منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 03 - 2014, 06:46 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

مجد وكهنوت السيد المسيح

في مناجاته مع الآب ليلة الصلب تكلّم السيد المسيح عن نوعين من المجد:
1- مجده الأزلي: قبل كون العالم بقوله للآب: "والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك، بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم " (يو17: 5).
2- مجده المسياني: الذي ظهر به في الجسد عندما أخلى نفسه وأخذ صورة عبد، ومارس عمله كمسيح للرب، ورئيس كهنة ومخلّص للعالم. وعن مجده كرئيس كهنة قال للآب في ليلة آلامه، في حديثه عن علاقته بتلاميذه الأحد عشر (بعد استبعاد يهوذا الإسخريوطي من الحديث): "وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني" (يو17: 22) وقد شرح قداسة البابا شنودة الثالث -أطال الرب حياته- هذه المسألة مؤكدًا أن المجد المقصود في هذه العبارة الذي أعطاه الرب للتلاميذ هو مجد رئاسة الكهنوت والرعاية (مجلة الكرازة 3/12/2004م العدد 37 للسنة ال32 ص 16 العامود الثاني سطر 37).
ومن المفهوم طبعًا أن السيد المسيح كان أحيانًا يكشف عن شعاع من مجده الإلهي من خلال التجلي، ومن خلال المعجزات التي أجراها وخاصة معجزة قيامته المجيدة من الأموات بقدرته الإلهية.
ولكن لم يكن من الممكن أن يعلن مجده الإلهي بصورة كاملة أثناء وجوده على الأرض، لأن البشر لن يحتملوا رؤية هذا المجد قبل أن يلبسوا جسد القيامة الروحاني الممجد. لهذا قال الرب لموسى على جبل سيناء: "الإنسان لا يراني ويعيش" (خر33: 20).
كما أن الخلاص لم يكن ممكنًا أن يتم لو أعلن السيد المسيح في تجسده على الأرض ملء مجده الإلهي. لهذا قال معلمنا بولس الرسول: "لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد" (1كو2: 8). فالمسألة إذن أن السيد المسيح قد أخفى لاهوته عن الشيطان، وأخفى مجده المنظور عن البشر إلى حين إتمام الفداء وصعوده إلى السماء ودخوله إلى مجده السمائي عن يمين الآب.
وقد شرح القديس بولس الرسول هذه الحقيقة بقوله "بالإجماع عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كرز به بين الأمم، أومن به في العالم، رُفع في المجد" (1تى3: 16)

مجد وكهنوت السيد المسيح
لقد أخفى السيد مجده الأزلي بالناسوت لكي يتمم الفداء ثم يدخل إلى مجده عند صعوده إلى السماء.
وتحدّث القديس بولس الرسول عن حالة السيد المسيح في دائرة الإخلاء عند قبوله الآلام لأجل خلاصنا فقال: "ولكن الذي وضع قليلًا عن الملائكة، يسوع، نراه مكللًا بالمجد والكرامة، من أجل ألم الموت، لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد. لأنه لاق بذاك الذي من أجله الكل وبه الكل، وهو آتٍ بأبناءٍ كثيرين إلى المجد، أن يُكمِّل رئيس خلاصهم بالآلام (عب2: 9، 10).
إن المجد الذي تكلل به السيد المسيح في آلامه، هو مجد الحب والبذل والعطاء والفداء، ومجد رئاسة الكهنوت في تقديم ذبيحته الخلاصية كرئيس للخلاص، وكقائد لمسيرة المفديين في طريقهم نحو المجد السمائي. ولكن ينبغي أن نلاحظ أن عبارة "الذي وضع قليلًا عن الملائكة، يسوع" التي وردت في النص السابق قد ورد قبلها في نفس الرسالة إلى العبرانيين عن صعود السيد المسيح إلى المجد "صائرًا أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسمًا أفضل منهم" (عب1: 4).
فالمسيح الذي "أخلى نفسه" هو هو نفسه "الذي رفع في المجد".

مجد وكهنوت السيد المسيح
مجد المسيح الأزلي

مجد المسيح الأزلي هو واحد فيه مع الآب ومع الروح القدس. هو مجد الثالوث القدوس الذي نسبحه في الكنيسة ونعطيه " الذوكصا" ونقول: (المجد للآب والابن والروح القدس).
عن هذا المجد قال الرب: "ومجدي لا أعطيه لآخر" (إش42: 8). لذلك لا يمكن لأي أحد آخر أن يشارك الثالوث القدوس في هذا المجد. ولا تنطبق عليه عبارة السيد المسيح عن رسله القديسين "وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني" (يو17: 22).
مجد وكهنوت السيد المسيح
مجد رئاسة الكهنوت

هذا المجد الذي منحه السيد المسيح لرسله القديسين، يترتب عليه سلطان التعليم في الكنيسة ومقاومة البدع والهرطقات، وسلطان الحل والربط والتشريع في الكنيسة من خلال المجامع المقدسة. وكذلك سلطان الحكم في المجالس الإكليريكية، وسلطان إقامة الرتب الكنسية مثل سيامة الأساقفة بيد الآباء البطاركة ومعهم الأساقفة، وسيامة الآباء الكهنة بواسطة الأساقفة وكذلك سيامة الشمامسة وتدشين الكنائس والأواني المقدسة. وسلطان وضع اليد قد منحه الرب للرسل وخلفائهم باعتبار أن الأسقف هو وكيل الله. لهذا قال معلمنا بولس الرسول: "يجب أن يكون الأسقف بلا لوم كوكيل الله" (تى1: 7).
مجد وكهنوت السيد المسيح
كهنوت السيد المسيح

