المسيح رب الأسرة الجديدة
ولنتصور هذا الحديث بين السيد المسيح الولي الثاني وآدم الولي الأول، يقول له: تعال يا آدم لكي تفك، فيجيبه قائلاً: لا أستطيع. فيقول له: تنحى أنت واخلع نعلك، لأصير أنا رب الأسرة الجديد، ورأس البشرية الجديد.. وتصير أنت مخلوع النعل.
لقد انتهى أمر الجسد وميراث الجسد، لأن "اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ" (يو3: 6). "كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هَكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضاً وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هَكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضاً وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ سَنَلْبَسُ أَيْضاً صُورَةَ السَّمَاوِيِّ" (1كو15: 48، 49).
وأكثر من ذلك نقول إن خلع النعل يرمز إلى إبطال أعمال الناموس الموسوي التي لم يمكن أن يتم بها خلاص البشرية؛ بل كانت ترمز إلى المسيح والبر الذي في المسيح. كقول معلمنا بولس الرسول: "وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ. بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ... إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ" (رو3: 21، 22، 28)،مع ملاحظة أن السيد المسيح لم ينقض الوصايا العشر بل زاد عليها إلى تكميل الوصية، ولكنه حقق رموز أعمال الناموس مثل تقديم الذبائح الحيوانية والختان وباقي الشرائع الموسوية التي بطلت في العهد الجديد لأنها تحققت في شريعة المسيح.