفسه رأسنا. لهذا إذ صار في صحبة إخوته، الله مع البشرية، غير المائت مع المائت، بهذا سقطت البذرة في الأرض لكي بموتها تأتي بثمرٍ كثيرٍ. تحدَّث بعد ذلك عن هذا الثمر عينه قائلًا: "من رحمتك يا رب امتلأت الأرض" [64]... متى يتحقق هذا، إلا عندما يتبرر الخاطي؟ إذ ننموا في معرفة هذه النعمة يقول: "علمني برك" [64].
القديس أغسطينوس
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ح - تفسير سفر المزامير - نصيبي أنت يا رب
7. بالوصية ننتظر يوم العريس الديان

أخيرًا وقد تمتع المرتل بالرجاء في دخول طريق العُرس وتهيأ للعرس بحياة الشكر والعبادة بروح الحب الجماعي، يشارك خائفي الرب تسابيحهم وضيقاتهم، ويشاركونه أيضًا بهجته بالرب وأتعابه. يعلن أنه قد اختبر رحمة الله التي ملأت الأرض كلها، رحمته التي تحققت بالكرازة بالصليب، وها هو ينتظر يوم عدله، أي يوم الدينونة العظيم.
"من رحمتك يا رب امتلأت الأرض،
فعلمني عدلك" [64].
تمتلئ السموات بمجد الله، وتمتلئ الأرض برحمته التي يسكبها الجميع لكن قليلين هم الذين يدركونها ويعرفون أسرارها، لذلك يصرخ: "علمني عدلك".
* إن قوله "من رحمة الرب امتلأت الأرض"، إنما لأنه يشرق شمسه الأبرار والأشرار ويمطر الصالحين والطالحين، وأيضًا لأن تجسد ابنه قد ملأ الأرض من رحمته.
أنثيموس أسقف أورشليم
* يعلن عن المستقبل (أي عن العهد الجديد) بالنبوة، قائلًا: "من رحمتك يا رب امتلأت كل الأرض" بأناس يخافونك. هذا لا يتحقق إلا بسبب رحمتك، عندما تقدم نفسك معلمًا للبشرية (بالصليب).
البابا أثناسيوس الرسولي
* إن اعتبرنا كل الأشرار كافرين، إذ يبررون الظلم في حديثهم (مز72:8)، وإن نظرنا إلى طول أناة الله أمام هذه الشرور الكثيرة جدًا، يشرق شمسه الأشرار والأبرار، ويمطر الصالحين والطالحين" مت45:5، نقول: "من رحمتك يا رب امتلأت الأرض فعلمني عدلك"...
الله لا يتردد في تم الذين يطلبونه، فهو الذي يعلم الآنسان المعرفة.
العلامة أوريجينوس
إن كانت الأرض تشير إلى الجسد، فإن المرتل وقد أدرك أنه حتى جسده بكل أحاسيسه وعواطفه وإمكانياته قد تقدس خلال مراحم الله، لهذا فهو يطلب يوم الرب العظيم العادل، الذي يقيم هذا الجسد في المجد مع النفس.
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ح - تفسير سفر المزامير - نصيبي أنت يا رب
نصيبي هو الرب

كلمة الرب هو عزاؤنا في طريق غربتنا، فإننا نقبله كعريسٍ يهبنا ذاته:
1. يُسر الرب بالقلب النقي حافظ الوصية، فإليه يأتي وعنده يصنع منزلًا (يو23:14)، ويقدم ذاته للقلب الذي يهب ذاته له. حب متبادل!
2. خلال الملكية المتبادلة بين الله وعروسه - النفس التقية - يلتهب القلب شوقًا إليه فلا يستريح حتى يراه وجهًا لوجه أبديًا [58].
3. لنحفظ أقدامنا في طريق العريس الملوكي، أي في طريق التوبة بالرجوع إلى النفس تحت قيادة الروح ورد الأقدام إلى شهادات الرب [59].
4. يليق بنا أن نسرع في الطريق الملوكي ولا نتوانى [60].
5. لا نبالي بحبال الأشرار التي تحيط بنا لتمنع عنا كل منافذ الخلاص، فإن كلمة الله قادرة حفظنا وحمايتنا في كل الطريق.
6. طريق العريس مفرح، فإن حوَّله الأشرار إلى ليلٍ دامسٍ، نقوم في نصف الليل ونسبح عريسنا بأنشودة الحب وتهليل الروح [62].
7. طريق العرس جماعي فيه يختبر الآنسان علاقته الشخصية مع عريس نفسه، بكونه عضوًا حيًا في الكنيسة [63].
8. هذا الطريق ليس مستحيلًا، لأن رحمة الله قد ملأت الأرض [64].
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ح - تفسير سفر المزامير - نصيبي أنت يا رب



من وحي المزمور 119(ح)

نصيبي أنت يا عريس نفسي،

ومعك لا أطلب شيئًا!

* كل ما هو حولي يشهد لرعاية الله لي وعنايته بي،
لكن وصيتك تقدم لي ما هو أعظم.
تقدمك لي عريسُا سماويًا،
أنت نصيبي وحظي، أنت لي وأنا لك.
ماذا أطلب وقد اقتنيت واهب العطايا؟!
* أطلب أن أرى أيها الآب وجهك،
أرى كلمتك المتجسد، وجهك وبهاء مجدك.
لن استريح يا عريس نفسي حتى أراك بعينيْ قلبي.
* إذ أراك بقلبي أطلب طريقك الملوكي،
أرد قدميّ إلى طريق شهاداتك، الذي رسمته لي.
أسرع في السير ولا أتباطأ حتى أنعم بأحضانك.

مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ح - تفسير سفر المزامير - نصيبي أنت يا رب
في كل خطواتي أتفكر لكي لا انحرف عن طريقك.
مادمت في الجسد لا أتردد عن مراجعة نفسي،
ازن أفكاري وكلماتي وأعمالي بميزان وصاياك.
اعترف كل يوم بضعفاتي وخطاياي لتعمل أنت فيّ.
بهذا أتهيأ ليوم عرسي!
* لم تخدعني أيها العريس،
سبق فأخبرتني عما يحل بي من الأعداء
بهذا هيأتني لكي لا أضطرب.
ليلقوا بحبالهم حولي، فأنت أعظم وأقوى منهم!
* إذ تشتد الضيقات بي جدًا أحسب نفسي في نصف الليل،
أصرخ إليك لا لأطلب انتقامًا،
بل لأشكرك أحكام عدلك،
لأن هذا هو طريق أكليلي ومجدي!
* في نصف الليل حين يستريح الكل وينامون،
أجد فرصتي للالتقاء معك يا من لا تنعس ولا تنام!
التقي بك خلال حياة الشكر والتسبيح!
في نصف الليل حيث لا يراني أحد قط،
التقي بك خفية بعيدًا عن كل مجدٍ بشريٍّ باطلٍ!
هب لي أن أتشبه بالملائكة إن أمكن لا أنام.
هب لي أن أكون شريكًا لخائفيك، حافظي وصاياك!
* إن كان الأشرار قد حولوا حياتي إلى ليلٍ دامسٍ،
ففي نصف الليل أسبحك يا شمس البر.
تتحول حياتي إلى نهارٍ بهيٍّ.
أخيرًا ها أنا أترقب مجيئك،
تعال يا عريس نفسي!
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ح - تفسير سفر المزامير - نصيبي أنت يا رب
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ت - تفسير سفر المزامير
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ش - تفسير سفر المزامير
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة م - تفسير سفر المزامير
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ك - تفسير سفر المزامير
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ي - تفسير سفر المزامير


الساعة الآن 04:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024