صوت دم أخيك صارخ إليَّ
هذا الدم الذكي الذي سُفِك يصرخ إلى الله. صوت دم أخيك صارخ إلىَّ. هل تظن أن الله يترك الأمور تسير على هويتها، وكل إنسان يرتكب ما شاء من المظالم والشرور، وكأن الله غير موجود في الكون؟! هذا الظلم المرحلي له حسابه، وكما يقول الكتاب "وَلَكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ واسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ" (رو2: 5)، "أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟" (رو2: 4).
هذا الإله لا يهمل إطلاقًا ولا يتنازل عن مسئوليته كضابط للكون، وكحاكم بين المخلوقات، وكمنصِف للمظلومين، وكديان للظالم والمتجبر والمستبد... يقول الكتاب "بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ!" (عب11: 4). هابيل قدم بالإيمان قربانًا مقبولاً أمام الله ولكنه وإن مات يتكلم بعد بهذا الإيمان، أما قايين فكان حيًا في ذلك الوقت ولكن ليته كان ميتًا، بل نقول ليته لم يولد على الإطلاق.