![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عمرو موسى لـ"السفير"
![]() بدا رئيس «لجنة الخمسين» عمرو موسى حاسماً في توقعاته بشأن ترشّح المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة المصرية. «هل ستخوض السباق الرئاسي في حال عدم ترشح المشير؟»، سألت «السفير» الديبلوماسي والسياسي المخضرم، فأجاب: أعرف جيداً أنه سيترشح، مغلقاً بذلك الباب، أمام اي احتمال آخر في المشهد المصري. وأضاف في الحوار الذي أجرته معه «السفير»، عشية الزيارة التي يبدأها اليوم للبنان للمشاركة في «ملتقى لبنان الاقتصادي»، والتي تستغرق يومين، يلتقي خلالهما عدداً من السياسيين اللبنانيين، تحدث موسى عن الأوضاع الراهنة في مصر، ومستقبل الصراع في سوريا، وتداعياته الاقليمية، وفي الآتي نصّه: من وزارة الخارجية، إلى رئاسة «لجنة الخمسين»، مرورا بجامعة الدول العربية، وانتخابات الرئاسة العام 2012 وغيرها... أي من تلك المحطات كانت الأهم في مسيرتك السياسية؟ كل محطة من تلك المحطات كانت الأهم في وقتها... كل هذه المحطات كانت مهمة ولا أستطيع التقليل من أهمية أي منها، أو تفضيل واحدة منها على الأخرى. كنت رئيساً لـ«لجنة الخمسين» التي وضعت الدستور المصري الجديد، وقد حظي هذا الدستور بغالبية كاسحة في الاستفتاء الأخير، ولكن هناك ما يؤخذ عليه مثل محاكمة المدنيين عسكرياً. ÷ الدستور حظي بالغالبية والتقدير من قبل الشعب لأنه تضمن أبواباً ومواد تتعلق بالحقوق والحريات الخاصة بالمواطنين غير مسبوقة في تاريخ مصر. وقد حدد هذا الدستور صلاحيات مختلف السلطات والهيئات الرقابية وأجهزة الدولة، وتحدث بالتفصيل عن موضوع الإدارة المحلية وانتخاب العمد والمحافظين، وأعطى المرأة حقوقها، ونص عليها بوضوح. أما في ما يتعلق بالمواد التي كانت خلافية، فإن الدستور كان حاسماً في إلغاء نسبة الـ50 في المئة للعمال والفلاحين في البرلمان، وكان حاسماً كذلك في عدم إدراج المادة 219، التي خلطت بين الدين والدولة، وكان واضحاً في المواد المتعلقة بالقوات المسلحة، سواء مادة وزير الدفاع الذي وضع له فترة انتقالية محددة، أم المادة الخاصة بالقضاء العسكري. وفي ما يتعلق بالقضاء العسكري، لا بد من ان أشير إلى أن المادة الخاصة بها نصت في بدايتها على أنه «لا تجوز إحالة المدنيين للقضاء العسكري» أي أن الأصل هو عدم جواز محاكمة المدنيين عسكرياً، أما الاستثناء فقد حدد له الدستور حالات خاصة بوضوح، وهي الاعتداء المباشر على منشآت أو آليات أو أفراد القوات المسلحة أثناء تأديتهم مهامهم. } هناك من يرى أن الاستفتاء على الدستور قد جرى في مناخ غير ديموقراطي، حيث منعت الدعاية للتصويت بـ«لا» فيما تم تسهيل الدعاية لمصلحة الـ«نعم»؟ ÷ لا استطيع أن أنفي وقوع تجاوزات. ولكنني أؤكد أنه كانت هناك مناقشات غنية حول الدستور، وأنا شاركت في برامج تلفزيونية، كان النقاش فيها يدور بين نعم ولا، وكان هناك من يدافع عن لا. ثمة تجاوزات، ولكنها لم تكن القاعدة، ولا كانت مؤثرة في النتيجة النهائية للاستفتاء، والإقبال الشعبي على الصناديق كان واضحاً، والنسبة كانت واضحة لمصلحة قبول الدستور. } ولكن عقب إقرار الدستور مباشرة، وقعت انتهاكات بالغة له، تمثلت في التعذيب والاعتقالات برغم مواد الحريات التي تحدثتَ عنها؟ ÷ أرفض تعبير «انتهاكات بالغة»، فكل انتهاك للدستور مهما كان بسيطاً هو مسألة مهمة، وأي خرق للدستور يمثل خطراً. لكننا نتحدث اليوم، ولم يمض سوى شهر ونصف الشهر على إقرار الدستور، والإجراءات الرئيسية التي وضعها الدستور ما زالت تتم، مثل الانتخابات الرئاسية. تطبيق الدستور نفسه يرتبط بالقوانين المكملة له، وهي لم توضع حتى اليوم، لأنه لا يوجد برلمان بعد. أتصور أن أول ما سيقوم به البرلمان هو وضع القوانين المكملة للدستور، وتلك المنفذة للدستور. وهذه هي البداية الفعلية لتطبيق الدستور. ومع ذلك أرى أنه منذ الآن يجب التعامل بروح الدستور التي تحترم الحريات وحقوق الإنسان إلى أن يتم تفعيل ذلك عبر القوانين المكملة والمؤسسات المنتخبة، وهذا هو الاتجاه الذي أراه يتحقق. } الكثير من الكلام يتداول عن دورك في الانتخابات الرئاسية المقبلة... ماذا تقول أنت؟ ÷ توقعي أن المشير عبد الفتاح السيسي سيترشح للرئاسة. أقول ذلك من منطلق اليقين وليس مجرد توقعات، وقد استخدمت هذا التعبير بالضبط سابقاً، وكان ذلك عقب لقاء مع المشير السيسي منذ ثلاثة أسابيع. وما زلت أرى أنه سيترشح، وان ذلك سيتم خلال النصف الأول من آذار الحالي. } ما هو دورك في الحملة الانتخابية للسيسي؟ ÷ أنا مؤيد لترشح المشير السيسي، وأرى أنه الخيار السليم في هذه المرحلة. البلد في حالة فوضى ويواجهه الكثير من التحديات. ولذا نحن نريد رئيساً يفهم ما هي الدولة، وسبق أن تولى مناصب قيادية. وكانت له مواقف مشهودة. والمشير، كما يُتوقع، سيترشح باعتباره قائداً سابقاً، لا بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، وهو يحظى بتأييد واسع في الشارع. لكل ذلك، أنا أرى أننا نحتاجه في هذه المرحلة. ولذلك، سأكون بجانبه في هذه الانتخابات. } كيف ستكون بجانبه؟ ÷ بالسبل التي أراها ممكنة } كأمين عام سابق لجامعة الدول العربية، ومن خلال علاقاتك العربية الواسعة، هل ستدعم السيسي على الساحة العربية؟ ÷ نعم، بعد زيارتي للبنان، سأزور الكويت والأردن والبحرين وسألتقي بعد ذلك مسؤولين من دول عربية أخرى، وسأطرح وجهة نظري كمؤيد للمشير السيسي لرئاسة الجمهورية، خاصة في ظل الدستور الذي أقر، وأتوقع من السيسي الكثير في فترة رئاسته. أتوقع الجدية والوضوح والحسم. } هل زياراتك العربية تسعى لتوفير الدعم المالي من الدول المانحة لمصر في حالة ترشح السيسي؟ ÷ إطلاقاً، هذه أمور لا أتطرق إليها، ولا أذهب لحشد دعم أو تأييد. أنا أعرض رأيي السياسي، وأتحدث فقط عن دعمي وتأييدي للمشير، وأشرح طبيعة الوضع في مصر وما تحتاجه، ولا شأن لي بالدعم المالي. } إذا لم يترشح السيسي هل ستترشح للرئاسة؟ ÷ أعرف جيدا أنه سيترشح. } ما سبب تأخر إعلان ترشح المشير؟ ÷ ترتيبات خاصة بالقوات المسلحة لا أعرف تفاصيلها بالضبط، واستعدادات معينة، وخلال أيام سيتم الإعلان. } كيف ترى دورك في الفترة المقبلة؟ ÷ دوري كما هو مواطن على وعي بالظروف في مصر أستطيع أن أقدم المشورة والمساعدة متى طلب مني ذلك. } طرح اسمك مديراً لحملة السيسي ورئيساً للحكومة في حال فوز المشير... هل هذا صحيح؟ ÷ البلد مليء بالشائعات، وليست كلها صحيحة... دوري كما أؤكد دائماً: مواطن ومستعد لخدمة بلده. } كيف ترى مصير جماعة «الإخوان المسلمين» بعد الثالث من يوليو؟ وهل يمكن لجماعة استمرت 80 سنة في الحياة المصرية أن تختفي؟ ÷ الدستور المصري لم يقص أحداً: لا منظمة ولا حزباً ولا مواطناً. من يريد أن يدخل العملية السياسية سيجد الأبواب مفتوحة أمام الجميع. ويمكن الاستناد إلى هذه الحرية الكبيرة التي منحها الدستور لكل التوجهات بلا شروط سوى العمل في إطار الدستور الذي سينظم حقوق كل المواطنين على حد سواء. الدخول في العملية السياسية قرارهم هم. } البعض يرى أن تكلفة الدم كانت باهظة وأنه كان يمكن تجنبها... هل تؤيد ذلك؟ ÷ كنا جميعاً نأمل في أن نتجنب العنف، وألا نفقد أي مصري مهما كان اتجاهه. ولكن يجب أيضا أن يحترم القانون، ولا يجب السماح لأحد بأن يحدث ذعراً بين المواطنين أو ارهاباً لهم. } هل لـ«جبهة الإنقاذ» دور في الفترة المقبلة؟ ÷ نعم جبهة الإنقاذ ستظل قائمة، وسندعمها جميعاً باعتبارها تجمعاً سياسياً يضم الوسط السياسي المصري من اليمين إلى اليسار، وسيكون لها دور في الانتخابات المقبلة، خاصة الانتخابات البرلمانية، وستسمع قريباً عن إجراءات، ليس فقط لاستمرارها، ولكن لدعمها وتقويتها. } ولكنها منقسمة حول انتخابات الرئاسة؟ ÷ لقد تجنبنا مناقشة الانتخابات الرئاسية في الجبهة ولكن الفرصة كبيرة في الانتخابات البرلمانية. } كيف ترى مسار الأزمة السورية اليوم وتأثيرها في محيطها؟ ÷ تأثير المسألة السورية في محيطها أمر مؤكد. وبالتأكيد سيكون هناك تأثير سلبي في الدول المحيطة بسوريا، سواء من الناحية الإنسانية، أم من ناحية انتشار الإرهاب، أو من ناحية الخراب والاضطراب. المسألة السورية عولجت منذ البداية بشكل غير سليم، وبالذات من قبل الدول الكبرى. وفي العادة، فإن الدول الكبرى، وعلى رأسها الدول الغربية، تجيد عملية إدارة الصراع، ولكنها لا تجيد حل النزاع، وهو ما تبدّى في مؤتمر جنيف. الأمر يكاد يكون مقتصرا على دولتين عظميين، هما: الولايات المتحدة وروسيا، ودولتين إقليميتين هما: تركيا وإيران. ولا يوجد طرف عربي فاعل في العملية السياسية. لذا، أرى أنه بدلا من جنيف، وبدلا من الاستقطاب الجاري، يجب ضم السعودية ومصر إلى مائدة مستديرة تضم الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا ــ ممكن يكون فيه الأمم المتحدة ــ ولكن يجب أن يكون هذا هو القلب الرئيسي لمناقشة الأزمة السورية وتأثيراتها الإقليمية وسبل حلها. } هل ترى لنظام الرئيس بشار الأسد دوراً في المستقبل السوري؟ وهل يوجد حل في وجوده؟ ÷ الأمر كله يتوقف على نتائج المفاوضات التي يجب أن يكون العرب جزءًا منها. حتى الآن، العرب ليسوا جزءًا من الحركة السياسية الفاعلة في الوضع السوري، ولكنهم جزء مهم في الوضع الإنساني للسوريين الذين لجأوا إلى عدد من البلدان العربية بأعداد كبيرة. } ما يحدث في سوريا عمّق الانقسام في لبنان. كيف ترى مستقبل لبنان في ظل ما يحدث في سوريا؟ ÷ أي شيء يحدث في سوريا يؤثر في لبنان، والجديد في أن ما يحدث في سوريا له تأثير يصل إلى أبعد من لبنان. } ولكن هل توجد خطورة خاصة على لبنان؟ ÷ لبنان دائماً في دائرة خطر. رأينا من قبل أن التأثيرات العربية والإقليمية والخارجية في لبنان أصبحت عميقة وشاملة. فما بالك بالاضطراب في سوريا التي تجمعها بلبنان علاقة خاصة. الوجود العربي الفاعل على مائدة الحوار السورية هو ما يمكن أن يحافظ على لبنان وأمنه. } الخطر التقليدي على مصر كان يأتي من الشرق. كيف تنظر إلى الأمن القومي المصري اليوم في ظل تدهور الوضع الليبي غرباً، وأزمة حوض النيل جنوباً، ناهيك عن استمرار الخطر من الشرق؟ ÷ الأمن القومي المصري مهدد، وكذلك الأمن القومي العربي. ثمة تهديدات جديدة لم تكن موجودة من قبل، وكانت إرهاصاتها منذ بداية طرح سيناريو الفوضى الخلاقة في العقد الأول من القرن الحالي. وقد أساءت بعض الدول في المنطقة إدارة الأمور. اليوم أصبح لدينا التغيير عبر ما أسموه «الربيع العربي»، وهذا التغيير يحدث موجات من الاضطراب الداخلي والإقليمي ومشاكل مرتبطة بإعادة ترتيب المنطقة والأمن الإقليمي، ودخول إيران وتركيا، وتوازنات جديدة، وطرح زوايا جديدة للأمن الإقليمي. ونحن في هذا الإطار نجد إرهاصات النظام الإقليمي الاقتصادي بتدخل بعض الدول العربية ــ وبالذات السعودية والإمارات والكويت ــ لدعم دولة عربية في مواجهة أخطار دولية واقتصادية. يضاف إلى ذلك قضية فلسطين، وقد قلتُ مراراً إنها لن تذوب، وستظل محدداً لمستقبل المنطقة وأمنها مهما كان الأمر. هذه الظروف يجب أن تؤدي إلى تشكيل موقف رصين من تلك القضايا التي تشكل في مجملها تحديا إقليميا كبيرا وليس فقط ثنائيا بين هذه الدولة وتلك. } إلى أين تتجه التحالفات الاستراتيجية التي استمرت أكثر من ربع قرن في المنطقة؟ ÷ التحالفات تتغير طبعا، ولا يمكن التنبؤ اليوم بملامح تلك التغيرات وطبيعة التحالفات المقبلة. ولكن يمكن القول أن الدول العربية مهددة تهديداً ثلاثياً. التهديد الأول هو الاضطراب الناجم عما يسمى بالفوضى الخلاقة. التهديد الثاني هو عدم تفهم ضرورة التغيير وعناصره ومتطلبات القرن الحادي والعشرين. والتهديد الثالث هو النظام الجديد في العالم، كيف سيتطور، وعلاقتنا به كيف ستكون. العرب لم يجلسوا معا لتدارس تلك المتغيرات وما العمل فيها. } وعلى تخوم العالم العربي هناك الأزمة الأوكرانية كيف تراها تؤثر إقليميا؟ ÷ تأثيرها سيكون بشكل خاص على العلاقات الأميركية ــ الروسية، وربما تؤثر أيضاً في أدوارهما الإقليمية، ومواقفهما تجاه الشرق الأوسط. والسؤال هل ستؤدي هذه الأزمة إلى إعادة تموضع لهما في المسألة السورية أو المنطقة العربية؟ بمعنى أن يخسر أيهما في أوكرانيا فيعوض خسارته في المنطقة؟ العرب أضعف اليوم من أن يؤثروا في ما يحدث في أوكرانيا، رغم أنها على تخومنا، ولكنها في ما أعتقد ستؤثر فينا. الفجر |
![]() |
|