يقول معلمنا بولس الرسول عن رئاسة الكهنوت: "ولا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه، بل المدعو من الله كما هارون أيضًا. كذلك المسيح أيضًا لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة، بل الذي قال له: أنت ابني أنا اليوم ولدتك" (عب5: 4، 5، انظر مز 2: 7).
إذن فقد أخذ السيد المسيح مجد رئاسة الكهنوت من الآب السماوي لأن بولس الرسول يقول: "لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة بل الذي قال له أنت ابني".
ومجد رئاسة الكهنوت الذي للسيد المسيح قد أشرنا إليه سابقًا في تفسير عبارة "وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني" (يو17: 22) التي قالها السيد المسيح للآب في ليلة آلامه عن عطيته لرسله الأحد عشر والتي أخذها من الآب في إرساليته الخلاصية.
وقد استطرد القديس بولس الرسول في كلامه السابق فأشار إلى أن كهنوت السيد المسيح هو على رتبة ملكي صادق وليس على رتبة هارون فقال: "مدعوًا من الله رئيس كهنة على رتبة ملكي صادق" (عب5: 10).
هكذا أيضًا كهنوت الآباء الرسل وخلفائهم من الآباء البطاركة والأساقفة هو على رتبة ملكي صادق، لأنهم يقدّمون ذبيحة الإفخارستيا (أي سر الشكر) بالخبز والخمر، والتي هي نفسها ذبيحة الصليب، ولكن تحت أعراض الخبز والخمر،ولا يقدّمون الذبائح الحيوانية الخاصة بالكهنوت الهاروني.
وهذا ما أوصاهم به السيد المسيح في ليلة آلامه عن تقديم جسده ودمه الأقدسين "اصنعوا هذا لذكرى" (لو22: 19، 1كو11: 24).
إن ملكي صادق حينما خرج لملاقاة إبراهيم قدّم خبزًا وخمرًا، ولم يقدم ذبيحة حيوانية وأعطاه إبراهيم عشرًا من كل شيء. وقد ورد ذلك في سفر التكوين كما يلى:
"وملكي صادق ملك شاليم أخرج خبزًا وخمرًا. وكان كاهنًا لله العلى. وباركه، وقال: مبارك أبرام من الله العلى مالك السماوات والأرض. ومبارك الله العلى الذي أسلم أعداءك في يدك. فأعطاه عُشرًا من كل شيء" (تك14: 18-20).
إن مجد رئاسة كهنوت السيد المسيح يرتبط ارتباطًا واضحًا بتقديم ذبيحة الإفخارستيا التي صنعها السيد المسيح وأمر تلاميذه أن يصنعوها. والتي هي نفسها ذبيحته الخلاصية على الصليب وتستمد وجودها وفاعليتها من حقيقة الصليب فوق الجلجثة، إذ هي امتداد لذبيحة الصليب عبر الزمان في ليلة الآلام وإلى مجيء الرب الديان.
لهذا اهتم القديس بولس الرسول في أكثر من موضع بإبراز رئاسة كهنوت السيد المسيح أنها على رتبة ملكي صادق "مدعوًا من الله رئيس كهنة على رتبة ملكي صادق" (عب5: 10 انظر أيضًا عب6:20).
ولا يخفى على أحد بالطبع أن كهنوت السيد المسيح هو كهنوت أبدى. فخدمته الكهنوتية مستمرة عبر الأجيال إذ أنه يشفع فينا بذبيحته الخلاصية إلى آخر الزمان. "إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا" (1يو2: 1، 2).
لقد دخل السيد المسيح إلى المقادس السماوية "حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا صائرًا على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة إلى الأبد" (عب6: 20).
إنه شيء رائع أن نرى الكنيسة المقدسة وهى أيقونة للسماء على الأرض مثلما رآها يعقوب أب الآباء مثل سلم منصوب على الأرض ورأسه يمس السماء والرب واقف بجلاله المخوف والملائكة صاعدين ونازلين على السلم (انظر تك 28: 12، 13، 17).
إن السماء تكون مفتوحة أثناء القداس الإلهي والسيد المسيح حاضر بجسده ودمه على المذبح سرائريًا بنفس ذبيحته الخلاصية التي بها يشفع فينا شفاعة كفارية أمام الآب السماوي.
والملائكة الذين كتب عنهم أنهم خدام العتيدين أن يرثوا الخلاص يكونون في حالة صعود ونزول أثناء القداس يرفعون صلواتنا، وينزلون بالبركات السمائية، ويشاركون معنا تسبيح الحمل الذبيح وشكر الآب على محبته غير المحدودة.
حقًا إن الكنيسة هي بيت الملائكة لأن الرب قد صالح السمائيين مع الأرضيين، كقول بولس الرسول عن ذلك "لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الأرض في ذاك الذي فيه أيضًا نلنا نصيبًا معينين سابقًا" (أف1: 10، 11).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أن ثوب السيد المسيح هو الكنيسة، لهذا عندما تجلَّى السيد المسيح
فمن يكون مع السيد المسيح سيكون السيد المسيح معهُ
نلت نعمه موسى ... وكهنوت هارون ... وحكمه سليمان بنيوت افا كيرلس
الفرق بين كهنوت لاوى وكهنوت المسيح
أحلام الأقباط والبابا الجديد..علمانية وكهنوت وبناء كنائس


الساعة الآن 11:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024