03 - 06 - 2012, 11:42 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
ضع يا رب حافظا لفمي ، وبابا حصينا لشفتي
ضع يا رب حافظا لفمي ، وبابا حصينا لشفتي
ثار راهب علي أخيه الراهب وقذفه بكلمة جارحة ، وإذ اختلى بنفسه فى حديقة الدير هدأت أعصابه و بدأ يفكر بإتزان : " كيف خرجت هذه الكلمة من فمي ؟! أقوم الان وأعتذر لاخى " . بالفعل عاد الراهب إلي أخيه ، وفي خجل شديد قال له " أسف فقد خرجت هذه الكلمة عفوا مني ، اغفر لي ! "
قبل اخيه إعتذاره بحب ، لكن عاد الراهب ونفسه مُرة ، كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمه ، وإذ لم يسترح قلبه لما فعله التقي بأبيه الروحى واعترف بما ارتكبه ، قائلا له: " أريد يا أبي أن تستريح نفسي ، فإني غير مصدق أن هذه الكلمة خرجت من فمي "
قال له أبوه الروحي :"إن أردت أن تستريح إملأ سلة بريش الطيور ، واعبر علي كل قلالى الرهبان ، وضع ريشة أمام كل قلاية " . في طاعة كاملة نفذ الراهب ما قيل له ، ثم عاد إلي أبيه الروحي وقد ارتاحت نفسه قليلا نتيجة لصلوات الاب الروحى له فى غيابه ، فقال له ابوه الروحى "إذهب اجمع الريش من أمام الأبواب" .
عاد الراهب ليجمع الريش فوجد الرياح قد حملت الريش ، ولم يجد إلا القليل جدا أمام ابواب القلالى ، فعاد حزينا ... عندئذ قال له ابوه الروحى : "كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك . ما أسهل أن تفعل هذا ؟! و لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلي فمك لتحسب نفسك كأن لم تنطق بها !
فذهب الاب الراهب وقد تعلم درسا عمليا عن الاحتراس فى الكلام و اهميه الصمت فى كثير من الاحيان و تعلم ان يفكر فى كل كلمه يقولها قبل ان يتنطق بها لسانه .
لهذا ففي كل صباح إذ نرفع قلوبنا لله نصرخ مع المرتل : "ضع يا رب حافظا لفمي ، وبابا حصينا لشفتي " وايضأ اتذكر قول البابا شنودة حينما قال فى احد العظات " ان الكلمه التى تخرج من فمك تحسب عليك مهما قدمت عنها اعتذارا
|