|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لئلا تدوسها بأرجلها من عادة الناس أن تحترم المقدسات إذا احترمتها الكنيسة. وتستخف بالمقدسات إذا استخفت بها الكنيسة. لذلك قال عالي الكاهن لبنيه: "تجعلون شعب الرب يتعدون" (1صم2: 24) وقيل عن تأثيرهم على الشعب أن "الناس استهانوا تقدمة الرب" (1صم2: 17). إذا لم يحترم الشعب المقدسات فإنهم يدوسونها بأرجلهم عوضًا عن أن يضعوها على رؤوسهم. والمعروف أن خميرة صغيرة تخمّر العجين كله. لذلك قال الكتاب "اعزلوا الخبيث من بينكم" (1كو5: 13). ومهما تحملت الكنيسة في سبيل إبعاد المخطئين عن شركة الكنيسة، فإنه أكرم لها أن تحتمل هجومهم عليها والتشهير بها باطلًا حتى ولو في الصُحف، من أن تسمح لغير المستحقين بأن يدوسوا المقدسات بأرجلهم. إن أمثال هؤلاء يمزقون أنفسهم بأنفسهم بهجومهم على كنيستهم التي تسعى إلى تقديس الجماعة بالتوبة والسلوك في مخافة الرب. وسوف تتبدد مؤامراتهم على الكنيسة باعتبارهم خارجين عنها. أما إذا أُعطى لهم القدس وداسوه بأرجلهم، فإنهم يلتفتون إلى الكنيسة ويمزقونها تمزيقًا حقيقيًا بنشر الفساد داخل الكنيسة. وسواء أطلق المدافعون عن هؤلاء الناس على أنفسهم أنهم جبهة الإصلاح الكنسي، أو أطلقوا على أنفسهم أي اسم آخر، فإنهم ينكشفون في النهاية أنهم هم دعاة التسيب ودوس المقدسات داخل الكنيسة. كيف يطلق على نفسه أنه يسعى للإصلاح من يرفض الإصلاح، ويهاجم المحاكمات الكنسية للمخطئين غير التائبين في الكنيسة؟! ويتساءل هؤلاء قائلين: من يحكم على توبة الإنسان؟ ونجيب على ذلك بأن الكنيسة في كل تاريخها ومنذ العصر الرسولي قد حكمت على توبة أعضائها،لذلك قال السيد المسيح لتلاميذه من الرسل القديسين: "من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو20: 23) ومن تم إمساك خطاياه عليه لعدم توبته فلا يمكن أن تطلب الكنيسة له الغفران في الصلاة على المنتقلين. لأن من أمسكت عليه الكنيسة خطاياه فكيف تمسكها عليه وفي الوقت نفسه تطالب الله بغفرانها له. لا يمكن -كما أشار قداسة البابا شنودة الثالث أطال الله حياته- أن تتناقض الكنيسة مع نفسها بهذه الصورة في صلاتها أي في علاقتها مع الله الذي أوصاها بحفظ المقدسات. |
|