|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عبر ثعلب علي قطٍ وكلبٍ فوجدهما يتشاجران وبجوارهما قطعة جبن كبيرة، فاشتهي الجبن. في هدوء سألهما عن سبب المعركة. قال القط: "لتحكم بيننا يا أيها الثعلب العزيز، فقد سرقت قطعة الجبن من سيدتي صاحبة المنزل، وأتيت بها إلي الطريق لكي أتمتع بها وحدي. وإذ رآني هذا الكلب النهم أراد أن يخطفها مني، قائلًا إنها ليست ملكي، وأنني إذ سرقتها فمن حقه أن يخطفها مني".... قاطع الكلب حديث القط وقال للثعلب: "ألا تري أيها الثعلب العادل أن هذا القط لا يستحق قطعة الجبن لأنه سرقها، فمن حقي أن أخطفها منه؟" عندئذ تدخل الثعلب قائلًا: "لا تتنازعان فإنكما أخوان، إني أري أن أقسمها بينكما بالتساوي، فتشتركا معًا في قطعة الجبن". وافق القط والكلب علي ما حكم به الثعلب، فأمسك الثعلب قطعة الجبن وقطعها وأعطي للقط جزءً والجزء الآخر للكلب. تطلع الكلب إلي قطعة الجبن التي بين يدي القط وقال للثعلب: "ألا تري أن القط وهو أصغر مني حجمًا قد نال قطعة أكبر مني. هذا ليس عدلًا!" هزَّ الثعلب رأسه وقال للكلب: "إنك علي حق، وامسك بقطعة الجبن التي في يديّ القط وأكل جزءً منها وسلمها للقط". لكن القط تطلع إلي قطعة الجبن التي بين يدي الكلب وقال للثعلب: "أنا الذي أحضرت قطعة الجبن وكان يمكن أن تضربني سيدتي ومع ذلك فقطعة الجبن التي بين يديّ الكلب أكبر من التي لدي!" للمرة الثانية هزَّ الثعلب رأسه موافقًا علي رأيه ثم أكل جزءً من القطعة التي لدى الكلب. عاد الكلب يتطلع إلي قطعة الجبن التي في يدي القط متذمرًا... وهكذا بدأ الثعلب يأكل من هذه القطعة وتلك حتى أكل القطعتين تمامًا ولم يذق القط ولا الكلب الجبن وانصرفا خائبين. "محبة المال (الطمع) أصل كل الشرور، الذي إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة" (1تيموثاوس 8:6-10) إذ يتسلل الطمع إلى القلب يحطم الكثير من الفضائل مثل التواضع والمحبة والطاعة والشكر، فيصير الإنسان جاحدًا متذمرًا، جامدًا، أنانيًا، كما يُفقد النفس استقرارها الداخلي. |
|