|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح الإله الوحيد الأزلي والكائن قبل الأزمنة الأزلية وَمُنْذُ الأَزَلِ لَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُصْغُوا "وَمُنْذُ الأَزَلِ لَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُصْغُوا. لَمْ تَرَ عَيْنٌ إِلَهًا غَيْرَكَ يَصْنَعُ لِمَنْ يَنْتَظِرُهُ" (إش64: 4)، هذه العبارة تشير إلى ما قاله السيد المسيح لرسله القديسين: "إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَارًا كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا" (مت13: 17). وعبارة "منذ الأزل" معناها هنا منذ الزمان القديم ولكنها في مواضع أخرى تعنى قبل كل الدهور. وقد أورد القديس بولس الرسول "الأزل" بمعنى "الزمان القديم" حينما تكلّم عن وجود السيد المسيح -بحسب لاهوته- قبل كل الدهور إذ قال: "بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ" (2تي1: 9)، ومعناها قبل الأزمنة القديمة. فعبارة "قبل الأزمنة الأزلية" تساوى عبارة "قبل كل الدهور". بمعنى أن السيد المسيح كائن قبل الأزمنة الأزلية، أي قبل الأزمنة القديمة وقبل بداية الزمن لأنه فوق الزمن وغير زمني بولادته من الآب قبل كل الدهور. ولكن مفهوم الوجود الإلهي قبل الزمن وفوق الزمن وخارج نطاق الزمن هو مفهوم لاهوتي وتعبير دقيق لم يستخدم في العهد القديم لأنه فوق فهم الناس فكان تعبير "القديم الأيام" (دا 7: 9) هو التعبير البسيط الذي يفهمه العامة، وكذلك تعبير "منذ الأزل" كان يشير إلى نفس الحقيقة وهي أن الله أزلي وكائن قبل الأكوان. وقد اختار الله لنفسه اسم "يهوه" بمعنى "الكائن" وقال لموسى عندما سأله عن اسمه الخاص: "أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ" (خر3: 14)، أي "أنا أكون الذي أكون" أو "أنا هو الذي أنا هو" بمعنى أنه كائن بالضرورة وكائن على الدوام وكائن في كل زمان ومكان. وقال عن نفسه في سفر الرؤيا: "الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي" (رؤ1: 8). أي أنه كائن في الحاضر وفي الماضي وفي المستقبل لأنه لا يحده زمان كما لا يحده مكان. لَمْ تَرَ عَيْنٌ إِلَهًا غَيْرَكَ يَصْنَعُ لِمَنْ يَنْتَظِرُهُ فبما أن الرسل قد أبصروا السيد المسيح وهو الله الظاهر في الجسد لذلك تغنى بولس الرسول وقال: "وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" (1تى3: 16). S وعندما قال فيلبس الرسول للسيد المسيح: "يَا سَيِّدُ أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا" (يو14: 8) أجابه السيد المسيح: "اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ" (يو14: 9). بمعنى أن السيد المسيح كما قال معلمنا بولس الرسول هو "صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ" (كو1: 15). وربما يقول البعض إن آلهة الوثنيين كانت منظورة في الأصنام أو حتى من الكائنات الحية مثل عجل أبيس أو أباطرة الرومان. ولكن إشعياء النبي يؤكد "لَمْ تَرَ عَيْنٌ إِلَهًا غَيْرَكَ يَصْنَعُ لِمَنْ يَنْتَظِرُهُ" (إش64: 4). ما فائدة رؤية الآلهة الوثنية للمصريين التي هزأ منها موسى النبي في الضربات العشرة كما قال له الله: "وَأَصْنَعُ أَحْكَامًا بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا الرَّبُّ" (خر12: 12). كذلك لم يستطع الإله "داجون" أن يخلّص نفسه عندما وضع الوثنيون "تابوت العهد" أي تابوت إله موسى في معبده، وفي اليوم التالي "إِذَا بِدَاجُونَ سَاقِطٌ عَلَى وَجْهِهِ إلى الأَرْضِ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ, فَأَخَذُوا دَاجُونَ وَأَقَامُوهُ فِي مَكَانِهِ وَبَكَّرُوا صَبَاحًا فِي الْغَدِ وَإِذَا بِدَاجُونَ سَاقِطٌ عَلَى وَجْهِهِ عَلَى الأَرْضِ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ وَرَأْسُ دَاجُونَ وَيَدَاهُ مَقْطُوعَةٌ عَلَى الْعَتَبَةِ. بَقِيَ بَدَنُ السَّمَكَةِ فَقَطْ" (1صم5: 3، 4). هل أي إله آخر غير الله يستطيع أن يُخلّص البشر من الموت الأبدي أو حتى الموت الجسدي؟!! كان لقدماء المصريين آلهة لحراسة الموتى مثل الإله "أنوبيس" الذي رأسه رأس كلب أسود ولكن لم يوجد إله أقام موتاهم. إن السيد المسيح-هو الله الظاهر في الجسد أي الابن والوحيد الجنس كلمة الله المتجسد- لم يصنع المعجزات فقط بل أعطى تلاميذه سلطانًا أن يصنعوا المعجزات مثله،حتى أنه أعطاهم سلطانًا أن يخرجوا الشياطين وهو الأمر الذي لم يحدث منذ بداية الخليقة على الأرض. وقال السيد المسيح لليهود: "إن كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ" (لو11: 20). لقد انتظرت البشرية مجيء السيد المسيح وكان هو مشتهى الأجيال، لذلك فحينما دخلت السيدة العذراء بالسيد المسيح بعد ولادته منها بأربعين يوم، وقفت حنة نبية بنت فنوئيل "وَتَكَلَّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ الْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيمَ" (لو 2: 38). حقًا يا ربنا يسوع المسيح "لَمْ تَرَ عَيْنٌ إِلَهًا غَيْرَكَ يَصْنَعُ لِمَنْ يَنْتَظِرُهُ" (إش 64: 4). ولم يظهر السيد المسيح فقط في الجسد، ولكن كعربون للتجسد ظهر مرارًا كثيرة في العهد القديم مثل ظهوره لأبينا إبراهيم عند بلوطات ممرا مع الملاكين.. ومثل ظهوره لأبينا يعقوب ومباركته له عند طلوع الفجر، ومثل ظهوره لموسى في العليقة عند جبل سيناء، ومثل ظهوره لجدعون تحت البطمة، ولمنوح والد شمشون وقال له: "لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي وَهُوَ عَجِيبٌ" (قض13: 18).. وكثير من الظهورات في العهد القديم حتى أن السيد المسيح قال لليهود: "أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ" (يو8: 56). ولكن قال معلمنا بولس الرسول عن هابيل الصديق وعن الآباء البطاركة الأولين إبراهيم وإسحق ويعقوب وعن سارة جدة السيد المسيح: "فِي الإِيمَانِ مَاتَ هَؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ" (عب11: 13). إن كان البعض قد نظروا السيد المسيح في ظهورات في العهد القديم كعربون وإشارة إلى تجسده في ملء الزمان؛ ولكن سمعان الشيخ قال حينما حمل السيد المسيح وهو طفل على ذراعيه: "الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ.. نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ وَمَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ" (لو2: 29-32). فهناك فرق كبير بين انتظار حلول الله في وسطنا وحلوله بالفعل حينما تجسد وخلصنا بصليبه المحيى وأعطانا الحياة.. فمجدًا لإلهنا إلى أبد الدهور. |
|